ولما كان الموت تغّير حال ليس إلا، ورجوعاً إلى عالم الغيب -فإنه تنكشف للإنسان- بموته- أشياء كثيرة من المغيبات التي سُترت عن حواسه. ولذلك يقال له -كما أخبرنا القرآن-: )لقد كنت في غفلة من هذا، فكشفنا عنك غطاءك، فبصرك اليوم حديد(. فالمعنى “أن البصر يحتد عند الموت فيعاين العبد جميع ماينتهي أمره إليه، وهو اليقين المشار إليه بقوله: (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين)”.
ولما كان العالم الآخر أجلّ وأكبر، فيه تنكشف للإنسان حقائق الوجود… مثّل السلف الدنيا بالنوم والموت بالاستيقاظ منه، فقالوا: “الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا”.. وكتب رجل إلى أخ له: “أما بعد، فإن الدنيا حلم والآخرة يقظة، والمتوسط بينهما الموت، ونحن في أضغاث أحلام، والسلام”.
وقال الغزالي في هذا المعنى أيضا: “ينكشف له بالموت ما لم يكن مكشوفا له في الحياة، كما قد ينكشف للمتيقظ ما لم يكن مكشوفا له في النوم“.
__________________
واجمل منك لم تراه قط عينا ... واطيب منك لم تلدا النساء
خلقت مبرءا من كل عيبا ... كأنك قد خلقت كما تشاء
اللهم صلي وسلم وبارك عليك ياحبيبي يارسول الله <span class="emoji-outer emoji-sizer"><span class="emoji-inner" style="background: url(chrome-extension://immhpnclomdloikkpcefncmfgjbkojmh/emoji-data/sheet_apple_32.png);background-position:95.94594594594594% 48.00235017626322%;background-size:5418.75% 5418.75%" data-codepoints="2665-fe0f"></span></span>
|