• وقد قسم العلماء مراحل عمر الانسان الى ثلاثة مراحل:
مرحلة الضعف الأولى: وتشمل الجنين والطفولة.
مرحلة القوة: وتشمل الأشد.
مرحلة الضعف والشيبة: وتشمل الشيخوخة وأرزل العمر (مرحلة التنكيس).
وعلى هذا يتفق الكثيرون على تعريف الشيخوخة بأنها مرحلة العمر التي تبدأ فيها الوظائف الجسدية والعقلية في التدهور بصورة أكثر وضوحاً مما كانت عليه في الفترات السابقة من العمر
في قوله تعالى وَمَن نُّعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِى الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُون) يس 68؛ يتضمن التعبير الإخبار بأسلوب معجز بليغ عن حالة عامة من التدهور والارتداد تتسع لتشمل كافة التغيرات الخفية للشيخوخة التي لم يعرف أحد عنها شيئًا عند التنزيل وكشفتها الدراسات العلمية حديثًا، والنص الكريم ورد ضمن منظومة من النصوص تعالج موضوع مراحل العمر عامة أو الشيخوخة خاصة في تكامل وائتلاف بلا اختلاف
إن الذين تخطوا سني عمرهم الخمسين أو فوق، يشعرون أن كل شيء فيهم يتغير ويهبط، ويتمرد على ذلك النظام الذي كان يسري في أجسامهم قبل ذلك، وكأمنا بصمات السنين قد تركت آثارها على ظاهرهم وباطنهم، فبشرة الجلد الغضة اللينة أصبحت متجعدة ومتهدلة، وتحولت سوداء الشعر إلى بيضاء، وبرزت عروق الأطراف، وضعف البصر وزاغ، وانخفضت كفاءة السمع، ونقصت معدلات الإسقلاب العامة
ولقد اختلفت الآراء كذلك في الوقت الذي تبدأ فيه الشيخوخة، وأوضحت دراسات عدة أن التقدم في السن، وبالتالي ظهور أعراض الشيخوخة سواء صحياً أو نفسياً أو عقلياً قد يبدأ في أي مرحلة من مراحل العمر … فالقدرات عامة تبدأ في التغير ابتداء من سن العشرين، ومن جهة أخرى فمن المعروف أن سن الشخص قد لا يكون بالضرورة متفقاً واحتفاظه بوظائفه البدنية.
وهكذا يدخل الجسم في مرحلة الضعف ببطء بعد أن ترك تلك المرحلة حيث كان طفلاً، ثم دخل في مرحلة القوة والشباب، حتى أن زاوية الفك السفلي تكون منفرجة عند الأطفال، ثم تصبح قائمة أو حادة عند الشباب، ثم تعود لتصبح منفرجة عند الكهولة كما كانت وقت الطفولة، وصدق الله إذ يقول ( الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفاً و شيبة ).
• و شيء آخر، هو أن خلايا الجسم تكون في حالة تجدد مستمر، عن طريق عمليات الهدم والبناء فتتغلب عمليات البناء أو التعمير في النصف الأول من حياة الإنسان ثم تتوازى عمليات البناء مع عمليات الهدم،
• و في النصف الأخير من الحياة تتغلب عمليات الهدم أو التنكس على عمليات التعمير وهذا ما يفسر لنا سرعة التئام الكسور والجروح عند الصغار، وبطئها عند المسنين، وهكذا تتضح لنا روعة هذه الآية القرآنية -(ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون ) سورة يس: 68 .
وهي تبين لنا حقيقة علمية ثابتة. و سنة حيوية تقوم عليها كل عمليات الكائنات الحية على الإطلاق . أما بالنسبة للخلايا العصبية والعضلية فإنها لا تتجدد، وكل خلية تموت يفقدها الجسم ويشغل النسيج الليفي مكانها.
• وإذا غصنا مع المجهر الإلكتروني إلى داخل الخلايا الهرمة، فإنه سيرينا ترسبات أطلق عليها بعض العلماء اسم أصباغ الشيخوخة، وهي مواد كيميائية غربية تتجمع في خلايا المخ والعضلات وتكسبها لوناً خاصاً، وهي عبارة عن بروتينات وأشباه بروتينات ودهون متأكسدة هذه المواد تتشابك أحياناً لتشكل شبكة على مر الأيام وكأنها خيوط العنكبوت التي تكبل الخلية وتسير بها إلى النهاية التي لا مفر منها، ألا وهي الموت.
• يوجد في جسم الإنسان 75 ترليون (ألف مليار) خلية ويقوم الجسم يومياً بتوليد المليارات من الخلايا. إن التدخين والكحول والإشعاعات الشمسية وتلوث الجو ببنزين السيارات وتلوث الطعام بالمواد الكيميائية والأسمدة ومبيدات الحشرات يؤدي إلى خلل في انقسام الخلايا (طفرات جينية ) مع تقدم العمر يحدث ضعف بهذا الجهاز مما يسمح بحدوث هذه السرطانات (ما يقارب 40% من الوفيات) تحدث بسبب أمراض القلب والشرايين و 25% بسبب السرطانات و15% بسبب الحوادث والالتهابات و10% أمراض وراثية
و لقد وجد العلماء أن معدل هذا التدهور يتراوح بين ( 0،5 ، ـ 3، 1 ) % في كل عام.
و كمثال، فإن القلب يقوم في الدقيقة الواحدة ( 70 ـ 80 ) عملية انقباض و استرخاء، وفي اليوم أكثر من مائة ألف انقباض، و في العام أكثر من (36)مليون انقباض واسترخاء، وفلنتصور ذلك العبء الذي يقوم به على مر السنين، إن كفاءته ستنخفض حتماً وبالتالي سينخفض معدل ورود الدم إلى الأنسجة الأخرى، والكلية التي تفرز مادة الرينين لتزيد ضغط الدم في محاولة منها لرفع معدل ورود الدم إليها وهكذا يدخل الجسم في حلقة مغلقة تؤدي لإصابة الإنسان بارتفاع الضغط عندما يتقدم في السن. إن هبوط كفاءة أي عضو هو انعكاس لهبوط كفاءة الوحدات التي تكونه، والوحدات الحيوية الوظيفية في أي عضو هي الخلايا،
فماذا وجد العلماء وهم يبحثون عن أسباب الشيخوخة على مستوى الخلية ؟.
الواقع أن ملخص ما وصلوا إليه أن الخلايا لا تستطيع أن تتخلص تماماً من جميع النفايات وجميع بقايا التفاعلات التي تجري بداخلها، فتتجمع تلك النفايات على شكل جزيئات، قد تكون نشيطة أحياناً فتتحد بوحدات الخلية الحيوية كمصانع الخلية ( الشبكة السيتوبلاسمية ) … ويؤدي هذا الاتحاد إلى نقص فعالية هذه الوحدات وبالتالي فعالية الخلية ككل، وتسير هذه العملية ببطء شديد، فلا تظهر آثارها إلا على مدى سنوات طويلة …
التغيرات الجسمية: في هذه المرحلة تحدث العديد من التغيرات الجسمية أبرزها
• الحواس : 1-البصر : قد يبدأ البعض باستخدام النظارات لأول مرة، فلا يستطيعون قراءة الخط الصغير والقريب، وقد يحتاجون إلى إضافة 33% من الضوء الذي اعتادوا عليه لتعويض نقص الضوء الذي يصل إلى الشبكية بسبب عدة عوامل منها فقدان القرنية لشفافيتها تدريجيا ً وفقدان المرونة في الحدقة فلا تتسع كما كانت سابقاً، ويعاني البعض من ( الماء الأبيض ) كما أن حساسية العين للألوان تتأثر بسبب اصفرار العدسة ويحدث التدهور أيضا ً في خلايا الشبكية .. ويقول الخبراء: مع بلوغ سن الستين تكون أعيينا قد تعرضت لكمية من الطاقة الضوئية تفوق ما ينتج عنه تفجير نووي .. !
__________________
وجود الله لا يحتاج إلى دليل بل إنه الدليل على وجود كل شىء Mr.Amir-Master of English-"لله عندى عبدالله" مرحباً بك أنت الزائر لموضوعاتى
|