بين الوسائل والأهداف
كثيراً ما نسأل عن أهم الوسائل وأنجع الطرق لتحقيق أهدافنا بوجه عام وأهدافنا الدعوية والتربوية بوجه خاص ، وهذا السؤال ينم عن حرص وإدراك لأهمية الوسائل في تحقيق الأهداف ، ولكن إذا أمعنا النظر في هذه المسألة ( وهي مسألة الوسائل وأهميتها ) نجد أن هناك ما هو أهم من الوسائل ومقدم عليها وفي نفس الوقت جالب لها ؛ ألا وهي الإرادة الجازمة لتحقيق الأهداف .
فلو ضربنا مثالاً بسيطاً نعيشه في حياتنا نجد أن كثيراً من الناس يسأل عن أهم الطرق المعينة على الاستيقاظ لصلاة الفجر وهذا سؤال جيد لا مانع منه لكن هذا الشخص بعينه لو قيل له إذا قمت في وقت صلاة الفجر وحضرت إلى المكان الفلاني -وهو بعيد عن بيته- فلك ألفٌ أو أكثر فإنه في هذه الحالة لن يسألك عن أفضل الطرق للاستيقاظ ، وقس على هذه المسألة ما شئت ، فهذا المثال وما يشبهه دليل على أهمية الإرادة الجازمة فالإنسان إذا كان عنده إرادة جازمة لم يبق له بعد توفيق الله تعالى إلا الوسائل ، وهي وإن كانت مهمة إلا أن أمرها سهل ويسير فالإرادة الجازمة تجعل الإنسان يفكر بجدية أكثر في تحقيق أهدافه ويستطيع أن يبتكر أساليب ووسائل جديدة ومفيدة .
وإذا أردنا تطبيق هذه القاعدة على الحلقات القرآنية نقول لمشرفيها ومدرسيها أخلصوا النية واعزموا القصد ، وأما الوسائل فهي متاحة ومنتشرة يسهل الوصول إليها .
|