تفسير سورة نوح
{1} إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
سُورَة نُوح [ مَكِّيَّة وَآيَاتهَا 28 أَوْ 29 آيَة ]
"أَنْ أَنْذِرْ" أَيْ بِإِنْذَارِ "قَوْمك مِنْ قَبْل أَنْ يَأْتِيهِمْ" إنْ لَمْ يُؤْمِنُوا "عَذَاب أَلِيم" مُؤْلِم فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة
{2} قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ
"قَالَ يَا قَوْم إنِّي لَكُمْ نَذِير مُبِين" بَيِّن الْإِنْذَار
{3} أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ
"أَنْ" أَيْ بِأَنْ أَقُول لَكُمْ
{4} يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ
"يَغْفِر لَكُمْ مِنْ ذُنُوبكُمْ" مِنْ زَائِدَة فَإِنَّ الْإِسْلَام يُغْفَر بِهِ مَا قَبْله أَوْ تَبْعِيضِيَّة لِإِخْرَاجِ حُقُوق الْعِبَاد "وَيُؤَخِّركُمْ" بِلَا عَذَاب "إلَى أَجَل مُسَمَّى" أَجَل الْمَوْت "إنَّ أَجَل اللَّه" بِعَذَابِكُمْ إنْ لَمْ تُؤْمِنُوا "إذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّر لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ" ذَلِكَ لَآمَنْتُمْ
{5} قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا
"قَالَ رَبّ إنِّي دَعَوْت قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا" أَيْ دَائِمًا مُتَّصِلًا
{6} فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا
"فَلَمْ يَزِدْهُمْ إلَّا فِرَارًا" عَنْ الْإِيمَان
{7} وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا
"وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتهمْ لِتَغْفِر لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعهمْ فِي آذَانهمْ" لِئَلَّا يَسْمَعُوا كَلَامِي "وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابهمْ" غَطَّوْا رُءُوسهمْ بِهَا لِئَلَّا يُنْظِرُونِي "وَأَصَرُّوا" عَلَى كُفْرهمْ "وَاسْتَكْبَرُوا" تَكَبَّرُوا عَنْ الْإِيمَان
{8} ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا
"ثُمَّ إنِّي دَعَوْتهمْ جِهَارًا" أَيْ بِأَعْلَى صَوْتِي
{9} ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا
"ثُمَّ إنِّي أَعْلَنْت لَهُمْ" صَوْتِي "وَأَسْرَرْت" الْكَلَام
{10} فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا
"فَقُلْت اسْتَغْفِرُوا رَبّكُمْ" مِنْ الشِّرْك