أسيرة الهوى والليل
أغلقت الباب وأطفأت الأنوار
لن أخمد ألمى بل سأزيد النار
ليلى يأخذ مضجعه ويقلب معى الأسرار
أنا والليل وذكرى الماضى بين الاسحار
ليس لى الآن غير يراعى المغوار
سأهجو الليل وأطأطأ رأسى للأقدار
لِـمَ يمنع عنى السنا هذا الليل الجبار؟
لِـمَ يرصدنى؟ولِـمَ يسلبنى كل منار؟
إن حلقت وتبسمت ونسيت الأشعار..
يأبى تركى ويأتى بالحزن البتار
*******
أظنه يتمتع بعنائى
وغياب حبيبى ودوائى
فخرجت لأتأمل فى سمائى
فرأيتها كرسوم صماءِ
كمدأً يترائى إزائى
وكأنه يبدأ فى رثائى
يبغى سقمى لا استشفائى
يغشانى بكدر الإمساءِ
انجلِ واتركنى للأضواءِ
ليس بأمر بل برجاءِ
****
أغمضت عينى لبرهاتِ
فرأيت أنا الحلم الآتى..
حلماً من واقعى وحياتى
وحش الليل يهدد بمماتى
يسعى ليغمدنى بنصل عاتِ
أو يقبض عنقى ليسمع آهاتى
خلته حقاً فتناسيت أنا مشكاتى
وتراءت أحزانى وتوالت صرخاتى
فتملكنى الخوف وضللت أنا طرقاتى
*******
لم أفتح عينى لكنى شعرت بضوءٍ يرسى
وتقهقر وحش الليل وجائنى ونسى
يلملم منى الباقى وما استقر بنفسى
قال لى قالوا كتب غروب لكل شمسِ
فقلت لا بل شمس لكل غروب ينسى
فاسرقت بسمة من أجواء الحزن بالخلسِ
وشعرت بالأملِ وأنى أتحرر من الحبس
ويداً تمتد لتمسح الدمع وقلبى تؤّسى
ففتحت عينى لأرى كيف تحررت من الأمسِ
********
فوجدت أنها سحابة وقد تلاعبت بالقمرِ
وأعادت إليّ ذكرى الحزن ومرار القدرِ
لكنها وجدت بقلبى حباً من أجله فقط السهرِ
حباً أقوى من أن يقبع تحت غياهب الكدرِ
فلا مكان للحزن بقلبى وملكى ضوء القمرِ
فهرولت بعيدا عنى وعن أمل حسى
*****
وظهر القمر فلمعت له عيناى
فقلت لن تجد من يبغاى سواى
*****
فزهى أكثر وتلأللأ من الحسنِ
وشع بضوئه لينشره فى الكونِ
أعتذر فليس لدى شوق للحزنِ
لكنها لحظة وذهبت مع الشجنِ
وكيف أحزن وأنا حبيبة القمرِ
****
أسيـــ الهوى ـــرة