عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 31-08-2010, 01:35 PM
نقاء الروح نقاء الروح غير متواجد حالياً
طالبة جامعية
عضو مثالي لعام 2011
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 3,789
معدل تقييم المستوى: 20
نقاء الروح is on a distinguished road
افتراضي

الحلقة الخامسة

جلست هاجر على طرف فراش أمة الرحمن التي إستلقت عليه مغمضة العينين ، فقالت هاجر:
- انا سبتك كتير قوي.. من ساعة ما صحابك جابوكي وانتي مش قادرة تصلبي طولك واديكي فقتي وصليتي العشاء كمان ممكن أفهم بقى إيه إلي حصل؟!!!
فتحت أمة الرحمن عيناها ببطء وقالت بصوتٍ مختنق:
- أنا غبية... أغبى إنسانه على الارض.
ثم ارتفع صوتها بالبكاء ، اقتربت منها بسرعة لتربت على كتفها قائلة:
- يوووووه.... إنتي هتعيطي تاني ... يا بنتي فهميني إيه إلي حصل؟!
ظلت أمة الرحمن تنتحب بالبكاء ولم تقل شيئاً فقالت هاجر:
- بقولك إيه بقى ... ما انتي هتنطقي يعني هتنطقي... وما تسبنيش كده أحسن هجنن.
هزت أمة الرحمن رأسها قائلة من بين دموعها:
- أقولك إيه.... أقولك إن الشيطان قدر يذلني.... قدر يعميني ويوقعني في شر أعمالي.
عقدت هاجر حاجبيها قائلة:
- انتي بتتكلمي عن إيه انا مش فاهمة حاجه؟!!!
اشاحت بوجهها بعيداً قائلة:
- انا عرفت مين إلي بيبعت الجوابات.
- جوابات .... هو موضوع الجوابات ده ما انتهاش ، إحنا مش إتفقنا إنه ينتهي وتحرقيهم.
- ويا رتني سمعت كلامك.... يا رتني سمعت كلامك.
أمسكت هاجر بكتفيها لتواجهها قائلة:
- بصي لي هنا..... هو إيه إلي حصل بالظبط؟
أغلقت أمة الرحمن عيناها قائلة:
- حصل إلي هدفع تمنه غالي.
- عارفة لو مابطلتيش الالغاز ديه وإتكلمتي على طول........ انا.........انا هضربك... إنطقي.
- حاضر ...حاضر.
جلست هاجر أمامها لتسمع منها ما حدث......


جلست أمة الرحمن في المكان المعتاد لها والذي تأتيه ناديه لتعطيها الخطابات، كانت تشعر بإرتباك شديد ممسكه خطاب في يدها فلأول مرة تقرر أن ترد على هذا الشاب المجهول ، فهي تريد ان تعرف من هو وهذا طلب لا يعيبه شيء.... كانت تقنع نفسها بهذه الكلمات لتهديء من ارتباكها، بالفعل ظهرت نادية أمامها وها هي تقترب وكانت تحمل على وجهها ابتسامة غريبة لم تراها أمة الرحمن من قبل إلا أن أمة الرحمن لم تركز في هذا كثيراً وقفت أمة الرحمن ترحب بها قائلة:
- إزيك يا نادية.
- الحمد لله.
لم تضيف نادية شيئاً وكأنها تتلذذ بأن تترك لأمة الرحمن مقاليد الحوار فقالت أمة الرحمن:
- انا عارفة إنك ماعكيش حاجه ليا.... المفروض انا إلي أديكي حاجه.
قالت ناديه بابتسامة خبيثه :
- المفروض. بس يا ترى هاخد حاجه فعلاً.
مدت أمة الرحمن يدها بالخطاب قائلة :
- خدي.... المفروض إنك هتوديه للمرسال إلي هيديه للشخص إلي بيرسلي... صح؟!!
أخذته نادية قائلة :
- أه طبعاً ... ما انا ما عرفش إلي بيرسلك.... أنا هروح أوديهوله دلوقتي.
عقدت أمة الرحمن حاجبيها قائلة:
- تيديهوله... إنتي مش قولتي إنها بنت؟!!
إرتبكت نادية وخشيت ان تفضح نفسها فقالت:
- أه ... طبعاً ، إظاهر إني إفتكرت إني هقابل الشخص نفسه... بعد إذنك بقى .. أنا هروح على طول.
إبتعدت في خطوات مسرعة لكن أمة الرحمن لم ترتاح لها هذه المرة على الإطلاق فقررت أن تتبعها دون أن تعلم إنها تنفذ ما تريده نادية التي سارت بسرعة لكن في نفس الوقت تعطيها إمكانية ملاحقتها ، توقفت أمة الرحمن بعد أن وجدت نادية تتوقف باحثة عن شخص ما ووجدتها بالفعل تشير له , أدارت رأسها لتراه وما أن رأته حتى إتسعت عيناها في فزع فلم يكن هذا الشخص إلا باسم، اقتربت منه نادية ورفعت يدها بالخطاب إليه، أمسك بالخطاب وملأ وجهه بابتسامة ظفر كبيرة وأدار وجهه لينظر لعين أمة الرحمن مباشرة التي إنتفض جسدها ما أن التقت عيناهما، أمسكت رأسها وشعرت بالأرض تدور بها وكادت ان تسقط فعلاً لولا أنها تماسكت حتى عادت إلى مكان زميلاتها الذين عادوا بها إلى المنزل بعد أن أقنعتهن أنها مريضة.

ظلت هاجر تحدق بوجهها بعد ان إنتهت من روايتها فقالت أمة الرحمن:
- ماتسكوتيش كده .... قولي حاجه ....قومي هاتي سكينه وادبحيني بيها.
ثم عادت تبكي بشدة، فقالت هاجر في ذهول:
- أنا مش مصدقه إلي سمعته، إنتي يا أمة الرحمن تقعي الوقعة ديه.... مش ممكن، ومن امتى بتخبي عليا حاجه هو انا مش صحبتك.
- ما انا كنت عارفة انك مش هتقبلي أي حاجه من ديه علشان كده ماقولتلكيش.
هبت هاجر من مكانها صائحة:
- وإيه النتيجة دلوقتي.... تقدري تقوليلي الولد ده هيعمل إيه بالجواب؟
- يا رتني أعرف... لكن الولد ده بيكرهني جداً .... علشان كنت هزأته قبل كده قدام الجامعة كلها انا كنت حكيتلك ، وأكيد عمل كده علشان ينتقم مني..... ده ولد فاشل جداً ومعندوش أي أخلاق.
صمتت هاجر قليلاً وهي تفكر ثم قالت:
- وازاي ولد فاشل و معندوش أخلاق يكتب جوابات محترمة.... انا فاكرة إن أول جواب كان قمة في الاحترام والتدين.
هدأت أمة الرحمن قليلاً قائلة:
- مش عارفة.... والجوابات التانية بنفس الاسلوب !!!
- غريبه.... ثم ..لحظه.... انا فاكرة إن إسم الولد ده كان باسم.
اومأت أمة الرحمن برأسها إيجاباً، فاستطردت هاجر:
- بس الجوبات مختومة بحرفين ش و ع ...صح؟!!
هزت أمة الرحمن رأسها قائلة:
- وإيه المشكله ما يمكن يكون بيعمل كده تمويه.
- وليه ما يكنش واحد تاني كان بيساعده .. بيفهم في الدين.
قالت أمة الرحمن في سخرية مريرة:
- هو في حد بيفهم في الدين يعمل كده؟!!... ويساعد إنسان زي ده؟!!
زفرت هاجر في حيرة قائلة:
- ليه عملتي كده في نفسك يا أمة ... ليه؟!
كادت أن تفتح أمة الرحمن في البكاء إلا أن هاجر أوقفتها قائلة:
- لآ بقولك إيه .. مش هنقعد نعيط طول النهار .... عايزين نفكر هنعمل إيه... انتي لازم ترجعي الجواب بتاعك.
- أرجعوه انتي بتحلمي .... هو بعد ما خده هيسيبوه يقع في إيدي.... مستحيل طبعاً.
- لا يا ماما إنتي كلامك مش هيكون معاه ...كلامك هيكون مع البنت ديه إلي اسمها نادية .... زي ما خدت منك الجواب ترجعهولك.
- وإيه إلي هيجبرها.
اقتربت منها هاجر قائلة:
- هدديها... قوليلها إن أخوكي ظابط في الشرطة وممكن يوديها في دهيه..... ديه جبانه هتخاف وهترجع الجواب.
- تفتكري ....
- نعبترها محاولة أولا ولو مانجحتش..... نفكر في حاجه تانيه.... إرتاحي إنتي دلوقتي ومش لازم نحسس عبد الله بأي حاجه ولنتوكل على الله وربنا يستر.
سكنت أمة الرحمن وقالت في خشوع:
- سأتوكل على الله...والله لن يضيعني.


في صباح اليوم التالي....
سارت أمة الرحمن في الجامعة وهي تدير رأسها في كل مكان باحثه عن نادية لكنها لم تعثر لها على أي أثر وبينما هي كذلك رأت باسم يجلس بين رفاقه ممسكا ورقة في يديه يقرأها لهم وهو يضحك لم يكن صعباً أن تخمن أن هذه الورقة هي رسالتها ، فكرت أن تعدو ناحيتهم لتأخذ الخطاب لكن سرعان ما استوعبت سخافة الفكرة كما أنها ستضر بها أمام زملائها عضت شفتيها في غيظ قائلة في نفسها:
- غبية... تستهلي ..تستهلي.
ولم تجد أمامها غير الدعاء:
- يا رب ساعدني ... أنا عارفة إني غلطت... لكنك غفور رحيم وانت تحب إذا أخطأ العبد يعود لك فأرجوك إقبلني وساعدني... يا رب .. يا رب.
كانت تتابعهم من بعيد على أمل أي فرصة تهييء لها، حتى رأت شاب يقترب منهم ما ان رأه باسم حتى وقف ضاحكاً وملوحاً له في سعادة بينما يقترب هذا الشاب منهم في هدوء ، وبدأ يقرأ الخطاب له إلا أن الشاب مد يده ليجذب الخطاب من بين يديه وهو يتحدث في غضب. إندهشت لما حدث وشعرت ببارقة أمل رغم أن هذا الشاب عضو دائم في هذه المجموعة ولهذا لم تعرف ما الذي يجري.


فدعونا نحن نعرف ما الذي يجري.......
كان هذا الشاب هو شريف الذي ما أن اقترب من رفاقه حتى صاح باسم:
- شريف ...حبيبي ... بطلي.... فينك ...تعالى.. تعالى، ده انا عندي ليك حتة خبر.
لم يعلق شريف بل ظل ينظر له في وجوم فقال باسم:
- انت مالك عامل كده ليه.... على كل حال لما اقرالك إلي معايا هتفرح أكيد..... إسمع يا سيدي.
"إلى أخي في الله ش . ع ..... فكرت كثيراً قبل أن أكتب هذا الخطاب ولكن أردت أن ألبي طلبك....."
جذب شريف الخطاب قبل أن يكمل باسم فقال باسم مندهشاً:
- ايه يابني براحه...انت كده هتقطعه ده انا ماصدقت لقيته.
تطلع شريف للخطاب ثم نظر لباسم قائلاً:
الجواب ده جالك إمتى؟
- امبارح
- عملت بيه حاجه؟
- لأ لسه.
فقام شريف بطي الخطاب وأراد وضعه في جيبه، فأمسك باسم بذراعه قائلاً:
- إنت بتعمل إيه؟!!!
جذب شريف ذراعه بعنف قائلا في حدة:
- ماليكش دعوة..... ثم اسمع بقى انا اللعبة السخيفة ديه خلاص مش لاعبها تاني وياريت انت كمان تشيل الموضوع ده من دماغك.
قال باسم في ذهول:
- إيه ده...انت بتقول إيه؟!!!
- بقول إلي سمعته.... ويا رب تعقل انت كمان وتبطل تيئذي في الناس.
- إجنن ده ولا إيه..... طيب....طيب....ما علينا هات الجواب.
مد يده ليأخذه إلا أن شريف أبعد عنه الخطاب قائلاً:
- إظاهر إنك ما فهمتنيش..... أنا قصدي إنك تنسى الموضوع.... يعني تنسى إنك إستلمت الجواب ده.
حدق باسم في وجهه مذهولاً بينما تبادل رفاقهم الصامتين النظرات حتى قال منير:
- جرى إيه يا جماعه.... نهدى شوية..... في إيه يا شريف إنت تعبان.
نظر إليه شريف قائلاً:
- انا كنت تعبان لكن الحمد لله ربنا شفاني.
قال باسم في ضيق:
- انت باين عليك شارب حاجه.
لوح شريف بعصبية قائلاً:
- بص بقى ... انا هفضل باقي على العشرة ومش هلبخ فيك.... إلي بنعمله أصلاً غلط وماينفعش نفضل ماشيين فيه.
رفع باسم حاجبيه ناظراً لرفاقه:
- الواد ده إيه إلي جرى له .... ما انا سايبوه كويس إمبارح
ثم نظر إلى شريف قائلاً:
- طيب يا شريف ... طيب ...ربنا يهديك هات الجواب.
ابتسم شريف في سخرية:
- ما هو علشان ربنا هداني أنا مش هديك الجواب.
بدأ باسم يفقد أعصابه واراد ان يأخذ الخطاب عنوة إلا أن شريف لم يسمح له وقبل أن يمسك به أسرع شريف يعدو مبتعداً عنه فاندفع باسم خلفه ومن خلفهما رفاقهما الذين كانوا مذهولين.
رأت أمة الرحمن هذا لكنها هي الاخرى كانت في حيرة شديدة فهي لا تعرف ما يحدث كان شريف يعدو بإتجاهها إلا أنه لم يراها بل مر بجانبها دون أن يلتفت لها بينما خلفه باسم يصرخ بإسمه:
- شريييييييييييييف...... شريييييييييف.... اقف..... بلاش تهريج.
إلا أن شريف لم يقف بل إستمر يعدو وقد حدد وجهته يجب أن يتخلص من الخطاب نهائياً. كان مشهد غريب وهم يعدون خلف بعضهم وهو أمر لم يكن معتاد في الحرم الجامعي فكثير من الطلبه كانوا ينظرون لهم في دهشة أما أمة الرحمن أسرعت الخطا لتتبعهم في محاولة لفهم ما يحدث.
ما أن رأى شريف هذا المحل الصغير الموجود داخل الحرم الجامعي الذي إعتاد هو ورفاقه أكل الفطائر الساخنه عنده حتى أسرع أكثر ووصل إليه وقال وهو يلهث:
- خالد... إمسك.... الورقه ديه.... وارميها في الفرن .... بسرعة.
إندهش خالد صاحب المحل وقال:
- إيه يا بني .. مالك بتنهج كده؟!!... وورقة إيه ديه إلي عايز تحرقها؟!!
صاح شريف:
- يا عم انت مافيش وقت... اسمع الكلام... ديه مسألة حياة او موت بالنسبه لي.
- حاضر......حاضر.
أمسك الخطاب وألقى به في الفرن وما ان فعل ذلك حتى سمع صرخة باسم:
- لااااااااااااا..... ماتحرقوش.
ولكن الامر قد إنتهى بالفعل واحترق الخطاب عن أخره

يتبع
رد مع اقتباس