عرض مشاركة واحدة
  #51  
قديم 06-09-2010, 01:28 PM
مصرية وبحب بلدي مصرية وبحب بلدي غير متواجد حالياً
طالبة جامعية ( حقوق بنى سويف )
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
العمر: 33
المشاركات: 1,057
معدل تقييم المستوى: 18
مصرية وبحب بلدي is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



الحلقة التاسعة




(ادينى عش أمان واديك راحة وصراحة وضحكة حلال !!) لا أدرى لم تذكرت هذه الأغنية القديمة وانا أقف فى البلكونة فى انتظار خالد اخويا يبدو انى كنت أهرب من القلق بالتفكير فى شىء آخر بعيد جدا عن سبب وقوفى وانتظارى له ..... يبدو انى أهرب من رؤيته قادما من بعيد منكس الوجه بالتفكير فى اى حلم صعب المنال !!



سألتنى أمى من داخل المنزل للمرة الألف (أخوكى جه يا سلمى ؟ ) وأجبتها بنفس الاجابة (لسه ياماما !!)

وانا أتمنى ان أزيل قلقها باجابة أخرى .......أخذت ماما أجازة اليوم هى ووالدى من عملهم كى يشهدوا هذا اليوم العظيم فى حياة كل ام وكل اب ........كى يجنوا ثمرة تعبهم طوال العام مع ابنهم العزيز ويروا نتيجته فى الثانوية العامة !!!!!!!!!!!!!



لم ينم أحد منذ أمس من شدة القلق والتوتر باستثناء خالد بيه نفسه !! وصل شخيره الى شبرا !! منتهى الهدوء والروقان !! وكأنها نتيجة انسان آخر من المريخ !! حتى وهو نازل صباحا لاحضار النتيجة من المدرسة رفض اصطحاب ابى له لأنه على ميعاد مع الشلة فى المدرسة !!!!! هو أمر من الاثنين اما انه واثق جدا من النجاح أو يائس جدا ولأنه اخويا من زمان أعتقد انها الثانية !!!!



لم تكف ماما عن سؤال والدى (تفتكر حيجيب مجموع كام ؟ بيقولوا المجاميع عالية اوى السنة دى ! ربنا يستر ويجيب مجموع كويس هو صحيح فى سنة تانية بس دى درجاتها اكتر من ثالثة ...وبعدين دى التربية بقت بتاخد فوق التسعين !! الله يرحم لما كانت بتاخد ستين فى المية ! يعنى لازم يجيب مجموع حلو علشان يدخل حاجة عدلة !!)




نظر لها بابا باشفاق...(والله انتى متفائلة اوى يا سعاد طيب قولى ينجح الاول ...)
فخبطت على صدرها بجزع وقالت : ( ينجح بس !! قول كلام غير ده يا ابو خالد ده مموت نفسى يا ضنايا طول السنة فى المذاكرة !! دلوقتى ييجى ويفرحنا ان شاء الله !!)




فأجابها بتضرع( يارب يارب !! )




أشفقت عليهما من استهتار خالد ولا مبالاته ودعوت الله فى سرى الا يخيب أمالهما وكدهما الطويل طوال العام من أجل تدبير مصاريف دراسته ودروسه الخصوصية التى لا تنتهى !



قطع تفكيرى صوت طرقات ضعيفة على الباب فقفزت امى من مكانها لتفتح ولم يجرؤ أبى على الوقوف من شدة القلق ليرى من القادم والذى كان اخى خالد .........

دخل مطرق الرأس صامت تماما ونظرات ابى وأمى تستحلفه ان ينطق وقلوبهم معلقة بكلمة واحدة ينطقها فيطفىء نار قلقهم وترقبهم الطويل ولكنه ظل صامتاصمت القبور فسألته امى فى تضرع وقلق عاصف ( عملت ايه يا حبييبى ؟ طمنا الله يرضى عليك !!)




فأجاب بعد تردد طويل وصوته لا يكاد يظهر(انا سقطت فى الكيمياء !!!)
شلت الكارثة لسان امى وعجزت عن الكلام وانهارت على الكرسى ودموعها انسابت كالشلال وحزنها يكاد يمزق قلبها


أما أبى فأقعدته المفاجأة وعجزعن الكلام وشعرت وقتها بمعنى عجز الرجال ومعنى ان ينهار جبل حصين من تدمير فأر صغير ........



هبط علينا جميعا وجوما وحزنا لا يوصف زاده أصوات الزغاريد التى بدأت فى الانطلاق من بيوت الجيران فرحا بتفوق اولادهم وتكليل جهودهم بالتعب طوال العام .........
زادت اصوات الزغاريد من حسرة امى واحساسها انها الام الوحيدة التى لم تذق طعم الفرحة فعلى نحيبها وارتجفت من شدة الاحساس بالقهر والحزن حتى خشيت عليها فضممتها الى صدرى محاولة اسكاتها فلم أستطع فبكيت معها .......



وأخيرا تكلم الاستاذ خالد ببرود يحسد عليه :( انا اتظلمت !!! انا حاطلب يعيدوا تصحيح الكيمياء تانى ده انا كنت مجاوب كويس جدا جدا ! الظاهر انهم بينجحوا بمزاجهم !!)



فلم يحتمل ابى المزيد من استهتاره وبروده وهجم عليه كالأسد الجريح كى يضربه فأسرعت له لأمنعه عنه كى لا يقتله فصرخ بصوت كالرعد وهو يرتجف :( بمزاجهم يا فاشل يا مستهتر ؟ )



وواصل هديره : تقدر تقول لى درجاتك فى بقية المواد ايه يا سعادة الباشا ؟
فأجاب خالد بصوت خافت: يعنى حوالى 70% !!!




فواصل أبى صراخه :70% !!!!

ماشاء الله ودول تروح بيهم ايه ان شاء الله ؟ معهد السكة الحديد ؟ حرام عليك يا أخى ده انا وامك موتنا نفسنا طول السنة علشان نوفر لك ثمن الدروس الخصوصية اللى كنت بتاخدها ...
دى امك الغلبانة دى باعت سلسلتها الوحيدة علشان تدفع لك مقدم درس الكيمياء اللى سيادتك سقطت فيها ....

.ياشيخ حرام عليك ده انت كنت مفروض تذاكر علشان بس اللى عملناه علشانك لو انت اصلا بتحس وعندك دم .......حسبى الله ونعم الوكيل فيك ! ويكون فى علمك انا مش ح ادفع ولا مليم تانى للدروس الخصوصية بتاعة الدور التانى .....وان شاالله عنك ما اتعلمت ..........




فمسحت امى دموعها ونطقت أخيرا معترضة على كلام بابا : ( كلام ايه ده يا ابو خالد ؟ ازاى ما ياخدش درس فى الكيمياء ؟ طيب ما هو كده عمره ما ح ينجح ؟ لا ما ينفعش الكلام ده وان كان ياسيدى على المجموع الصغير اهو فيه كليات كتير ومعاهد بفلوس ممكن ربنا يقدرنا وندخله واحد منها وياخد شهادته وخلاص !!)




فارتجت حوائط البيت من صوت صراخ ابى وهو يقول :على الطلاق بالتلاتة لو نطقتى كلمة م الكلام ده تانى لأخرج اجيب المأذون وتكونى طالق النهاردة !!!
آدى أخرة دلعك وطبطبتك عليه عمره ما ح يعرف ازاى يكون راجل ابدا .....




ثم وجه حديثه الى خالد الذى امتقع لونه من شدة خوفه من بابا و كأننا نراه لأول مرة : بص يا ابنى انا ما قصرتش معاك فى اى حاجة .....لكن بعد كده أقسم بالله ح اعلمك ازاى تكون راجل فى حياتك وازاى تقدر تعب الناس اللى حواليك وبكرة لما تكبر ح تعرف انى عملت فيك معروف انى خليتك بنى آدم .....!!!




انت من بكرة الصبح ح تنزل كتبك وملخصاتك فى الكيمياء وتذاكر لوحدك من غير اى دروس وبعد العصر ح تنزل تشتغل زى اى راجل انت خلاص ما بقتش صغير انك تاخد مصروف زى البنات .......


وانا ح اكلم لك الحاج سعيد صاحب المكتبة اللى فى الشارع اللى جنبنا علشان تشتغل معاه فى تصوير المستندات والكتابة على الكومبيوتر ......انا كنت بافكر فى الموضوع ده من زمان .....علشان تعرف قد ايه الواحد بيتعب علشان يجيب لكم الفلوس اللى انت مستهتر بيها .....ولو ما وافقتش على الكلام ده الباب يفوت جمل اخواتك اولى باللقمة اللى انت بتاكلها اتفضل مع الف سلامة !!!



نظرت ماما اليه برعب وظنته يهدد فقط ولكن ملامحه الحديدية عرفتها انه سينفذ كل كلمة من كلامه وحاولت النطق ولكن رعبها من تهديده ألجمها فصمتت وسالت دموعها من جديد ........



وذهب بابا الى التليفون طالبا الحاج سعيد صاحب المكتبة ودخل معه فى حوار طويل ومع كل كلمة يزداد شحوب وجه خالد حتى انهى المكالمة قائلا( خلاص ياحاج الف شكر من بكرة ان شاء الله يكون عندك من بعد العصر !!)
__________________
لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظامين
رد مع اقتباس