عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 13-09-2010, 06:04 PM
نقاء الروح نقاء الروح غير متواجد حالياً
طالبة جامعية
عضو مثالي لعام 2011
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 3,789
معدل تقييم المستوى: 20
نقاء الروح is on a distinguished road
افتراضي

الحلقة االسابعة
وقف شريف مولياً ظهره لباب حجرته وهو يعد حقيبة سفره الصغيرة فلم يشعر بأخته شيرين إلا عندما قالت:
- تحب أساعدك؟!
إعتدل شريف دون أن ينظر لها قائلاً في إقتضاب:
- شكراً.... انا قربت أخلص.
كان قد مر إسبوعين منذ ذلك اليوم الحزين ولم يخاطب شريف أخته على الاطلاق رغم محاولتها الدائمة لذلك فأطرقت برأسها قائلة:
- شريف... انا صحبتي عندها إستعداد تكلمك علشان تأكدلك موضوع الجوا...
قاطعها شريف قائلاً دون أن يلتفت لها:
- خلاص يا شيرين ...إنتهينا من الموضوع ده.
لم تقل شيرين شيئاً إلا أن صوت بكائها أصبح مسموع فالتفت شريف إليها قائلاً:
- بتعيطي ليه دلوقتي؟!!!
قالت شيرين وهي تنتحب:
- عمري ما تصورت إن هايجي يوم وتفقد الثقة فيه... أكيد بتقول في دماغك " إتفقوا هي وصحبتها وعايزين يضحكوا عليا".. بس صدقني انا فعلاً ماليش أي علاقه بالجواب ده.
زفر شريف قائلاً:
- خلاص قلتلك انا مصدقك.
صاحت شيرين من بين دموعها:
- لأ مش مصدقني.... شكلك كده مش مصدقني..... وانا مش عارفة أخليك تصدقني إزاي.
اقترب شريف منها ووضع يده على كتيفها قائلاً:
- مصدقك يا شيرين... لأن في حاجات كتير إتغيرت فيا.... مصدقك لأنك كنت سبب من الله سبحانه وتعالى، مصدقك لأني عارفك وعارف ماما ربتك إزاي....... صدقيني إنتي بقى.... أنا مصدقك.
رفعت عيناها الممتلئة بالدموع له قائلة:
- بجد؟!!!
- بجد... وياله سيبني أخلص حاجتي علشان متأخرش على نادر.
تركته بالفعل لينهي ما يفعله ويلحق بصديقه نادر.
وصل الجميع إلى الشاطيء وتعالت الضحكات والمزاح بين الشباب ومر الوقت والجميع يحاول الإستمتاع بكل لحظه ، بينما كان شريف ونادر يسبحون في الماء ثم يجلسون على الرمال وهما يتطلعون للبحر فقال نادر:
- البحر جميل وواسع قوي، تيجي ننزل تاني؟
- لأ انا تعبت ....
- طيب انا هجيب حاجه أكلها أجيبلك معايا؟
- إيه يابني ده انت عمال تاكل من الصبح.
- انا برضه ده انا حتى بقالي ساعة ماكلتيش.
ضحك شريف قائلاً:
- لأ بجد ده انت تعبت قوي....ساعة بحالها.
ضحك نادر قائلاً :
- آه... انا هروح بقى.
هز شريف رأسه وعاد ينظر للبحر كان ما يشغل تفكيره معظم الوقت هو كيف يعود الى الله بالشكل الصحيح وبما لا يعين الشيطان عليه ثانية وكان اهم قرار هو أن يحيط نفسه بالصحبة الصالحة لأنهم دائما سيكونوا له كالمرآة التي تريه أخطائه وكم كان يشعر بالسعادة بعودة صداقته بشهيد وقربه لنادر الذي يعينه كثيراً في تحصيل كل ما فاته ليكونوا من الناجحين وبتقدير عالي في السنة النهائية أما عن الرحله فها هواليوم قارب على الانتهاء دون ان يحدث شيء صحيح ان باسم كان ينظر له دائما بحنق وكره إلا ان هذا لم يؤثر في شريف رغم أنه أحيانا يشعر بالحزن على باسم فلقد عاشره لسنوات وتمنى ان تستمر المعرفة لكن فيما يرضي الله وبينما يسرح في أفكاره إنتفض على صوت نادر:
- شريف ...إلحق.
هب شريف واقفاً:
- في إيه يا بني فزعتني!!!
- بص ...صحاب أمة الرحمن راجعين من غيرها.
نظر ليرى أربع فتيات يسرون بهدوء على الشاطيء متجهين لمكان التجمع الذي يجلس فيه المشرفين مع بعض الطلبه والطالبات فقال شريف:
- وإيه المشكلة يعني هو احنا هنحجر عليها
- لأ ...بس هي طول اليوم مع المجموعة ديه....ثم ...ثم باسم وشلته كمان إختفوا.
عقد شريف حاجبيه وقد تسرب القلق إلى قلبه فقال:
- طب البنات جم منين؟!
أشار نادر بيده:
- من هنا.
- طيب ..خليك انت علشان لو حد ظهر.... وانا هامشي في السكة إلي كانوا فيها واشوف.
- طيب..... خلي بالك من نفسك.
- إهدا يا بني.... أحنا مش في فيلم أكشن.
إتجه شريف في نفس الإتجاه الذي أشار له نادر وبدأ يبتعد عن المجموعة أكثر وأكثر وبالفعل رأى على مرمى البصر أمة الرحمن تقف وحدها عند الصخور متطلعة للبحر دون ان يكون معها احد وقف مكانه متردداً سألً نفسه" الافضل ارقبها من هنا لحد ماترجع .... ولا ديه فرصة كويسه أكلمها وأعتذرلها على كل إلي حصل "
فكر قليلاً ثم قرر أن يتحدث إليها وبينما يقترب منها وجدها تلتفت وكأنها ستغادر فرأته فوقفت دون ان تتحرك ناظرة إليه وقف هو الاخر كان أبعد من أن يستطيع قرأت ملامحها عندما رأته لكن وقوفها شجعه في ان يكمل طريقه مقترباً منها بينما ظلت هي في مكانها، قصرت المسافة بينهما كثيراً إلا أن شريف توقف فجأه وكأنه تذكر شيئاً وأدار رأسه في المكان وكأنه يبحث عن شيئاً ما ثم ركز بصره على جزء كثرت فيه الصخور كان قريب منه ومن أمة الرحمن في نفس الوقت فعقد حاجبيه في غضب ثم صاح لأمة الرحمن وهو يبتعد عنها :
- إسمعي إرجعي لأصحابك .... وأفضلي معاهم لحد ما تمشوا... فاهمه.
كانت تنظر له في ذهول فأضاف:
- إتحركي.
شعرت بالخوف فأسرعت الخطى لتبتعد عن المكان وتعود لزميلاتها وبعد أن إطمئن شريف على إبتعادها تماما إتجه ببطء للنقطة التي كان ينظر لها وقبل أن يصل إليها خرج باسم من خلف الصخور مع ثلاثه من رفاقه عمر ومدحت ومنير وقال:
- لأ بجد عبقري... أشهدلك يا بوص.
قال شريف في سخرية:
- كان لازم أتوقعها مادام جايب معاك الأخ ده إنك هتعتمد على التصوير بالكاميرا بتاعته ومهارته في تغير مناظر الصور.
رفع باسم إحدى حاجبيه قائلاً:
- يا سلام.... وأيش عارفك بقى إن احنا ماصورنهاش فعلاً.
- تصورها لوحدها مش مشكلة .... مش هتفيد بحاجه لكن انت كنت عايز تصورها معايا ومعايا أنا بالذات، إسمع يا باسم ياريت تفوق من إلي انت فيه ده بقى وكفاية كده وزي ما قلتلك قبل كده إبعد عنها.
قال باسم في سخريه:
- حب ده ولا إيه..... انت الجوابات قلبت معاك بجد.
- شيء ما يخصكش... ومافيش داعي نكره بعض إحنا برضه كنا أصحاب.
لم يجيب باسم بل ظل صامتاً محاولاً الحفاظ على هدوءه فأضاف شريف:
- تصدق إني بدعي ربنا إنه يهديك..... يمكن نرجع أصحاب تاني ....بس في الخير... فكر في كلامي ده وعلشان خاطر عشرة كانت بنا فكر كويس.
ثم إستدار ليبتعد عنهم فهمس عمر:
- إنت هتسيبوه.
قال باسم بكل حنق و شر:
- على جثتي.... عايز يحميها ماشي.... بس يدور بقى على إلي هيحميه مني.


جلس شريف مع نادر في إحدى الاركان بالقرب من مبنى كليتهم يراجعان الملخصات التي يتبادلوها معا فزفر شريف:
- يا ربي... يا ابني ارحمني... ارحمني حسن خطك شوية حرام عليك انا إتحولت.
قال نادر مبتسماً:
- يا عم ما انا محسن خطي أهو، ثم أعملك إيه يعني ما انا بكتب بسرعة علشان أخلص.
- طب ما انا كمان بكتب بسرعة بس باديك ورق نضيف بخط نضيف..... ثم انا هقعد أذاكر ولا هترجم الطلاسم إلي إنت كاتبها لي.
- خلاص ...خلاص هحاول أحسن خطي أكتر من كده.
لم يعلق شريف فنظر له نادر فوجده مركزاً في نقطة ما خلفه فالتفت قائلاً:
- في إيه؟!
فرأى أمة الرحمن تتحدث إلى شاب ما يبدو أكبر منها سناً ولكن يبدو ان الحديث لم يكن ودي فقال نادر:
- تعرفه؟!!
هز شريف رأسه نفياً فأضاف نادر:
- وانا برضه أول مرة أشوفه......هما بيتخنقوا ولا إيه؟!!
وضع شريف الورق جانباً وأراد الوقوف فأمسك به نادر قائلاً:
- انت رايح فين؟!
- رايح أشوف إيه الحكاية والشخص ده بيضايقها ليه؟!
- نعم يا خويا... وبصفتك إيه إن شاء الله.
سكت شريف قليلاً ثم قال:
- بصفتي زميل.... ثم مش يمكن باسم مسلطه علشان يضايقها.
- ماظنش ...باسم من ساعة مارجعنا من الرحلة وهو مؤدب ومابيعملش حاجه وتقريباً سمع كلامك وشلها من دماغه.
- برضه...انا مش مرتاح هروح اطمن بنفسي.
- لأ دي غيرة بقى.
وقف شريف غير مبالياً بما قاله نادر ليقترب من أمة الرحمن ومن معها قائلاً:
- في حاجه يا أنسة أمة الرحمن.
إستدارت أمة الرحمن والشاب الذي معها وكلاهما مندهش واتسعت عينا أمة الرحمن وهي تحدق بوجه شريف فقال الشاب الذي معها:
- ومين ده كمان؟!
إرتبكت أمة الرحمن فقال شريف:
- تعرفيه يا أنسة أمة؟!
فذاد غضب الشاب قائلاً:
- نعم يا خويا....هو سياتك تعرف كل إلي يعرفها؟!
فأسرعت أمة الرحمن تقول:
- لأ طبعاً... ده حتى أول مرة يكلمني.
ثم التفتت لشريف قائلة بعصبية:
- فيه إيه يا أخ.... في حد طلب منك أي مساعدة، وأزاي تجي تكلمني وتكلم أخويا بالشكل ده.
عقد شريف حاجبيه قائلاً:
- أخوكي.
فقال عبد الله:
- أيوة أخوها..... وبالصراحة الفيلم إلي انتوا عملينه ده مش داخل دماغي، من الواضح أنكم تعرفوا بعض أصلاً .
ثم نظر لأمة الرحمن قائلاً في حنق:
- هو ده إلي رافضه عماد علشانه؟!
حدقت أمة الرحمن في وجه أخيها في ذهول ثم قالت في غضب:
- إيه إلى إنت بتقوله ده...... يالاه ...يالاه انا عايزة اروح.
نظر عبد الله في غضب لشريف الذي عاد خطواتين للوراء بينما دفعت أمة الرحمن أخيها قائلة:
- أمشي يالاه..... علشان نروح ماينفعش نتكلم هنا.
وبالفعل تحرك عبد الله أمامها فالتفتت تنظر لشريف بعتاب شديد، وما ان إبتعدوا عنه حتى أسرع نادر لشريف قائلاً:
- إيه شكلها طلعت تعرفه مش كده؟!!
لم يجيب شريف بل ظل بوجهٍ خالي من اي تعبيرات فقال نادر:
- إيه شكلك كده إتهزئت...
- إيه إتهزئت ديه ماتحسن ملافظك.
- طب طلع مين ده؟!!
- أخوها.
صاح نادر:
- أخوها.... يخرب بيتك..... ديه أمة الرحمن ملاهاش اصحاب صبيان ، طبعاً سألك مين حضرتك؟!
- أيوة .... بس هي ردت بالنيابة عني.
- قالت إية؟!
التفت عائداٍ لمكانهما الذي كانوا فيه قائلاً:
- قالت إن ديه أول مرة أكلمها.... سيبك من الموضوع ده وتعالى نكمل شغلنا.


يتبع
رد مع اقتباس