الموضوع: موضوع أعجبنى
عرض مشاركة واحدة
  #70  
قديم 16-09-2010, 09:05 AM
الصورة الرمزية الاخصائى الاجتماعى
الاخصائى الاجتماعى الاخصائى الاجتماعى غير متواجد حالياً
مــٌــعلــم
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 1,249
معدل تقييم المستوى: 17
الاخصائى الاجتماعى is on a distinguished road
Icon114 اتحاد الاخصائيين

زملائى واصدقائى الاعزاء
بمناسبة بدأ العام الدراسى الجديد سأقدم لكم هذا الموضوع بعنوان
الصدق في العمل

الحمد لله وليِّ التوفيقِ والهداية , وصلى الله وسلَّمَ على عبدِه ومصطفاه وخيرتِهِ من خلقه, سيدنا محمد المبعوثِ بالعناية , وعلى آله وأصحابه ومن تبعَهم بإحسانٍ إلى يومِ لقاءِ المولى جل جلاله . أما بعد فقد سبق الكلام عن الصدقِ في الحديثِ والقول, وأنَّ ذلك مُهمٌّ في حياةِ المسلم وواجبٌ أن يربيَ عليه أهلَ بيته وأن يعلِّمهم أنَّ النجاةَ فيه, وأنه يقتدي في ذلك بنبيِ الله صلى الله عليه وآله وسلم, ويتخلص من آفةِ النفاق . ولا يزال يظهر أثر ذلك على بقيةِ أعضائه وبقيةِ معاملاتهِ في هذه الحياة, فيتصل صدقُه في القولِ بصدقه في العمل . بمعنى أنَّ الذي تحرَّى الصدقَ فيما يقول يترقَّى المراقي فيكون صادقًا في الفعل وفي النية حتى يصل إلى مراتبِ الصدِّيقيَّة, كما شهدَ الحديث الصحيح عن النبي محمدٍ صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم (( ولا يزال الرجلُ يصدق ويتحرى الصدقَ حتى يُكتبَ عند الله صِدِّيقا)) فيأتي الصدقُ في العمل ثمرة من ثمرات الصدق في القول .


معنى الصدق في العمل:
والصدق في العمل أن يعملَ العملَ خالصًا لوجهِ ربه وأن يُحسِنَه ويتقنَه ويجتمعَ عليه بجميعِ قواه إذا عمل.. الصدقُ في العمل يقتضي إحسانَه ويقتضي أداءَه على وجهه, ويقتضي الإخلاصَ فيه فكما أنَّ الصدقَ يكونُ في الحديث فالصدق يكونُ في العمل كذلك . فكم من مُصلٍّ صادق وكم من مُصَلٍّ كاذبٍ في صلاته, والصوم يكون صاحبُه صادقًا ويكون صاحبُه كاذبًا في صيامه, فإذا صامَ ثم نظرَ نظرةَ الحرام وأخذ يُعمل نظرَه بالشهوة ونظرَه باحتقارِ المسلمين فهو كاذبٌ في الصوم وهو الذي أشار إليه المصطفى بقوله (( من لم يدع قولَ الزور والعملَ به فليس لله حاجةٌ في أن يدعَ طعامَه وشرابَه )) هذا مظهرٌ للصدق في العمل .

الصدق في العمل: أداؤه على وجهه بإحسانٍ وإخلاصِ القصدِ فيه لوجهِ اللهِ تبارك وتعالى, الصدق في العمل يرفعُ المؤمنَ إلى مراتبِ الصدِّيقية, فالصادقُ في فعل الصلاة يُحسنُ وضوءها ويحسن طهارتَها, إن كان عليه حدث أصغر أدَّى الوضوءَ على وجهه فلم يُبقِ لُمعةً في شيء من جوانبِ وجهه يقصر عنها الماء وعن الوصول إليها, ويتفقَّد المعاطفَ عند وضوئه وما يغفلُ عنه الماء كالماقين واللِّحاظَين وما تحت الأنف كذلك لا يُبقي لمعةً من عند طرفِ الأصابع إلى المرفقين فإن كان تحت أظفارِه وسخٌ أزاله, وكذلك ينتبه مِن غسلِ القدمين وقد رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعضَ الأعقاب وهو مُؤخَّر الرجل لم يصِل إليه أثرُ الماء عند وضوء الصحابة في بعض الأسفار, فنادى بأعلى صوته (( ويلٌ للأعقاب من النار )) فإحسان الوضوء من الصدق في الصلاة ، ومن الصدق في الصلاة أداؤها في وقتها والحرص على السنن والآداب فيها وعلى الجماعة فيها, وأن يتكَلَّف حضورَ قلبه مِن أولها إلى آخرها وأن يتهيأ أن لا ينطق بـ الله أكبر إلا وهو مستقِر في قلبه أن لا كبيرَ إلا الله فيتَناسى كلََّ صغير أمام عظمةِ العلي الكبير الذي يقفُ بين يديه, فإن قال وجهتُ وجهي للذي فطرَ السموات والأرض فيقول ذلك وهو مُتوجِّهٌ بقلبهِ إلى الله حتى لا يكذبَ فيما يقول وجَّهت وجهي للذي فطر السموات - أي خلق السموات - والأرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين, وهكذا لا يزال صادقاً في صلاته إذا ركع أحسن الركوع وأطمأنَّ راكعا, وإذا اعتدل استوى قائمًا واطمأن قائما, وإذا سجدَ أحسنَ السجود ووضعَ الأعضاءَ السبعة على الأرض (( أمرتُ أن أسجدَ على سبعةِ أعظم)) وسبقَ قلبُه جسدَه في السجود لله تعالى والتذلل لعظمته, وهكذا لا يزال يصلي بعيداًً عن الإلتفاتات والعبث فهو خلسة وسرقة يسرِقها الشيطانُ من صلاة العبد, وفي الحديث: (( إذا قام الرجل في الصلاة أقبل الله عليه بوجهه ، فإذا التفت قال: يا ابن آدم إلى من تلتفت؟ إلى من هو خير مني؟ أقبِل إلي . فإذا التفت الثانية قال مثل ذلك ، فإذا التفت الثالثة صرف الله تبارك وتعالى وجهه عنه )).
فينبغي أن يكونَ مُتحليًا بالخشوع في صلاته وهذا هو الصدق في الصلاة (( قد افلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون )) هذا مثال للصدق في الصلاة, كذلك يلازم الصدقُ كلَّ عملٍ من أعمالك حتى في بيعِك وشرائك وأخذِك وعطائك ومعاملتك لأهلِك إلى غير ذلك من أعمالك, فالصدقُ فيها أن تُحسِنَها وتُؤدِّيها على وجهها وتُخلِص القصدَ فيها لوجهِ الله تعالى .. رزقنا الله الصدقَ في أقوالنا وأفعالنا ونياتنا ومقاصدنا حتى يُلحَقنا بالصديقين إنه أكرم الأكرمين . اللهم اجعلنا من الصادقين واجعلنا اللهم في الصديقين وثبتنا على ما تحب وترضى منا في القول والفعل والنية يا أكرم الأكرمين ..
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. والحمد لله رب العالمين .
منقول
رد مع اقتباس