قال مدحت:
- انت هتعمل فيها دكتور خلصنا...
غرس باسم المحقن بعنف مما دفع شريف ليطلق صرخة ألم فقال باسم:
- إيه ...احنا هنعمل زي العيال ولا إيه...اجمد شويه.
وبدأ المخدر يسري في دماء شريف ثم نزعه باسم بعنف أكثر فأطلق شريف صرخة ألم أخرى، وأخذ صدره يعلو ويهبط من ألالم إعتدل باسم وأخرج المحقن الثاني قائلاً:
- تعرف يا شريف انا تعبت لحد ماجبت الجرعة ديه.... طبعاً انا مش هنسى لك ابداً انك كنت دايماً واقف بيني وبين المخدرات كل ما كنت أجي جنبها كنت بتمنعني... بجد بجد شكراً... حاجه في ميزان حسناتك أهيه.
أغلق شريف عينيه ومازال ذراعه يئن من ألم المحقن ثم فتح عينيه قائلاً:
- انا مش عارف اقولك ايه..
ثم التفت لعمر ومدحت قائلاً:
- يا جماعة اعقلوا وعقلوه.... انتو هتتكشفوا بسهوله قوي... صدقوني ارجوكم...بلاش.... انا اهلي محتاجلي.
لم يرد عليه أحد فضحك باسم:
- انتي خايفه من الموت يا حلوة..... كنت فاكرك رجل.... يا ابني ده انا هعمل فيك خدمة ..هاوديك عند ربنا بدري بدري علشان تعرف أن كان تاب عليك ولا لأ..... مش نفسك تعرف برضه..... ولو على أهلك ياسيدي ماتقلقش ...انا طبعاً عارف أن هما هيتصدموا لما يعرفوا انك مدمن مخدرات وطبعاً كل إلي حوليهم هيبعدوا عنهم وأختك المسكينه مش هيجلها عرسان بسببك...بس ولا يهمك انا هفضل جنبهم مش هسيبهم... وماعنديش مانع ياسيدي اتجوز اختك...
صرخ شريف في وجهه:
- إخرس يا جبان انت مش هتعرف تمس شعرة واحدة منها.
- هو ده الرد برضه ...معلش انا مسامحك.... ولو علشان خاطر شيرين اختك الجميله انا فعلاً مسامحك.
صرخ شريف في هيستريا:
- جبان ..جبان .
صاح مدحت :
- احنا كل شوية هنقعد نرغي كده.... والمصيبة التاني ده ممكن يصحي في أي وقت...خلاصنا بقى.
عاد باسم يستند بركبته على فخذ شريف وليغرز المحقن الثاني فأغلق شريف عينيه وأخذ يتمتم بكلمات فلم يهتم باسم وغرز المحقن بنفس العنف السابق إلا أن شريف هذه المرة لم يصرخ على الاطلاق مما أثار غيظ باسم الذي كان يتلذذ بألم شريف فأخرج المحقن بعنف أكثر فلم يصرخ شريف أو حتي يئن وظل يتمتم بشفتيه فاعتدل باسم قائلاً:
- ايه ده....احنا بقينا رجاله أهو.
ظل شريف مغمض العينين يحرك شفتيه بكلماتٍ غير مسموعة فقال باسم في سخرية:
- انت بتدعي عليا ولا إيه؟!
فتح شريف عينيه ببطء وقد بدأ تأثير المخدر عليه قائلاً:
- بدعي ربنا..... لو كان أجلي دلوقتي مايكنش على إيدك ابداً....
بدعي ربنا.... يحمي أهلى من أمثالك.... ومايملككش اختي.
بدعي ربنا ان لو أجلي على أيدك يفضحك بيها في الدنيا والاخرة والناس كلها تعرفك على حقيقتك.
ضحك باسم في سخرية مقيته:
- طب كويس...اعتقد ان انت كده بقى اطمنت ... وعلى كل حال ثواني وهتعرف ان كان ربنا بيستجيب لدعاك ولا لأ؟!!
استعد ليغرز المحقن الثالت والاخير فلم يتمالك شريف نفسه وانزلقت الدموع على خده فنظر له باسم قائلاُ في شماته:
- لا لا لا انت هتعيط...ما احنا كنا رجاله من شوية.
لم يهتم شريف به...فبكاءه ليس خوفاً من الموت في حد ذاته، وانما خوفا على أهله ... حيث إنه لم يستطع ان يحقق حلم أمه في النجاح واستعادة اسم والده كمحامي كبير تنبأ له الجميع بأن يكون وزيراُ للعدل إلا ان قدره لم يمنحه الفرصة.... فكر في أخته المسكينة كيف سيكون حالها بدونه.... كم كانت لديه أحلام أراد تحقيقها ليتقرب لله أكثر ويسعد امه ولكن يبدو ان قدره هو الاخر لن يسمح له.
شعر بأبرة المحقن تدخل ذراعه للمرة الثالثة والاخيرة ...... ثم سمع صرخة:
"لاااااااااااا".