لقد استيقظ نادر وقام ليدفع باسم عن صديقه كانت دفعه قوية ومفاجئة ادت لتحطم إبرة المحقن في ذراع شريف الذي صرخ ألماً ونزف ذراعه دماً. كانت حركه مفاجئة للجميع فقام باسم ليتعلق برقبة نادر ويلصقه بالحائط قائلاً:
- يا غبي ... الابرة انكسرت.
أصيب شريف بالوهن تماماً فلم يستطع فعل شيء فتركه عمر ومدحت واتجهوا لنادر الذي أصابه الفزع ....
سمعوا جميعاً تحطم باب الشقة ليندفع منه أربعة أشخاص اثنان بملابس الشرطة واثنان بملابس مدنية وقد اشهروا مسدساتهم وصاح أحدهم:
- اثبتوا.
ألجمت المفاجئة الجميع إلا ان نادر صاح:
- ألحقونا دول عايزين يقتلوا صاحبي....اطلبوا الاسعاف بسرعة.
تحرك الشرطيان وأمروا باسم ونادر ومدحت وعمر بالانبطاح أرضاً وقاموا بتفتيشهم بينما اسرع المدنيان وهما عبد الله ورفيقه عماد بفحص شريف ثم قام عبد الله بالاتصال بالاسعاف وأمر بأخذ الاربعة إلي مركز الشرطة فصاح نادر:
- يا فندم ده صاحبي..ارجوك خليني معاه.
فتح شريف عيناه ببطء ومد يده ناحية نادر فأسرع إليه قائلاً:
- شفت يا فندم شفت...ده عايزني.
تفهم الرائد عبد الله واشار للشرطيان أن يأخذوا الثلاثة بينما اسند نادر رأس شريف على ذراعه قائلاً:
- تماسك...يا شريف...ان شاء الله تبقى كويس.
حرك شريف شفتيه قائلاً في وهن:
- ان شاء الله.... بس دول عرفوا منين؟!
نظر لهم نادر ثم عاد ينظر لشريف قائلاً:
- انا بيتهايئلي شفت الرائد ده قبل كده.
وقبل أن يعلق شريف سمعا صوت انثوي يقترب منهما:
- شريف.... شريف...حمد لله على سلامتك.
صاح نادر مندهشاً:
- أمة الرحمن.... بس أفتكرت ده اخوكي إلي كان في الجامعة امبارح.
سمعا صوت عبد الله:
- انا مش قلتلك ماتطلعيش....
لم تعلق أمة الرحمن على أيهما بل تعلق بصرها بوجه شريف الشاحب قائلة:
- شريف سامحني..... انا السبب في كل إلي بيحصل.. وزي ما انت ساعدتني ربنا أراد اني اساعدك والحمد لله انت هتخف وهتبقى كويس.
نظر لها شريف مبتسماً قائلاً في ضعفٍ شديد:
- انا إلي لازم اعتذرلك .... واشكرك يا أمة الر....
وقبل أن يكمل سقطت رأسه فاقداً الوعي فصاحت أمة الرحمن في فزع:
- شريف ... شريف.
اقترب عماد من عبد الله هامساً:
- مين شريف ده؟!!
ابتسم عبد الله قائلاً:
- ده القسمة والنصيب.
خرج نادر من وسط جمع الطلبة المتراكم لمعرفة نتائجهم صائحاً:
- نجحنا يا شريييييف....نجحنااااااااا وبتقدير جيد جدا كمان.
استقبله شريف بذراعاً مفتوحة وهو يصيح معه:
- فعلاً .. بجد.... الحمد لله.
- طبعاً بجد.... ده انا حاربت لحد ما جيبت النتيجة وانت واقفلي هنا مع نسايبك.
ضحك عبد الله قائلاً:
- يعني عايزوه يسيب خطيبته ويخش يتبهدل...امال انت روحت فين؟!!
ضحكوا جميعا وقال نادر:
- بقى دي أخرتها...
قالت أمة الرحمن في سعادة عارمة:
- الف مبروك.
قال شريف مبتسماً:
- عقبالك انتي كمان.
قال عبد الله:
- هانت يا سيدي ... يومين وتطلع نتيجتها هي كمان ونعرف من أشطر من التاني.
قال شريف وهو ينظر لأمة الرحمن:
- هي أشطر طبعاً.
ضحك نادر قائلاً:
- يا سلام ومين هيشهد للعروسة.
قال شريف:
- وبمناسبة العروسة.... أديني يا سيادة الرائد نفذت وعدي ناقص انت بقى تنفذ وعدك.
عقد عبد الله حاجبيه مفكراً:
- انا....انا وعدتك بحاجه.
صاح شريف:
-لأ احنا هنهزر ولا إيه...... انا نجحت بتقدير أهو.... وان شاء الله هفتح مكتب والدي واشغله، المفروض بقى نعقد القران ولا أيه؟!!
أطرقت أمة الرحمن برأسها خجلاً فابتسم أخيها قائلاً في حنان:
- طبعاً فاكر..... وانا ماعنديش مانع لو العروس معندهاش مانع....بس الزفاف بعد ماتخلص دراستها
إحمر خد أمة الرحمن تماماً فضحك نادر قائلاً:
- يا جماعة السكوت علامة الرضا.
ثم مال على شريف قائلاً:
- هتشغلني معاك في مكتب والدك ولا هترميني؟!
وضع شريف يده على كتف نادر قائلاً في امتنان:
- طبعاً تكون معايا.... انا خلاص ماقدرش استغنى عنك.... وهتكون مهمتك الاساسية تطب على الرائد عبد الله وتجيب لنا منه القضايا السخنة إلي ترفع إسمنا على طول.
عاد عبد الله للوراء ضاحكاً:
- لأ بقي ده انتوا داخلين على طمع.
عادت ضحاكاتهم تعلوا في سعادة وفرحة عارمة.
تمت بحمد الله