ريك ستافورد: كنت أقود سيارتي خارج مدينة سينسيناتي الأمريكية فمررت بموقع لحادث قُتل به 24 طفلاً بباص مدرسة، تلوت صلاة على أرواحهم و فكرت بالأطفال ثانية. عادة ما استمع إلى الموسيقى التي أحبها جداً و أنا أقود، لكن في هذا اليوم فتحت محطة إذاعية،فسمعت أغنية طفل باللغة الروسية لم أفهم معنى الكلمات، لكنها أثّرت بي جداً. قالت المذيعة إن الطفل مرح و ذكي و أنه يبعث البهجة في الممرضات حين تحزن إحداهن. أثار الطفل اهتمامي.
تزوجت ديانا عام 83 و لم نستطع انجاب أطفال و لجأنا للإخصاب الصناعي و الأطباء فلم يمكن ذلك.
قرّرنا تبني طفلاً و اتصلنا بمؤسسات التبني و لكن باءت محاولتان لنا بالفشل بعد أن قاربنا على النجاح، انفصلنا و تعقدت الأمور بيننا، لكننا تصالحنا ثم عادت زوجتي للدراسة الجامعية بعد انقطاع. و منذ عامين لم نثر موضوع الأطفال و قبلنا بأن قدرنا أن لا نحظى بهم.
اتصلت بالإذاعة كي أطلب شريطاً مسجلاً بالتقرير لأعرضه على زوجتي، و بينما أجري المكالمة خطر ببالي أن نتبناه أو أن نساعد أحداً أن يتبناه. نفد شحن المحمول فتوقفت لإجراء اتصالاً من تليفون عمومي. و خلال هذا الوقت خطر ببالي أن هذا الطفل هو ابننا.
اتصلت بزوجتي قائلاً،"عزيزتي سمعت صوت ابننا بالراديو." سكتت قليلاً ثم قالت،"عم تتحدث؟" فأخبرتها بما سمعت و قلت ,"ما رأيك لو بحثنا الأمر؟
"فقالت,"بالتأكيد."
كل من استشرناه قال انتظروا حتى تجدوا طفلاً أمريكياً سليماً. أما نحن فقد أعيّانا الإنتظار فقررنا أن نجد المزيد عن الطفل الروسي. أرسلت بريداً الكترونياً إلى بروك جلادستون التي أخبرتني بإعاقة فلادمير، فسألتها إن كان الولد ذكياً فقالت إنه رائع و سريع و يرغب في معرفة كل شئ. قلت,"هذا كل ما أود معرفته و أنا غير متردد."
أعطتني بروك تليفون جمي كرتل من مؤسسة مهد الأمل و هي مركز لتبني الأطفال في المنطقة التي يوجد بها فلادمير.قالت جمي أنه ليس من حقي أن اختار الطفل بنفسي و أن الطلبات تقدم للمؤسسة و التي تتحقق من الأسرة ثم تختار طفلاً يكون مناسباً لها. لكنها وافقت أن تتحقق إن كان فلادمير لايزال بالدار.
أرسلت جمي مظروفاً ضخماً به أوراقاً كثيرة، يجب ملؤها و توثيقها من الوزارات و السفارات و ترجمتها للروسية ثم إعادتها.بدا ذلك صعباً و مُكلفاً. بعد ذلك تُراجع مهد الأمل الأوراق و تُرسلها إلى مكتبها في روسيا لتنهي الإجراءات.وصلتنا صورة لفلادمير و تقاريراً طبية له، أعجبت الصورة زوجتي و قررت متابعة الأمر.
أخذنا التقارير إلى طبيب أطفال و جّراح من أصدقائي و قد أجمعا أن هناك و سائل جراحية لتقويم أطراف الولد.نحتاج إلى المال لإحضار فلادمير إلى أمريكا و علاجه و مواجهة مصاريفه. اقترح صديق لي
أن أظهر في التلفزيون في برنامج مشهور و أحكي قصة فلادمير كي يتبرع لي الناس بالمال.انهالت عليّ الخطابات و الشيكات بعد البرنامج.اتصل صديقي أيضاً بصحفي له عامود مشهور فكتب عن فلادمير فأرسل الكثيرين المساعدات.
كتبت خطاباً لمدير طيران دلتا فأعطانا تذاكر مفتوحة لروسيا بسعر مخّفض. و اعطتنا هيئة خيرية كرسياً متحركاً لإحضار فلادمير. معجزة تلو الأخرى تحدث.
أنهينا الأوراق في منتصف شهر 4 و جهزّنا ألبوم صور لنا و لبيتنا لنريه لفلادمير. ينقصنا 5000 دولاراً حتى نكمل استعداداتنا. اتصلت موظفة من الشركة بي و أخبرتني أنها حدّثت المدير بقصة فلادمير و إنه يرغب في مقابلتي. أعطاني المدير شيكاً ب 5000 دولار. اندهشت إذ أنني لم أخبر أحداً بأنني أحتاج هذا المبلغ بالذات.
ماذا سيحدث حين يلتقي فلاديمير بعائلته الجديدة ؟
المزيد حين نلتقي مجدداً.
|