الموضوع: أغنية فلاديمير
عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 30-09-2010, 07:02 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,413
معدل تقييم المستوى: 18
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي

في يوليو 95 توجهنا إلى موسكو ثم إلى دار الأيتام التي بها فوفا، أخذتنا دكتور سونيا إلى حجرته و كانت لحظة مثقلة بالمشاعر إذ أننا على وشك أن نقابل من سيصبح محور اهتمامنا بقية عمرنا.رفض فلادمير أن يقابلنا في كرسيه المتحرك فحملته أحد الممرضات، قالت," هذا أبوك و هذه أمك." قال فلادمير," أبي، أمي، أنا أحبكما كثيراً." جلسنا مع الطفل نلعب على الأرض، أحضرت له الممرضة باقة أزهار بيضاء ليعطيها لأمه، فمد يده ليناولها إياها، ثم قال نصفها لأبي و نصفها لأمي. كان علينا أن ننهي بعض الأوراق في السفارة الأمريكية قبل مغادرة روسيا، ثم ذهبنا لتوديع الممرضات اللاتي وقفن صفاً لتوديع فوفا.
طرنا إلى أمريكا. كانت أيامنا الأولى ممتعة إذ أخذنا نعلمه الإنجليزية و يعلمنا الروسية. كان فلادمير يندهش من الأشياء العادية لدينا و قد أخذت إجازة من عملي اسبوعاً كي أبقى مع ابني.أعجبه حمام السباحة القريب من بيتنا حيث أحمله بين ذراعاي و يلعب بالماء.
أحب فلادمير تقبيل الناس الذين اعتبرهم أصدقاءه، و اقترح أن نقّبل جرسون المطعم الذي نأكل به. أخذنا فلادمير إلى طبيب أطفال فأعطاه حقن التطعيم المطلوبة، قال الطبيب،" أن طوله 107 سم و وزنه 17 كجم، غير مناسب لسنه." أخذناه إلى طبيب أسنان حيث أنه لم يستخدم فرشاة طوال عمره. فصّور أسنانه بالأشعة و لمّعها.
زرنا اخصائياً للنظارات لإصلاح طول النظر الذي لديه ثم أخذته كي يقص شعره بطريقة أمريكية و قد أحب فلادمير المظهر الحسن و بعدها اشتريت له نظارة شمس.
كان فلادمير يرفض تنفيذ أوامر والدته و يأمرها بطريقة جافة أن تعد له طعامه و ثيابه. بالصبر و بالحب بدأ يتغير و صرت أخبره بما يخطئ فيه كي يحسّن طريقته مع أمه. أخذت ديانا المبادرة و كانت تحضنه و هي تقرأ له كتاباً أو يشاهدان التلفزيون، و بمرور الوقت ازدادا تقارباً و انصلحت الأمور.
أرهقتنا العناية بهذا الولد، كان على ديانا أن تساعده في كل الأنشطة، الاستحمام و ارتداء ثيابه و نقله من الكرسي المتحرك إلى السيارة و العكس. بنهاية الصيف، أجاد الإنجليزية بما فيه الكفاية ليدخل الصف الأول الإبتدائي،
لكنه احتاج إلى من يساعده في المدرسة في الحركة و التنقل و الإمساك بالأدوات.
لم يشعر فلادمير أن إعاقته عقبة في طريق حياته، راقبته مرة من شباك المدرسة و هو يقول لأصحابه، اصطفوا خلفي،كانت معه فتاة تزحف مثله على الأرض. قالت مدرسته أن فلادمير أراد أن يقود الطابور هذا النهار و أن صديقته برنسيس تساعده في استخدام المقص و الأدوات و أنها أحياناً تزحف على الأرض مثله فعجبت كيف أن فلادمير لديه أصدقاء يرغبون في تقليده.
رغب فلادمير في الجري مثل أصحابه، لكن نفقاتنا حالياً كانت عالية. في الوقت المناسب جاءت معجزة أخرى، كتب الصحفي مرة أخرى عن فلادمير و تابع ما جرى له في أمريكا، و ذكر احتياجه لجراحة بالعظام فوصلتنا رسالة من مؤسسة الأخوة للكنائس تعرض تمويل علاجه في مستشفى المؤسسة بالمجان. اتصلت أشكرهم و أخذت موعداً بعد أشهر . تخيلنا أنه سيمشي و يقود سيارة حين يكبر و يعزف البيانو بعد العملية.

هل تصلح الجراحة عظام فلاديمير المشوهة ؟ هذا ما أخبركم به تالياً ، فتابعوني.
رد مع اقتباس