الموضوع: من واقع الحياة
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 06-10-2010, 05:12 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,413
معدل تقييم المستوى: 18
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي

2. المحاصر
الدب علي بعد 7 متر, رأسه منخفضة و يتحرك نحوهم ببطء, الجميع يصيح لإخافته و لكنه تقدم نحوهم بدلاً من الفرار.
لا يحب أهالي آلاسكا تيم تريدويل لأنه غريب و ليست لديه خبرة في التعامل مع الطبيعة.
ظل تيم يحضر إلي ألاسكا علي مدي 13 سنة كي يخيم كل ربيع و خريف وحده في أرض الدببة. كان تيم يغني و يقرأ للدببة علي حواف شاطئ كاتيما في ألاسكا و يطلق عليهم أسماء مثل السيد شيكولاتة و حلويات. كان تيم يقف أمام حيوان بري وزنه 500 كجم و له أظافر طولها 10 سم و أنياب طولها 5 سم.
يزعم تيم أنه عثر علي مملكة من الحيوانات المسالمة التي لا تخاف الإنسان. كان تيم يقترب من الدببة زاحفاً علي أربعة أرجل و يحييهم بصوت رقيق "أهلاً أيها الدب الصغير, أحبك" و يقترب بكاميرا و كاميرا تسجيل فيديو ملتقطاً صوراً و أشرطة فيديو.
دب جريح سمّاه ميكي زحف بجوار خيمة تيم حيث نام لأسابيع حتي تعافي. كانت أمهات الدببة تترك أشبالها بجوار تيم. على مدى تاريخ حديقة الكاتيما الوطنية الممتد لخمس و ثمانين عاماً لم يصب دب شخصا بأذى. و لكن هذه الحيوانات الضخمة ليست مسالمة .
لم يحمل تيم مسدساً رغم أنه هوجم من الدببة مرتين. يستخدم البعض وسائل حماية غير قاتلة مثل رشاش الفلفل و الصاعق الكهربائي. في مرة استعمل تيم الرشاش ضد دبة سماها كب كيك و لكنه أقسم أن لا يستعملها ثانية حين رأي الألم الذي سببّه للدب. لأن رسالته هي النوايا الحسنة و ليس الخوف.
يعرض تيم أشرطة الفيديو علي تلاميذ المدارس كما يعرضها في المعارض المختلفة. أحب الأطفال تيم و تعلموا الكثير من الحقائق عن الدببة. و عندها نشأت جماعة الدببة و هي منظمة لها موقع علي الانترنت تخصصت في حماية الدببة و دراستهم و تثقيف الناس بشأنهم.
لم يوافق العديد من علماء البيئة علي تصرفات تيم حيث أن تعليمات المنتزه أن لا يقترب أحد من الدببة و أن يترك بينه و بين الدب مسافة 50 متر, و قد اقترب تيم أكثر من ذلك بكثير كما أنه زعم أن الدببة البنية معرضة للإنقراض و هذا ما لم يوافقه عليه العلماء.
قابل تيم ايمس هاجنرد في محاضرة كان يلقيها فأعجب بها و تزوجها و اصطحبها معه إلي آلاسكا في صيف 2003.
لكن هذا الموسم كان مختلفاً عما مضي في نهاية شهر سبتمبر كان من الصعب علي الدببة البقاء جافة و دافئة مع بدء هطول الثلج. كانت حركة الدببة مختلفة و عشوائية علي غير العادة. العلماء الذين راقبوا حركة الدببة قالوا أن البحيرة يأتيها 15 دباً في العادة، و في هذا العام ظهر 60 دباً . عادة ما يكون هناك 4 شجارات بين الدببة في الإسبوع و الآن هناك 10 شجارات يومياً. بسبب تغير الجو فشل محصول التوت الذي يعتمد عليه الدببة لإمدادهم بالطاقة قبل البيات الشتوي، كما أن كمية و حركة سمك السالمون في البحيرة كانت محدودة و بطيئة و لم يكفِ السمك كطعام للدببة.
عندما نزل الطيار ويلي علي شاطئ البحيرة لالتقاط تيم و إيمي لم يجدهم في انتظاره, ربط ويلي الطائرة و أسرع إلي المخيم بحثاً عنهم فانتابه شعور غريب فقرر أن يعود إلي الطائرة ليستطلع المنطقة و عندها وجد دباً يتقدم نحوه بهدوء فقفز إلي طائرته و ارتفع بها. يقول ويلي,” لقد هاجمتني دببة من قبل و لكن ذاك الدب كان ينوي قتلي" عندما حلق ويلي فوق المخيم وجد الخيام مسطحة و وج دباً كبيراً أمام المخيم يتغذي علي ما يشبه القفص الصدري لآدمي.
اتصل ويلي بالشرطة الذين بعثوا حراس الغابة لاستطلاع الأمر فحضر مجموعة منهم إلي المعسكر و معهم بنادقهم و فجأة وجدوا دباً يجري نحوهم فصاحوا به كي يخيفوه فلم يتوقف و إنما استمر يجري نحوهم فأطلقوا عليه النار و قتلوه. وجد الحراس بقايا أيد و ذراع آدمية في المعسكر و في الخارج كانت جثة تيم و إيمي حيث قتلهما الدب و انتزع أعضاءهما . وضع الحراس الجثث في أكياس بلاستيكية. عند فحص أمعاء الدب المقتول وجدوا بقايا آدمية فيها مما يدل أن الدب المقتول هو قاتل تيم و زوجته.
وجد الحراس كاميرا فيديو سجلت حادثة القتل كلها حيث هاجم الدب تيم . قوة هذا الدب تعادل قوة و سرعة قطار شحن. بقي تيم يصرخ لمدة 6 دقائق أثناء مهاجمة الدب له و بقي تيم يصارع الموت و بعدها بقليل هاجم الدب إيمي و قتلها.
يظن أحد العلماء أن صرخات إيمي المماثلة لصرخات الحيوانات الصغيرة التي يتغذي عليها الدببة جعلت الدب يعود لإفتراسها.
أخطأ تيم باقترابه الشديد من الدببة فهي حيوانات برية و ليست أليفة أو مسالمة. و لعل الدببة ظنته أحدها و في مملكة الدببة يمكن تأديب أحد الدببة العاصية التي ترفض الحركة بمهاجمته و قتله و بالتالي يمكن أن يكون قتل تيم عقاباً له و ليس للتغذي عليه. كان موت تيم صدمة للكثيرين, و لكنه ساهم في جهود حماية الدببة و تعريف الناس بهم و إثارة إهتمامهم بهم.
****************
رد مع اقتباس