باللغة العالمية التي لا تعرف الحدود ولا الفواصل خاطب المايسترو الأرجنتيني ميغل انجل أستريلا الحضور في جامعة النجاح الوطنية بعزفه على البيانو مقطوعات موسيقية راقية
تناغمت الموسيقى وصدحت في أجواء جامعة النجاح الوطنية، وتمايلت أنامل المايسترو ميغل أنجل أستريلا بعزف مقطوعات عالمية حكت حكايات جميلة ذات صلة بباخ والفقراء، كان هذا الحدث في أمسية شيقة نظمتها جامعة النجاح الوطنية ومؤسسة منيب رشيد المصري، حيث استضافت المايسترو الأرجنتيتي وابنته باولا.
وفي بداية الأمسية التي حضرها رجل الأعمال الفلسطيني منيب رشيد المصري، والأستاذ الدكتور رامي حمد الله رئيس الجامعة وحشد كبير من ممثلي المؤسسات الرسمية والثقافية ورجال الأعمال، رحب الأستاذ الدكتور خليل عوده عميد كلية الدراسات العليا بالحضور قائلا: نستضيف اليوم عازف البيانو الأرجنتيني لنسمع من أوتار آلته الموسيقية ألحان الكرامة الانسانية التي يسعى إلى ترجمتها في موسيقى تحرك ضمائر البشر، وترفع الظلم عن ملايين المعذبين والمرحومين في الأرض، كما أشاد بدور القائمين على مؤسسة منيب رشيد المصري التي تهدف إلى تقديم الخدمات التي تعزز إنسانية الانسان وترفع مكانته.
وعن دور مؤسسة منيب رشيد المصري تحدثت مديرة المؤسسة السيدة دينا منيب المصري وقالت: إن هذا النشاط الفني العالمي الذي يقام برعاية مؤسسة منيب رشيد المصري يأتي لتعريف الفن العالمي بعراقة هذا الشعب الصامد على ارض الحضارات العالمية، وأضافت أن أعمال المؤسسة لا تقتصر على البعثات التعليميمة للشباب الفلسطيني، ودعم المؤسسات وإنشاء كلية الهندسة والجيولوجيا في جامعة النجاح، وإنما توسع ليشمل الانفتاح على الثقافات العالمية، وفي ختام كلمتها توجهت لجميع الذين شاركوا في إنجاح هذه الأمسية متمنية أن تكون فاتحة خيرة لنشاطات ثقافية محلية وعالمية.
ثم عزفت أنامل المايسترو الأرجنتيني خمس مقطوعات موسيقية قصيرة حلق خلالها بالحضور إلى عالم السحر والجمال والتألق، وفي ختام عزفه توجه استريلا للحضور قائلاً: انا سعيد بوجودي هنا في فلسطين من خلال تقديم هذا العرض الموسيقي، فالموسيقى حيلة رائعة لتجميع البشرية على أرضية مشتركة، وهذه هي الزيارة الثانية إلى فلسطين، ورغم الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني ساهمت في تأسيس أوركسترا السلام التي تتألف عضويتها من موسيقيين من ثقافات أديان مختلفة من المنطقة لكي نبني الجسور فيما بينهم، واوركسترا السلام تتألف من 40 شاباً وشابة يجتمعون في تدريبات مكثفة لأسابيع عديدة، يعيشون خلالها أجواء إنسانية رائعة تتجاوز كل حدود العداء والكراهية وتعيد صقل شخصيتهم بشكل إنساني وبمضامين إنسانية.
ويعتبر السيد ميغل استريلا أحد ابرز عازفي البيانو الكلاسيكيين المرموقين في الأرجنتينن ويقود حملة مستمرة لجعل الموسيقى شعبية بين الجماعات الفقيرة في المجتمع، ويتعاون استريلا مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم ( اليونسكو) منذ أواخر الثمانينات عندما عين سفيراً للنوايا الحسنة، قام بتأسيس مؤسسة ميوزيك إسبرانس والتي ترمي إلى تحسين إمكانية الوصول إلى الموسيقى من قبل جميع الناس، وفي العام 2000 حصل إستريلا على جائزة نانسن وهي جائزة الأمم المتحدة للأمريكيات الثلاث( الشمالية والوسطى والجنوبية).
وشاركت باولا أستريلا ابنة المايسترو ميغيل استريلا حيث غنت مجموعة من الأغاني المعبرة منها القلب إلى الجنوب، والمقهى الصغير وغيرها، وكانت قد شاركت والدها بتقديم عروض مشتركة في مختلف دول العالم، وتحت مظلة اليونسكو قامت بتأسيس عمل اجتماعي في الشانتي تاون ، في المنطقة السفلى من بيونس أيرس في الأرجنتين، وفي العام 1998 قدمت عروضاً اسبوعية في رقصات لاكوبولي في باريس ضمن مهرجان أفيغنون، وفي العامين 1999، 2000 أعتبرت من أهم خمسة راقصي التانغو، وحصلت على الدور الأول في أوبرا التانغو تش بيونس أيريس لجاكوبو رومانو وجورجي زوليتا في العرض العالمي هانوفر 2000، كما تقوم بتقديم عروض بشكل دائم في فرنسا، وسويسرا، وايطاليا، واليونان،
وفي نهاية الحفل كرّم الأستاذ الدكتور رامي حمد الله المايسترو أنغيل ومنحه درع الجامعة.
المصدر