الموضوع: من واقع الحياة
عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 17-10-2010, 08:02 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,413
معدل تقييم المستوى: 18
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي

تعد رياضة الغوص في الكهوف من أخطر الرياضات. لا يوجد نسبة إصابات، بل نسبة وفيات. في فلوريدا غرق 350 شخصاً. و لكن المزيد من الناس يتحدّون هذه الكهوف.
عندما بدأ سكيلز الغوص كان في الخامسة عشر من عمره. و بسبب خبرته الواسعة ساهم في وضع إجراءات السلامة لهذه الرياضة. لدى سكيلز و شريكه بيتر بت شركة استشارات مختصة بشؤون البيئة.
يقول سكيلز عن هذه الرياضة :" لو فقدت اتجاهك عند الغوص في مياه مفتوحة فإنك تجد اتجاه الصعود بتتبع اتجاه الفقاعات الناتجة عن تنفسك. أما داخل الكهف المغلق، فإن فقاعات الهواء تبتلعها الظلمة.منذ أن كان سكيلز في السادسة عشر من عمره و هو يغوص لاسترداد جثث الغواصين الذين ماتوا بداخل الكهوف حين ضلوا طريقهم لذلك فإن لديه الكثير من القصص المحزنة. غواص أخطأ في اختيار النفق المناسب عند مفترق للأنفاق و حين أدرك أن مخزونه من الهواء قارب على النفاد، كتب رسالة وداع لعائلته على لوح من الحجر الجيري. قصة أخرى عن خطيبين غاصا في أحد الكهوف و حين انفصلت المرأة عن خطيبها فزعت و أخذت تغوص بدون هدف حتى ماتت . و لازالت هناك علامات حفرتها بأصابعها على جدران الكهف.استعاد سكيلز جثث 30 غواصاً في 12 عاماً منها جثث لثلاث إخوة كانوا يمسكون أيدي بعضهم. بعد أن مات غواص مخضرم اسمه باركر ترنر و انهار عليه جزء من الكهف، لم يعد بإمكان سكيلز أن يستعيد المزيد من جثث الغواصين إذ أن طوفاناً من العواطف بدأ يغمره و لا يسمح له بذلك. و لكن لازال سكيلز يغوص، لماذا؟ ما الذي يستحق هذه المجازفة؟
سكيلز لا يتردد، تلك الكهوف هي من أقل المناطق استكشافاً في العالم ، بها جمال نادر و عجائب لم يطّلع عليه إلا عدد محدود من الناس. يريد سكيلز أن يكون الأول في استكشاف هذه الكهوف لعله يجد عظام حيوانات مدفونة من آلاف السنين.
أحياناً يتجاوز سكيلز حدود الخبرة البشرية، في إحدى تلك المرات غاص إلى عمق 100 متر مع مجموعة من الغواصين و عندها وجد حجرة متسعة ارتفاعها 50 متر و وجد وسطها قطعة من الحجر المستطيل ارتفاعها 2 متر و لونها أبيض خالص.
لابد لكل غواص أن يأخذ اثنين من كل جهاز، اسطوانتى هواء و مصباحين و اثنين من المنظّمات و جهازي كمبيوتر. و لكن أهم المعدات في الغوص هو مخ الغواص و ذلك الجهاز يجب أن لا يخذله أبداً لأن الضغط العصبي الذي يتحمله الغواص بداخل كهف مغلق يؤدي إلى خلل في إدراكه كما أنه لا يعرف ما ينتظره و المجهول يؤثر في إدراك الغواص كثيراً.
لدى سكيلز نظرية يسميّها نظرية الكيكة تساعده على تقييم المخاطر. الكيكة هي تشبيه لقدرة الغواص على حل المشكلات حين يكون بداخل كهف. كلما نزل الغواص إلى عمق أكبر فقد جزءاً من الكيكة ، و عند كل مشكلة يخسر جزءاً آخر. مثلاً قد يضغط بالإسطوانة على المصباح فيكسره و يخسر الإضاءة. لو ضيّع الغواص الكثير من شرائح الكيك فإن عليه أن يصعد و لا يستمر. و إذا لم يصعد فلن تكون لديه القدرة العقلية على مواجهة المواقف الصعبة.
*********
لايزال لدى سكيلز المزيد من المغامرات و الأخبار التي ينوي أن يخبركم بها.
رد مع اقتباس