7.أفكار مجنونة
إذا كان بوسعي عمل ثروة من نتف الصوف العالقة بالثياب، فلعل أفكارك الجامحة تنجح.
من كتاب أسرار من مفكرة مخترع لموريس كانبار
بدأت اختراع منتجات جديدة في مطلع العشرينات من عمري. يرى الناس أنني ولدت مخترعاً و بعد30 براءة اختراع فإنني أوافقهم الرأي. لم يعجبني جهاز الأشعة الذي يستعمله طبيب الأسنان ، فاخترعت جهازاً آخر أكثر كفاءة.
الإلهام لاختراعي الأول، جاءني و أنا في العشرينات من عمري حين كنت مع-صديقي في مزرعة، أسندت ظهري إلى حائط من الكونكريت(الإسمنت المسلح) و عندما تحركت، لاحظت أن بعضاً من نتف الصوف من بلوفري قد علق بالحائط. لم أواصل رحلتي ،و تجاهلت صديقي و تعجبت من كفاءة الكونكريت في إزالة هذه النتف المزعجة من ثيابي. قلت لنفسي لابد أنها الحواف الحادة للكونكريت التي أزالت بقايا الصوف العالقة بالثياب.أليس بوسعي أن أقلد ملمس حائط الكونكريت الخشن في أداة صغيرة يمكن استخدامها بالمنزل. أداة كتلك ستكون عملّية للعناية بالملابس الصوفية و أفضل من الفرشاة الموجودة بالسوق.كنت قد درست الهندسة و الكيمياء في الكلية. لذلك عندما عدت إلى المنزل بدأت أجرّب. اشتريت قماشاً خشناً و نثرت عليه مادة لاصقة و كريستالات أكسيد الألمونيوم ( المادة المستخدمة في ورق الصنفرة). كانت تشبه الكونكريت بسطحها الخشن و بدا لي أنها ستمسك نتف الصوف. تركتها تجف ثم ألصقتها بقطعة من الخشب. و عندما مررّّتها علي ملابسي الصوفية أدت الغرض المطلوب.
الخطوة التالية هي حماية اختراعي ببراءة اختراع. صديقي بالجامعة له ابن عم يدعى هارولد، يعمل محامي براءات اختراع. و قد طلبت مساعدته. قال لي هارولد أنه من بين كل 10 طلبات براءة اختراع تمنح البراءة لواحد، و من هؤلاء الذين يحصلون عليها فإن 1% فقط يتم تصنيعه و من هؤلاء الذين يصنعّون اختراعاتهم فإن 1 من كل 50 يصنع منتج ناجح يشتريه الناس، لذلك عليك أن تكون واثقاً من اختراعك. و قد كنت واثقاً من اختراعي.و بالرغم من تحذيرات هارولد فقد حزت براءة اختراع. و الآن عليّ أن أصنع نموذج أفضل. شئ أقرب إلى ما أرغب في بيعه. تخيلت مقبض رخيص و قوي مصنوع من البلاستيك. ذهبت إلى محل بجوار بيتي يصنع نماذج من البلاستيك. صاحب المحل قال لي أن بوسعه أن يصنع لي قالب من الحديد لتصنيع المقبض مقابل 1200 دولار. حاولت أن أحصل على هذا المال بالاقتراض من عدة بنوك و لكن أياً منها رفض أن يعطيني مالاً لأنه ليس لدي مالاً كي أرد القرض حينما يحين موعد السداد. طلبت من أمي أن تسلفني مالاً فرفضت قائلة لا تكن مجنوناً و حافظ على وظيفتك. كنت أعمل مندوب مبيعات و لكنني أدركت أنني لا أرغب في أن أكون موظفاً عند أحد. لذلك قررت أن أوفّر المال فقد كان لدي ايمان بفكرتي و أظن أنني عنيد.
بعد 8 أشهر كان لديّ قالب معدني لإنتاج مقبض بلاستيكي. و حين أكملت المنتج، التفت للتغليف، فالشركات تصرف الكثير من المال و الوقت لاتقان منتجاتها و تغليفها. ذهبت إلى الصيدليات و درست علب الشامبو و الماكياج. ثم كتبت على ورقة وصفاً للمنتج: يزيل نتف الصوف من الثياب الصوفية في ثواني. أقنعت صديقاً كي يشارك في المشروع مقابل نسبة من الآرباح. وفرنّا سوياً 50 دولار و دفعناها إلى مصمّم ليصنع لنا غلافاً لائقاً و يكتب عليه اسم المنتج. و ها هو ذا منتجنا. حان وقت اطلاق الإسم على الأداة و بعد خلاف على التسمية اقترح صديق اسم مزيل نتف الصوف و مشط القماش.
المشكلة التالية كانت وضع منتجنا بالأسواق. استخرجنا قائمة بأسماء محلات بيع الثياب الصوفية و عناوينها. كتبت رسائل لتلك المحلات و في نهاية كل رسالة وضعت خطاً منقطاً و كتبت اقطع هنا و أضفت جزءاً خاصاً بطلب أي كمية من الآداة. أرسلت مئات من هذه الرسالة و مع كل منها أداة كي يجربها المشتري و يرى أنها تعمل. سرعان ما تلقينا العديد من الطلبات العشرات ثم المئات ثم الألوف. تكلفّنا الأداة 14 سنت لانتاجها و تباع ب40 سنت و يبيعها المحل بدولار. في فترة قصيرة كسبنا مائتي ألف دولار و هو مبلغ كبير و لازالت هذه الأداة تدر علي ربحاً وفيراً حتى الآن و تباع في الصيدليات و محلات الملابس في الولايات المتحدة والعالم.سعدت أمي بخطئها. و في ال30 من عمري لم أحتج للعمل عند أي شخص آخر.
|