سجّلت الأم أولادها في برنامجاً للدراسة تديره الحكومة عن طريق شبكة المعلومات. يجلس الأولاد للمذاكرة من الثامنة صباحاً حتى الظهر و يرسلون واجباتهم بالبريد الألكتروني لمدرسيهم. بعد ذلك يقوم الأولاد بتنظيف السفينة و تجهيز الطعام و في المساء يشاهدون أشرطة متنوعة على الكمبيوتر.لكنهم كانوا يشعرون بالملل و كثيراً ما كانوا يتشاجرون لأقل الأسباب.خلال عدة أسابيع من الإبحار، تغيرت أحوالهم، بدأت حياة البحر تعجبهم و عرفوا كيفية استخدام أجهزة السفينة المختلفة و تعاونوا لتأدية الأعمال المختلفة. أصبح بن قارئ ممتاز، أما إميليا فقد أعجبت بالمخلوقات البحرية و أخذت تدرسها باهتمام. و مما قلّل شعورهم بالوحدة أن أقاربهم أخذوا يزورونهم من وقت لآخر. و توالت مغامراتهم، فصاروا يمارسون الغطس في المياه فتقابلهم أسراب من الأسماك المتنوعة. في المساء ، كان جون يستلقي على ظهره بجوار أبناءه و يعّرفهم أسماء النجوم المختلفة.عبرت العائلة قناة بنما و وصلوا إلى الأكوادور في أمريكا الجنوبية حيث استكشفوا حضارة الأنكا البائدة و حين وصلوا جزر جالاباجوس تسلقوا بركاناً خامداً و أخذوا يعبثون مع السلاحف العملاقة التي يصل عمرها لمئة عام.
قطعت السفينة 4800 كيلومتراً من المياه حتى وصلوا جزر بولونيزيا الفرنسية و عندها تعطل مولد الكهرباء و انتظروا في الجزيرة لحين إصلاحه.
تزلج بن على أمواج المحيط البالغة الإرتفاع بينما أخذ جاك يسبح مع اخطبوط في الماء. في ديسمبر 2004 طارت العائلة إلى نيوزلندة بالقرب من أستراليا وقضوا 3 أسابيع في استكشاف غاباتها المطيرة. مع بداية العام الجديد، تركت العائلة السفينة راسية في ميناء الجزيرة و عادوا إلى موطنهم في سان دييجو لحين انتهاء موسم الإعاصير.أثار العودة للمدينة اهتمام الأولاد لفترة وجيزة إذ سرعان ما ملوا تلك الحياة و اشتاقوا للإبحار من جديد.حين انتهى العام الدراسي في يونيو، طارت العائلة حتى وصلوا جزيرة بولونيزيا حيث واصلوا الإبحار في السفينة متجهين إلى أستراليا و قد قرروا إنهاء الرحلة في أغسطس و العودة لديارهم.
***************
ماذا حدث للعائلة حين مزقت الشعاب المرجانية سفينتهم؟
هذا ما ستعرونه لاحقاً بإذن الله.
|