اخى جزاك الله كل خير اولا على المعلومه
ودى يا خونا باقى الحقيقه الحلقه الثانيه
(4) كان من الطبيعي بعد ابتعاد حركة فتح عن صدارة الفصائل الحاملة للسلاح وركونها إلى مقاعد السلطة الوثيرة أن تتشكل قيادات حقيقية جديدة للمجتمع الفلسطيني في الضفة والقطاع , وأن تتكون مجموعات مجاهدة تحمل الراية التي ألقت بها فتح تحت أقدام أمرائها الجدد .. وحتى لو كان وجود تلك الفصائل قديما , إلا أنها أصبحت الآن في الصدارة بعد أن خارت عزائم فتح وأصبح أمرها بيد المحدثين فيها , وليس للزعماء القدامى والتاريخيين إلا التواجد على سبيل التبرك بهم وخداع الناس من خلالهم , لذلك تحولت قلوب الشعب الفلسطيني إلى من لا يزالون يحملون السلاح في وجه الصهاينة , ولم يلهثوا خلف اللجان الدولية وغيرها من تلك المسميات ليحصلوا على مقعد أو مقعدين في سلطة مزعومة , وهذا يفسر الفوز في الانتخابات التشريعية التي حصلت حماس على غالبية الأصوات فيها عندما بدا التوافق السلمي حلا قد يثمر في استعادة الأرض !!
أضف إلى كل ما فات , أن المؤسسات الإدارية التي أنشئت لتحسين صورة الأوسلوويين اقتصر التعيين فيها على أنصار فتح فقط , وأصبحت الخدمات والامتيازات تمنح على أساس الولاء السياسي لفتح وليس على معيار المواطنة .
أي أن السلطة الأمنية التي تملك قرار الحبس والملاحقة لأي مواطن , وأن المساعدات والمنح الموجهة للشعب الفلسطيني أصبحت كلها بيد أمراء أوسلو , ومن أراد حقه فعليه أن يلتحق بخدمة دار الإمارة ويعلن الولاء التام لها , وإلا فسيقع تحت طائلة الحبس والملاحقة بدعوى مناهضة اتفاقية أوسلو ومقاومة السلطة الفلسطينية والسعي إلى تعكير صفو الأمن القومي .!!!
(5) لا شك أن سرقة المعونات والمتاجرة بقضايا الشعب الفلسطيني تحت ستار الشرعية كان عبئا على ذلك الشعب المناضل , يبحث في التخلص منه بأي وسيلة من الوسائل عن وجه جديد يحمل نفس الهم ونفس القضية بنفس الحماسة والإخلاص الذي يريده الشعب المقهور في الداخل والخارج .. فجاءت الانتخابات التشريعية متنفسا لهذه الضجة الصامتة , وانهال الناس على صناديق الاقتراع يصوتون لحماس , وفي ذلك الوقت كان أمراء فتح يعيشون في الأوهام وأنهم السلطة الفعلية وأن الناس لا يمكن أن يختاروا غيرهم , فوقعت عليهم أخبار نتائج الانتخابات كالصاعقة , فمعني هذا الخيار أن الحكومة والبرلمان بيد حماس , ومن ملك البرلمان يملك نسف اتفاقية أوسلو وما نتج عنها بكل تأكيد , كما أن ذلك معناه محاسبة المفسدين وإيقاف سيل السرقات واكل مال الناس , ولا شك أن هذا إنذار يزلزل كيان الأمراء السابقين في فتح..
(6) في عرف كل الدنيا أن من فاز بالأغلبية في الانتخابات التشريعية يملك سلطة تشكيل الحكومة وإدارة البلاد , لكن حماس كانت تدرك أبعاد تكوين الشارع السياسي الفلسطيني فأرادت أن تشرك كل ألوان الطيف في تلك الحكومة , حتى لا يكون هناك طرف كاره ويعرقل المساعي التي أرادتها حماس للإصلاح , إلا أنه ومن أول يوم دعا فيه رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية حركة فتح وغيرها من الفصائل والمجموعات السياسية والمناضلة للمشاركة في الحكومة , خرج دحلان ليقيم مؤتمرا صحفيا في الضفة ويتحدث إلى أنصاره قائلا: لن نشارك أبدا في حكومة على رأسها حماس , ولا نريد حكومة ملالي!!
إذن فحماس لم تكن تريد الاستئثار بالسلطة وحدها , بل دعت الجميع إلى المشاركة , ولم تأخذ بكلام دحلان وتوجهت مرة ومرتين وثلاث مرات وأكثر إلى الرئيس محمود عباس لكي يقنع فتح بالانضمام إلى الحكومة فلم يفعل شيئا , وعندها لم يكن هناك بد من تشكيل حماس للحكومة بمفردها.
(7) يفترض أن للوزراء صلاحيات تامة وكاملة في وزاراتهم حتى يقوموا بمهامهم على أكمل وجه, لكن الذي حدث أن وزارتين مهمتين للغاية هما وزارة الإعلام ووزارة الداخلية لم يكن للوزيرين الحمساويين فيهما إلا مكتبان وثيران فقط , أما القرارات فلا تنفذ ولا يلقى لها أي بال!!
وهذا الوضع لا يمكن أن يوجد في دولة من دول العالم , ولما طالب سعيد صيام وزير الداخلية أفراد الأمن بالتزام أوامره رفضوا تماما وأخبروه أن الأمن تابع لمؤسسة الرئاسة وليس للوزارة! , فلم يكن هناك بد من إنشاء قوة تنفيذية تطيع الوزير حتى يستطيع ضبط الأمن في شوارع القطاع , وبدأت المصادمات من وقتها على المستوي السياسي بين قيادات الحركتين وعلى المستوى الميداني في الشوارع بين أنصار فتح وأنصار حماس , فالرئيس الفلسطيني يرفض إعطاء وزير الداخلية كل الصلاحيات اللازمة للقيام بمهامه , كما أنه أبقى على تليفزيون فلسطين تابعا لمؤسسة الرئاسة وكأنه نشرة أخبار فتحاوية , وأنا أتعجب من موقف عباس .. لأنه عندما كان رئيسا لوزراء عرفات استقال عندما رفض عرفات إعطاءه الصلاحيات اللازمة على وزارة الداخلية وأبقاها في يد دحلان , فلماذا الانقلاب على المبدأ اليوم عندما أصبحت الحكومة في يد حماس؟! , ثم تطور الأمر أكثر من ذلك بعد الحصار الدولي الذي فرض على الشعب الفلسطيني , وعندما كان أفراد حماس يجلبون الأموال للشعب الفلسطيني يتم توقيفهم على الحدود ومنعهم من الدخول بتلك الأموال , والذين يمنعونهم هم أفراد الأمن الوقائي التابع لعباس ودحلان وأبو شباك وغيرهم من أمراء الحرب في فلسطين , ولم تنته المضايقات لحماس وعرقلة مساعيها , بل كان كل فترة يجتمع بعض أعضاء فتح بإسرائيليين ويعلنون أن الحصار لابد أن يبقى على حماس وتعلن إسرائيل أنها تدعم فتح ! , وكلما نجحت حماس في كسر الحصار وإقناع دولة عربية بالتبرع للشعب الفلسطيني يهمس عباس ودحلان في أُذن أولمرت الذي يهمس بدوره في أذن بوش ليمارس ضغوطه على تلك الدولة المتبرعة فتقف المساعدات وتمنع من الدخول إلى الشعب المحاصَر , لأن كسر الحصار معناه نجاح حماس في الخروج من المأزق , وهذا فيه إحراج كبير لإسرائيل وأزلامها في الداخل الفلسطيني.
(8) بدأت بعد ذلك الصدامات المسلحة والاغتيالات وكانت أول محاولة للاغتيال شهدها معبر رفح ضد رئيس الوزراء إسماعيل هنية , والتزمت حماس بعدم الرد وقتها وطالبت عباس ان يوقف التيار الانقلابي فلم يحرك ساكنا , واستمر الاغتيال لكوادر حماس فكان من الضروري الوقوف لتلك الفئة , وبالفعل اندلعت الاشتباكات في الشوارع , والقصد من ذلك إخماد نار الفتنة التي تشعلها فئة دحلان لتقلب الموازين مرة أخرى , وحتى اتفاق مكة لم يستطع إيقاف تلك المهازل لأن المتفقين ليسوا جميعا حَسَنِي النية , فبمجرد العودة إذا باغتيال قادة حماس واختطافهم يعود من جديد , وتوجيه رسالة لحماس بأن الامتيازات لابد أن تعود لأمراء أوسلو , وأنهم لا بد أن يستردوا العرش المفقود !!
(9) هنا أتذكر التاريخ وأعود إلى زمان عماد الدين زنكي ونور الدين الشهيد وصلاح الدين الأيوبي , عندما كانوا يواجهون الصليبين وكانت بعض الإمارات العربية تتعاون مع العدو , أيقنوا أنه لا يمكن الانتصار على العدو ما دام هناك مثبطون ومنافقون يعرقلون المساعي ويطعنون المجاهدين من الخلف , فقرروا إسقاط تلك الإمارات والزعامات الكاذبة العميلة الخائنة.
لا أدعي أن حماس تقوم بهذا الدور الآن بنفس طريقة السابقين , لكن هؤلاء الآثمين لا يعرفون إلا لغة القوة , وعندما واجهتهم حماس بشدة فروا وتركوا عرباتهم وسلاحهم وهربوا لا يلوون على شيء , فلا بد إذن من استخدام القوة مع هؤلاء حتى لا يعود الدمار والخراب والاحتلال مرة أخرى إلى غزة.
ولابد أن نفرق بين الظالم والمظلوم , وبين السلطة الشرعية والسلطة المزعومة العميلة , فالآن يا سيد عباس من الذي ينقلب على الشرعية؟
هل هم الذين اختارهم الشعب أم الذين اختارتهم إسرائيل؟
__________________
الذكريات مش مجرد كلام
بتبقى حاجه محفوره فى القلب
|