النجاة
في التاسعة و النصف، اقترب منهم قارب ذو محرك على متنه 7 رجال من سكان الجزيرة، وضع الرجال جون في القارب ثم أخذوا بقية أفراد العائلة معهم. انطلق القارب إلى جزيرة مانو حيث تسكن عائلة واحدة ممتدة مكونة من 21 فرداً من الأجداد حتى الأحفاد. أرسلت العائلة رسالة عاجلة إلى مركز الإنقاذ القريب . أعطى المنقذون أفراد العائلة ثياباً نظيفة و طعاماً شهياً من فطائر الكريب و السمك النئ و ثمار جوز الهند و أخذوا يرفهون عن الأطفال بإحضار صغار القطط و السلاحف البحرية كي يلهو الصغار معها.
أرسل الفرنسيون طائرة هيليكوبتر حملت جون للمشتشفى فوصلوا هناك عند الظهر. عالج الأطباء جون حتى استقرت حالته. قامت طائرة نفاثة بنقل جون وعائلته إلى تاهيتي في الساعة 5،30 خدّر الفريق الجراحي جون ثم قاموا ببتر ساقه أسفل الركبة. قال الأطباء أن جون وصل في اللحظة الأخيرة التي بعدها كانت حياته مهددة بالخطر. أجرى الأطباء غسيلاً كلوياً لجون على مدى 6 أيام و استغرق 5 أيام أخرى حتى تعافى بدرجة تمكنه من العودة إلى بلاده.
طارت العائلة للولايات المتحدة بعد 11 يوماً من العملية و هناك استقبلتهم سيارة إسعاف نقلت جون إلى المستشفى حيث أجريت له جراحة أخرى تم فيها استئصال ركبته.
أصابت جون عدوى شديدة تركته محموماً يهلوس لكنه تعافى في 3 أشهر و التئم جرحه و عندها بدأ العلاج الطبيعي و إعادة التأهيل. ثبّت الأطباء ساقاً صناعية على أحدث طراز بساق جون المبتورة. بتلك الساق شريحة الكترونية متناهية الصغر تتحكم في الركبة و تتواءم مع سرعة جون لكن جون لازال يتدرب على استعمالها باتقان.
بعد مرور عام على الحادث قال جون إنه قطع نصف الطريق في ذلك. لم يعرف جون أبداً من المسؤول عن الحادث، أبالخرائط خطأ أم أخطأ هو برمجة القائد الآلي أم أن القائد الآلي كان به خلل. لازال جون يعاني من آلاماً في ساقه المقطوعة التي يخيل إليه أنها لازالت موجودة في بعض الأحيان.
استغرق جون وقتاً حتى تغلب على مخاوفه من الإبحار ، لكنه أبحر ثانية في فبراير و أخذ يخطّط لشراء قارباً جديداً.أما بقية العائلة فقد استقبلت بالترحاب فكرة الإبحار و خرجوا في رحلة بحرية إلى المسكيك. تقول إميليا، "إن الحادث أشعرني بقدرتي على التصرف بكفاءة في حالة الطوارئ." أعجب الأب بتصرف ابنه خلال الحادث و أعطته الكشافة ميدالية لبطولته في مساعدة عائلته. يقول بين،" منذ الحادث صرنا نهتم ببعضنا أكثر." نظر جون لعائلته ثم قال،"لقد فقدت ساقاً، لكن انظروا ماذا لدي."
************
ألقاكم مجدداً عم قريب و الكثير من حكايات نشأت في رحم الواقع بين قوانينه الصائبة.
|