عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 30-10-2010, 08:15 PM
الصورة الرمزية يارا كريم
يارا كريم يارا كريم غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
العمر: 30
المشاركات: 58
معدل تقييم المستوى: 16
يارا كريم is on a distinguished road
افتراضي


مجرد علاقة بريئة


بدأت ظاهرة الصداقة بين الجنسين تغزو مجتمعاتنا نتيجة الغزو الاجتماعي والفكري الغربي التي فشت فيها هذه الصداقات فكثر استعمال مصطلحات الصديق الذكر(Boy Friend) والصديقة الأنثى(Girl Friend) والتي لا تعبر عن علاقة صداقة بريئة وإنما هي علاقة غرامية محمومة، أو علاقة جنسية مباشرة؛ لأن طبيعة التنوّع بين الرجل والمرأة لا يمكن لها أن تضبط الصداقة عند حدودها الطبيعية؛ لأن الصداقة تمثل حالة شعورية معينة ترتفع المشاعر الحميمة فيها كلما تعمّقت أكثر، وكلما شعر الطرفان بالوحدة أكثر. ومن الطبيعي بأنّ الغريزة سوف تعبر عن نفسها في هذه الحالة، بطريقة أو بأخرى، وإن تجاهلها الطرفان، إلا أنها تتجمع في المشاعر والأحاسيس، لتصل في نهاية المطاف إلى الانفجار بطريقة أو بأخرى.
إنّنا نركز على هذا الفهم المتحفظ للصداقة بين الجنسين، من خلال استيحاءنا لكثير من الأحاديث النبوية، ومنها حديث: "لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما"(صحيح): مسند أحمد (115)، فهذا الحديث يؤكد أن طبيعة الاجتماع المنفرد تجعل الطرفين وجهاً لوجه أمام مسألة الأحاسيس الخاصة التي تنطلق من خلال التنوّع، ومن خلال انجذاب كل نوع إلى النوع الآخر.
حتى لو بدأت هذه العلاقة بريئة في البدء ولكنها سرعان ما تتغير وتتطور إلى ما هو أكثر من ذلك، أي إلى الحبّ والرغبة في الاقتران.. وفي دراسة أمريكية تبين أنه حوالي 47% من ضحايا ال****** في أمريكا كن ضحايا ل****** أصدقائهن! وحوالي 20% كن ضحايا ل****** أقارب وأصدقاء العائلة، وبعبارة أخرى: 70% من الفتيات كن ضحايا للعلاقة "البريئة"(3).


النتيجة


والنتيجة إما فضيحة وخزي وعار يلحق بهذه الفتاة وأهلها، وقد يصل الحال إلى أن يقوم أهلها بقتلها وهذا حدث وليس بدعاً من القول.
وإما أن يصرف عنها المعاكس نظره؛ لأنه إذا حصل على مطلوبه فإنه ليس بحاجة إلى أن يتزوج امرأة خائنة خانت أهلها وثقتهم بها.
ولو حدث وتزوجها فإنه مع ذلك لا يحس بطمأنينة معها؛ لأنه غالباً ما يعيش خائفاً أن تكرر ذلك الفعل مع غيره.
ولكن يجب أن تعرف الفتاة المعاكسة أن الأصل فيها أنها مرحلة عبور ووسيلة لقضاء وقت الفراغ؛ فلا تطمع بأكثر من هذا! ولو تصوّرت نفسها بغير هذه المنزلة فهي مخطئة؛ وهذا قول الشباب أنفسهم الذين مرّوا بهذه التجربة.
والحقيقة أن هناك أمراً يفعله بعض الشباب المعاكس وتغفل عنه الفتيات الساذجات؛ لأنهن لا يحطن علماً بما يراد بهن، ولا يعلمن بما وصل إليه هؤلاء الشباب من المكر والكيد والخديعة.
وهذا الأمر الخطير هو أن بعض الشباب وأثناء المكالمة الهاتفية مع صديقة الغفلة يقوم بتسجيل ما يدور بينهما من الحديث الغرامي والكلام الفاحش، بل وأحياناً يكون الكلام من أشنع الكلام وأقبحه، وخالياً من الحياء والعفّة، ثم يحتفظ هذا الوغد بذلك الشريط معه.
فإذا فكّرت هذه الفتاة أن تُنهي علاقتها معه وأخبرته بذلك أظهر ذلك الشريط وهددها به!! وهنا تنقلب حياتها رأساً على عقب، وتصطدم بجدار الحقيقة، وتصحو من سباتها العميق، ويحيط بها الخوف والحزن من كل جانب، وتعضّ أصابع الندم على قبيح فعلتها، ولكن حين لا ينفع الندم، فتعيش صراعاً مريراً، وهي لا تعرف كيف الخلاص؟
فإذا أرادت الزواج هدّدها بالشريط: إن تزوجْتِ أخبرْتُ زوجك بالشريط.
والأدهى من ذلك إن كانت متزوجة، فما إن تفكّر بإنهاء علاقتها معه، إلا هدّدها بأن يفضح أمرها، أو أن تبقى صديقة له لتلبّي غرائزه البهيمية!!
ولعلها في ساعة يأس وضعف إيمان وملل من حياة الهمّ والخوف والحزن من أي حركة تدور بجانبها؛ لا تجد حلاًً إلا أن تتخلص من حياتها، فتُقدم على قتل نفسها لترتاح من هذا الجحيم الذي لا تطيقه!!
فتأمل جيداً ما يمكن أن تتسبب به مكالمة تليفونية، هي في نظر كثير من الناس -وبالأخص الفتيات- شيء تافه، ووسيلة لقضاء وقت الفراغ(4).
__________________
"اعذروا تخبطى فأنا كلاعمى يلتمس طريقا بين من يظنون أنفسهم مبصرون "