عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 31-10-2010, 08:56 PM
الصورة الرمزية عبد الله الرفاعي
عبد الله الرفاعي عبد الله الرفاعي غير متواجد حالياً
مدرس اللغة العربية وعضو مميز2013
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 3,273
معدل تقييم المستوى: 19
عبد الله الرفاعي is on a distinguished road
Fdf عمرو طلبه رصاصه فى قلب اسرائيل(العميل )1001



" أسطــورة الشهيــد : عمــرو طلبــة "


الاسم الحقيقي : عمرو طلبة
الرمز الكودي : 1001
الاسم المستعار : موشي زكى رافئ
تاريخ بدء العملية تقريبا : 1969
تاريخ استشهاد البطل : 1973

" ولقد حملناه عائدين دون أن نذرف دمعة واحدة فقد نال شرفا ً لم
نحظ به بعد‏ "
هذه العبارة جاءت علي لسان ضابط المخابرات المصري ماهر عبد الحميد رحمه الله في ختام ملحمة بطولية رائعة كان بطلها الحقيقي الشهيد البطل عمرو طلبة ‏الذي ربما لا يعرفه الكثيرون منا..

إنها إحدى العمليات البارعه التى قامت بها المخابرات العامة المصرية من خلال زرع احد ضباطها : الشهيد عمرو طلبة داخل المجتمع الإسرائيلى عقب نكسه 1967 ضمن العديد من عمليات الزرع الناجحة التي جرت في هذا الوقت للحصول على المعلومات عن الجيش والمجتمع الإسرائيلى.

وقد مر الشهيد عمرو طلبة بالعديد من الإختبارات في استخدام أجهزه اللاسلكي وإجاده اللغة العبرية بعد أن عثر رجال المخابرات على تغطيه مناسبة لدفعه داخل المجتمع الإسرائيلى بانتحاله لشخصية يهودي شاب - يحمل الإسم سابق الذكر- توفى في احد المستشفيات المصرية.

وهكذا يسافر عمرو مودعا ً والده ووالدته وخطيبته باعتباره متجهاً إلى بعثة عسكرية في موسكو وفى الحقيقة يتجه إلى اليونان ، كبداية لخطة طويلة ومتقنة وضعها رجال المخابرات المصرية ، متظاهرا ًبأنه يبحث عن عمل ويقضى هناك بعض الوقت إلى أن يتعرف على أحد البحارة – يهودي الديانة – يسهل له عملا ًعلى السفينة التي يعمل عليها ويقنعه بتقديم طلب هجرة إلى إسرائيل باعتبارها جنة اليهود في الأرض " كما يزعمون"!!.

وهكذا يتجه عمرو إلى إسرائيل مثله مثل كل يهودي في ذلك الوقت صدق دعاية أرض الميعاد، ويتم قبول طلبه
بعد الكثير من العقبات والمضايقات، ويقضى بعض الوقت داخل معسكرات المهاجرين محتملا ً للعذاب والإهانه من اجل هدف أسمى وأغلى من الوجود وما فيه
" كرامه مصر "..

وداخل هذا المعسكر يتم تلقينه اللغة العبرية حتى يمكنه التعايش مع المجتمع الاسرائيلى وهناك يتعرف على عجوز يعطيه عنوان احد أقاربه فى القدس لكى يوفر له عملا ًبعد خروجه من المعسكر..

ويبدأ عمرو مشواره بالعمل في القدس في مستشفى يتعرف على أحد أطبائها ولأنه لبق تظاهر بأنه خدوم للغاية فقد نجح فى توطيد علاقته بهذا الطبيب لدرجه أنه أقام معه ..
ومع انتقال الطبيب إلى مستشفى جديد فى ضاحية جديدة بعيدا ًعن القدس ينتقل عمرو بدوره إلى تل أبيب حيث يعمل هناك كسكرتير في مكتبة مستغلا ً وسامته في السيطرة على صاحبتها العجوز المتصابية فتسلمه مقادير الأمور داخل المكتبة مما يثير حنق العمال القدامى، ومن خلال عمله وعن طريق صاحبة المكتبة يتعرف على عضوة بالكنيست " سوناتا " تقع فى هواه هى الأخرى وتتعدد اللقاءات بينهما مما يعطى الفرصه لعمال المكتبة لكشف الأمر أمام صاحبة المكتبة فتثور وتطرده ..

وفى أحد الأيام يفاجئ عمرو بالمخابرات الحربية الاسرائيله تلقى القبض عليه بتهمه التهرب من الخدمة العسكرية ، بعد أن أبلغت عنه صاحبة المكتبة انتقاما ًمنه ومن " سوناتا " كل هذا ورجال المخابرات يتابعونه عن بعد دون أن يحاولوا الإتصال به..

وتستغل عضوة الكنيست علاقاتها في الإفراج عنه ثم تساعده أيضا ًبنفوذها في أن يتم تعيينه في احد المواقع الخدمية القريبة من تل أبيب كمراجع للخطابات التى يرسلها المجندون داخل الجيش الإسرائيلى باعتباره يهودي عربي يجيد القراه باللغة العربية..

وهنا تبدأ مهمته فوظيفته داخل الجيش أطلعته على الكثير من المعلومات المهمة فيتم بعمليه شديدة التعقيد والآمان إرسال جهاز لاسلكي إليه ليستخدمه في إيصال معلوماته إلى القيادة المصرية..

ويبدا تدفق سيل من المعلومات شديدة الخطورة والأهمية إلى القيادة المصرية ..
ومع إقتراب العد التنازلي لحرب أكتوبر المجيدة وحاجة القيادة إلى معلومات عن مواقع الرادارات والكتائب ومنصات الصواريخ الإسرائيليه تم إصدار الأوامر إلى عمرو بافتعال مشكلة كبيرة مع عضوة الكنيست املآ في أن يدفعها غضبها إلى استخدام نفوذها لنقله إلى سيناء حيث تتوافر المعلومات بصورة أكثر وضوحا ً..

وبالفعل نجحت المحاولة وتم نقله إلى منطقة مرجانة في سيناء وبدأ عمرو في إرسال معلومات شديدة الأهمية والخطورة عن مواقع الرادار والصواريخ المضادة للطائرات ومخازن الذخيرة ومواقع الكتائب الإسرائيليه..

وقامت حربنا المجيدة حرب السادس من أكتوبر 73..

ومعها ومع انهيار التحصينات الإسرائيليه تم نقل كتيبته إلى خط المواجهة وفور علم رجال المخابرات من إحدى البرقيات التي كان يرسلها بانتظام منذ بدأ الحرب أسرعوا يطلبون منه تحديد وجهته ومكانه بالتحديد..

وحدثت المفاجئه لقد نجح عمرو فى العثور على جهاز إرسال صوتى يتمكن من ضبطه على موجة القيادة ويأتى صوته مصحوبا ًبطلقات المدافع وقذائف الطائرات وسيلاً لاينقطع من المعلومات ، فيصرخ فيه الرجال طالبين تحديد مكانه قبل فوات الآوان ولكن الوقت لم يمهله للأسف ، فقط أخبرهم بأنه فى القنطرة شرق سيناء ثم دوى انفجار هائل وتوقف صوت الشهيد للأبد الذي فضل الشهادة في ساحة المعركة مفضلاً ايقاع أكبر الخسائر للعدو..
وفارقت روح عمرو طلبة الطاهرة جسده المسجي علي رمال سيناء بمنطقة القنطرة في الأيام الأولي لحرب أكتوبر‏73..

ولأن الوطن لا ينسى أبنائه الذين يضحون من أجله بكل عزيز فقد تم إرسال طائرة هليكوبتر خاصة بعد ان فشل رجال المخابرات المصرية فى الاستعانة برجال الجيش الثانى الميدانى المواجه لمنطقة القنطرة شرق، وفي جنح الظلام تتسلل الطائرة مخاطره باقتحام خطوط العدو وعدم التحديد الدقيق لمكانه من أجل إحضار جثه الشهيد وقد استرشد الرجال بحقيبة جهاز اللاسلكي التي كان يحملها وأرسل منها أخر البرقيات قبل وفاته..
توفى الشهيد عمرو طلبه في منطقه القنطرة شرق سيناء بعد أن أدى مهمته على أكمل وجه وساهم في انتصار لن يُمحي من ذاكرة المصريين مهما مرت السنين .. وسطر لنا أسطورة في الفداء بالروح أغلي مايملك من أجل تراب الوطن‏..‏ لقد قال ذات يوم‏:‏ " وهبت روحي وحياتي كلها مقابل تحرير تراب وطني‏‏" ،‏ لقد صدق الله فصدقه الله.

إنها قصة من البطولات المصرية التي نعيدها لمن فاته شرف المعرفة في أيام أكتوبر المجيدة ‏.
تحية لروح الشهيد البطل عمرو طلبة‏ .
**************




__________________
معلم اللغة العربية بمدارس المنصورة كولدج الدولية