بِسْـمِ اللّـهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيـمِ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمدٍ؛ سيد الأولين والآخرين، وعلى آله و صحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.
أيـها الملتزمـون ..... إحـذروا
هي جايز رسالة طويلة شوية بس معلش أستحلفكم بالله تستحملوني شوية و تقرأوها لان بجد بجد بجد يا جماعة الموضوع دة مهم جدااااا و للاسف منتشر جداً و بيقع فيه الكثيرييييييين من الملتزمين .. إن شاء الله هياخد دقائق معدودة .. و أنا اوجه كلامي لنفسي قبل ما أوجهه لأي حد فيكم .. و أتمنى أن أرى مشاركتكم و أرائكم في هذا الموضوع بالذات عشان نتواصل سوياً كأفراد
المهم أدخل في الموضوع ..
لاحظت من فترة هي ليست بالبعيدة و من خلال تعاملي مع أشخاص عدة خاصة من الملتزمين نموذجين غير صحيحين في التعامل مع الجنس الأخر سواء أخت أو أخ ..
النـموذج الاول :
أخت أو أخ حريصين جداً على عدم الاختلاط لكن بصورة غريبة - أعتقد من وجهة نظري أنها راجعة لعدم فهم المفهوم الصحيح للإختلاط - و هي الخوف الهستيري من التعامل – التام – مع الجنس الاخر سواء أخوات أو أخوة .. أي لو أن رجلاً لسبب ما اضطر لسؤال أخت عن الطريق مثلاً تجدها تهرب منه دون رد متهمة اياه بقلة الحياء أو العكس ، فإن كانت السائلة فتاة فتجد الأخ يرجع للوراء بذعر حتى تظن أنه سيقع .. و كأن السائل أو السائلة سيقتلهم ؟!؟
ما أود قوله هنا أن هناك فارق كبير بين الإختلاط و التعامل .. فليس كل تعامل إختلاط !!
فأكبر مثال على جواز التعامل بين الجنسين ذكره لنا الله تبارك و تعالى في قرآنه العظيم..
" وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ {23} فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ {24} فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ {25}"
أرأيتم .. ماذا قال سيدنا موسى عليه السلام للفتاتين ؟؟؟
كلمتان إثنتان فقط .. فقط قال " ما خطبكما ؟؟ " أؤصيبتا الفتاتين بالفزع أوإتهموا سيدنا موسى بقلة الحياء لمحادثته لهن ؟؟ لا بل أجابتاه ..
نستنتج من هنا أنه هناك تعامل بل أن هناك حديث ((و لكن)) حديث قصير و محدود و في الفائدة ..
ثم ماذا فعل بعد أن قام بالخدمة ؟؟ " فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى " فلا داعي لبقائه بعد ذلك
ثم أرأيتم ما كان سلوك الفتاة ؟؟ "فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء" انظروا لكلمة استحياء تجعلنا لا شعوريا نتخيل تلك الفتاة و كيف كانت تمشي على جانب الطريق بحياء و خجل ناظرة في الأرض .. ثم أن هذا يدل على أن الفتاة ذهبت مرة أخرى لتدعوه كما أمرها أبوها .. و لكن من كان أبيها الذي أرسلها لتدعوه ؟؟ أنه نبي الله شعيب عليه السلام .. ألم يكن يعلم أن هذا إختلاط و لا يجوز ؟؟ أم انه كان مباحا وقتها ؟؟
الخلاصة : هناك تعامل و هذا يختلف تماما عن الاختلاط ..
النموذج الثاني و هو هدفي الاساسي لإرسال الرسالة ..
((( معلش اصبروا بس دقائق اخرى معدودة .. )))
النـموذج الثاني:
طرفان يتجاذبان أطراف الحديث – المحترم – كالكلام في " الدعوة أو الدين " .. بحجة أن هذا الكلام هام و يخدم الدين .. لا يا أختي .. لا يا أخي .. لا تضحكون على أنفسكم ..
قال تعالى " زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنْ النِّسَاءِ " و من أصدق من الله قيلا .. و هو أعلم بما في نفوس عبيده ..
فلماذا يا أخي لا تدعو الأخوة ؟؟ فلربما هناك شاب إحتاجك من قبل و لم تجد نفسك قادراً على دعوته!! لماذا لا تبحث عن صحبة الأخوة بنفس الحماس الذي تكلم به الفتاة ؟؟ و لماذا يا أختي لا تبحثين عن الصحبة مع أخواتك المسلمات ؟؟
نعم .. ربما سيكون الموضوع "دعوة و دين " في البداية – إذ أن الشيطان يدرجنا في المعصية ( الصغائر ثم الكبائر ثم الكفر ) مش مرة واحدة يعني – و لكن بعد فترة ينتقل الشاب و الفتاة من المرحلة الاولى " الدعوة و الدين " إلى المرحلة الثانية " الدعوة و الدين ثم إزيك عاملة ايه ؟ " ثم إلى المرحلة الثالثة " إزيك عاملة إيه و مبقاش فيه لا دعوة ولا دين " ثم الله أعلم لأي مرحلة سوف يصل الأمر ..
فما هي إلا خطوات الشيطان و قال الله العليم الحكيم : ... يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ "
إخوتي في الله .. إتقوا الله ..
فوالله انا أحسب كل من يقرأ رسالتي على خير مما يجعلني على يقين انهم سوف يفهمون كلماتي جيدا حين أقول إتقوا الله و يدركون انها خوفاً عليهم
من قال أن هذه ليست فتنة ؟؟ بل والله إنها فتنة عظيمة .. و انتشرت جداً .. فتنة حتى و لو للأخ " الملتزم " بالأخت " الملتزمة " أو العكس .. لا أقول أنهم أشخاص شريرة أو منافقة .. والله أعلم بما في نفسي .. و لكن والله مهما التزمنا فما نحن أكبر من الفتنة ؟؟ و من يقول أنه أكبر من الفتنة فقد فُتن بالفعل !! إنه باب فتنة فتح على شباب المسلمين .. أستحلفكم بالله أن تغلقوه..
أخي حافظ على التزامك و على دينك .. أنت حامي للإسلام فحافظ عليه و على بنات المسلمين و أعلم أن الله يراك.. يرى سرك و علانيتك فاتقيه..
أختي حافظي على حيائك و على عفتك فإنك جوهرة لا ينبغي أن تكوني مباحة لكل عابر سبيل .. أنتي أم للعالِم و العابد و المجاهد و الشهيد فاتقي الله أخية..
و إذا أصررتي أختي بعد هذه الرسالة على "دعوة" الأخوة و إذا أصررت أخي بعد هذه الرسالة على "دعوة" الأخوات فاعلمي و اعلم إنما هذا من إتباع الهوى .. لا إتباع لأوامر الله عز و جل .. أتدري ماذا يعني هذا ؟؟ أتدري ما معنى أن تقدم هوى النفس على أوامر الله ؟؟
قال الجبار تبارك و تعالى :" أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ "{الجاثية : 23}
حسبنا الله لا إله إلا هو عليه توكلنا و هو رب العرش العظيم
ألا هل بلغت ؟؟
اللهم فاشهد
مجدداً أتمنى أن أرى مشاركتكم و أرائكم في هذا الموضوع بالذات حتى نضع أول قدم لنا على الطريق سوياً .. طريق عدم الإختلاط
اللهم انك تعلم أن هذه القلوب قد اجتمعت علي محبتك و التقت علي طاعتك و توحدت علي دعوتك . فوثق اللهم رابطتها و أدم ودها و اهدها سبلها و اشرح صدورها بفيض الايمان بك و جميل التوكل عليك و أحيها بمعرفتك و أمتها علي الشهاده في سبيلك.انك نعم المولي و نعم النصير
__________________
<div align="center"><span style="font-family:Comic Sans Ms">ما أصعب أن يعطي الإنسان،، ثم يُقابل عطاءَه بالنكران</span></div>
|