عملية ( عنق البرطمان )
الفصل الأول
*******دق جرس الهاتف بشدة فى منزل ( أدهم صبرى ) ، فقام هذا الأخير بعينين نصف مغمضتين و حدق فى المنبه بجواره ليجدها الخامسة و النصف صباحاً ..
- من ذلك الوغد الذى يتصل فى هذا الوقت ؟
قالها و هو يرفع سماعة الهاتف و يهتف :
- الرجل الذى طلبته ربما يكون نائماً ..
جاءه صوت وقور يقول فى صرامة :
- أنا مدير المخابرات المصرية ..
ضحك ( أدهم ) فى سخرية ، و قال فى جرأة يحسده عليها أعداؤه :
- إذن أنا رئيس الجمهورية ..
هنا قال المدير بصرامة أكبر :
- ( ن - 1 ) .. إننى المدير ..
هب ( أدهم ) من فراشه و قد طار النوم من عينيه و هو يقول :
- مرحباً سيادة المدير ..
قال المدير :
- ارتد ملابسك و تعالى بسرعة ..
قال ( أدهم ) على الفور :
- اعتبرنى عندك يا سيدى .. سأصل فى غضون ربع الساعة على الأكثر ..
و سارع بإغلاق الهاتف ، و اتجه من فوره ليغتسل ..
و بعد خمس دقائق كان يهبط من البناية مصفف الشعر و حليق الوجه ، مرتدياً بذلة كحلية تجعـ.... احم ..... مرتدياً حلة أنيقة .. و اتجه ليركب السيارة .. لكنه فحصها بعينه الخبيرة ، فوجد أن كاوتش السيارة الأمامى نائم .. فعقد حاجبيه بشدة و هو يفكر ..
ترى من من أعدائه يمكنه أن يفرغ الإطار الأمامى بهذا الشكل ؟
هذا ليس أسلوب ( موشى دزرائيلى ) ..
و لا أسلوب ( سونيا جراهام ) ..
إذن هو ( سيرجى كوربوف ) .. لكن كلا .. إنه فى عملية مهمة بالقارة القطبية الجنوبية ..
هل هم منظمة العقرب ؟
أم أنهم أتباع ( ماناسا هيرو ) من اليابان ؟
- أى خدمة يا بيه ؟
ارتفع الصوت من خلفه ، فالتفت بسرعته الغير معهودة ليجد البواب خلفه ، فقال له بشك :
- من الذى أفرغ إطار السيارة ؟
رفع البواب ذراعيه و هو يقول فى فزع :
- لست أدرى أقسم لك ..
جز ( أدهم ) على أسنانه ، ثم شمر عن أكمامه و قال :
- أمرى لله .. سأبدل الإطار إذن ..
******
السابعة و خمس و أربعون دقيقة ..
اندفعت سيارة ( أدهم ) بسرعة إلى ساحة انتظار السيارات ، و هو بداخلها يلعن الإطارات الفارغة و مد قدمه يضغط على دواسة الفرامل ..
و لم تتوقف السيارة ..
لقد أفسد أحدهم مكابح السيارة ..
لكنه لم يفقد أعصابه .. لقد قام بتقسيم الثانية إلى ثلاثة أجزاء فى ذهنه كالمعتاد .. و فكر فى جزء منها .. ثم وضع الخطة فى الجزء الثانى .. و أخيراً بدأ ينفذ فى الجزء الثالث ..
و فى مهارة فائقة أدار مقود السيارة ليتفادى الارتطام بذلك الجدار .. لكنه فوجئ بالساعى أمامه يحمل صينية فنجان القهوة الخاص بالمدير .. فسارع بإدارتها فى الاتجاه الآخر ليتفاداه فى آخر لحظة .. و ما إن مر الساعى حتى لمح خلفه ذلك البروز فى الجدار .. فاندفع نحوه و مال عليه .. ثم أدار مقود السيارة بنفس المهارة لتطير السيارة فى الهواء و تعبر من فوق سور مبنى المخابرات ..
و فى حجرة المدير شاهد هذا الأخير ما يحدث بانبهار ، و التفت إلى مساعده يقول :
- انظر .. إنه الوحيد الذى نجح فى الفرار حياً من مبنى المخابرات المصرية ..
تنحنح المساعد و قال :
- عفواً يا سيدى .. لكنه من رجالنا ..
قال المدير و هو يتابع السيارة التى استقرت على الأرض خارج المبنى :
- لا يهم .. المهم أنه نجح فى الفرار ..
عاد المساعد يتنحنح من جديد و هو يقول :
- الواقع يا سيدى أن سيادة المقدم ( أدهم ) يواجه مشكلة عويصة .. سيارته بلا فرامل و منطلقة فى شوارع القاهرة .. و هو وحده تماماً ..
عقد المدير حاجبيه فى تفكير عميق ، ثم قال :
- استدعى جميع الخبراء .. سنعقد اجتماعاً عاجلاً الآن ..
ثم التفت مرة أخرى يتابع السيارة التى غابت فى الأفق و أردف :
- لن نترك رجلنا وحده .. الجهاز كله يترك كل العمليات و يولى تلك العملية الأهمية القصوى ..
شد المساعد قامته فى حماس و هو يقول :
- أمرك يا سيدى ..
و كان هذا إيذاناً ببدء فصل جديد من فصول الصراع ..
******
عمليه ( عنق البرطمان )
الفصل الثانى
*********
- يا فتاح يا عليم ...هو إحنا موراناش غير أدهم باشا و لا إيه ؟!
- فيه حاجه يا ...؟
- لا يا أفندم ..كنت بأقول إن الموقف خطير جدا و أهم من كل العمليات اللى ( ن-1 ) واجهها قبل كده !
- الموقف دلوقتى محتاج إلى مواجهه حاسمه ؟ إحنا إيه أخبار مكتبنا فى المهندسين ؟!
- نعم ...؟!
- فيه حد من المكتب هناك فاضى ؟
- معلش يا أفندم ...بس ...
لم يستطع الضابط إكمال عبارته حيث انتفض المدير واقفا و قد اشتعلت نيران الغضب فى عينيه : ضابط المخابرات ميقولش بس ...
- أن..أنا ...قصدى يعنى.... إحم ....إحنا ملناش مكتب فى المهندسين يا باشا !!
عقد المدير حاجبيه و قد أطرق مفكرا : بجد !!
- معلش يا أفندم ....بس فيه حاجه مهمه
_ إيه ؟!
- القهوه بتاعه سيادتك مظبوط ولا زياده ؟!
- ساده ...إنتوا عارفين إن الواحد كبر و مبقاش قد السكر !!
- فيه حاجه تانيه يا أفندم ؟
- إيه تانى ؟
- ممكن ....أخرج خمس دقايق و أرجع ...
- ليه ده إجتماع مهم ؟
- أص..إحم أصلى عاوز أروح الحمام !!
***************************************
عملية عنق البرطمان
الفصل الثالث
أدهم مازال فى السيارة ألتى تجرى فى الشوارع كالمجانين ، من لعب تلك اللعبة المقززة ( Gta ) يعرف شعور أدهم الأن ، يسير يمينا ويسارا ويتفادى المارة ، والفرامل مازالت لا تعمل ، ولمواقف مثل هذه سموه رجل المستحيل ، لقد أخرج أدهم من جيبه فرامل أحتياطية ، فى 1/6346465 من الثانية ، وركبها فى موضعها فى 1/684616416165 من الثانية ، وكل هذا بدون أن يترك الدركسيون ، ثم ضغط الفرامل بكل قوته ، وتوقفت السيارة ، ولمواقف مثل هذه سموه الرجل ، رجل المستحيل
هل قلت هذا من فبل ؟
لا يهم ...........
المهم أن أدهم...........
ماذا ؟
صاحب السايبر يقول لى ان وقتى أنتهى ؟ حسنا ، سأكمل فيما بعد ( أن كان هناك بعد )
__________________
|