أطالعه في قناة فضائية يخبر الشباب عن الوضوء ، كيف ينشط الجسم عبر تدليك خطوط الطاقة الصينية. يوحد بين معرفتين ، إحداها جاءنا بها رسول الله صلى الله عليه و سلم من خالق الخلق ، حق صافي ، و الأخرى وضعها بشر نتيجة ملاحظاتهم على مر الزمن. و عدَّ الرجل ذلك إعجازاً علمياً جاء به الإسلام و وافق به علوم بشر يصيبون و يخطأون!
لوهلة يبهرني العرض ، و القول عن إعجاز الإسلام ، تالياً يرفض عقلي نمط التفكير ، ببساطة يمكن أن يفسر هذا التوافق بأن الصينيين بنوا معرفتهم الطبية مما تعلموه من المسلمين حينما امتزجوا بهم في القرون الماضية تجاراً و علماء و على كل نحو محتمل.
تالياً يخبر الدكتور الشباب مجدداً و هو يؤدي فرائض الوضوء واحداً تلو الآخر كيف ينشط غسل اليدين للمرفقين خمسة خطوط للطاقة في كل ذراع مما ينشط أعضاء عديدة في الجسم أما غسل الرأس و شحمة الأذنين فيؤثر في خطين للطاقة يغير إفرازات الغدد الصماء و عملها تجاه الفلاح و غسل الرجلين للكعبين يؤثر في باقي الخطوط الخمسة التي تؤثر في الأعضاء الداخلية و تصلح حالها.
يعاودني الإنبهار بمنطق الرجل فالوضوء في رأيه تنشيط لأعضاء الجسم و محافظة على سلامتها من الأمراض العضوية. يا للروعة يا لسعة معرفته ، شيء ما يوقف رضاي عما أسمع ، تذكرتُ كلمات رسول الله صلى الله عليه و سلم :
(إذا توضأ العبد المسلم فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء ، فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء، فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء حتى يخرج نقياً من الذنوب.)
و في رواية أن عثمان رضي الله عنه توضأ ثم قال رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم توضأ مثل وضوئي هذا ثم قال (من توضأ هكذا غفر الله له ما تقدم من ذنبه ، و كانت صلاته و مشيته إلى المسجد نافلة .)
يطهر الماء النفس من الذنوب التي ارتكبتها الأعضاء فيرفع عنها وزرها و الأغلال التي كانت عليها و يطلق عقالها كي تصلي لربها ، هذا أعلى كثيراً من صحة الأعضاء المادية و سلامتها كما أنه أبسط و أعمق من نظرية خطوط الطاقة.
الوضوء برنامج كامل لحفظ النفس و الوصول بها لجنة الرضوان أما الصينيون فغايتهم الحفاظ على سلامة الجسد كي يأكل و يشرب و يباهي الأمم بما عنده ثم لا شيء أبعد. حقاً ما عندنا من علم لا يدانيه شيء مما عند البشر و لو شُبـِّه لهم.
|