الموضوع: من واقع الحياة
عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 13-11-2010, 09:08 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,413
معدل تقييم المستوى: 18
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي

لقد مر إيريك بمواقف صعبة قبل ذلك و كان يخرج منها بأن يركز قوته النفسية و يتحكم في أعصابه حتى لا يشله الخوف و لا يطغى على قدرته على التركيز. أخذ إيريك يفكر: الحياة ثمينة جداً و أنا صغير على الموت فلأواصل حتى تلك البيوت.
تطوع إيريك في الكلية في فريق الإنقاذ في منتجع التزلج و تلقى تدريباً بشأن الاسعافات الأولية و قام بالعديد من عمليات الإنقاذ لذلك فهو على دراية بما يمر به جسمه.
بعد 50 متراً جلس على الأرض يستريح مرة أخرى. و في مرتين كاد أن يغمى عليه لكنه شدّد قبضته على الجرح و أخذ يمشي نحو مجموعة من الشاليهات على بعد 100 متر حيث أخذ ينادي طالباً النجدة.
كان بن البالغ من العمر 16 عاماً يجلس في الشاليه الخاص به حين سمع استغاثة إيريك و رأى ذراعه المخضبة بالدماء و عندها أسرع نحو التليفون و أخذ يتصل برقم 911 طالباً الاسعاف. سمعت أم بن المكالمة و أسرعت إلى الخارج حيث وجدت إيريك يصرخ و حين رأها طلب منها أن توقف النزيف بالضغط على الجرح. غرست ميتشيل أصابعها في الوريد الذي يثغب دماً. و أخذت تحدث إيريك حتى لا يفقد وعيه.
خلال عشر دقائق انضم لبن و أمه رجل هو عضو فريق الانقاذ و ممرض محترف و حاول الجميع اسعاف إيريك. ثم لم تلبث سيارة الإسعاف أن وصلت و على مدى ساعة قام المسعفون بانعاش إيريك. فقطعوا بدلة الغوص التي اختلطت بلحمه و دمه و قاموا بتضميد جراحه ثم ألبسوه بنطلون مطاطي قابل للنفخ و نفخوه فوضع ضغطاً على أوردة إيريك مما أعاد الدم للقلب حتى يستمر في النبض إذ كان ضغط إيريك قد انخفض إلى الحد الذي هدد بتوقف قلبه عن العمل. (حين يعود الدم للقلب يستمر القلب في الخفقان و ضخ الدم في الشرايين و حين يفقد الجسم الدم أثناء النزيف فإن ضغط الدم ينخفض بحيث لا يسمح للدم بالعودة للقلب و عندما لا يمتلئ القلب بالدم فإنه لا ينبض ثم يتوقف عن العمل و بالتالي تبدأ الخلايا في الموت إذ لا يصلها أكسجين أو سكر.)
أدهش إيريك مسعفيه بحضور ذهنه رغم فقده كمية هائلة من الدم و إذ حضرت الطائرة الهيليكوبتر نقلت إيريك إلى المستشفى في 6 دقائق حيث أزال الأطباء البنطلون الضاغط مما خفض ضغطه. أعطاه الأطباء المزيد من السوائل و ضخوا في جسده الدم لتعويض ما فقده. وفق رأي الأطباء الذين أسعفوه فإن إيريك قد فقد نصف ما في جسده من دم (و ذلك حوالي لترين و نصف من الدم إذ يحوي جسد الرجل البالغ حوالي خمس لترات من الدم.)
إيريك الآن في حجرة العمليات حيث قام جّراح بالعناية بساقه بينما جّراح آخر يعمل على ذراعه. لقد نهش القرش أحد عضلات الذراع فاختفت و ترك علامات أسنانه على العظم.
بعد خمس ساعات من الجراحة خرج إيريك إلى حجرة العناية المركزة. أغلقت 200 غرزة جراحية جروحه و تم تثبيت الباقي بمئة و خمسة و ثلاثين مشبك معدني.
بعد اسبوع كان إيريك يجلس في بيته و قد لفت الجبائر ذراعيه و ساقه. بعد ثلاث أسابيع كان إيريك يعرج على الشاطئ و يعيش أحداث مغامرته, يعلق إيريك على ما حدث له قائلاً:"لقد تذوقني القرش و لحسن حظي لم يعجبه مذاق سترتي المطاطية."
يعزو الأطباء نجاة إيريك الخارقة إلى بنيته الرياضية و حضور ذهنه. يقول أحد أطبائه:"يفعل البشر أشياء خارقة حين يضطرون لذلك، إن قوة إيريك البدنية هي ضعف قوة الرجل العادي."
لقد استعاد إيريك معظم عافيته و يتوقع أن يعود للاستمتاع بالرياضة الخشنة قريباً. يقول إيريك:" الحياة قصيرة و قد تنتهي فجأة في أي لحظة. لقد كان لدي دائماً الثقة أن بوسعي أن أحقق انجازاً هاماً في مجال الهندسة. و الآن أرى أن الإله يقول لي قم و انجزه."
رد مع اقتباس