
18-11-2010, 04:41 PM
|
 |
عضو متألق
|
|
تاريخ التسجيل: Oct 2008
العمر: 32
المشاركات: 3,125
معدل تقييم المستوى: 20
|
|
مر اليوم كله .. والحزن يخيم على المنزل
حتى وهم على مائدة الطعام ..
الأم تضع اللقمة في فم أخت سليمان الصغرى وهي تبكي ..
وترد عليها الطفلة بحنان :: ماما لا تبكي يا حبيبتي سيرجع أخي ::..
كانت أمه في كل ركعة وسجدة .. تدعو
:: ربااااه إبني ارجعه لي سالماً ::
في اليوم الثاني تقدم والدُ سليمان ببلاغٍ للشرطة ..
يثبت فيه عدم رجوع سليمان إلى المنزل ..
مر أسبوعٌ تقريباً .. جرى بعده تحقيقٌ في المدرسة ..
فوجدوا أن سليمان وصاحبه لم يحضرا الى المدرسة طيلة شهر ٍ كامل ..
كانت الايامُ عصيبة ٍ على وجه أم سليمان ..
ما أن يجفَّ دمع الأم حتى تبدأ أخته الصغرى بالبكاء
دخلت أمه يوماً إلى غرفته ..
نظرت إليها .. لم تحرك فيها شيئا
يا رباااااااااه
.. هل يُعقل .. هل يُعقل أن يصبح َ هذا كله ذكرى ..!!
أمسكت بثوب سليمان .. وجعلت تشمه وتضمه إلى صدرها ..
والدموع تسابقها .. أرجوك .. أرجوك عد يا ولدي ..
أمسكت بكراسة إحدى المواد .. وجعلت تقلبها بين يديها ..
في زاوية الغرفة لمحت كرة سليمان وجزمته الرياضية ..
وفي زاوية ٍ أخرى ..
كان مكتبه عليه مصحفه وسجادةُ الصلاة ومصباحه الصغير ..

لم تتمالك الام نفسها .. لقد عاد على ذاكرتها شريط الماضي
يالله ..
هاهي حامل في سليمان .. تتحسس بطنها ..
وسريعا تأتي صورة دخولها المستشفى ..
ثم ولادتها لسليمان .. وسريعا صورة سليمان ..
وهو يستند على بعض كنب المنزل فهو قد بدأ يمشي
وسليمان وهو يقلدها في صلاتها ..
ثم هو في الصف الأول الابتدائي
ثم وهو يلعب بدراجته أمام المنزل
وفجأة تقتحم عليها تلك الأحداث ..
والد سليمان قال والكلمات تتلعثم بين شفتيه
:: هو قضاء الله وقدره ::

شاركته اخت سليمان الصغرى ذلك المشهد
قالت :: بابا .. إلى متى سنظلُ هكذا .. ننتظر سليمان حتى يرجع من السفر ..
ألست وعدتني ان نخرج إلى الحديقة بعدما يعود :: .. !!
أشاح الأب بوجهه .. لكي لا ترى الصغيرة دمعاً هبطت من عينيه سريعاً
وهو يقول :: سيعود ُ يا حبيبتي .. سيعود ::
مرت ثلاثة أشهر كاملة .. محملةً بالآلام والهموم ..
تنامُ الاسرة وتصحو .. وهي تحلم بعودة سليمان ..
في يومٍ من الايام .. خرجت إحدى الأسر في نزهة برية
أنزل الاب اغراض الرحلة
وذهب الصغارُ يلعبون كرة القدم بعيداً
وأثناءُ اعداد الطعام .. جاء أحد الاطفال يركض من بعيد ..
أبي .. أبي هناك رائحة ٌ كريهة .. ويبدو انه انسان ميّت
فزع الاب من تلك المقالة .. وأسرع حيث يشير ولده
وهناك كمم أنفه .. اقترب أكثر .. وبدأت الصورة تتضح
يالله
أسرع الأب .. واتصل بالشرطة .. أخبرهم بالموقع
وبعد ربع ساعة تقريبا ً .. حضر فريقٌ من الشرطة والبحث الجنائي
وانتشلوا تلك الجثة .. ومضوا بها إلى التشريح ..
وغيرت الاسرة مكانها لتكمل الرحلة

وهناك في المشرحة ..
كانت النتيجةُ انها جثة شاب في السابعة عشر من عمره وقد قُــتـل
بثلاث طلقاتٍ في الرأس بعد ان فـُعلت به الفاحشةُ عياذا بالله
بدأت الشرطةُ تقلب الملفات ..
وتراجع الاوراق القديمة
فوجدت بلاغاً عن فقدان شابٍ يحمل اسم " سليمان "
وتوقيع والده ورقم الهاتف .. اتصلوا ..
وفي بيت سليمان رفعت أخته الصغرى السماعة ..
قال الشرطي :: أين والدُ سليمان :: ؟؟
أسرع الأب يلتقط ُ السماعة
- :: السلام عليكم .. معك قسم الشرطة ..
لقد وجدنا جثة شاب مقتول ونرجو حضورك فوراً ::
كان هول المكالمة كبيرٌ على الاسرة ..
لم يستطيع أحد التكلم
خرج الأب .. ركب سيارته
كان ينطلق بها بسرعه .. بنفس السرعة التي كانت الدموع تنزل من عينيه ..
هل يا ترى قد عدت يا سليمان ؟؟
هل يا ترى قد عُدت يا سليمان بعد هذا ..
عدت الى هديك يا سليمان
بعد هذه الغيبة الطويلة .. عدت إلينا ميتا ً ...!!!
آآآآه يا سليمان ..
كان يضرب مقود السيارة بيديه
مر عليه شريط عجيب
شريط أبويٌ ملئٌ بالرحمة
صورة ابتسامه ولده ايام طفولته
لعبته المحببة التي كان يشتريها له دائماً
ملابسه الرياضية .. صورته وهو يعطيه مصروفه اليومي من النقود
صورته وهو يلبس ثوبه الجديد في السنة الاولى الاعدادية
حتى جائت تلك الصورة .. التي جعلته يهدئ من سرعته
هو لن ينساها ابداً
سليمان يدخل عليه في عمله امام زملائه
وهو يحمل الشهادة الاعدادية
المركز الثاني بتقدير ممتاز
يآآآآآآ الله .. ما أحقر هذه الدنيا ... !!!
مــــــــــــآآآ أحقر هذه الدنيا ..!!
مرت كل هذه الذكريات سريعا .. وأنا الى الان لا اعلم اين ولدي ..!
على باب المشرحة .. كانت النبضات تتسارع بشكل رهيب
وتدور في رأسه عشرات الاسئلة ..
قالوا له
:: ضع على أنفك هذه الكمامة :: كي لا تؤذيك رائحة المعقمات والادوية ::

رفع الغطاء ببطءٍ .. كان يتمنى لو يموت قبل أن يرفعه
أغمض عينيه ..
سحب نفسا عميقا ..
نظر
يا ربآآآآآآه
انها ملامح ولدي سليمان .. لقد تغيرت تماما ً ..
حاصرته الدموع من كل مكان .. لم يعد قادراً على التحرك ..
جلس يصرخ .. لماذا فعلت هذا بي يا سليمان ..
لماذا فعلت هذا بي يا سليمان .. دموعٌ وآلام ..
أصوات ٌ كانت تخترق ذاكرته من الماضي ..
هكذا رحل سليمان .. عاد المحققون ونظروا في القضية
راقبوا منزل ذلك الفتى .. أمسكوا به .. حققوا معه
لم يعترف .. ضغطوا عليه ..
قالها بكل آلم وأسى
:: نعم .. فعلت به الفاحشة .. ولمّا خفت الفضيحة .. قتلته بطلقات ٍ
في رأسه :: ..

يا سبحان الله .. يا سبحان الله
ما أتعس الانسانُ حين يعيش بعيدً عن نور الله
ما أشقى الانسان .. حين يكونُ عبداً لهواه ..
عزيزى ياصديقى عندى سؤال لو تجيبون السؤال َ
اخيرا ان اموت وفوق ظهرى ذنوب لا اطيق لها احتمال َ
لواط او زنى او اغنيات ازلن الخير عن قلبى فزال َ
غرك ان ترى بشرا كثيرا من الفساق يبغون الضلال َ
وانك ان تموت ستموت معهم وانك لست اسوأهم فعالا
عصيت الله جهرا بافتخار لتضرب فى شجاعتك المثال َ
عصيت الله جهرا لست تدرى بأن الله جبارا تعالى
والقيت الذمام لكل وغد خبيث القلب لا يسوى نعال َ
وخادعت الصغير بكل مكر تعالَ لست اطلب منك مال َ
واجريت الدموع بهتك عرض يعز علية حقا ان يزال َ
ودنثت الشريف فليت شعرى اما تخشى بإخوتك الوبال َ
تذكر امه لا بل اباه وقد سهر لياله الطوال َ
تنادى امه رباه ابنى مطيع لى فبلغه المنال َ
ووالده يرجى طول عمر لينظره وقد سام الرجال َ
فويل ثم ويل ثم ويل لمثلك هل ستنجو ان تنال َ
ستلقى الله بعد الموت فصبر وتلقى عندة الامر العضال َ
وتعلم عندها يا خل ُّ حقاً اجرم كان فعلك ام حلال ّ

نقلا ً عن الشيخ مُحمد الصاوي
من محاضرة كيف الحال ُ يا شباب
|