الموضوع: من واقع الحياة
عرض مشاركة واحدة
  #41  
قديم 27-11-2010, 04:13 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,413
معدل تقييم المستوى: 18
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي

دراما من واقع الحياة: نحن نتهاوى
على بعد كيلومترات من اليابسة، أدرك الصديقان أن وضعهما بائس...
كانت الطائرة الهيليكوبتر تطير على ارتفاع 300 متر فوق خليج سبنسر بأستراليا عندما استدارت 180 ° . سمع ستيف فرانسز (39 سنة) صوت صديقه و قائد الطائرة دون آركهارت يقول مصعوقاً "سوف نهبط."
دُهش ستيف، إذ أنهما كان مستمتعين بالرحلة و لم تعط الطائرة أي مؤشرات على وجود خلل بها. أخذ دون يحرك المفاتيح المختلفة على أمل استعادة التحكم بالكائرة، قال دون و قد شحب وجهه من الهلع,"أمسك جهاز الراديو و أرسل إشارة استغاثة يا ستيف." أمسك ستيف الجهاز و أخذ يردد،"استغاثة، ستسقط الطائرة في الخليج." لكنه لم يلق استجابة. أمسك ستيف الهاتف المحمول و اتصل بزوجته جينيفر، لكن المكالمة لم تتم ثم اتصل بالمطار، فلم تتم المكالمة أيضاً.عندئذ أمره دون بإحكام ربط حزام المقعد فهم على وشك الهبوط.
***************
التقى دون و ستيف قبل 6 سنوات عندما كان ستيف و زوجته في رحلة حول أستراليا و توقفا في مدينة ساحلية حيث يقيم دون. ذهب ستيف لعلاج أسنانه في عيادة دون و عندها تعرف الرجلان و اكتشفا وجود أمور مشتركة عديدة بينهما منها حب الغطس. منذ ذلك الوقت توطدت صداقتهما.و خلال المئات من رحلات الغطس التي جمعتهما، وجد ستيف في صديقه دون الذي يكبره بعام واحد صديقاً حقيقياً يعتمد عليه.
كان دون يعشق قيادة طائرته الهيليكوبتر و كان يدعو ستيف باستمرار لمشاركته رحلاته تلك. و هذا الأسبوع وافق ستيف بحماس على مشاركة دون في هذه الرحلة فأقلعت الطائرة في الثامنة صباحاً من اكتوبر 94.
***************
اقتربت الطائرة من البحر و حاول دون إنزالها على جانبها كي يحمي صديقه من الارتطام بالماء. كانت الصدمة عنيفة و أدت لتحطم الطائرة بالكامل ثم بدأت تغرق في المحيط. اندفعت المياه لتغرق الطائرة، بينما ستيف يحاول إطلاق حزام الأمان.
كان دون منكفئاً على عجلة القيادة. فكر ستيف أنه لو أطلق حزامه فسينجو بنفسه و سيموت دون، فمال على صاحبه و فتح حزام دون و أمسك جسده المسترخي و شاهد صاحبه و هو يمر من فتحة بزجاج الطائرة الأمامي، و عندها فتح حزامه و انطلق خارجاً من الحطام باتجاه الضوء الآتي من أعلى.
عندما وصل ستيف سطح الماء، لاحظ دون على بعد عدة أمتار بين حطام الطائرة. اقترب ستيف من صديقه فرأى الدم ينبثق من جبهته فسأله،"هل أنت على مايرام؟"
أجاب دون،"امتلأ نصف رئتاي بالماء، عدا عن ذلك فأنا على مايرام."
بدت معالم مدينة واياله أمامهما على بعد 10 كيلومترات.غرقت الطائرة بسرعة لم تسمح لهما بأخذ أي شئ يساعدهما على الطفو، و ليس من المتوقع وصولهما قبل الظهر، و حتى لو أدرك أحد أنهما مفقودان فلن يمكن إنقاذهما وسط هذه الأمواج المتلاطمة.
كان الماء بارداً جداً و كان دون يرتدي تي شيرت خفيف لا يقيه هذه البرودة. قال ستيف مذعوراً،"لا يمكننا أن نسبح طويلاً في هذا البحر الهائج." لكن دون طمأنه قائلاً،" بل نستطيع، اخلع حذاءك و ابدأ السباحة لكن في الاتجاه المعاكس نحو ماونت يونج في نهاية الخليج فبالرغم أنه أبعد إلا أننا لن نواجه الموج أو الرياح و بذلك يمكن أن ننجو. و اسبح بهدوء حتى لا تصاب بالشد العضلي." جرب الرجلان سباحة الصدر، لكنهما ابتلعا كمية كبيرة من الماء فانطلقا على ظهريهما بينما الماء البارد يلسعهما. أخذ دون يدعو ربه طالباً منه المساعدة. أعجب ستيف بصديقه الذي يستمد قوته من إيمانه.
**************
رد مع اقتباس