1/ إختر السياق المناسب :
يجب أن تواقف كميه ونوع المعلومات المفصح عنها مع حالة الإتصال والمحددات الإجتماعيه .
Arrow لننظر سوياً ألى المثال التالي :
كنت جالساً في كفتريا المصنع مع بعض زملائي المهندسين لتناول وجبه الغداء , وكان الحديث يتناول الموضوعات التقليدية :
أداء العمل , سوء الوجبات في الكفتريا , جداول الإنتاج والصيانة . وقد إعتذر بعض الزملاء قبل انهاء وقت الراحه بخمس دقائق وبقيت وحيداً مع مهندس جديد إنضم إلى الشركة في الأسبوع الماضي . كانت هذه أول مره أتعرف عليه , فقررت أن أبدأ معه الحديث قائلاً : " كيف وجدت وجبه الغداء ؟ " صمت الرجل للحظة ثم قال : " أنا عندي مشكله مستعصية في جهازي الهضمي . تخيل أني لا أستطيع أن أبقي الطعام في معدتي أكثر من خمس دقائق . أنا عندي مشكله إستفراغ مزمن "
كان ذلك بالتأكيد أكثر مما أردت سماعه ..!!
قبل الإفصاح عن معلوماتك الخاصة
ضع في إعتبارك الوقت والمكان والمزاج ونوع العلاقة مع الشخص أو الأشخاص المقابلين . ففي المثال السابق إختار المهندس الجديد
-الوقت الخاطىء (لانه بقيت دقائق معدوده على إنتهاء فتره الراحه )
-والمكان خاطىء (الناس عادة يتجنبون الحديث عن مشاكل الجهاز الهضمي على طاولة الطعام )
-والمزاج الخاطىء (كان الحديث السابق حول معلومات عامة تتعلق بالمطعم وليس معلومات خاصة )
-والعلاقة الخاطئة (الإثنان بالكاد يعرفان البعض ) للإفصاح عن هذه المعلومات الخاصة والمتعلقة بمشاكله الصحية .
إن الإفصاح الذي لا يتوافق مع الظروف المحيطة غالباً مايكون مصيره الإهمال ممايؤدي إلى شعور الفرد بالألم والأسى .
2/ تدرج في الإفصاح وفقاً لتطور العلاقة :
في معظم الحالات تتطور العلاقات بين البشر من خلال تدرج طرفيها في الإفصاح في فترات متباعدة ويكون عاة مختصراً وفي موضوع محدد .
ولكن مع تطور هذه العلاقة يصبح الإفصاح أكثر تكراراً وفي موضوعات مختلفة وعادة ما تكون خاصة في طبيعتها . فعلى سبيل المثال , إذا كنت في علاقة حديثة فيمكنك الإفصاح عن معلوماتك غير الخاصة كبطاقتك التعريفية (الإسم ,العمر , المولد ,....).
ومع تطور هذه العلاقة ستستطيع الإفصاح بالتدريج عن معلوماتك الخاصه , مثل هواياتك طعامك المفضل , أنواع الترفيه التي تناسبك , طموحك الشخصي , وأخيراً مشكالك وهمومك .
إن الإفصاح عن معلومات أكثر غزارة مما يتوقعه الطرف الآخر يعرض العلاقة للخطر إذن أنك ستجبره على إتخاذ قرار سابق لأوانه إما بقبول أو رفض هذه العلاقة .
3/ إستخدام الإفصاح المتبادل (Reciprocal):
عندما يفصح الفرد عن بعض المعلومات الخاصة لصديقه فهو يتوقع منه أن يفعل الشىء نفسه . ونقصد بالإفصاح المتبادل التوافق بين طرفي العلاقة في عدد مرات الإفصاح ودرجه الخصوصية في معلومات المفصح عنها . فالعلاقة التي يتم فيها الإفصاح من شخص واحد فقط هي علاقة غير متوازنه وليست حميمة كنلك العلاقة التي يتساوى فيها الطرفان في الإفصاح عن معلوماتهم الخاصة .
وبالمثل , فإن درجة المودة التي يكنها الفرد لصديقه يجب أن تتوافق مع درجة الإفصاح التي يستخدمها الطرف المقابل في حديثه معه . فإذا كانت المعلومات المفصح عنها سطحية (نوع الطعام الذي يفضله ) فقد يكون من الاسبق لأوانه أن يفتح له قلبه ويبث له همومه وأحزانه . إن الإفصاح المتبادل له فوائد كبيرة في قياس درجه إرتباط الإثنين بهذة العلاقة . فمن خلال تبادل الإفصاح عن المعلومات فإن الإثنين يخبران بعضهما البعض بأنهما ملتزمين بهذه العلاقة .
4/إستخدام الإفصاح لتدعيم العلاقة :
تذكر أن الافصاح عن الذات يتطلب بعض المخاطرة , إذ إنك لن تعلم ردة فعل الطرف الآخر إلا بعد أن تحدثه بما تريد . فإذا أردت تجنب هذه المخاطرة فقد يكون من المناسب أن تحدث الطرف الآخر عن الموضوع بشكل عام ومن ثم تلاحظ ردة فعله قبل أن تحدثه عن خبرتك الخاصة في هذا الموضوع . لنبحث عن دوافعنا للإفصاح عن الذات . لنسأل أنفسنا لماذا نريد أن نطلع الشخص المقابل على هذه المعلومة بالذات؟
وهل سيؤدي ذلك إلى تطوير العلاقة معه أم العكس ؟
كل منا يحمل أسراراُ لعل من الأنسب إبقاءها كذلك .فإطلاع الآخرين على هذه الأسرار قد يعود بالضرر علينا أو يضعف ثقه الشخص المقابل فينا . فعلى الرغم من أن بعض الأسرار تكون ثقيله جداُ لنتحملها لوحدنا , إلا أنه قد يكون من الأفضل للمحافظه على العلاقة عدم الإفصاح عن هذه الأسرار للطرف الآخر .....
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم هيا بنا نتعلم الديمقراطية <!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
|