عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 29-11-2010, 12:14 PM
الصورة الرمزية ضياء الدين سعيد
ضياء الدين سعيد ضياء الدين سعيد غير متواجد حالياً
متـرجـــــــــــم و عضو مميز2013 والفائز بالمركز الثالث فى المسابقة الشعرية 2014
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 4,115
معدل تقييم المستوى: 21
ضياء الدين سعيد has a spectacular aura about
افتراضي


نفي الصفات مع العلو كذاك نفـ***ـس كلامه بالوحي والقرآن
فالعرش ليس عليه شيء بتة*** لكنه خلو من الرحمن
ما فرقة رب يطاع ولا عليـ***ـه للورى من خالق رحمن
بل حظ عرش الرب عند فريقهم*** منه كحظ الأسفل التحتاني
فهو المعطل عن نعوت كماله*** وعن الكلام وعن جميع معان
وانظر الى ما قد حكينا عنه في*** مبدأ القصيد حكاية التبيان
هذا هو التوحيد عند فريقهم*** تلك الفحول مقدمي البهتان
والشرك عندهم فإثبات الصفا***ت لربنا ونهاية الكفران
إن كان شرك ذا وكل الرسل قد*** جاؤوا به يا خيبة الانسان
فصل
في النوع الرابع من أنواعه
هذا ورابعها فتوحيد لدى*** جبريهم هو غاية العرفان
العبد ميت ما له فعل ولكن ما*** ترى هو فعل ذي السلطان
والله فاعل فعلنا من طاعة*** ومن الفسوق وسائر العصيان
هي فعل رب العالمين حقيقة*** ليست بفعل قط للانسان
فالعبد ميت وهو مجبور على** افعاله كالميت في الأكفان
وهو الملوم على فعال الهه*** فيه وداخل جاحم النيران
يا ويحه المسكين مظلوم يرى*** في صورة العبد الظلوم الجاني
لكن نقول بأنه هو ظالم*** في نفسه أدبا مع الرحمن
هذا هو التوحيد عند فريقهم*** من كل جبري خبيث جنان
الكل عند غلاتهم طاعات***ما ثم في التحقيق من عصيان
والشرك عندهم في اعتقادك فاعلا*** غير الاله المالك الديان
فانظر الى التوحيد عند القوم ما*** فيه من الاشراك والكفران
ما عندهم والله شيء غيره*** هاتيك كتبهم بكل مكان
أترى أبا جهل وشيعته رأوا*** من خالق ثان لذي الأكوان
أم كلهم جمعا أقروا أنه*** هو وحده الخلاق ليس اثنان
الا المجوس فإنهم قالوا*** بأن الشر خالقه اله ثان
فصل
في بيان توحيد الأنبياء والمرسلين
ومخالفته لتوحيد الملاحدة والمعطلين
فاسمع اذاﹰ توحيد رسل الله ثم اجـ***ـعله داخل كفة الميزان
مع هذه الأنواع وانظر أيها*** أولى لدى الميزان بالرجحان
توحيدهم نوعان قولي وفعـ***ـلي كلا نوعيه ذو برهان
فالأول القولي ذو نوعين أيـ***ـضا في كتاب الله موجودان
إحداهما سلب وذا نوعان أيـ***ـضا فيه حقا فيه مذكوران
سلب النقائص والعيون جميعها*** عنه هما نوعان معقولان
سلب لمتصل ومنفصل هما*** نوعان معروفان أما الثاني
وكذاك سلب الزوج والولد الذي*** نسبوا اليه عابدو الصلبان
سلب الشريك مع الظهير مع الشـ***ـفيع بدون اذن الخالق الديان
وكذاك نفى الكفو أيضا والولي*** لنا سوى الرحمن ذي الغفران
والأول التنزيه للرحمن عن*** وصف العيوب وكل ذي نقصان
كالموت والاعياء والتعب الذي*** ينفى اقتدار الخالق الديان
والنوم والسنة التي هي أصله*** وعزوب شيء عنه في الأكوان
وكذلك العبث الذي تنفيه حكمتـ***ـه وحمد الله ذي الاتقان
وكذاك ترك الخلق اهمالا سدى*** لا يبعثون الى معاد ثان
كلا ولا أمر ولا نهي*** عليهم من اله قادر ديان
وكذاك ظلم عباده وهو الغني*** فما له والظلم للانسان
وكذاك غفلته تعالى وهو علا***م الغيوب فظاهر البطلان
وكذاك النسيان جل الهنا*** لا يعتريه قط من نسيان
وكذاك حاجته الى طعم ورز***ق وهو رازق بلا حسبان
هذا وثاني نوعي السلب الذي*** هو أول الأنواع في الأوزان
تنزيه أوصاف الكمال له عن التشـ***ـبيه والتمثيل والنكران
لسنا نشبه وصفه بصفاتنا*** ان المشبه عابد الأوثان
كلا ولا نخليه من أوصافه*** ان المعطل عابد البهتان
من مثل الله العظيم بخلقه*** فهو النسيب لمشرك نصراني
أو عطل الرحمن من أوصافه*** فهو الكفور وليس ذا ايمان
فصل
في النوع الثاني من النوع الأول وهو الثبوت
هذا ومن توحيدهم اثبات أو*** صاف الكمال لربنا الرحمن
كعلوه سبحانه فوق السماوات*** العلى بل فوق كل مكان
فهو العلي بذاته سبحانه*** اذ يستحيل خلاف ذا ببيان
وهو الذي حقا على العرش استو***ى قد قام بالتدبير للأكوان
حي مريد قادر متكلم*** ذو رحمة وإرادة وحنان
هو أول هو آخر هو ظاهر*** هو باطن هي أربع بوزان
ما قبله شيء كذا وما بعده*** شيء تعالى الله ذو السلطان
ما فوقه شيء كذا ما دونه*** شيء وذا تفسير ذي البرهان
فانظر الى تفسيره بتدبر*** وتبصر وتعقل لمعان
وانظر الى ما فيه من انواع معـ***ـرفة لخالقنا العظيم الشان
وهو العلي فكل أنواع العلـ***ـلو له فثابته بلا نكران
وهو العظيم بكل معنى يوجب التـ***ـعظيم لا يحصيه من انسان
وهو الجليل فكل أوصاف الجلا***ل له محققة بلا بطلان
وهو الجميل على الحقيقة كيف لا*** وجمال سائر هذه الأكوان
من بعض آثار الجميل فربها*** أولى وأجدر عند ذي العرفان
فجماله بالذات والأوصاف والـ***أفعال والأسماء بالبرهان
لا شيء يشبه ذاته وصفاته*** سبحانه عن افك ذي بهتان
وهو السميع يسمع ويرى كل ما*** في الكون من سر ومن اعلان
ولكل صوت منه سمع حاضر*** فالسر والاعلان مستويان
والسمع منه واسع والأصوات لا*** يخفى عليه بعيدها والداني
وهو البصير يرى دبيب النملة السـ***ـوداء تحت الصخرة الصوان
ويرى مجاري القوت في اعضائها*** ويرى نياط عروقها بعيان
ويرى خيانات العيون بلحظة*** ويرى كذاك تقلب الأجفان
وهو العليم أحاط علما بالذي*** في الكون من سر ومن اعلان
وبكل شيء علمه سبحانه*** فهو المحيط وليس ذا نسيان
وكذاك يعلم ما يكون غدا وما*** قد كان والموجود في ذا الآن
وكذاك أمر لم يكن لو***كان كيف يكون ذا امكان
فصل
وهو الحميد فكل حمد واقع*** أو كان مفروضا مدى الأزمان
ملأ الوجود جميعه ونظيره*** من غير ما عد ولا حسبان
هو أهله سبحانه وبحمده*** كل المحامد وصف ذي الاحسان
فصل
وهو المكلم عبده موسى بتكـ***ـليم الخطاب وقبله الأبوان
كلماته جلت عن الاحصاء والتعداد بل عن حصر ذي الحسبان
لو أن أشجار البلاد جميعها الـ***أقلام تكتبها بكل بنان
والبحر تلقى فيه سبعة أبحر*** لكتابة الكلمات كل زمان
نفدت ولم تنفد بها كلماته *** ليس الكلام من الاله بفان
وهو القدير وليس يعجزه إذا*** ما رام شيئا قط ذو سلطان
وهو القوي له القوى جمعا تعا***لى الله ذو الأكوان والسلطان
وهو الغني بذاته فغناه ذا*** تي له كالجود والاحسان
وهو العزيز فلن يرام جنابه*** أنى يرام جناب ذي السلطان
وهو العزيز القاهر الغلاب لم*** يغبه شيء هذه صفتان
وهو العزيز بقوة هي وصفه*** فالعز حينئذ ثلاث معان
وهي التي كملت له سبحانه*** من كل وجه عاد النقصان
وهو الحكيم وذاك من أوصافه*** نوعان أيضا ما هما عدمان
حكم وأحكام فكل منهما*** نوعان أيضا ثابتا البرهان
والحكم شرعي وكوني ولا*** يتلازمان وما هما سيان
بل ذاك ذوجد ذون هذا مفردا*** والعكس أيضا ثم يجتمعان
لكن يخلو المربوب من إحداهما*** أو منهما بل ليس ينتفيان
لكنما الشرعي محبوب له*** أبدا ولن يخلو من الأكوان
هو أمره الديني الذي جاءت رسله*** بقيامه في سائر الأزمان
لكنما الكوني فهو قضاؤه*** في خلقه بالعدل والاحسان
هو كله حق وعدل ذو رضى*** والشأن في القضي كل الشان
فلذاك نرضى بالقضاء ونسخط الـ***ـمقضيّ ما الأمران متحدان
فقضاؤه صفة به قامت وما*** المقضي الا صنعة الرحمن
والكون محبوب ومبغوض له*** وكلاهما بمشيئة الرحمن
هذا البيان يزيل لبسا طالما*** هلكت عليه الناس كل زمان
ويحل ما قد عقدوا بأصولهم*** وبحوثهم فافهمه فهم بيان
من وافق الكوني وافق سخطه*** إن لم يوافق طاعة الديان
فلذاك لا يعدوه ذم أو فوا***ت الحمد مع أجر ومع رضوان
وموافق الديني لا يعدوه أجـ***ـر بل له عند الصواب اثنان
فصل
والحكمة العليا على نوعين أيـ***ـضا حصلا بقواطع البرهان
إحداهما في خلقه سبحانه*** نوعان أيضا ليس يفترقان
أحكام هذا الخلق ذا ايجاده*** في غاية الاحكام والاتقان
وصدوره من أجل غايات له*** وله عليها حمد كل لسان
والحكمة الأخرى فحكمة شرعه*** أيضا وفيها ذانك الوصفان
غاياتها اللائي حمدن وكونها*** في غاية الاتقان والاحسان
وهو الحي فليس يفضح عبده*** عند التجاهر منه بالعصيان
لكنه يلقى عليه ستره*** فهو الستير صاحب الغفران
وهو الحليم فلا يعجل عبده*** بعقوبة ليتوب من عصيان
وهو العفو فعفوه وسع الورى*** لولاه غار الأرض بالسكان
وهو الصبور على أذى أعدائه*** شتموه بل نسبوه للبهتان
قالوا له ولد وليس يعيدنا*** شتما وتكذيبا من الانسان
هذا وذاك بسمعه وبعلمه*** لو شاء عاجلهم بكل هوان
لكن يعافيهم ويرزقهم وهم*** يؤذونه بالشرك والكفران
وهو اللطيف بعبده ولعبده*** واللطف في أوصافه نوعان
إدرك أسرار الأمور بخبرة***واللطف عند مواقع الاحسان
فيريك عزته ويبدي لطفه*** والعبد في الغفلات عن ذا الشان
وهو الرفيق يحب أهل الرفق بل*** يعطيهم بالرفق فوق أمان
وهو القريب وقربه المختص بالد***اعي وعابد ه على الايمان
وهو المجيب يقول من يدعو أجبـ***ـه أنا المجيب لكل من ناداني
وهو المجيب لدعوة المضطر إذ*** يدعوه في سر وفي اعلان
وهو الجواد فجوده عم الوجو***د جميعه بالفضل والاحسان
وهو الجواد فلا يخيب سائلا*** ولو أنه من أمة الكفران
وهو المغيث لكل مخلوقاته*** وكذا يجيب اغاثة اللهفان
فصل
وهو الودود يحبهم ويحبه*** أحبابه والفضل للمنان
وهذا الذي جعل المحبة في قلو***بهم وجازاهم بحب ثان
هو هو الاحسان حقا لا معا***وضة ولا لتوقيع شكران
لكن يحب شكورهم وشكورهم*** لا لاحتياج منه للشكران
وهو الشكور فلن يضيع سعيهم*** لكن يضاعفه بلا حسبان
ما للعباد عليه حق واجب***هو أوجب الأجر العظيم الشأن
كلا ولا عمل لديه ضائع*** إن كان بالاخلاص والاحسان
ان عذبوا فبعدله أو نعموا*** فبفضله والحمد للمنان
فصل
وهو الغفور فلو أتى بقرابها*** من غير شرك بل من العصيان
لاقاه بالغفران ملء قرابها*** سبحانه هو واسع الغفران
وكذلك التواب من أوصافه*** والتواب في أوصافه نوعان
إذن بتوبة عبده وقبولها*** بعد المتاب بنعمة المنان
فصل
وهو الاله السيد الصمد الذي*** صمدت اليه الخلق بالاذعان
الكامل الأوصاف من كل الوجو*** ه كماله ما فيه من نقصان
وكذلك القهار من أوصافه*** فالخلق مقهورون بالسلطان
لو لم يكن حيا عزيزا قادرا*** ما كان من قهر ومن سلطان
وكذلك الجبار من أوصافه*** والجبر في أوصافه نوعان
جبر الضعيف وكل قلب قد غدا*** ذا كسرة فالجبر منه دان
والثاني جبر القهر بالعز الذي*** لا ينبغي لسواه من إنسان
وله مسمى ثالث وهو العـ***ـلو فليس يدنو من انسان
من قولهم جبارة للنخلة العليـ***ـا التي فاتت لكل بنان
وهو الحسيب حماية وكفاية*** والحسب كافي العبد كل أوان
وهو الرشيد فقوله وفعاله*** رشد وربك مرشد الحيران
وكلاهما حق فهذا وصفه*** والفعل للارشاد ذاك الثاني
والعدل من أوصافه في فعله*** ومقاله والحكم في الميزان
فعلى الصراط المستيق الهنا*** قولا وفعلا ذاك في القرآن
فصل
هذا ومن أوصافه القـ***ـدوس ذو التنزيه بالتعظيم للرحمن
وهو السلام على الحقيقة سالم*** من كل تمثيل ومن نقصان
والبر في أوصافه سبحانه*** هو كثرة الخيرات والاحسان
صدرت عن البر الذي هو وصفه*** فالبر حينئذ له نوعان
وصف وفعل فهو بر محسن*** مولى الجميل ودائم الاحسان
وكذلك الوهاب من أسمائه*** فانظر مواهبه مدى الأزمان
أهل السموات العلى والآرض عن*** تلك المواهب ليس ينفكان
وكذلك الفتاح من أسمائه*** والفتح في أوصافه أمران
فتح بحكم وهو شرع الهنا*** والفتح بالأقدار فتح ثان
والرب فتاح بذين كليهما*** عدلا وإحسانا من الرحمن
وكذلك الرزاق من أسمائه*** والرزق من أفعاله نوعان
رزق على يد عبده ورسوله*** نوعان أيضا ذان معروفان
رزق القلوب العلم والايمان*** والرزق المعد لهذه الأبدان
هذا هو الرزق الحلال وربنا*** رزاقه والفضل للمنان
والثاني سوق القوت للأعضاء في*** تلك المجاري سوقه بوزان
هذا يكون من الحلال كما يكو***ن من الحرام كلاهما رزقان
والله رازقه بهذا الاعتبا***ر وليس بالاطلاق دون بيان
فصل
هذا ومن أوصافه القيوم والـ***قيوم في أوصافه امران
إحداهما القيوم قام بنفسه*** والكون قام به هما الأمران
فالأول استغناؤه عن غيره*** والفقر من كل اليه الثاني
والوصف بالقيوم ذو شأن كذا*** موصوفه أيضا عظيم الشان
والحي يتلوه فأوصاف الكما***ل هما لأفق سماؤها قطبان
فالحي والقيوم لن نتخلف ال***أوصاف أصلا عنها ببيان
هو قابض هو باسط هو خافض*** هو رافع بالعدل والاحسان
وهو المعز لأهل طاعته وذا*** عز حقيقي بلا بطلان
وهو المذل لمن يشاء بذله الدّا***رين ذل شقاء وذل هوان
هو مانع معط فهذا فضله*** والمنع عين العدل للمنان
يعطي برحمته ويمنع من يشا***ء بحكمة والله ذو سلطان
فصل
والنور من أسمائه أيضا ومن*** أوصافه سبحانه ذي البرهان
قال ابن مسعود كلاما قد حكا***ه الدرامي عنه بلانكران
ما عنده ليل يكون ولا نها***ر قلت تحت الفالك يوجد ذان
نور السموات العلى من نوره*** والأرض كيف كيف النجوم والقمران
من نور وجه الرب جل جلاله*** وكذا حكاه الحافظ الطبراني
فيه استنار العرش والكرسي مع*** سبع الطباق وسائر الأكوان
وكتابه نور كذك شرعه*** نور كذا المبعوث بالفرقان
وكذلك الايمان في قلب الفتى*** نور على نور مع القرآن
وحجابه نور فلو كشف الحجا***ب لأحرق السبحات للأكوان
وإذ أتى للفصل يشرق نوره*** في الأرض يوم قيامة الأبدان
وكذاك دار الرب جنات العلى*** نور تلألأ ليس ذا بطلان
والنور ذو نوعين مخلوق ووصـ***ـف ما هما والله متحدان
وكذلك المخلوق ذو نوعين محـ***ـسوس ومعقول هما شيئان
إحذر تزلّ رجليك هوة*** كم قد هوى فيها على الأزمان
من عابد بالجهل زلت رجله*** فهوى الى قعر الحضيض الداني
لاحت له أنوار آثار العبا***دة ظنها الأنوار للرحمن
فأتى بكل مصيبة وبلية*** ما شئت من شطح ومن هذيان
وكذا الحلولي الذي هو خدنه*** من ههنا حقا هما أخوان
ويقابل الرجلي ذو التعطيل والـ***ـحجب الكثيفو ما هما سيان
ذا في كثافة طبعه وظلامه*** وبظلمة التعطيل هذا الثاني
والنور محجوب فلا هذا ولا*** هذا له من ظلمة يريان
فصل
وهو المقدم والمؤخر ذانك الصـ***ـفتان للأفعال تابعتان
وهما صفات الذات أيضا إذ هما*** بالذات لا بالعير قائمتان
ولذاك قد غلط المقسم حين ظـ***ـن صفاته نوعان مختلفان
إن لم يرد هذا ولكن قد أرا***د قيامها بالفعل ذي الامكان
والفعل والمفعول شيء واحد*** عند المقسم ما هما شيئان
فلذاك وصف الفعل ليس لديه إلا***نسبة عدمية ببيان
فجميع أسماء الفعال لديه ليـ***ـست قط ثابتة ذوات معان
موجودة لكن أمور كلها*** نسب ترى عدمية الوجدان
هذا هو التعطيل للأفعال*** كالتعطيل للأوصاف بالميزان
فلحق أن الوصف ليس بمورد التقـ***ـسيم هذا مقتضى البرهان
بل مورد التقسيم ما قد قام*** بالذات التي للواحد الرحمن
فهما إذا نوعان أوصاف وأفعـ***ـال فهذي قشمة التبيان
فالوضف بالأفعال يستدعي قيا***م الفعل بالموصوف بالبرهان
كالوصف بالمعنى سوى الأفعال ما*** أن بين ذينك قط من فرقان
ومن العجائب أنهم ردوا على *** من أثبت الأسماء دون معان
قامت بمن هي وصفه هذا محا***ل غير معقول لذي الأذهان
وأتوا الى الأوصاف باسم العقل قا*** لوا لم تقم بالواحد الديان
فانظر اليهم أبطلوا الأصل الذي*** ردوا به أقوالهم بوزان
إن كان هذا ممكنا فكذاك قو***ل خصومكم أيضا فذو إمكان
والوصف بالتقديم والتأخير كو***ني وديني هما نوعان
وكلاهما أمر حقيقي ونسـ***ـبي ولا يخفى على الأذهان
والله قد ذاك أجمعه بإحـ***ـكام وإتقان من الرحمن
هذا ومن أسمائه ما ليس يفـ***ـرد بل يقال إذا أتى بقران
وهي التي تدعى بمزدوجاتها*** أفرادها خطر على الانسان
إذ ذاك موهم نوع نقص جل رب*** العرش عن غيب وعن نقصان
كالمانع المعطي وكالضار الذي*** هو نافع وكماله الأمران
ونظير هذا القابض المقرون با***سم الباسط اللفظان مقترنان
وكذا المعز مع الذل وخافض*** مع رافع لفظان مزدوجان
وحديث أفراد اسم منتقم فمو***قوف كما قد قال ذو العرفان
ما جاء في القرآن غير مقيد*** بالمجرمين وجا بذو نوعان
فصل
ودلالة الأسماء أنواع ثلا***ث كلها معلومة ببيان
دلت مطابقة كذاك تضمنا*** وكذا التزاما واضح البرهان
أما مطابقة الدلالة فهي أن*** الاسم يفهم منه مفهومان
ذات الاله وذلك الوصف الذي*** يشتق منه الاسم بالميزان
لكن دلالته على إحداهما*** يتضمن فافهمه فهم بيان
لكن دلالته على الصفة التي*** ما اشتق منها فالتزام دان
وإذا أردت لذا مثالا بينا*** فمثال ذلك لفظة الرحمن
ذات الاله ورحمة مدلولها*** فهما لهذا اللفظ مدلولان
احداهما بعض لذا الموضوع فـ***ـهي تضمن ذا واضح التبيان
لكن وصف الحي لازم ذلك المـ***ـعنى لزوم العلم للرحمن
فلذا دلالته عليه بالتزا***م بين الحق ذو تبيان
فصل
في بيان حقيقة الالحاد في أسماء
رب العالمين وذكر انقسام الملحدين
أسماؤه أوصاف مدح كلها*** مشتقة قد حملت لمعان
إياك والالحاد فيها أنه***كفر معاذ الله من كفران
وحقيقة الالحاد فيها الميـ***ـل بالاشراك والتعطيل والنكران
فالملحدون إذا ثلاث طوائف*** فعليهم غضب من الرحمن
المشركون لأنهم سموا بها*** أوثانهم قالوا اله ثان
هم شبهوا المخلوق بالخلاق عكـ***ـس مشبه الخلاق بالانسان
وكذلك أهل الاتحاد فإنهم*** أخوانهم من أقرب الاخوان
أعطوا الوجود جميعه أسماءه*** اذ كان عين الله ذي السلطان
والمشركون أقل شركا منهم*** خم خصصوا ذا الاسم بالأوثان
وذاك كانوا أهل شرك عندهم*** لو عمموا ما كان من كفران
والملحد الثاني فذو التعطيل إذ*** ينفي حقائقها بلا برهان
ما ثم غير الاسم أوله بما*** ينفي الحقيقة نفي ذي بطلان
فالقصد دفع النص عن معنى*** الحقيقة فاجتهد فيه بلفظ بيان
عطل وحرف ثم أول وانفها*** واقذف بتجسيم وبالكفران
للمثبتين حقائق الأسماء والأ***وصاف بالأخبار والقرآن
فإذا هم احتجوا عليك فقل لهم*** هذا مجاز وهو وضع ثان
فإذا غلبت على المجاز فقل لهم*** لا يستفاد حقيقة الايقان
أنى وتلك أدلة لفظية*** عزلت عن الايقان منذ زمان
فاذا تضافرت الأدلة كثرة*** وغلبت عن تقرير ذا تبيان
فعليك حينئذ بقانون وضـ***ـعناه لدفع أدلة القرآن
ولكل نص ليس يقبل أن يؤو***ل بالمجاز ولا بمعنى ثان
قل عارض المنقول معقولا وما الأ***مران عند العقل يتفقان
ما ثم الا واحد من أربع*** متقابلات كلها بوزان
أعمال ذين وعكسه أو تلغى المعقـ***ول ما هذا بذي أمكان
العقل أصل النقل وهو أبوه أن*** تبطله يبطل فرعه التحتاني
فتعين الأعمال للمعقول والا***لغاء للمنقول بالبرهان
أعماله يفضي الى الغائه*** فاهجره هجر الترك والنسيان
والله لم نكذب عليهم أننا*** وهم لدى الرحمن مختصمان
وهناك يجزى الملحدون ومن نفى الا***لحاد يجزى ثم بالغفران
فاصبر قليلا انما هي ساعة*** يا مثبت الأوصاف للرحمن
فلسوف تجني أجرك صبرك حـ***ـين يجني الغير وزر الاثم والعدوان
فالله سائلنا وسائلهم عن الا***ثبات والتعطيل بعد زمان
فأعد حينئذ جوابا كافيا*** عند السؤال يكون ذا تبيان
هذا وثالثهم فنافيها ونا***فى ما تدل عليه بالبهتان
ذا جاحد الرحمن رأسا لم يقر*** بخالق أبدا ولا رحمن
هذا هو الالحاد فاحذره لعـ***ـل الله أن ينجيك من نيران
وتفوز بالزلفى لديه وجنة المـ***ـأوى مع الغفران والرضوان
لا توحشنك غربة بين الورى*** فالناس كالأموات في الحسبان
أو ما علمت بأن أهل السنة*** الغرباء حقا عند كل زمان
قل لي متى سلم الرسول وصحبه*** والتابعون لهم على الاحسان
من جاهل ومعاند ومنافق*** ومحارب بالبغي والطغيان
وتظن أنك وارث لهم وما*** ذقت الأذى في نصرة الرحمن
كلا ولا جاهدت حق جهاده*** في الله لا بيد ولا لسان
منّتك والله المحال النفس فاسـ***ـتحدث سوى ذا الرأي والحسبان
لو كنت وارثه لآذاك الألى*** ورثوا عداه بسائر الألوان
فصل
في النوع الثاني من نوعي توحيد الأنبياء والمرسلين المخالف
لتوحيد المشركين والمعطلين
هذا وثاني نوعي التوحيد تو***حيد العبادة منك للرحمن
أن لا تكون لغيره عبدا ولا*** تعبد بغير شريعة الايمان
فتقوم بالاسلام والايمان والـ***إحسان في سرّ وفي إعلان
والصدق والاخلاص ركنا ذلك التـ***ـوحيد كالركنين للبنيان
وحقيقة الاخلاص توحيد المرا***د فلا يزاحمه مراد ثان
لكن مراد العبد يبقى واحدا*** ما فيه تفريق لدى الانسان
ان كان ربك واحدا سبحانه*** ما فيه تفريق لدى الانسان
ان كان ربك واحدا أنشاك لم*** يشركه اذ أنشاك رب ثان
فكذاك أيضا وحده فاعبد لا*** تعبد سواه يا أخا العرفان
والصدق توحيد الارادة وهو بذ***ل الجهد لا كسلا ولا متوان
والسنة المثلى لسالكها فتو***حيد الطريق الأعظم السلطاني
فلواحد كن واحدا في واحد*** أعني سبيل الحق والايمان
هذي ثلاث مسعدات للذي*** قد نالها والفضل للمنان
فاذا هي اجتمعت لنفس حرة*** بلغت من العلياء كل مكان
فصل
والشرك فاحذره فشرك ظاهر*** ذا القسم ليس بقابل الغفران
وهو اتخاذ الند للرحمـ***ـن أيا كان من حجر ومن انسان
يدعوه أو يرجوه ثم يخاف*** ويحبه كمحبة الديان
والله ما ساووهم بالله في*** خلق ولا رزق ولا احسان
فالله عندهم هو الخلاق والر***زاق مولى الفضل والاحسان
لكنهم ساووهم بالله في*** حب وتعظيم وفي ايمان
جعلوا محبتهم مع الرحمن ما*** حعلوا المحبة قط للرحمن
لو كان حبهم لأجل الله ما*** عادوا أحبته على الايمان
ولما أحبوا سخطه وتجنبوا*** محبوبه ومواقع الرضوان
شرط المحبة أن توافق من*** تحب على محبته بلا عصيان
فاذا ادعيت له المحبة مع خلا***فك ما يحب فأنت ذو بهتان
أتحب أعداء الحبيب وتدعي ***حبا له ما ذاك في امكان
وكذا تعادي جاهدا أحبابه*** أين المحبة يا أخا الشيطان
ليس العبادة غير توحيد المحبـ***ـة مع خضوع القلب والأركان
والحب نفس وفاقه فيما يحبـ**ـه وبغض ما لا يرتضي بجنان
ووفاقه نفس اتباعك أمره*** والقصد وجه الله ذي الاحسان
هذا هو الاحسان شرط في قبو***ل السعي فافهمه من القرآن
والاتباع بدون شرح رسوله*** عين المحال وأبطل البطلان
فإذا نبذت كتابه ورسوله*** وتبعت أمر النفس والشيطان
واتخذت أندادا تحبهم كحـ***ـب الله كنت مجانب الايمان
ولقد رأينا من فريق يدعي الا***سلام شركا ظاهر التبيان
جعلوا له شركاء والوهم وسو***وهم به في الحب لا السلطان
والله ما ساووهم بالله بل*** زادوا لهم حبا بلا كتمان
والله ما غضبوا اذا انتهكت محا*** رم ربهم في السر والاعلان
حتى إذا ما قيل في الوثن الذي*** يدعونه ما فيه من نقصان
فأجارك الرحمن من غضب ومن*** حرب ومن شتم ومن عدوان
وأجارك الرحمن من ضلرب وتعـ***ـزير ومن سب ومن تسجان
والله لو عطلت كل صفاته*** ما قابلوك ببعض ذا العدوان
والله لو خالفت نص رسوله*** نصا صريحا واضح التبيان
وتبعت قول شيوخهم أو غيرهم*** كنت المحقق صاحب العرفان
حتى إذا خالفت آراء الرجا***ل لسنة المبعوث بالقرآن
نادوا عليك ببدعة وضلالة*** قالوا وفي تكفيره قولان
قالوا تنقصت الكبار وسائر الـ***ـعلماء بل جاهرت بالبهتان
هذا ولم نسلبهم حقا لهم*** ليكون ذاب كذب وذا عدوان
وإذا سلبت صفاته وعلوه***وكلامه جهرا بلا كتمان
لم يغضبوا بل كان ذلك عندهم*** عين الصواب ومقتضى الاحسان
والأمر والله العظيم يزيد فو***ق الوصف لا يخفى على العميان
وإذا ذكرت الله توحيد رأيـ***ـت وجوههم مكسوفة الألوان
بل ينظرون اليك شزرا مثل ما*** نظر التيوس الى عصا الجوبان
وإذا ذكرت بمدحه شركاءهم*** يتباشرون تباشر الفرحان
والله ما شموا روائح دينه*** يا زكمة أعيت طبيب زمان
فصل
في صف العسكرين وتقابل الصفين
واستدارة رحى الحرب العوان وتصاول الأقران
يا من يشب الحرب جهلا ما لكم*** بقتال حزب الله قط يدان
أنى تقوم جنودكم لجنودهم*** وهم الهداة وناصرو الرحمن
وجنودكم ما بين كذاب ودجـ***ـال ومحتال وذي بهتان
من كل أرعن يدّعي المعقول وهـ***ـو مجانب للعقل والايمان
أو كل مبتدع وجهمي غدا*** في قلبه حرج من القرآن
أو كل من دان دين شيوخ أهـ***ـل الاعتزال البيّن البطلان
أو قائل بالاتحاد وأنه*** عين الاله وما هنا شيئان
أم من غدا في دينه متحيّرا*** أتباع كل ملدد حيران
وجنودهم جبريل مع ميكال مع*** باقي الملائك ناصري القرآن
وجميع رسل الله من نوح الى*** خير الورى المبعوث من عدنان
فالقلب خمستهم أولو العزم الأولى*** في سورة الئورى أتوا ببيان
في أول الأحزاب أيضا ذكرهم*** هم خير خلق الله من انسان
ولواؤهم بيد الرسول محمد*** والكل تحت لواء ذي الفرقان
وجميع أصحاب الرسول عصابة الا***سلام أهل العلم والايمان
والتابعون لهم بإحسان على*** طبقاتهم في سائر الأزمان
أهل الحديث جميعهم وأئمة الـ***ـفتوى واهل حقائق العرفان
العرفون بربهم ونبيهم*** ومراتب الأعمال في الرجحان
صوفية سنية نبوية*** ليسوا أولي شطح ولا هذيان
هذا كلامهم لدينا حاضر*** من غير ما كذب ولا كتمان
فاقبل حوالة من أحال عليهم*** هم املياء أولو امكان
فإذا بعثنا غارة من أخريا***ت العسكر المنصور بالقرآن
طحنتكم طحن الرحى للحب حـ***ـتى صرتم كالبعر في القيعان
انى يقاوم ذي العساكر طمطم*** أو تنكلوشا أو اخو اليونان
أعني أرسطو عابد الأوثان أو*** ذاك الكفور معلم الألحان
ذاك المعلم أولا للحروف والثـ***ـاني لصوت بئست العلمان
هذا أساس الفسق والحرف الذي*** وضعوا أساس الكفر والهذيان
أو ذلك المخدوع حامل راية الـ***إلحاد ذاك خليفة الشيطان
أعني ابن سينا ذلك المحلول من*** أديان أهل الأرض ذا الكفران
وكذا نصير الشرك في أتباعه*** أعداء رسل الله والايمان
نصروا الضلالة من سفاهة رأيهم*** وغزوا جيوش الدين والقرآن
فجرى على الاسلام منهم محنة*** لم تجر قط بسالف الأزمان
أو جعدا وجهم وأتباع له*** هم أمة التعطيل والبهتان
أو حفص أو بشرا والنظام ذا***ك مقدم الفساق والمجان
والجعفران كذاك شيطان ويد***عي الطاق لا حييت من شيطان
وكذلك الشحام والعلاف والنـ***جار أهل الجهل بالقرآن
والله ما في القوم شخص رافع*** بالوحي رأسا بل برأي فلان
وخيار عسكركم فذاك الأشعر***ـي القرم ذاك مقدم الفرسان
لكنكم والله ما أنتم على*** إثباته والحق ذو برهان
هو قال أن الله فوق العرش، واستولى مقالة كل ذي بهتان
في كتبه طرا وقرر قول ذي الـ***إثبات تقريرا عظيم الشان
لكنكم أكفرتموه وقلتم*** من قال هذا فهو ذو كفران
فخيار عسكركم فأنتم منهم*** برآء إذ قربوا من الايمان
هذه العساكر قد تلاقت جهرة*** ودنا القتال وصيح بالأقران
صفوا الجيوش وعبئوها وابرزوا***للحرب واقتربوا من الفرسان
فهم الى لقياكم بالشوق كي*** يوفوا بنذرهم من القربان
ولهم اليكم شوق ذي قرم فما*** يشفيه غير موائد اللحمان
تبا لكم لو تعقلون لكنتم*** خلف الخدور كأضعف النسوان
من أين أنتم والحديث واهله*** والوحي والمعقول بالبرهان
ما عندكم الا الدعاوى والشكا***وى أو شهادات على البهتان
هذا الذي والله نلنا منكم*** في الحرب إذ يتقابل الصفان
والله ما جئتم بقال الله أو*** قال الرسول ونحن في الميدان
الا بجعجعة وفرقعة وغم*** غمة وقعقعة بكل لسان
ويحق ذاك لكم وأنتم أهله*** انتم بحاصلكم أولو عرفان
وبحقكم تحموا مناصبكم وأن*** تحموا مآكلكم بكل سنان
وبحقنا نحمي الهدى ونذب عن*** سنن الرسول ومقتضى القرآن
قبح الاله مناصبا ومآكلا*** قامت على العدوان والطغيان
والله لو جئتم بقال الله أو*** قال الرسول كفعل ذي الايمان
كنا لكم شاويش تعظيم وإجـ***ـلال كشاويش لذي سلطان
لكن هجرتم ذا وجئتم بدعة*** وأردتم التعظيم بالبهتان
فصل
العلم قال الله قال رسوله*** قال الصحابة هم أولو العرفان
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة*** بين الرسول وبين رأي فلان
كلا ولا جحد الصفات لربنا*** في قالب التنزيه والسبحان
كلا ولا نفي العلو لفاطر الأ***كوان فوق جميع ذي الأكوان
كلا ولا عزل النصوص وأنها***ليست تفيد حقائق الايمان
إذ لا تفيدكم يقينا لا ولا*** علما فقد عزلت عن الايقان
والعلم عندكم ينال بغيرها*** بزبالة الأفكار والأذهان
سميتموه قواطعا عقلية*** تنفي الظواهر حاملات معان
كلا ولا إحصاء آراء الرجا***ل وصبطها بالحصر والحسبان
كلا ولا التأويل والتبديـ***ـل والتحريف للوحيين بالبهتان
كلا ولا الأشكال والتشكيك والـ***ـوقف الذي ما فيه من عرفان
هذي علومكم التي من أجلها*** عاديتمونا يا أولي العرفان
فصل
في عقد الهدنة والأمان الواقع بين المعطلة
وأهل الالحاد حزب جنكيزخان
يا قوم صالحتم نفاة الذات والأ***وصاف صلحا موجبا لأمان
وأغرتم وهنا عليهم غارة*** قعقعتم فيها لهم بشنان
ما كان فيها من قتيل منهم***كلا ولا فيها أسير عان
ولطفتم في القول أو صانعتم*** وآتيتم في بحثكم بدهان
وجلستم معهم مجالسكم مع الـ***أستاذ بالآداب والميزان
وضرعتم للقوم كل ضراعة*** حتى أعاروكم سلاح الجاني
فغزوتم بسلاحهم لعساكر الا*** ثبات والآثار والقرآن
ولأجل ذا كنتم مخانيثا لهم*** لم تنفتح منكم لهم عينان
حذرا من استرجاعهم لسلاحهم*** فترون بعد السلب كالنسوان
وبحثتم ما صاحب الاثبات بالتـ***ـكفير والتضليل والعدوان
وقلبتم ظهر المجن له وأجلبـ***ـتم عليه بعسكر الشيطان
والله هذي ريبة لا يختفي*** مضمونها الا على الثيران
هذا وبينهما أشد تفاوت*** فئتان في الرحمن يختصمان
هذا نفي ذات الاله ووصفه*** نفيا صريحا ليس بالكتمان
لكن إذا وصف الاله بكل أو*** صاف الكمال المطلق الرباني
ونفي النقائص والعيوب كنفيـ***ـه التشبيه للرحمن بالانسان
فلأي شيئ كان حربكم له*** بالحد دون معطل الرحمن
قلنا نعم هذا المجسم كافر*** أفكان ذلك كامل الايمان
لا تنطفي نيران غيظكم على*** هذا المجسم يا أولي النيران
فالله يوقدها ويصلي حرها*** يوم الحساب محرف القرآن
يا قومنا قد ارتكبتم خطة*** لم يرتكبها قط ذو عرفان
وأعنتم وأعداءكم بوفاقكم*** لهم على شيء من البطلان
أخذوا نواصيكم بها ولحاكم*** فغدت تجر بذلة وهوان
قلتم بقولهم ورمتم كسرهم*** أنّى وقد غلقوا لكم برهان
وكسرتم الباب الذي من خلفه*** أعداء رسل الله والايمان
فأتى عدو ما لكم بقتالهم*** وبحربهم أبد الزمان يدان
فغدوتم أسرى لهم بحبالهم*** أيديكم شدت الى الأذقان
حملوا عليكم كالسباع استقبلت*** حمرا معقرة ذوي إرسال
صالوا علكم بالذي صلتم به*** أنتم علينا وصولة الفرسان
لولا تحيزكم الينا كنتم*** وسط العرين ممزقي اللحمان
لكنا بنا استنصرتم وبقولنا*** صلتم عليهم صولة الشجعان
وآليتم الاثبات إذ صلتم به*** وعزلتم التعطيل عزل مهان
وأتيتم تغزوننا بسرية*** من عسكر التعطيل والكفران
من ذا بحق الله أجهل منكم*** وأحقنا بالجهل والعدوان
تالله ما يدري الفتى بمصابه*** والقلب تحت الختم والخذلان
فصل
في مصارع النفاة والمعطلين بأسنة
أمراء الاثبات والتوحيد
وإذا أردت ترى مصارع من خلا*** من أمة التعكيل والكفران
وتراهم أسرى حقير شأنهم*** أيديهم غلت الى الأذقان
وتراهم تحت الرماح درئية*** ما فيهم من فارس طعان
وتراهم تحت السيوف نتوشهم*** من عن شمائلهم وعن إيمان
وتراهم انسلخوا من الوحيين والعـ***ـقل الصحيح ومقتضى القرآن
وتراهم والله ضحكة ساخر*** ولطالما سخروا من الايمان
قد أوحشت منهم ربوع زادهـ***ـها الجبار ايحاشا مدى الأزمان
وخلت ديارهم وشتت شملهم*** ما فيهم رجلان مجتمعان
قد عطل الرحمن أفئدة لهم*** من كل معرفة ومن إيمان
إذ عطلوا الرحمن من أوصافه*** والعرش أخلوه من الرحمن
بل عطلوه عن الكلام وعن صفا***ت كماله بالجهل والبهتان
فاقرأ تصانيف الامام حقيقة*** شيخ الوجود العالم الرباني
أعني أبا العباس أحمد ذلـ***ـك البحر المحيط بسائر الخلجان
واقرأ كتاب العقل والنقل الذي*** ما في الوجود له نظير ثان
وكذاك منهاج له في رده*** قول الروافض شيعة الشيطان
وكذاك أهل الاعتزال فإنه*** أرداهم في حفرة الجبان
وكذلك التأسيس أصبح نقضه*** اعجوبة للعالم الرباني
وكذاك أجوبة له مصرية*** في ست أسفار كتبن سمان
وكذا جواب للنصارى فيه ما*** يشفي الصدور وأنه سفران
وكذاك شرح العقيدة للأصبها***ني شارح المحصول شرح بيان
فيها النبوات التي إثباتها*** في غاية التقرير والتبيان
والله ما لأولي الكلام نظيره*** أبدا وكتبهم بكل مكان
وكذا حدوث العالم العلـ***ـوي والسفلي فيه في أتم نبيان
وكذا قواعد الاستقامة أنها*** سفران فيما بيننا ضخمان
وقرأت أكثرها عليه فزادني*** والله في علم وفي إيمان
هذا ولو حدثت نفسي أنه*** قبلي يموت لكان هذا الشان
وكذاك توحيد الفلاسفة الألى*** توحيدهم هو غاية الكفران
سفر لطيف فيه نقض أصولهم*** بحقيقة المعقول والبرهان
وكذاك تسعينية فيها له*** رد عل من قال بالنفساني
تسعون وجها بينت بطلانه*** أعني كلام النفس ذا الوحدان
وكذا قواعده الكبار وأنها*** أوفى من المائتين في الحسبان
لم يتسع نظمي لها فأسوقها*** فأشرت بعض اشارة لبيب
وكذا رسائله الى البلدان والأ***طراف والأصحاب والاخوان
هي في الورى مبثوثة معلومة*** تبتاع بالغالي من الأثمان
وكذا فتاواه فأخبرني الذي*** أضحى عليها دائم الطوفان
بلغ الذي ألفاه منها عدة الأ***يام من شهر بلا نقصان
سفر يقابل كل يوم والذي*** قد فاتني منها بلا حسبان
هذا وليس يقصر التفسير عن*** عشر كبار ليس ذا نقصان
وكذا المفاريد التي في كل مسـ***ـألة فسفر واضح التبيان
ما بين عشر أو تزيد بضعفها*** هي كالنجوم لسالك حيران
وله المقامات الشهيرة في الورى*** قد قامها لله غير جبان
نصر الاله دينه وكتابه*** ورسوله بالسيف والبرهان
أبدى فضائحهم وبيّن جهلهم*** وأرى تناقضهم بكل زمان
وأصارهم والله تحت معال أهـ***ـل الحق بعد ملابس التيجان
وأصارهم تحت الحضيض وطالما*** كانوا هم الأعلام للبلدان
ومن العجائب أنه بسلاحهم***أرداهم تحت الحضيض الداني
كانت نواصينا بأيديهم فما*** منا لهم الا أسير عان
فغدت نواصيهم بأيدينا فما*** يلقوننا الا بحبل أمان
وغدت ملوكهم ماليكا لأنصـ***ـار الرسول بمنة الرحمن
وأتت جنودهم التي صالوا بها*** منقادة لعساكر الايمان
يدري بهذا من له خبر بما*** قد قاله في ربه الفئتان
والفدم يوحشنا ولكن هناكم*** فحضوره ومغيبه سيان
فصل
في بيان أن المصيبة التي حلت بأهل التعطيل والكفران
من جهة الأسماء التي ما أنزل الله بها من سلطان
يا قوم أصل بلائكم أسماء لم*** ينزل بها الرحمن من سلطان
هي عكستكم غاية التعكيس واقتـ***ـلعت دياركم من الأركان
فتهدمت تلك القصور وأوحشت*** منكم ربوع العلم والايمان
والذنب ذنبكم قبلتم لفظها*** من غير تفصيل ولا فرقان
وهي التي اشتملت على أمرين من*** حق وأمر واضح البطلان
سميتم عرش المهيمن حيّزا*** والاستواء تحيزا بمكان
وجعلتم فوق السموات العلى*** جهة وسقتم نفي ذا بوزان
وجعلتم الاثبات تشبيها وتجـ***ـسيما وهذا غاية البهتان
وجعلتم الموصوف جسما قابل الا***عراض والأكوان والألوان
وجعلتم أوصافه عرضا وهـ***ذا كله جسر الى النكران
وكذاك سميتم حلول حوادث*** أفعاله تلقيب ذي عدوان
إذ تنفر الأسماع من ذا اللفظ نفـ***ـرتها من التشبيه والنقصان
فكسوتم أفعاله لفظ الحوا***دث ثم قلتم قول ذي بطلان
ليست تقوم به الحوادث والمرا***د النفي للافعال للديان
فإذا انتفت أفعاله وصفاته*** وكلامه وعلو ذي السلطان
فبأي شيء كان ربا عندكم*** يا فرقة التحقيق والعرفان
والقصد نفي فعاله عن بذا التلـ***ـقيب فعل الشاعر الفتان
وكذاك حكمة ربنا سميتم*** عللا وأغراضا وذان اسمان
لا يشعران بل ضدهما*** فيهون حينئذ على الأذهان
نفي الصفات وحكمة الخلاق والأ***فعال إنكارا لهذا الشأن
وكذا استواء الرب فوق العر*** قلتم أنه التركيب ذو بطلان
وكذاك وجه الرب جل جلاله*** وكذاك لفظ يد ولفظ يدان
سميتم ذا كله الأعضاء بل*** سميتموه جوارح الانسان
وسطوتم بالنفي حينئذ عليـ***ـه كنفينا للعيب مع نقصان
قلتم ننزهه على الأعراض والا***غراض والأبعاض والجثمان
وعن الحوادث أن تحل بذاته*** سبحانه من طارق الحدثان
والقصد نفي صفاته وفعاله*** والاستواء وحكمة الرحمن
والناس أكثرهم بسجن اللفظ مسـ***ـجونون خوف معرة السبحان
والكل لا الفرد يقبل مذاهبا*** في قالب ويرده في ثان
والقصد أن الذات والأوصاف وال***أفعال لا تنفى بذا الهذيان
سموه ما شئتم فليس الشأن في ال*** أسماء بل في مقصد ومعان
كم ذا توسلتم بلفظ الجسم*** والتجسيم للتعطيل والكفران
وجعلتموه الترس ان قلنا لكم*** الله فوق العرش والأكوان
قلتم لنا جسم على جسم تعا***لى الله عن جسم وعن جثمان
وكذاك ان قلنا القرآن كلامه*** منه بدا لك يبد من إنسان
كلا ولا ملك ولا لوح ولـ***ـكن قاله الرحمن قول بيان
قلتم لنا أن الكلام قيامه*** بالجسم أيضا وهو ذا حدثان
عرض يقوم بغير جسم ولم يكن*** هذا بمعقول لذي الأذهان
وكذاك حين نقول ينزل ربنا*** في ثلث ليل وآخر أو ثان
قلتم لنا أن النزول لغير أجسـ***ـام محال ليس ذا إمكان
وكذاك ان قلنا يرى سبحانه*** قلتم أجسم كي يرى بعيان
أم كان ذا جهة تعالى ربنا*** عن ذا فليس يراه من إنسان
ما إذا قلنا وجه كما*** في النص أو قلنا كذاك يدان
وكذاك ان قلنا كما في النص أ***ن القلب بين أصابع الرحمن
وكذاك ان قلنا الأصابع فوقها*** كل العوالم وهي ذو رجفان
وكذاك ان قلنا يداه لأرضه*** وسمائه في الحشر قابضتان
وكذاك ان قلنا سيكشف ساقه*** فيخر ذاك الجميع للأذقان
وكذاك ان قلنا يجيء لفصله*** بين العباد بعدل ذي سلطان
قامت قيامتكم كذاك قيامة الآ***تي بهذا القول في الرحمن
والله لو قلنا الذي قال الصحا***بة والألى من بعدهم بلسان
__________________
عندما تنتحر الحريات تعجز الديمقراطية عن عمل عزاء للشرف .
رد مع اقتباس