عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 29-11-2010, 12:19 PM
الصورة الرمزية ضياء الدين سعيد
ضياء الدين سعيد ضياء الدين سعيد غير متواجد حالياً
متـرجـــــــــــم و عضو مميز2013 والفائز بالمركز الثالث فى المسابقة الشعرية 2014
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 4,115
معدل تقييم المستوى: 21
ضياء الدين سعيد has a spectacular aura about
افتراضي

لرجمتمونا بالحجارة ان قدر***تم بعد رجم الشتم والعدوان
وجعلتم الجسم الذي قدرتم*** بطلانه طاغوت ذا البطلان
ووضعتم للجسم معنى غير معـ***روف به في وضع كل لسان
وبنيتم نفي الصفات عليه فاجـ***ـتمعت لكم إذ ذاك محذوران
كذب على لغة الرسول ونفي إثـ***ـبات العلو لفاطر الأكوان
وركبتم إذ ذاك تحريفين تحـ***ـريف الحديث ومحكم القرآن
وكسبتم وزرين وزر النفي والتـ***ـحريف فاجتمعت لكم كفلان
وعداكم أجران أجر الصدق والـ***إيمان حتى فاتكم حظان
وكسبتم مقتين مقت الهكم*** والمؤمنين فنالكم مقتان
ولبستم ثوبين ثوب الجهل والـ***ـظلم القبيح فبئست الثوبان
واتخذتم طرزين طرز الكبر والتـ***ـيه لعظيم فبئست الطرزان
ومددتم نحو العلى باعين لـ***ـكن لم تطل منكم لها الباعان
وأتيتموها من سوى أبوابها*** لكن تسورتم من الحيطان
وغلقتم بابين لو فتحا لكم*** فزتم بكل بشارة وتهان
باب الحديث وباب هذا الوحي من***يفتحهما فليهنه البابان
وفتحتم بابين من يفتحهما*** تفتح عليه مواهب الشيطان
باب الكلام وقد نهيتم عنه*** والباب الحريق فمنطق اليونان
فدخلتم دارين دار الجهل في الد***نيا ودار الخزي في النيران
وطعمتم لونين لون الشك والتشـ***ـكيك بعد فبئست اللونان
وركبتم أمرين كم قد أهلكا*** من أمة في سالف الأزمان
تقديم آراء الرجال على الذي*** قال الرسول ومحكم القرآن
والثاني نسبتهم الى الألغاز*** والتلبيس والتدليس والكتمان
ومكرتم مكرين لو تما لكم***لانفصمت فينا عرى الايمان
أطفأتم نور الكتاب وسنة الهـ***ـادي بذا التحريف والهذيان
لكنكم أوقدتمو للحرب نا***را بين طائفتين مختلفان
والله مطفيها بألسنة الألى*** قد خصهم بالعام والايمان
والله لو غرق المجسم في فم التجسـ***ـيم من قدم الى الآذان
فالنص أعظم عنده وأجل قد*** را أن يعارضه بقول فلان
فصل
في كسر الطاغوت الذي نفوا به صفات ذي الملكوت والجبروت
أهون بذا الطاغوت لا عز اسمه*** طاغوت ذي التعطيل والكفران
كم من أسير بل جريح بل قتيـ***ـل تحت ذا الطاغوت في الأزمان
وترى الجبان يكاد يخلع قلبه *** من لفظه تبا لكل جبان
وترى المخنث حين يقرع سمعه*** تبدو عليه شمائل النسوان
ويظل منكوحا لكل معطل*** ولكل زنديق اخي كفران
وترى صبي العقل يفزعه اسمه*** كالغول حين يقال للصبيان
كفران هذا الاسم لا سبحانه*** أبدا وسبحان العظيم الشان
كم ذا التترس بالمحال أما ترى*** قد مزقته كثرة السهمان
جسم وتجسيم وتشبيه أما***تعيون من فشر ومن هذيان
أنتم وضعتم ذلك الطاغـ****ـوت ثم به نفيتم موجب القرآن
جعلتموه شاهدا بل حاكما*** هذا على من يا أولي العدوان
أعلى كتاب الله ثم رسوله*** بالله فاستحيوا من الرحمن
فقضاؤه بالجور والعدوان مثـ***ـل قيامه بالزور والعدوان
وقيامه بالزور مثل قضائه*** بالجور والعدوان والبهتان
كم ذي الجعاجع ليس شيء تحتها*** الا الصدى كالبوم في الخربان
ونظير هذا قول ملحدكم وقد*** جحد الصفات لفاطر الأكوان
لو كان موصوفا لكان مركبا*** فالوصف والتركيب متحدان
ذا المنجنيق وذلك الطاغوت قد*** هدما دياركم الى الأركان
والله ربي قد أعان بكسر ذا*** وبقطع ذا سبحان ذي الاحسان
فلئن زعمتم أن هذا لازم*** لمقالكم حقا لزوم بيان
فلنا جوابات ثلاث كلها*** معلومة الايضاح والتبيان
منع اللزوم وما بأيديكم سوى*** دعوة مجردة عن البرهان
لا يرتضيها عالم أو عاقل*** بل تلك حيلة مفلس فتان
فلئن زعمتم أن منع لزومه*** منكم مكابرة على البطلان
فجوابنا الثاني امتناع النفي في*** ما تدعون لزومه ببيان
ان كان ذلك لازما للنص والملـ***ـزوم حق وهو ذو برهان
والحق لازمه فحق مثله*** أنى يكون الشيء ذا بطلان
ويكون ملزوما به حقا فذا*** عين المحال وليس في الامكان
فتعين الالزام حينئذ على*** قول الرسول ومحكم القرآن
وجعلتم أتباعه منا نسترا*** خوف خوفا من التصريح بالكفران
والله ما قلنا سوى ما قاله*** هذي مقالتنا بلا كتمان
فجعلتموها جنة والقصد مفهـ***ـوم فنحن وقاية القرآن
هذا وثالث ما نجيب به هو استفسـ***ـاركم يا فرقة العرفان
ماذا الذي تعنون بالجسم الذي*** ألزمتمونا أوضحوا ببيان
تعنون ما هو قائم بالنفس أو*** عال على العرش العظيم الشان
أو ذا الذي قامت به الأوصاف أو*** صاف الكمال عديمة النقصان
أو ما تركب من جواهر فردة*** أو صورة حلت هيولي ثان
أو ما هو الجسم الذي في العرف أو*** في الوضع عند تخاطب بلسان
أو ما هو الجسم الذي في الذهن ذا***ك يقال تعليم لذي الأذهان
ماذا الذي في ذاك يلزم من ثبو***ت علوه من فوق كل مكان
فأتوا بتعيين الذي هو لازم*** فاذا تعين ظاهر التبيان
فأتوا ببرهانين برهان اللزو***م ونفي لازمه فذان اثنان
والله لو نشرت لكم أشياخكم*** عجزوا ولو واطاهم الثقلان
ان كنتم أنتم فحولا فابرزوا*** ودعوا الشكاوى حيلة النسوان
وإذا اشتكيتم فاجعلوا الشكوى ال***ى الوحيين لا القاضي ولا السلطان
فنجيب بالتركيب حينئذ جوابا*** شافيا فيه هدى الحيران
الحق اثبات الصفات ونفيها*** عين المحال وليس في الامكان
فالجسم اما لازم لثبوتها*** فهو الصواب وليس ذا بطلان
أو ليس يلزم من ثبوت صفاته*** فشناعة الالزام بالبهتان
فالمنع في إحدى المقدمتين معـ***ـلوم البيان إذا بلا نكران
المنع إما في اللزوم أو انتقا***ء اللازم المنسوب للبطلان
هذا هو الطاغوت قد أضحى كما*** أبصرتموه بمنة الرحمن
فصل
في مبدأ العداوة الواقعة بين المثبتين الموحدين
وبين النفاة المعطلين
يا قوم تدرون العداوة بيننا*** من أجل ماذا في قديم زمان
انا تحيزنا الى القرآن والنـ***ـقل الصحيح مفسر القرآن
وكذا الى العقل الصريح وفطرة الر***حمن قبل تغير الانسان
هي أربع متلازمات بعضها*** قد صدقت بعضا على ميزان
والله ما اجتمعت لديكم هذه*** أبدا كما أقررتم بلسان
اذ قلتم العقل الصحيح يعارض الـ***ـمنقول من أثر ومن قرآن
فتقدم المعقول ثم انصرف الـ***ـمنقول بالتأويل ذي الألوان
فإذا عجزنا عنه ثم ألقيناه لم*** نعبأ به قصدا الى الاحسان
ولكم بذا سلف لهم تابعتم*** لما دعوا للأخذ بالقرآن
صدوا فلما أن أصيبوا أقسموا*** لمرادنا توفيق ذي الاحسان
ولقد أصيبوا في قلوبهم وفي*** تلك العقول بغاية النقصان
فأتوا بأقوال إذا حصلتها*** أسمعت ضحكة هازل مجان
هذا جزاء المعرضين عن الهدى*** متعوضين زخارف الهذيان
واضرب لهم مثلا بشيخ القوم إذ*** يأبى السجود بكبر ذي طغيان
ثم ارتضى الى أن أن صار قوادا لأر***باب الفسوق وكل ذي عصيان
وكذاك أهل الشرك قالوا كيف ذا*** بشر أتى بالوحي والقرآن
ثم ارتضوا أن يجعلوا معبودهم*** من هذه الأحجار والأوثان
وكذاك عباد الصليب حموا بتا***ركهم من النسوان والولدان
وأتوا الى رب السموات العلى***جعلوا له ولدا من الذكران
وكذلك الجهمي نزه ربه*** عن عرشه من فوق ذي الأكوان
حذرا من الحصر الذي في ظنه*** أو أن يرى متحيزا بمكان
فأصاره عدما وليس وجوده*** متحققا في خارج الأذهان
لكنمكا قدمائهم قالوا بأن***ن الذات قد وجدت بكل مكان
جعلوه في الآبار والأنجاس والـ*** ـحانات والخربات والقيعان
والقصد أنكم تحيزتم الى الآر***راء وهي كثيرة الهذيان
فتلونت بكم فجئتم أنتم*** متلونين عجائب الأكوان
وعرضتم قول الرسول على الذي*** قد قاله الأشياخ عرض وزان
وجعلتم أقوالهم ميزان ما*** قد قاله والقول في الميزان
ووردتم سفل المياه ولم نكن*** نرضى بذاك الورد للظمآن
وأخذتم أنتم بنيات الطريق ونحـ***ـن سرنا في الطريق الأعظم السلطاني
وجعلتم ترس الكلام مجنكم*** تبا لذاك الترس عند طعان
ورميتم أهل الحديث بأسهم*** عن فوس موتور الفؤاد جبان
فتترسوا بالوحي والسنن التي*** تتلوه نعم الترس للشجعان
هو ترسهم والله من عدوانكم*** والترس يوم البعث من نيران
أفتاركوه لفشركم ومحالكم*** لا كان ذاك بمنة الرحمن
ودعوتمونا للذي قلتم به*** قلنا معاذ الله من خذلان
فاشتد ذاك الحرب بين فريقنا*** وفريقكم وتفاقم الأمران
وتأصلت تلك العداوة بيننا*** من يوم أمر الله للشيطان
بسجوده فعصى وعارض أمره*** بقياسه وبعقله الخوان
فأتى التلاميذ الوقاح فعارضوا*** أخباره بالفشر والهذيان
ومعارض للأمر مثل معارض الأ***خبار هم في كفرهم صنوان
من عارض المنصوص بالمعقول قد*** ما أخبرونا يا أولي العرفان
أو ما عرفتم أنه القدري والـ***ـجبري أيضا ذاك في القرآم
إذ قال قد أغويتني وفتنتني***لأزينن لهم مدى الأزمان
فاحتج بالمقدور ثم أبان أن الـ***ـفعل منه بغية وزيان
فانظر الى ميراثهم ذا الشيـ***ـيخ بالتعصيب والميراث بالسهمان
فسألتكم بالله من وراثه؟*** منا ومنكم بعد ذا التبيان
هذا الذي ألقى العداوة بيننا*** إذ ذاك واتصلت به الى الآن
أصلتم أصلا وأصل خصمكم*** أصلا فحين تقابل الأصلان
ظهر التباين فانتشت ما بيننا الـ***ـحرب العوان وصيح بالأقران
أصلتم آراء الرجال وخصوصها*** من غير برهان ولا سلطان
هذا وكم رأي لهم فبرأي من***نزن النصوص فأوضحوا ببيان
كل له رأي ومعقول له*** يدعو ويمنع أخذ رأي فلان
والخصم أصل محكم القرآن مع*** قول الرسول فطرة الرحمن
وبنى عليه فاعتلى بنيانه*** نحو الاسما أعظم بذا البنيان
وعلى شفا جرف بنيتم أنتم*** فأتت سيول الوحي والايمان
قلعت أساس بنائكم فتهدمت*** تلك السقوف وخر للأركان
الله أكبر لو رأيتم ذلك البنيـ***ـان حين علا كمثل دخان
تسمو اليه نواظر من تحته*** وهو الوضيع ولو يرى بعيان
فاصبر له وهنا ورد الطرف تلقـ***ـاه قريبا في الحضيض الداني
فصل
في بيان أن التعطيل أساس الزندقة والكفران
والاثبات أساس العلم والايمان
من قال أن الله ليس بفاعل*** فعلا يقوم به قيام معان
كلا وليس الأمر أيضا قائما*** بالرب بل من جملة الأكوان
كلا وليس الله فوق عباده*** بل عرشه خلو من الرحمن
فثلاثة والله لا تبقى من الا***يمان حبة خردل بوزان
وقد استراح معطل هذه الثلا***ث من الاله وجملة القرآن
ومن الرسول ودينه وشريعة الاسلام بل من جملة الأديان
وتمام ذاك جحوده لصفاته*** والذات دون الوصف ذو بطلان
وتمام ذا الايمان اقرار الفتى*** بالله فاطر هذه الأكوان
فإذا أقر به وعطل كل مفـ***ـروض ولم يتوق من عصيان
لم ينقص الايمان حبة خردل*** أنى وليس يقابل النقصان
وتمام هذا قوله أن النبـ***ـوة ليس وصفا قام به الانسان
لكن تعلق ذلك المعنى القديـ***ـم بواحد من جملة الانسان
هذا وما ذاك التعلق ثابتا*** في خارج بل ذاك في الأذهان
فتعلق الأقوال لا يعطي الذي***وقفت عليه الكون في الأعيان
هذا إذا ما حصل المعنى الذي*** قلتم هو النفسي في البرهان
لكن جمهور الطوائف لم يروا***ذا ممكنا بل ذاك ذو بطلان
ما قال هذا غيركم من سائر النـ***ـظار في الآفاق والأزمان
تسعون وجها بينت بطلانه*** لولا القريض لسقتها بوزان
يا قوم أين الرب؟ أين كلامه؟*** أين الرسول فأوضحوا ببيان
ما فوق عرش الرب من هو قائل*** طه ولا حرفا من القرآن
ولقد شهدتم أن هذا قولكم*** والله يشهد مع أولي الايمان
وارحمتاه لكم غبنتم حظكم*** من كل معرفة ومن ايمان
ونسبتم للكفر أولى منمكم*** بالله والايمان والقرآن
هذي بضاعتكم فمن يستامها*** فقد ارتضى بالجهل والخسران
وتمام هذا قولكم في مبدأ*** ومعادنا أعني المعاد الثاني
وتمام هذا قولكم بفناء دا***ر الخلد فالداران فانيتان
يا قومنا بلغ الوجود بأسره الد***نيا مع الأخرى مع الايمان
الخلق والأمر المنزل والجزا***ومنازل الجنات والنيران
والناس قد ورثوه بعد فمنهم*** ذو السهم والسهمين والسهمان
بئس المورث والمورث والترا***ث ثلاثة أهل لكل هوان
يا وراثين نبيهم بشراكم*** ما إرثكم مع إرثهم سيان
شتان بين الوارثين وبين مو***روثيها وسهام ذي سهمان
يا قوم ما صاح الأئمة جهدهم*** بالجهم من أقطارها بأذان
الا لما عرفوه من أقواله***ومآلها بحقيقة العرفان
قول الرسول وقول جهم عندنا*** في قلب عبد ليس يجتمعان
نصحوكم والله جهد نصيحة*** ما فيهم والله من خوان
فخذو بهديهم فربي ضامن *** ورسوله أن تفعلوا بجنان
فإذا أبيت فالسلام على من اتبـ***ـع الهدى وانقاد للقرآن
سيروا على نجب العزائم واجعلوا*** بظهورها المسرى الى الرحمن
سبق المفرد وهو ذاكر ربه*** في كل حال ليس ذا نسيان
لكن أخو الغفلات منقطع به*** بين المفاوز تحت ذي الغيلان
صيد السباع وكل وحش كاسر*** بئس المضيف لأعجز الضيفان
وكذلك الشيطان يصطاد الذي*** لا يذكر الرحمن كل أوان
والذكر أنواع فأعلى نوعه*** ذكر الصفات لربنا المنان
وثبوتها أصل لهذا الذكر والنـ***ـافي لها داع الى النسيان
فلذاك كان خليفة الشيطان ذا*** لا مرحبا بخليفة الشيطان
والذاكرون على مراتبهم فأعـ***ـلاهم أولو الايمان والعرفان
بصفاته العليا اذا قاموا بحمـ***ـد الله في سر وفي اعلان
وأخص اهل الذكر بالرحمن أعـ***ـلمهم بها هم صفوة الرحمن
وكذاك كان محمد وأبوه ابـ***ـراهيم والمولود من عمران
وكذاك نوح وابن مريم عندنا*** هم خير خلق الله من إنسان
لمعارف حصلت لهم بصفاته*** لم يؤتها أحد من الانسان
وهم أولو العزم الذي بصورة الأ***حزاب والشورى أتوا ببيان
وكذلك القرآن مملوء من الأ***وصاف وهي القصد بالقرآن
ليصير معروفا لنا بصفاته*** ويصير مذكورا لنا بجنان
ولسان أيضا مع محبتنا له*** فلأجل ذا الاثبات في الايمان
مثل الأساس من البناء فمن يرم*** هدم الأساس فكيف بالبنيان
والله ما قام البناء لدين رسـ***ـل الله بالتعطيل للديّان
ما قام الا بصفات مفصلا*** إثباتها تفصيل ذي عرفان
فهي الأساس لديننا ولكل ديـ***ـن قبله من سائر الأديان
وكذاك ذندقة العباد أساسها التـ***ـعطيل يشهد ذا أولو العرفان
والله ما في الأرض زندقة بدت*** الا من التعطيل والنكران
والله ما في الأرض زندقة بدت*** من جانب الاثبات والقرآن
هذي زنادقة العباد جميعهم*** ومصنفاتهم بكل مكان
ما فيهم أحد يقول الله فو***ق العرش مستول على الأكوان
ويقول إن الله جل جلاله*** متكلم بالوحي والقرآن
ويقول إن الله كلم عبده*** موسى فأسمعه بذي الآذان
ويقول ان النقل غير معارض***للعقل بل أمران متفقان
والنقل جاء بما يحار العقل فيـ***ـه لا المحال البيّن البطلان
فانظر الى الجهمي كيف اتى الى*** أس الهدى ومعاقل الايمان
بمعاول التعطيل يقطعها فما*** يبقى على التعطيل من إيمان
يدري بهذا عارف بمآخذ ال***أقوال مضطلع بهذا الشأن
والله لو حدقتم لرأيتم *** هذا وأعظم منه رأي عيان
لكن على تلك العيون غشاوة*** ما حيلة الكحال في العميان
فصل
في بهت أهل الشرك والتعطيل في رميهم
أهل التوحيد والاثبات بتنقيص الرسول
قالوا تنقصتم من رسول الله وا*** عجبا لهذا البغي والبهتان
عزلوه أن يحتج قط بقوله*** في العلم بالله العظيم الشان
عزلوا كلام الله ثم رسوله*** عن ذاك عزلا ليس ذا كتمان
جعلوا حقيقته وظاهره هو الـ***ـكفر الصريح البيّن البطلان
قالوا وظاهره هو التشبيه والتـ***ـجسيم حاشا ظاهر القرآن
من قال في الرحمن ما دلت عليـ***ـه حقيقة الأخبار والفرقان
فهو المشبه والمثل والمجـ***ـسم عابد الأوثان لا الرحمن
تالله قد مسخت عقولكم فليـ***ـس وراء هذا قط من نقصان
ومريتم حزب الرسول وجنده*** بمصابكم يا فرقة البهتان
وجعلتم التنقيص عين وفاقه*** إذ لم يوافق ذاك رأي فلان
أنتم تنقصتم اله العرش*** والقرآن والمبعوث بالقرأن
نزهتوه عن صفات كماله***وعن الكلام وفوق كل مكان
وجعلتم ذا كله*** التشبيه والتـ***ـمثيل والتجسيم ذا البطلان
وكلامكم فيه الشفاء وغاية الـ***ـتحقيق يا عجبا لذا الخذلان
جعلوا عقولهم أحق بأخذ ما*** فيها من الأخبار والقرآن
وكلامه لا يستفاد به اليقيـ***ـن لأجل ذا لا يقبل الخصمان
تحكيمه عند اختلافهما بل الـ***ـمعقول ثم المنطق اليوناني
أي التنقص بعد ذا لولا الوقا*** حة والجراءة يا أولي العدوان
يا من له عقل ونور قد غدا*** يمشي به في الناس كل زمان
لكننا قلنا مقالة صارخ*** في كل وقت بينكم بأذان
الرب رب والرسول فعبده*** حقا وليس لنا اله ثان
فلذاك لم نعبده مثل عبادة الـ***ـرحمن فعل المشرك النصراني
كلا ولم نغل الغلو كم نهى*** عنه الرسةل مخافة الكفران
لله حق لا يكون لغيره*** ولعبده حق هما حقان
لا تجعلوا الحقين حقا واحدا*** من غير تمييز ولا فرقان
فالحج للرحمن دون رسوله*** وكذا الصلاة وذبح ذا القربان
وكذا السجود ونذرنا ويميننا*** وكذا متاب العبد من عصيان
وكذا التوكل والانابة والتقى*** وكذا الرجاء وخشية الرحمن
وكذا العبادة واستعانتنا به*** إياك نعبد ذان توحيدان
وعليهما قام الوجود بأسره*** دنيا وأخرى حبذا الركنان
وكذلك التسبيح والتكبير والتـ***ـهليل حق الهنا الديان
لكنما التعزيز والتوقير حـ***قﹼ للرسول بمقتضى القرآن
والحب والايمان والتصديق لا*** يختص بل حقان مشتركان
هذي تفاصيل الحقوق ثلاثة*** لا تجهلوها يا أولي العدوان
حق الاله عبادة بالأمر لا*** بهوى النفوس فذاك للشيطان
من غير اشراك به شيئا هما*** سببا النجاة فحبذا السببان
ورسوله فهو المطاع وقوله المـ***ـقبول إذ هو صاحب البرهان
والأمر منه الحتم لا تخيير فيـ***ـه عند ذي عقل وذي إيمان
من قال قولا غيره قمنا على*** أقواله بالسبر والميزان
ان وافقت قول الرسول وحكمه*** فعلى الرؤوس تشال كالتيجان
أو خالفت هذا رددناها على*** من قالها من كان من إنسان
أو أشكلت عنا توقفنا ولم*** نجزم بلا علم ولا برهان
هذا الذي أدى اليه علمنا*** وبه ندين الله كل أوان
فهو المطاع وأمره العالي على*** أمر الورى وأوامر السلطان
وهو المقدم في محبتنا على الـ***أهلين والأزواج والولدان
وعلى العباد جميعهم حتى على النـ***ـفس التي قد ضمها الجنبان
ونظير هذا قول أعداء المسـ***ـيح من النصارى عابدي الصلبان
انا تنقصنا المسيح بقولنا*** عبد وذلك غاية النقصان
لو قلتم ولد اله خالق*** وفيتموه حقه بوزان
وكذاك أشباه النصارى قد غلوا*** في دينهم بالجهل والطغيان
صاروا معادين الرسول وديننا*** في صورة الأحباب والاخوان
فانظر الى تبديلهم توحيده*** بالشرك والايمان بالكفران
وانظر الى تجريده التوحيد من*** أسباب كل الشرك بالرحمن
راجع مقالتهم وما قد قاله*** واستدع بالنقاد والوزان
عقل وفطرتك السليمة ثم زن*** هذا وذا لا تطغ في الميزان
فهناك تعلم أي حزبينا هو الـ*** منتقص المنقوص ذو العدوان
رامي البريء بدائه ومصابه***فعل المباهت أوقح الحيوان
كمعيّر الناس بالزعل الذي*** هو ضربه فاعجب لذي البهتان
يا فرقة التنقيص بل يا أمة الدعوى بلا علم ولا عرفان
والله ما قدمتم يوما مقا***لته على التقليد للانسان
والله ما قال الشيوخ وقال الا*** كنتم معهم بلا كتمان
والله أغلاط الشيوخ لديكم*** أولى من المعصوم بالبرهان
وكذا قضيتم بالذي حكمت به*** جهلا على الأخبار والقرآن
والله انهم لديكم مثل معصوم وهذا غاية الطغيان
تبا لكم ماذا التنقص بعد ذا*** لو تعرفون العدل من نقصان
والله ما يرضيه جعلكم له*** ترسا لشرككم وللعدوان
وكذاك جعلكم المشايخ جنة*** بخلافة والقصد ذو تبيان
والله يشهد ذا بحذر قلوبكم*** وكذاك يشهده أولو الايمان
والله ما عظمتموه طاعة*** ومحبة يا فرقة العصيان
إني وجهلكم به وبيجنه*** وخلافكم للوحي معلومان
أوصاكم أشياخكم بخلافهم*** لوفاقه في سالف الأزمان
خالفتم قول الشيوخ وقوله*** فغدا لكم خلفان متفقان
والله أمركم عجب معجب*** ضدان فيكم ليس يتفقان
تقديم آراء الرجال عليه مع*** هذا الغلو فكيف يجتمعان
كفرتم من جرد التوحيد جهـ***ـلا منكم بحقائق الايمان
لكن تجردتم لنصر الشرك والـ***ـبدع المضلة في رضا الشيطان
والله لم نقصد سوى التجريد للتـ*** ـوحيد ذاك وصية الرحمن
ورضا رسول الله منا لا غلو*** الشرك أصل عبادة الأوثان
والله لو يرضى الرسول دعاءنا*** اياه بادرنا الى الاذعان
والله لو يرضى الرسول سجودنا*** كنا نخر له على الأذقان
والله ما يرضيه منا غير*** اخلاص وتحكيم لذا القرآن
ولقد نهى ذا الخلق عن اطرائه*** فعل النصارى عابدي الصلبان
ولقد نهانا أن نصير قبره*** عيدا حذار الشرك بالرحمن
ودعا بأن لا يجعل القبر الذي*** ضمه وثنا من الأوثان
فأجاب رب العالمين دعاءه*** وأحاطه بثلاثة الجدران
حتى اغتدت أرجاؤه بدعائه*** في عزة وحماية وصيان
ولقد غدا عند الوفاة مصرحا*** باللعن يصرخ فيهم بأذان
وعنى الألي جعلوا القبور مساجدا*** وهم اليهود وعابدو الصلبان
والله لولا ذاك أبرز قبره*** لكنهم حجبوه بالحيطان
قصدوا الى تسنيم حجرته ليمـ***ـتنع السجود له على الأذقان
قصدوا موافقة الرسول وقصـ***ـده التجريد للتوحيد للرحمن
يا فرقة جهلت نصوص نبيهم*** وقصوده وحقيقة الايمان
فسطوا على أتباعه وجنوده*** بالغي والعدوان والبهتان
لا تعجلوا وتبينوا وتثبتوا*** فمصابكم ما فيه من حيران
قلنا الذي قال الأئمة قبلنا*** وبه النصوص أتت على التبيان
القصد حج البيت وهو فريضة الر*** حمن واجبة على الأعيان
ورحالنا شدت اليه من بقا***ع الأرض قاصيها كذاك الداني
من لم يزر بيت الاله فما له*** من حجة سهم ولا سهمان
وكذا نشد رحالنا للمسجد النـ***ـبوي خير مساجد البلدان
من بعد مكة أو على الاطلاق فيـ***ـه اخلف بين القوم منذ زمان
ونراه عند النذر فرضا لكـ***ـن النعمان يأبى ذا وللنعمان
أصل هو النافي الوجوب فانه*** ما جنسه فرضا على الانسان
ولنا براهين تدل بأنه*** بالنذر مفترض على الانسان
أمر الرسول لكل نادر طاعة*** بوفائه بالنذر بالاحسان
وصلاتنا فيه بألف من سوا***ه ما خلا ذا الحجر والأركان
وكذا صلاة في قبا فكعمرة*** في أجرها والفضل للمنان
فإذا أتينا المسجد النبوي صلينا التحية أولا ثنتان
بتمام أركان لها وخشوعها*** وحضور قلب فعل ذي الاحسان
ثم انثنينا للزيارة نقصد القبـ***ـر الشريف ولو على الأجفان
فنقوم دون القبر وقفة خاضع*** متذلل في السر والاعلان
فكأنه في القبر حيّ ناطق*** فالواقفون نواكس الأذقان
ملكتهم تلك المهابة فاعترت*** تلك القوائم كثرة الرجفان
وتفجرت تلك العيون بمائها*** ولطالما غاضت على الأزمان
وأتى المسلم بالسلام بهيبة*** ووقار ذي علم وذي ايمان
لم يرفع الأصوات حول ضريحه*** كلا ولم يسجد على الأذقان
كلا ولم ير طائفا بالقبر أسـ***ـبوعا كأن القبر بيت ثان
من انثنى بدعائه متوجها*** لله نحو البيت ذي الأركان
هذي زيارة من غدا متمسكا*** لشريعة الاسلام والايمان
من أفضل الأعمال هاتيك الزيا***رة وهي يوم الحشر في الميزان
لا تلبسوا الحق الذي جاءت به*** سنن الرسول بأعظم البرهان
هذي زيارتنا ولم ننكر سـ***ـوى البدع المضلة يا أولي العدوان
وحديث شد الرحل نص ثابت***يجب المصير اليه بالبرهان
فصل
في تعيين أن أتباع السنة والقرآن طريقة النجاة من النيران
يا من يريد نجاته يوم الحسا***ب من الجحيم وموقد النيران
اتبع رسول الله في الأقوال والأ***عمال لا تخرج عن القرآن
وخذ الصحيحين الذين همـ***ـا لعقد الدين والايمان واسطتان
واقرأهما بعد التجرد من هوى*** وتعصب وحمية الشيطان
واجعلهما حكما ولا تحكم على*** ما فيهما أصلا بقول فلان
واجعل مقالته كبعض مقالة مقال الأ***شياخ تنصرهما بكل أوان
وانصر مقالته كنصرك للذي*** قلدته من غير ما برهان
قدر رسول الله عندك وحده*** والقول منه اليك ذو تبيان
ماذا ترى فرضا عليك معينا *** إن كنت ذا عقل وذا ايمان
عرض الذي قالوا على أقواله*** أو عكس ذاك فذانك الأمران
هي مفرق الطرقات بين طريقنا*** وطريق أهل الزيغ والعدوان
قدر مقالات العباد جميعهم*** عدما وراجع مطلع الايمان
واجعل جلوسك بين صحب محمد*** وتلق معهم عنه بالاحسان
وتلق عنهم ما تلقوه هم*** عنه من الايمان والعرفان
أفليس في هذا بلاغ مسافر*** يبفي الاله وجنة الحيوان
لولا التناوش بين هذا الخلق ما*** كان التفرق قط في الحسبان
فالرب رب واحد كتابه*** كق وفهم الحق منه دان
ورسوله قد أوضح منه فلا*** يحتاج سامعهما الى تبيان
والنصح منه فوق كل نصيحة*** والعلم مأخوذ عن الرحمن
فلأي شيء يعدل الباغي الهدى*** عن قوله لولا عمى الخذلان
فالنقل عنه مصدق والقول من*** ذي عصمة ما عندنا قولان
والعكس عند سواه في الأمرين يا***من يهتدي هل يستوي النقلان
تالله قد لاح الصباح لمن له*** عينان نحو الفجر ناظرتان
وأخو العماية في عمايته يقو***ل الليل بعد أيستوي الرجلان
تالله قد رفعت لك الأعلام ان*** كنت المشمر نلت ادر أمان
وإذا جنبت وكنت كسلانا فما*** حرم الوصول اليه غير جبان
فاقدم وعد بالوصل نفسك واهـ***ـجر المقطوع منه قاطع الانسان
عن نيل مقصده فذاك عدوه*** ولو أنه منه القريب الداني
فصل
في تيسير السير الى الله على المثبتين الموحدين وامتناعه على
المعطلين والمشركين
يا قاعدا سارت به أنفاسه*** سير البريد وليس بالذملان
حتى متى هذا الرقاد وقد سرى*** وفد المحبة مع اولي الاحسان؟
وحدت بهم عزماتهم نحو العلى*** لا حادي الركبان والأظعان
ركبوا العزائم واعتلوا بظهورها*** وسروا فما حنوا الى نعمان
ساروا رويدا ثم جاءوا أولا*** سير الدليل يؤم بالركبان
ساروا بإثبات الصفات اليه لا التـ***ـعطيل والتحريف والنكران
عرفوه بالأوصاف فامتلأت قلو***بهم له بالحب والايمان
فتطايرت تلك القلوب اليه بالـ***أشواق إذ ملئت من العرفان
وأشدهم حبا له أدراهم*** بصفاته وحقائق القرآن
فالحب يتبع للشعور بحسبه*** يقوى ويضعف ذاك ذو تبيان
ولذاك كان العارفون صفاته*** أحبائه هم اهل هذا الشان
ولذاك كان العالمون بربهم*** أحبابه وبشرعة الايمان
ولذاك كان المنكرون لها هم الـ***أعداء حقا هم أولو الشنآن
ولذاك كان الجاهلون بذا وذا*** بغضاءه حقا ذوي شنآن
وحياة قلب العبد في شيئين من*** يرزقهما يحيا مدى الأزمان
في هذه الدنيا وفي الأخرى يكو***ن الحي ذا الرضوان والاحسان
ذكر الاله وحبه من غير إشـ***ـراك به وهما فممتنعان
من صاحب التعطيل حقا كامتنا***ع الطائر المقصوص من طيران
أيحبه من كان ينكر وصفه*** وعلوه وكلامه بقران
لا والذي حقا على العرش استوى*** متكلما بالوحي والفرقان
الله أكبر ذاك فضل الله يؤ***تيه لمن يرضى بلا حسبان
وترى المخلف في الديار تقول ذا*** احدى الاثافي خص بالحرمان
الله أكبر ذاك عدل الله يقضيه على من شاء من انسان
وله على هذا وهذا الحمد في الا***ولى وفي الأخرى هما حمدان
حمد لذات الرب جل جلاله*** وكذاك حمد العدل والاحسان
يا من تعز عليهم أرواحهم*** ويرون غبنا بيعها بهوان
ويرون خسرانا مبينا بيعها*** في أثر كل قبيحة ومهان
ويرون ميدان التسابق بارزا*** فيتاركون تقحم الميدان
ويرون أنفاس العباد عليهم*** قد أحصيت بالعد والحسبان
ويرون أن أمامهم يوم اللقا*** لله مسألتان شاملتان
ماذا عبدتم ثم ماذا قد أجبـ***ـتم من أتى بالحق والبرهان
هاتوا جوابا للسؤال وهيئوا*** أيضا صوابا للجواب يدان
وتيقنوا أن ليس ينجيكم سوى*** تجريدكم لحقائق الايمان
تجريدكم توحيده سبحانه*** عن شركة الشيطان والأوثان
وكذاك تجريد أتباع رسوله*** عن هذه الآراء والهذيان
والله ما ينجي الفتى من ربه*** شيء سوى هذا بلا روغان
يا رب جرد عبدك المسكين را***جي الفضل منك أضعف العبدان
لم تنسه وذكرته فاجعله لا*** ينساك أنت بدأت بالاحسان
وبه ختمت فكنت أولى بالجميـ***ـل وبالثناء من الجهول الجاني
فالعبد ليس يضيع بين فواتح*** وخواتم من فضل ذي الغفران
أنت العليم به وقد أنشأته*** من تربة هي أضعف الأركان
كل عليها قد علا وهوت الى*** تحت الجميع بذلة وهوان
وعلت عليها النيران حتى ظن أن*** يعلو عليها الخلق من نيران
وأتى الى الأبوين ظنا أنه*** سيصير الأبوين تحت دخان
فسعت الى الأبوين رحمتك التي*** وسعتهما فعلا بك الأبوان
هذا ونحن بنوهما وحلومنا*** في جنب حلمهما لدى الميزان
جزء يسير والعدو فواحد*** لهما وأعدانا بلا حسبان
والضعف مستول علينا في جميع جها***تنا سيما من الايمان
يا رب معذرة اليك فلم يكن*** قصد العباد ركوب ذا العصيان
لكن نفوس سوّلته وغرّها*** هذا العدو لها غرر أمان
فتيقنت يا رب أنك واسع الـ***ـغفران ذو فضل وذو احسان
ومقاله ما قاله الأبوان قبـ***ـل مقالة العبد الظلوم الجاني
نحن الألى ظلموا وان لم تغفر الذ***نب العظيم فنحن ذو خسران
يا رب فانصرنا على الشيطان ليـ***ـس لنا به لولا حماك يدان
فصل
في ظهور الفرق بين الطائفتين وعدم التباسه الا على من ليس ذي عينان
والفرق بينكم وبين خصومكم*** من كل وجه ثابت ببيان
ما أنت منهم ولا هم منكم*** شتان بين السعد والدبران
فاذا دعونا للقرآن دعوتم*** للرأي أين الرأي من قرآن
واذا دعونا للحديث دعوتم*** أنتم الى تقليد قول فلان
وكذا تلقينا نصوص نبينا*** بقبولها بالحق والاذعان
من غير تحريف ولا جحد ولا***تفويض ذي جهل بلا عرفان
لكن باعراض وتجهيل وتأ***ويل تلقيتم مع النكران
أنكرتموها جهدكم فاذا أتى*** ما لا سبيل له الى نكران
أعرضتم عنه ولم تستنبطوا*** منه هدى لحقائق الايمان
فاذا ابتليتم مكرهين بسمعها*** فوضتموها لا على العرفان
لكن يجهل للذي سيقت له*** تفويض اعراض وجهل معان
فاذا ابتليتم باحتجاج خصومكم*** أوليتموها دفع ذي صولان
فالجحد والاعراض والتأويل والتـ***ـجهيل حظ النص عند الجاني
لكن لدينا حظه التسليم مع*** حسن القبول وفهم ذي الاحسان
فصل
في التفاوت بين حظ المثبتين والمعطلين
من وحي رب العالمين
ولنا الحقيقة من كلام الهنا*** ونصيبكم منه المجاز الثاني
وقواطع الوحيين شاهدة لنا*** وعليكم هل يستوي الأمران
وأدلة المعقول شاهدة لنا*** أيضا فقاضونا الى البرهان
وكذاك فطرة ربنا الرحمن شا***هدة لنا أيضا شهود بيان
وكذاك اجماع الصحابة والألى*** تبعوهم بالعلم والاحسان
وكذاك اجماع الأئمة بعدهم*** هذا كلامهم بكل مكان
هذي الشهود فهل لديكم أنتم*** من شاهد بالنفي والنكران
وجنودنا من قد تقدم ذكرهم*** وجنودكم فعساكر الشيطان
وخيامنا مضروبة بمشاعر الـ***ـوحيين من خبر ومن قرآن
وخيامكم مضروبة بالتيه فالسـ***ـكان كل ملدد حيران
هذه شهادتهم على محصولهم*** عند الممات وقولهم بلسان
والله يشهد أنهم أيضا كذا*** تكفي شهادة ربنا الرحمن
ولنا المساند والصحاح وهـ***ـذه السنن التي نابت عن القرآن
ولكم تصانيف الكلام وهذه الـ***آراء وهي كثيرة الهذيان
شبه يكسر بعضها بعضا كبيـ***ـت من زجاج خرّ للأركان
هل ثم شيء غير رأي أو كلا***م باطل أو منطق اليونان
ونقول قال الله قال رسوله*** في كل تصنيف وكل مكان
لكن تقولوا قال ارسطو وقا***ل ابن الخطيب وقال ذو العرفان
شيخ لكم يدعى ابن سينا لم يكن*** متقيدا بالدين والايمان
وخيار ما تأتون قال الأشعر***ي وتشهدون عليه يالبهتان
فالأشعري مقرر لعلو رب الـ***ـعرش فوق جميع ذي الأكوان
في غابية التقرير بالمعقول*** والمنقول ثم بفطرة الرحمن
هذا ونحن تاركو الآراء*** للنقل الصحيح ومحكم الفرقان
لكنكم بالعكس قد صرحتم*** ووضعتم القانون ذا البهتان
والنفي عندكم على التفصيل والـ***إثبات إجمالا بلا نكران
والمثبتون طريقهم نفي على والـ***إجمال والتفصيل بالتبيان
فتدبروا القرآن مع من منكما؟*** وشهادة المبعوث بالقرآن
وعرضتم قول الرسول على الذي*** قال الشيوخ ومحكم الفرقان
فالمحكم النص الموافق قولهم*** لا يقبل التأويل في الأذهان
لكنما النص المخالف قولهم*** متشابه متأول في الأذهان
واذا تأدبتم تقولوا مشكل*** أفواضح يا قوم رأي فلان
والله لو كان الموافق لم يكن متشابها متأولا بلسان
لكن عرضنا نحن أقوال الشيو***خ على الذي جاءت به الوحيان
ما خالف النصين لم نعبأ به*** شيئا وقلنا حسبنا النصان
والمشكل القول المخالف عندنا*** في غاية الاشكال لا التبيان
والعزل والابقاء مرجعه الى الـ*** آرتء عندكم بلا كتمان
لكن لدينا ذاك مرجعه الى***قول الرسول ومحكم القرآن
والكفر والاسلام عين خلافه*** ووفاقه لا غير بالبرهان
والكفر عندكم خلاف شيوخكم*** ووفاقهم فحقيقة الايمان
هذي سبيلكم وتلك سبيلنا*** والموعد الرحمن بعد زمان
وهناك يعلم أي حزبينا على الـ***حق الصريح وفطرة الديان
فالقوم مثلك يألمون ويصبرو***ن وصبرهم في طاعة الشيطان
فصل
في بيان الاستغناء بالوحي المنزل من السماء عن تقليد الرجال والآراء
يا طالب الحق المبين ومؤثرا*** علم اليقين وصحة الايمان
اسمع مقالة ناصح خبر الذي*** عند الورى مذ شب حتى الآن
ما زال مذ عقدت يداه ازاره*** قد شد ميرزه الى الرحمن
وتخلل الفترات للعزمات أمـ***ـر لازم لطبيعة الانسان
وتولد النقصان من فتراته*** أو ليس سائرنا بني النقصان
طاف المذاهب يبتغي نورا ليهديه وينجيه من النيران
وكأنه قد طاف يبتغي ظلمة الـ***ـليل البهيم ومذهب الحيران
والليل لا يزداد الا قوة *** والصبح مقهور بذي السلطان
حتى بدت في سيره نار على*** طور المدينة مطلع الايمان
فأتى ليقبسها فلم يمكنه مع*** تلك القيود منالها بأمان
لولا تداركه الاله بلطفه*** ولى على العقبين ذا نكصان
لكن توقف خاضعا متذللا*** مستشعر الافلاس من أثمان
فأتاه جند حل عنه قيوده*** فامتد حينئذ له الباعان
والله لولا أن تحل قيوده*** وتزول عنه ربقة الشيطان
كان الرقى الى الثريا مصعدا*** من دون تلك النار في الامكان
فرأى بتلك النار آكام المديـ***ـنة كالخيام تشوفها العينان
ورأى هنالك كل هاد مهتد*** يدعو الى الايمان والايقان
فهناك هنأ نفسه متذكرا*** ما قاله المشتاق منذ زمان
والمستهام على المحبة لم يزل*** حاشا لذ****م من النسيان
لو قيل ما تهوى؟ لقال مبادرا*** أهوى زيارتكم على الأجفان
تالله ان سمح الزمان بقربكم*** وحللت منكم بالمحل الداني
لأغفرن الخد شكرا في الثرى*** ولأكحلن بتربكم أجفاني
ان رمت تبصر ما ذكرت فغض طر***فا عن سوى الآثار والقرآن
واترك رسوم الخلق لا تعبأ بها*** في السعد ما يغنيك عن دبران
حذق لقلبك في النصوص كمثل ما*** قد حذقوا في الرأي طول زمان
وأكحل جفون القلب بالوحيين واحـ***ـذر كحلهم يا كثرة العميان
فالله بين فيهما طرق الهدى*** لعباده في أحسن التبيان
لم يحوج الله الخلائق معهما*** لخيال فلتان ورأي فلان
فالوحي كاف للذي يعنى به*** شاف لداء جهالة الانسان
وتفاوت العلماء في أفهامهم*** للوحي فوق تفاوت الأبدان
والجهل داء قاتل وشفاؤه*** امران في التركيب متفقان
نص من القرآن أو من سنة*** وطبيب ذاك العالم الرباني
والعلم أقسام ثلاث ما لها*** من رابع والحق ذو تبيان
علم بأوصاف الاله وفعله*** وكذلك الأسماء للرحمن
والأمر والنهي الذي هو دينه*** وجزاؤه يوم المعاد الثاني
والكل في القرآن والسنن التي*** جاءت عن المبعوث بالفرقان
والله ما قال امرؤ متحذلق*** بسواهما الا من الهذيان
ان قلتم تقريره فمقرر*** بأتم تقرير من الرحمن
أو قلتم إيضاحه فمبيّن***بأتم إيضاح وخير بيان
أو قلتم إيجازه فهو الذي*** في غاية الايجاز والتبيان
أو قلتم معناه هذا فاقصدوا*** معنى الخطاب بعينه وعيان
أو قلتم نحن التراجم فاقصدوا المـ***ـعنى بلا شطط ولا نقصان
أو قلتم بخلافه فكلامكم*** في غاية الانكار والبطلان
أو قلتم قسنا عليه نظيره***فقياسكم نوعان مختلفان
نوع يخالف نصه فهو المحا***ل وذاك عند الله ذو بطلان
وكلامنا فيه وليس كلامنا*** في غيره أعني القياس الثاني
ما لا يخالف نصه فالناس قد*** عملوا به في سائر الأزمان
لكنه عند الضرورة لا يصار*** اليه الا بعد ذا الفقدان
هذا جواب الشافعي لأحمد*** لله درك من إمام زمان
والله ما اضطر العباد اليه فيـ***ـما بينهم من حادث بزمان
فإذا رأيت النص عنه ساكتا*** فسكوته عفو من الرحمن
وهو المباح إباحة العفو الذي*** ما فيه من حرج ولا نكران
فأضف الى هذا عموما للفظ والـ***معنى وحسن الفهم في القرآن
فهناك تصبح في غنى وكفاية*** عن كل ذي رأي وذي حسبان
ومقدرات الذهن لم يضمن لنا*** تبيانها بالنص والقرآن
وهي التي فيها اعتراك الرأي من*** تحت العجاج وجولة الأذهان
لكن هنا أمران لو تما لما*** احتجنا اليه فحبذا الأمران
جمع النصوص وفهم معناها المرا***د بلفظها والفهم مرتبتان
احداهما مدلول ذاك اللفظ وضـ***ـعا معا أو لزوما ثم هذا الثاني
فيه تفاوت الفهم تفاوتا*** لم ينضبط أبدا له طرفان
فالشيء يلزمه لوازم جمة*** عند الخبير به وذي العرفان
فبقدر ذاك الخبر يحصي من لوا***زمه وهذا واضح التبيان
ولذلك عرف لكتاب حقيقة*** عرف الوجود جميعه ببيان
وكذاك يعرف جملة الشرع الذي*** يحتاجه الانسان كل زمان
علما بتفصيل وعلما مجملا*** تفصيله أيضا بوحي ثان
وكلاهما وحيان قد ضمنا لنا*** أعلى العلوم بغاية التبيان
ولذاك يعرف من صفات الله والـ***أفعال والأسماء ذي الاحسان
ما ليس يعرف من كتاب غيره*** أبدا ولا ما قالت الثقلان
وكذاك يعرف من صفات البعث بالتـ***ـفصيل والاجمال في القرآن
ما يجعل اليوم العظيم مشاهدا*** بالقلب كالمشهود رأي عيان
وكذاك يعرف من حقيقة نفسه*** وصفاتها بحقيقة العرفان
يعرف لوزامها ما الذي فيها من الـ***حاجات والاعدام والنقصان
وكذاك يعرف ربه وصفاته*** أيضا بلا مثل ولا نقصان
وهنا ثلاثة أوجه فافطن لها*** إن كنت ذا علم وذا عرفان
ماع بالضد والاولى كذا بالامتناع*** لعلمنا بالنفس والرحمن
فالضد معرفة الاله بضد ما*** في النفس من عيب ومن نقصان
وحقيقة الأولى ثبوت كماله*** إذ كان معطيه على الاحسان
فصل
في بيان شرط كفاية النصين والاستغناء بالوحيين
وكفاية النصين مشروط بتجـ***ـريد التلقي عنها لمعان
وكذاك مشروط بخلع قيودهم*** فقيودهم غلّ الى الأذقان
وكذاك مشروط بهدم قواعد*** ما أنزلت ببيانها الوحيان
وكذاك مشروط بإقدام على *** الآراء ان عريت عن البرهان
بارد والابطال لا تعبأ بها*** شيئا إذا ما فاتها النصان
لولا القواعد والقيود وهذه *** الآراء لاتسعت عرى الايمان
لكنها والله ضيقة العرى***فاحتاجت الأيدي لذاك توان
وتعطلت من أجلها والله أعـ***ـداد من النصين ذات بيان
وتضمنت تقييد مطلقها وإطـ***ـلاق المقيد وهو ذو ميزان
وتضمنت تخصيص ما عمّته والتـ***ـعميم للمخصوص بالأعيان
وتضمنت تفريق ما جمعت وجمـ***ـعا للذي وسمته بالفرقان
وتضمنت تضييق ما قد وسعـ***ـته وعكسه فلننتظر الأمران
وتضمنت تحليل ما قد حرمتـ***ـه وعكسه فلننتظر النوعان
سكتت وكان سكوتها عفوا فلم*** تعف القواعد باتساع بطان
وتضمنت اهدار ما اعتبرت كذا*** بالعكس والأمران محذوران
وتضمنت أيضا شروطا لم تكن*** مشروطة شرعا بلا برهان
وتضمنت أيضا موانع لم تكن*** ممنوعة شرعا بلا تبيان
الا بأقيسة وآراء وتقلـ***ـيد بلا علم أو استحسان
عمن أتت هذي القواعد من جميـ***ـع الصحب والأتباع بالاحسان
ما أسسسوا الا أتباع نبيهم*** لا عقل فلتان ورأي فلان
بل أنكروا الآراء نصحا منهم*** لله والداعي وللقرآن
أو ليس في خلف بها وتناقض*** ما دل ذا لب وذا عرفان
والله لو كانت من الرحكم ما أخـ***ـتلفت ولا انتقضت مدى الأزمان
شبه تهافت كالزجاج تخالها*** حقا وقد سقطت على صفوان
والله لا يرضى بها ذو همة*** علياء طالبة لهذا الشان
فمثالها والله في قلب الفتى*** وثباتها في منبت الايمان
كالزرع ينبت حوله دغل فيمـ***ـنعه النما فتراه ذا نقصان
وكذك الايمان في قلب الفتى*** غرس من الرحمن في الانسان
والنفس تنبت حوله الشهوات*** والشبهات وهي كثيرة الأفنان
فيعود ذاك الغرس يبسا ذاويا*** أو ناقص الثمرات كل أوان
فتراه يحرث دائبا ومغله*** نزر وذا من أعظم الخسران
والله لو نكش النبات وكان ذا*** بصر لذاك الشوك والسعدان
لأتى كأمثال الجبال مغله*** ولكان لذاك الشوك والسعدان
لأتى كأمثال الجبال مغله*** ولكان أضعافا بلا حسبان
فصل
هذا وليس الطعن بالاطلاق فيـ***ـها كلها فعل الجهول الجاني
بل في التي قد خالفت قول الرسو***ل ومحكم الايمان والفرقان
أو في التي ما أنزل الرحمن في*** تقريرها يا قوم من سلطان
فهي التي كم عطلت من سنة*** بل عطلت من محكم القرآن
هذا وترجو أن واضعها فلا*** يعدوه أجر أو له أجران
اذا قال مبلغ علمه من غير إيـ***ـجاب القبول له على انسان
بل قد نهانا عن قبول كلامه*** نصا بتقليد بلا برهان
وكذاك أوصانا بتقديم النصو***ص عليه من خبر ومن قرآن
نصح العباد بذا وخلص نفسه*** عند السؤال لها من الديان
والخوف كل الخوف فهو على الذي*** ترك النصوص لأجل قول فلان
وإذا بغى الاحسان أولها بما*** لو قاله خصم له ذو شان
لرماه بالداء العضال مناديا*** بفساد ما قد قاله بأذان
فصل
في لازم المذهب هل هو مذهب أم لا؟
ولوازم المعنى تراد بذكره*** من عارف بلزومها الحقاني
وسواه ليس بلازم في حقه*** قصد اللوازم وهي ذو تبيان
اذ قد يكون لزومها المجهول أو*** قد كان يعلمه بلا نكران
لكن عرته غفلة بلزومها*** اذ كان ذا سهوا وذا نسيان
ولذاك لم يك لازما لمذاهب الـ***ـعلماء مذهبهم بلا برهان
فالمقدمون على حكاية ذاك مذ***هبهم أولو جهل مع العدوان
لا فرق بين ظهوره وخفائه*** قد يذهلون عن اللزوم الداني
سيما إذا ما كان ليس بلازم*** لكن يظن لزومه يجنان
لا تشهدوا بالزور ويحكم على*** ما تلزمون شهادة البهتان
بخلاف لازم ما يقول الهنا*** ونبينا المعصوم بالبرهان
فلذا دلالات النصوص جلية*** وخفية تخفى على الأذهان
والله يرزق من يشاء الفهم في*** آياته رزقا بلا حسبان
واحذر حكايات لأرباب الكلا***م عن الخصوم كثيرة الهذيان
فحكوا بما ظنوه يلزمهم فقا***لوا ذاك مذهبهم بلا برهان
كذبوا عليهم باهتين لهم بما*** ظنوه يلزمهم من البهتان
فحكى المعطل عن أولي الاثبات قو***لهم بأن الله ذو جثمان
وحكى لنا المعطل أنهم قلوا بأن الله ليس يرى لنا لنا بعيان
وحكى المعطل أنهم قالوا يجو***ز كلامه من غير قصد معان
وحكى المعطل أنهم قالوا بتحيـ***ـيز الاله وحصره بمكان
وحكى المعطل أنهم قالوا له الـ***أعضاء جل الله عن بهتان
وحكى المعطل أن مذهبهم هو التـ***ـشبيه للخلاق بالانسان
وحكى المعطل عنهم ما لم يقو***لوه لولا أشياخهم بلسان
ظن المعطل أن هذا لازم*** فلذا أتى بالزور والعدوان
فعليه في هذا معاذير ثلا***ث كلها متحقق البطلان
ظن اللزوم وقذفهم بلزومه*** وتمام ذاك شهادة الكفران
يا شاهدا بالزور ويحك لم تخف*** يوم الشهادة سطوة الديان
يا قائل البهتان غط لوازما*** قد قلت ملزوماتها ببيان
والله لازمها انتفاء الذات والـ***أوصاف والأفعال للرحمن
والله لازمها انتفاء الدين والـ***قرآن والاسلام والايمان
ولزوم ذلك بيّن جدا لمن*** كانت له أذنان واعيتان
والله لولا ضيق هذا النظم بيـ***ـنت اللزوم بأوضح التبيان
ولقد تقدم منه ما يكفي لمن*** كانت له عينان ناظرتان
أن الذكي ببعض ذلك يكتفي*** وأخو البلادة ساكن الجبان
يا قومنا اعتبروا بجهل شيوخكم*** بحقائق الايمان والقرآن
أو ما سمعتم قول أفضل وقته*** فيكم مقالة جاهل فتان
ان السموات العلى والأرض قبـ***ـل العرش بالاجماع مخلوقان
والله ما هذي مقالة عالم*** فضلا عن الاجماع كل زمان
من قال ذا قد خالف الاجماع والـ***خبر الصحيح وظاهر القرآن
فانظر الى ما جره تأويل لفـ***ـ؟ الاستواء بظاهر البطلان
زعم المعطل أن تأويل استوى*** بالخلق والاقبال وضع لسان
كذب المعطل ليس ذا لغة الألى*** قد خوطبوا بالوحي والقرآن
فأحاره هذا الى أن قال خلق العـ***ـرش بعد جميع ذي الأكوان
يهينه تكذيب الرسول له وإجـ***ـماع الهداة ومحكم القرآن
فصل
في الرد عليهم في تكفيرهم أهل العلم والايمان
وذكر انقسامهم الى أهل الجهل والتفريط والبدع والكفران
ومن العجائب أنكم كفرتم*** أهل الحديث وشيعة القرآن
إذ خالفوا رأيا له رأي ينا***قضه لأجل النص والبرهان
وجعلتم التكفير عين خلافكم*** ووفاقكم فحقيقة الايمان
فوفاقكم ميزان دين الله لا*** من جاء بالبرهان والفرقان
ميزانكم ميزان باغ جاهل*** والعول كل العول في الميزان
أهون به ميزان جور عائل*** بيد المطفف ويل ذا الوزان
لو كان ثم حيا وأدنى مسكنه*** من دين أو علم ومن ايمان
لم تجعلوا آراءكم ميزان كفـ***ـر الناس بالبهتان والعدوان
هبكم تأولتم أوساغ لكم أيكفر من يخالفكم بلا برهان
هذه الوقاحة والجراءة والجها***لة ويحكم يا فرقة الطغيان
الله أكبر ذا عقوبة تا***رك الوحيين للآراء والهذيان
لكننا نأتي بحكم عادل*** فيكم لأجل مخافة الرحمن
فاسمع اذا يا منصفا حكميهما*** وانظر إذاﹰ هل يستوي الحكمان
هم عندنا قسمان أهل جهالة*** وذوو العناد وذلك القسمان
جمع وفرق بين نوعيهم هما***في بدعة لا شك يجتمعان
وذوو العناد فأهل كفر ظاهر*** والجاهلون فانهم نوعان
متمكنون من الهدى والعلم بالـ***أسباب ذات اليسير والامكان
لكن الى أرض الجهالة أخلدوا*** واستسهلوا التقليد كالعميان
لم يبذلوا المقدور في إدراكهم*** للحق تهوينا بهذا الشان
فهم الألى لا شك في نفسيقهم*** والكفر فيه عندنا قولان
والوقف عندي فيهم لست الذي*** بالكفر أنعتهم ولا الايمان
والله أعلم بالبطانة منهم*** ولنا ظهارة حلة الاعلان
لكنهم مستوجبون عقابه*** قطعا لأجل البغي والعدوان
هبكم عذرتم بالجهالة أنكم*** لن تعذروا بالظلم والطغيان
والطعن في قول الرسول ودينه*** وشهادة بالزور والبهتان
وكذلك استحلال قتل مخالفيـ***ـكم قتل ذي الاشراك والعدوان
ان الخوارج ما احلوا قتلهم*** لا لما ارتكبوا من العصيان
وسمعتم قول الرسول وحكمه*** فيهم وذلك واضح التبيان
لكنكم أنتم أبحتم قتلهم*** بوفاق سنته مع القرآن
والله ما زادوا النقير عليهما*** لكن بتقرير مع الايمان
فبحق من قد خصكم بالعلم والتـ***ـحقيق والانصاف والعرفان
أنتم أحق أم الخوارج بالذي*** قال الرسول فأوضحوا ببيان
هم يقتلون لعابد الرحمن بل*** يدعون أهل عبادة الأوثان
هذا وليس أهل تعطيل ولا*** عزل النصوص الحق بالبرهان
فصل
والآخرون فأهل عجز عن بلو***غ الحق مع قصد ومع ايمان
بالله ثم رسوله ولقائه*** وهم إذا ميزتهم ضربان
قوم دهاهم حسن ظنهم بما*** قالته أشياخ ذوو أسنان
وديانة في الناس لم يجدوا سوى*** أقوالهم فرضوا بها بأمان
لو يقدرون على الهدى لم يرتضوا*** بدلا به من قائل البهتان
فأولاء معذورون إن لم يظلموا*** ويكفروا بالجهل والعدوان
والآخرون فطالبوا الحق لـ***ـكن صدهم عن علمه شيئان
مع بحثهم ومصنفات قصدهم*** منها وصولهم الى العرفان
إحداهما طلب الحقائق من سوى*** أبوابها متسوري الجدران
وسلوك طرق غير موصلة الى*** درك اليقين ومطلع الايمان
فتشابهت تلك الأمور عليهم*** مثل اشتباه الطرق بالحيران
فترى أفاضلهم حيارى كلها*** في التيه يقرع ناجذ الندمان
ويقول قد كثرت على الطرق لا ***أدري الطريق الأعظم السلطاني
بل كلهم طرق مخوفات بها ال***آفات حاصلة بلا حسبان
فالوقف غايته وآخر أمره*** من غير شك منه في الرحمن
أو دينه وكتابه ورسوله*** ولقائه وقيامة الأبدان
فأولاء بين الذنب والأجرين أو***إحداهما أو واسع الغفران
فانظر الى أحكامنا فيهم وقد*** جحدوا النصوص ومقتضى القرآن
وانظر الى أحاكمهم فينا لأجـ***ل خلافهم إذ قاده الوحيان
هل يستوي الحكمان عند الله أو*** عند الرسول وعند ذي إيمان
الكفر حق الله ثم رسوله*** بالنص يثبت لا بقول فلان
من كان رب العالمين وعبده*** قد كفراه فذاك ذو الكفران
فهلم ويحكم نحاكمكم الى*** النصين من وحي ومن قرآن
وهناك يعلم أي حزبينا على*** الكفران حقا أو على الايمان
فليهنكم تكفير من حمت بإسـ***ـلام وإيمان له النصان
لكن غايته كغاية من سوى الـ***ـمعصوم غاية نوع ذا الاحسان
خطأ يصير الأجر أجرا واحدا*** ان فاته من أجله الكفلان
إن كان ذاك مكفرا يا أمة الـ***ـعدوان من هذا على الايمان
قد دار بين الأجر والأجرين والتـ***ـكفير بالدعوى بلا برهان
كفرتم والله من شهد الرسو***ل بأنه حقا على الايمان
ثنتان من قبل الرسول وخصلة *** من عندكم أفأنتما عدلان
فصل
في تلاعب المكفرين لأهل السنة والايمان
بالدين كتلاعب الصبيان
كم ذا التلاعب منكم بالدين والـ***إيمان مثل تلاعب الصبيان
خسفت قلوبكم كما خسفت عقو***لكم فلا تزكو على القرآن
كم ذا تقولوا مجمل ومفصل*** وظواهر عزلت عن الايقان
حتى إذا رأى الرجال أتاكم*** فاسمع لما يوصي بلا برهان
مثل الخفافيش التي ان جاءها*** ضوء النهار ففي كوى الحيطان
عميت عن الشمس المنيرة لا تطيـ***ـق هداية فيها الى الطيران
حتى إذا ما الليل جاء ظلامه*** جالت بظلمته بكل مكان
فترى الموحد حين يسمع قولهم*** ويراهم في محنة وهوان
وارحمتاه لعينه ولأذنه*** يا محنة العينين والأذنان
إن قال حقا كفروه وإن يقو***لوا باطلا نسبوه للايمان
حتى إذا ما رده عادوه مثـ***ـل عداوة الشيطان للانسان
قالوا له خالفت أقوال الشيو***خ ولم يبالوا الخلف للفرقان
خالفت أقوال الشيوخ فأنتم*** خالفتم من جاء بالقرآن
خالفتم قول الرسول وانما*** خالفت من جراه قولا فلان
يا حبذا ذاك الخلاف فإنه*** عين الوفاق لطاعة الرحمن
أو ما علمت بأن أعداء الرسو***ل عليه عابوا الخلف بالبهتان
لشيوخهم ولما عليه قد مضى*** أسلافهم في سالف الأزمان
ما العيب الا في خلاف النص لا*** رأي الرجال وفكرة الأذهان
أنتم تعيبونا بهذا وهو من*** توفيقنا والفضل للمنان
فليهنكم خلف النصوص ويهننا*** خلف الشيوخ أيستوي الخلفان
والله ما تسوى عقول جميع أهـ***ـل الآرض نصا صح ذا تبيان
حتى نقدمها عليه معرضـ***ـين مؤولين محرّفي القرآن
والله أن النص فيما بيننا*** لأجل من آراء كل فلان
والله لم ينقم علينا منكم*** أبدا خلاف النص من انسان
لكن خلاف الأشعري بزعمكم*** وكذبتم أنتم على الانسان
كفرتم من قال ما قد قاله*** في كتبه حقا بلا كتمان
هذا وخالفناه في القرآن مثـ***ـل خلافكم الفوق للرحمن
فالأشعري مصرح بالاستوا***ء وبالعلو بغاية التبيان
ومصرح أيضا بإثبات اليدين ووجـ***ـه رب العرش ذي السلطان
ومصرح أيضا بأن لربنا*** سبحانه عينان ناظرتان
ومصرح أيضا باثبات النزو***ل لربنا نحو الرفيع الداني
ومصرح أيضا بأثبات الأصا***بع مثل ما قد قال ذو البرهان
ومصرح أيضا بأن الله يو***م الحشر يبصره أولو الايمان
جهرا يرون الله فوق سمائه*** رؤيا العيان كما يرى القمران
ومصرح أيضا باثبات المجـ***ـيء وأنه يأتي بلا نكران
ومصرح بفساد قول مؤول*** للاستواء بقهر ذي سلطان
وصرح أن الألى قد قالوا بذا التـ***ـأويل أهلا ضلالة ببيان
ومصرح أن الذي قد قاله*** أهل الحديث وعسكر القرآن
هو قوله*** يلقى عليه ربه*** وبه يدين الله كل أوان
لكنه قد قال أن كلامه*** معنى يقوم بربنا الرحمن
في القول خالفناه نحن وأنتم*** في الفوق والأوصاف للديان
لم كان نفس خلافنا كفرا وكا***ن خلافكم هو مقتضى الايمان
هذا وخالفتم لنص حين خا***لفنا لرأي الجهم ذي البهتان
والله ما لكم جواب غير تكـ***ـفير بلا علم ولا إيقان
أستغفر الله العظيم لكم جوا***ب غير ذا الشكوى الى السلطان
فهو الجواب لديكم ولنحن منـ***ـتظروه منكم يا أولي البرهان
والله لا للأشعري تبعتم*** كلا ولا للنص بالاحسان
يا قوم فانتبهوا لأنفسكم وخلـ***ـوا الجهل والدعوى بلا برهان
ما في الرياسة بالجهالة غير ضحـ***ـكة عاقل منكم مدى الأزمان
لا ترتضوا برياسة البقر التي*** رؤساؤها من جملة الثيران
فصل
في ان اهل الحديث هم أنصار سول الله صلى الله عليه وسلم
ولا يبغض الأنصار رجلا يؤمن بالله واليوم الآخر
يا مبغضا أهل الحديث وشاتما*** أبشر بعقد ولاية الشيطان
أو ما علمت بأنهم أنصار ديـ***ـن الله والايمان والقرآن
أو ما علمت بأن أنصار الرسو***ل هم بلا شك ولانكران
هل يبغض الأنصار عبد مؤمن*** أو مدرك لروائح الايمان
شهد الرسول بذاك وهي شهادة*** من أصدق الثقلين بالبرهان
أو ما علمت بأن خزرج دينه*** والأوس هم أبدا بكل زمان
ما ذنبهم إذ خالفوك لقوله*** ما خالفوه لأجل قول فلان
لو وافقوك وخالفوه كنت تشـ***ـهد أنهم حقا أولو الايمان
لما تحيّزتم الى الأشياخ وانـ***ـحازوا الى المبعوث بالقرآن
نسبوا اليه دون كل مقالة*** او حالة أو قائل ومكان
هذا انتساب أولى التفريق نسبته*** من أربع معلومة التبيان
فلذا غضبتم حينما انتسبوا الى*** خبر الرسول بنسبة الاحسان
فوضعتم لهم من باب الألقاب ما*** تستقبحون وذا من العدوان
هم يشهدونكم على بطلانها*** أفتشهدونهم على البطلان
ما ضرهم والله بغضكم لهم*** إذ وافقوا حقا رضا الرحمن
يا من يعاديهم لأجل مآكل*** ومناصب ورياسة الاخوان
تهنيك هاتيك العداوة كم بها*** من جسرة ومذلة وهوان
ولسوف تجني غيها والله عن*** قرب وتذكر صدق ذي الايمان
فإذا تقطعت الوسائل وانتهت*** تلك المآكل في سريع زمان
هناك تقرع سن ندمان على التـ*** ـفريط وقت السير والامكان
وهناك تعلم ما بضاعتك التي*** حصلتها في سالف الأزمان
الا الوبال عليك والحسرات والـ***خسران عند الوضع في الميزان
قيل وقال ما له من حاصل*** إلا العناء وكل ذي الأذهان
والله ما يجدي عليك هنالك الا*** ذا الذي جاءت به الوحيان
والله ما ينجيك من سجن الجحيـ***ـم سوى الحديث ومحكم القرآن
والله ليس الناس الا أهله*** وسواهم من جملة الحيوان
ولسوف تذكر بر ذي الايمان عن*** قرب وتقرع ناجذ الندمان
رفعوا به رأسا ولم يرفع به*** أهل الكلام ومنطق اليونان
فهم كما قال الرسول ممثلا*** بالماء مهبطة على القيعان
لا الماء تمسكه ولا كلأ بها*** يرعاه ذو كبد من الحيوان
هذا اذا لم يحرق الزرع الذي*** بجوارها بالنار أو بدخان
والجاهلون بذا وهذا هم زوا***ن الزرع أي والله شر زوان
وهم لدى غرس الاله كمثل غر***س الدلب بين مغارس الرمان
يمتص ماء لزرع مع تضييقه*** أبدا عليه وليس ذا قنوان
ذا حالهم مع حال أهل العلم انـ***ـصار الرسول فوراس الايمان
فعليه من قبل الاله تحية*** والله يبقيه مدى الأزمان
لولاه ما سقى الغراس فسوق ذا*** ك الماء للدلب العظيم الشان
فالغرس جلب كله وهو الذي*** يسقى ويحفظ عند أهل زمان
فالغرس في تلك الحضارة شارب*** فضل المياه مصاوه البستان
لكنما البلوى من لحطاب قطـ***ـاع الغراس وعاقر الحيطان
بالفوس يضرب في أصول الغرس كي*** يجتثها ويظن ذا احسان
ويظل يحلف كاذبا لم أعتمد*** في ذا سوى التثبيت للعيدان
يا خيبة البستان من حطابه*** ما بعد ذا الحطاب من بستان
في قلبه غل على البسـ***ـتان فهو موكل بالقطع كل أوان
فالجاهلون شرار أهل الحق والـ***علماء سادتهم أولو الاحسان
والجاهلون خيار أحزاب الضلا***ل وشيعة الكفران والشيطان
وشرارهم علماؤهم هم شر خلـ***ـق الله آفة هذه الأكوان

__________________
عندما تنتحر الحريات تعجز الديمقراطية عن عمل عزاء للشرف .
رد مع اقتباس