الموضوع: السيرة النبوية
عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 30-11-2010, 02:58 PM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,766
معدل تقييم المستوى: 21
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

الإسراء والمعراج
المراد بالإسراء توجه النبي صلى الله عليه وسلم ليلاً من مكة المكرمة إلى بيت المقدس ، والمراد بالمعراج صعوده صلى الله عليه وسلم إلى العالم العلوي ، وكان ذلك بجسده الشريف وروحه الأطهر .
والإسراء مذكور في القرآن في قوله تعالى : ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير ) .
أما المعراج فقيل : هو مذكور في سورة النجم من آياتها السابعة إلى الثامنة عشرة ، وقيل المذكور في هذه الآيات غير المعراج
واختلف في وقت الإسراء والمعراج ، فقيل في السنة التي بعث فيها النبي صلى الله عليه وسلم وقيل : سنة خمس من النبوة ، وقيل : في 27 رجب سنة عشر من النبوة . وقيل : في 17 رمضان سنة اثنتي عشرة من النبوة ، وقيل في المحرم ، وقيل : في 17 ربيع الأول سنة 13 من النبوة .
أما تفصيل القصة فملخص الروايات الصحيحة : أن جبريل عليه السلام جاء بالبراق وهو دابة فوق الحمار ، ودون البغل ، يضع حافره عند منتهى طرفه والنبي صلى الله عليه وسلم بالمسجد الحرام فركبه حتى أتى بيت المقدس ومعه جبريل ، فربطه بالحلقة التي يربط بها الأنبياء ، ثم دخل المسجد ، فصلى فيه ركعتين ، أم فيهما الأنبياء ، ثم أتاه جبريل بإناء من خمر وإناء من لبن ، فاختار اللبن ، فقال جبريل : أصبت الفطرة ، هديت وهديت أمتك ، أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتك .
ثم عرج به من بيت المقدس إلى السماء الدنيا ، فاستفتح له جبريل ففتح له ، فرأى هنالك آدم أبا البشر فسلم عليه ، فرد عليه السلام ، ورحب به ، وأقر بنبوته ، وعن يمينه أسودة إذا نظر إليهم ضحك – وهي أرواح السعداء وعن يساره أسودة إذا نظر إليهم بكى – وهي أرواح الأشقياء - .
ثم عرج إلى السماء الثانية فاستفتح له جبريل ففتح ، فرأى فيها ابني الخالة يحيى بن زكريا ، وعيسى ابن مريم عليهما السلام فسلم عليهما ، فردا عليه السلام ورحبا به وأقرا بنبوته .
ثم عرج إلى السماء الثالثة ، فرأى فيها يوسف عليه السلام وكان قد أعطي شطر الحسن ، فسلم عليه فرد عليه ورحب به وأقر بنبوته .
ثم عرج إلى السماء الرابعة فرأى فيها إدريس عليه السلام فسلم عليه فرد عليه ، ورحب به وأقر بنبوته .
ثم عرج به إلى السماء الخامسة فرأى فيها هارون بن عمران عليه السلام فسلم عليه فرد عليه ورحب به وأقر بنبوته .
ثم عرج به إلى السماء السادسة فلقى فيها موسى بن عمران عليه السلام فسلم عليه فرد عليه ، ورحب به ، وأقر بنبوته فلما جاوزه بكى ، فقيل له : ما يبكيك ؟ فقال : أبكي لأن غلاما ً بعث من بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخلها من أمتي .
ثم عرج به إلى السماء السابعة فلقي فيها إبراهيم عليه السلام فسلم عليه ، فرد عليه ، ورحب به ، وأقر بنبوته ،وكان مسنداً ظهره إلى البيت المعمور ، وهو بيت يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه .
ثم رفع إلى سدرة المتهى ، فإذا أوراقها كآذان الفيلة ، وإذا ثمارها كالقلال – أي الجرار الكبيرة – ثم غشيها فراش من ذهب ، وغشيها من أمر الله ما غشيها ، فتغيرت فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها .
ثم عرج به إلى الجبار – جل جلاله - ، فدنا منه ، حتى كان قاب قوسين أو أدنى ، فأوحى إلى عبده ما أوحى وفرض عليه وعلى أمته خمسين صلاة في كل يوم وليلة ، فرجع حتى مر على موسى فقال : بم أمرك ربك ؟ قال: بخمسين صلاة ، قال : إن أمتك لا تطيق ذلك ، ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف ، فالتفت إلى جبريل ، فأشار أن نعم إن شئت ، فرجع فوضع عنه عشراً ، ثم مر بموسى فسأله فأخبره فأشار عليه بسؤال التخفيف ، فلم يزل يتردد بين موسى وبين الله عز وجل حتى جعلها خمساً ، ثم مر بموسى فأشار بالرجوع وسؤال التخفيف ، وقال : والله لقد راودت بني إسرائيل على أدنى من هذا فضعفوا عنه وتركوه ، فقال صلى الله عليه وسلم قد استحيت من ربي ، ولكني أرضى وأسلم ، فلما بعد نودي أن قد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي ، هي خمس وهن خمسون ، لاى يبدل القول لدي .
ثم رجع عليه السلام من ليلته إلى مكة المكرمة ، فلما أصبح في قومه أخبرهم بما أراه الله عز وجل من آياته الكبرى ، فاشتد تكذيبهم له وأذاهم واستضرارهم عليه ، فمنهم من صفق ، ومنهم من وضع يده على رأسه تعجباً وإنكاراً ، وسعى رجال إلى أبي بكر الصديق ، وأخبروه الخبر ، فقال : إن كان قال ذلك فقد صدق قالوا أتصدقه على ذلك ؟ قال : إني لأصدقه على أبعد من ذلك ، أصدقه على خبر السماء في غدوة أو روحة ، فسمى الصديق . وقام الكفار يمتحنونه فسألوه أن يصف لهم بيت المقدس ، ولم يكن رآه قبل ذلك ، فجلاه الله له حتى عاينه ، فطفق يخبرهم عن آياته ، يصفه لهم باباً باباً وموضعاً موضعاً ، فلم يستطيعوا أن يردوا عليه ، بل قالوا : أما النعت فوالله لقد أصاب .
وسألوه عن عير لهم قادمة من الشام ، فأخبرهم بعدد جمالها وأحوالها ووقت قدومها ، وعن البعير الذي يقدمها ، وكان الأمر كما قال ، ولكن أبى الظالمون إلا كفوراً
وصبيحة يوم الإسراء جاء جبريل وعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم كيفية الصلوات الخمس وأوقاتها ، وكانت الصلاة قبل ذلك ركعتين في الصباح وركعتين في المساء .
__________________


إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
رد مع اقتباس