الموضوع: السيرة النبوية
عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 30-11-2010, 03:38 PM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,766
معدل تقييم المستوى: 21
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

موقف المشركين من رسول الله صلى الله عليه وسلم
أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان له من الشهامة والشرف والوقار ما وقاه الله به كثيراًمن اعتداءات الناس ، وقد كان يحوطه ويمنعه أبو طالب ، وكان سيداً مطاعاً معظماً في قريش ، لا يستهان بذمته ولا تخفر ، كان من ذروة بني عبد مناف ، ولم تعرف لها قريش بل العرب إلا الإجلال والتكريم ، فاضطر المشركون بالنسبة للنبي صلى الله عليه وسلم إلى اتخاذ خطوات سلمية ، واختاروا سبيل المفاوضات مع عمه أبي طالب ، ولكن مع نوع من أسلوب القسوة والتحدي .
بين قريش وأبي طالب :
فقد مشى رجال من أشراف قريش إلى أبي طالب ، وقالوا له : إن ابن أخيك قد سب آلهتنا، وعاب ديننا ، وسفه أحلامنا ،وضلل آباءنا ، فإما أن تكفه عنا وإما أن تخلي بيننا وبينه ، فإنك على مثل ما نحن عليه من خلافه ، فنكفيكه . فقال لهم أبو طالب قولاً رفيقاً وردهم رداً جميلاً ، فانصرفوا عنه ، ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما هو عليه ، يظهر دين الله ويدعو إليه .
إنذار قريش وتحديهم لأبي طالب :
ولم تصبر قريش طويلاً حين رأوا النبي صلى الله عليه وسلم ماضياً في عمله ودعوته إلى الله ، فقد أكثروا ذكره وتذامروا فيه ، ثم مشوا إلى أبي طالب ، وقالوا :يا أبا طالب إن لك سناً ، وشرفاً ومنـزلة فينا ، وإنا قد استنهيناك من ابن أخيك فلم تنهه عنا ، وإنا والله لا نصبر على هذا من شتم آبائنا ، وتسفيه أحلامنا ، وعيب آلهتنا حتى تكفه عنا أو ننازله وإياك في ذلك ، حتى يهلك الله أحد الفريقين ، ثم انصرفوا . وعظم على أبي طالب هذا التحدي والإنذار ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر له ما قالوه ، وقال له : أبق علي وعلى نفسك ، ولا تحملني من الأمر ما لا أطيق فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعفه قال : يا عم ! والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ، حتى يظهره الله أو أهلك فيه ، ما تركته ،ثم استعبر وبكى ، وعادت إلى أبي طالب الرقة والثقة ، فقال : اذهب يا ابن أخي ! فقل ما أحببت فوالله لا أسلمك لشيء أبداً .
__________________


إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
رد مع اقتباس