من باب التذكرة
جزاكم الله كل خير
هذه القصة جعلتنى أذكر ما حدث لى منذ خمس سنوات
عندما كنت فى أحد الوديان بجنوب سيناء أثناء رحلة علمية
وأثناء تجميعى لبعض العينات والنباتات الطبية ... أحسست بتعب
شديد ... وإذا بى أسقط فى بطن الوادى .. استلقيت عى ظهرى ..
متعباً .. أنظر للسماء من فوقى .. والجبال من حولى .. لا أحد معى
غير الله سبحانه وتعالى..
وبينما أنا ذاك ... إذا بى أفكر فى هذه الحياة .. وقفت وقفة أحاسب
فيها نفسى ...
وما زلت مستلقياً على الأرض .. كلما أرضت القيام أحسست بقوة
تجذبنى للأرض ... واستمر الوضع طويلاً إلى حدث ما لا كنت
أتوقعه ..
وجدت عقرباً من النوع الأسود .. الذى يقال عنه أن لدغته
والقبر .. يمشى على كتفى .. بصرت به بطرف عين .. ولم يتحرك
لى ساكن بعدها .. تجمد جسدى وتخشب وبدأت أشعر ببرودة
شديدة .. ماذا أفعل ..لو حاولت القيام أو لو حاولت اسقاطه بعيداً
عنى فربما يكون هو الأسرع ويلدغنى .. لدغة .. أفارق بعدها
الحياة..
أيقنت أنه لا ملجأ من الله إلا إليه .. بدأ قلبى يتوسل إلى الله .. بدأت
أشعر أننى لا شئ .. وأن هذا العقرب هو رسولى للآخرة .. أشهد
أن لا اله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله .. يهتف بها قلبى لكن
لا أستطيع أن أنطق بها .. فأنا أصبحت كالصخرة أو كالجثة
الهامدة كاتماً النفس ومنتظراً لدغة هذا العقرب لتنتهى مع لدغته
حياتى ..
الله أكبر الله أكبر .. العقرب يتحرك على ذراعى .. العقرب يجرى
ذهاباً وإياباً على ذراعى .. ولا أستطيع أن أهتز ..الوادى ليس به
أحد .. لو لدغنى لا أجد من ينقذنى .. فوضت الأمر لله تعالى ...
إلى أن جاء الفرج من عند الله .. نزل العقرب من على أصابع
يدى .. وكأنه صعد على جسدى ليقوم برحلة علمية يدرس فيها
هذا الجسد الذى أصبح لا حول فيه ولا قوة..
بمجرد نزوله عادت أنفاسى .. آخذت نفساً عميقاً وقمت مسرعاً
لأنظر إليه وهو يمشى أمامى رافعاً زيله ..
وما كان منى إلا أن أسرعت وتوضأت بما معى من مياه معدنية ثم
صليت حمداً وشكراً لله .. وعندما سجدت على هذه الأرض ..
أحسست براحة وعاد إلى النشاط .. وارتدت إلى قوة لا توصف ..
بعد أن انتهيت من صلاتى وجدت العقرب فى مكانه .. حملت
صخرة وأردت أن أقتله بها .. إلا أننى تذكرت أنه لم يؤذينى فلماذا
أتقدم إليه بالأذية .. وأى أذية .. فأنا سأقتله ..
تراجعت وألقيت الصخرة من يدى وقلت اللهم لك الحمد ...
ومن ساعتها كلما سجدت لله تذكرت هذا العقرب .. وأحستت أن
الله على كل شئ قدير ..
غير أن هذه أول مرة أحكى فيها هذا الموقف ..
إلا أننى أحكيه اليوم من باب التذكرة لنفسى .. ولمن يقرأ هذا
الموضوع ..
وتأكيداً على أننا خلقنا لهدف وهو (وما خلقت الجن والانس إلا
ليعبدون)
ونسألكم الدعاء
محمد الدادمونى
|