في منتصف نوفمبر تجاوزنا المليون و قد صعد تشارلي لمنصة الكنيسة و أمسك الميكروفون و أعلن الخبر فضجت القاعة بالتصفيق. و أخذ الجميع يغنون في مرح. في اليوم التالي اتصلت بنا مندوبة من جينيس و أخبرتنا أن الرقم سيتم تسجيله في منتصف مايو فسعد كريج بذلك جداً. و عند موعد تسجيل الرقم كنا قد تجاوزنا 16،250 مليون كارت و لاتزال تنصب علينا المزيد منها. احتفت وسائل الإعلام بكريج احتفاءها بنجوم الغناء. لكن حالة كريج ساءت في الصيف و لم يعد بوسعه المشي. استدعتني الطبيبة ماريون و قالت لي،"إن هذا الورم غير عادي و هو يزداد سوءاً." فسألتها،" متى سيموت؟" فقالت،" إنها لا تستطيع التنبؤ." أخذت أبكي طول الليل و أنا أدعو الرب أن يشفي ابني. ثم حاولت أن لا أفكر في الأمر و قررت أن أقرأ أحد هذه الكروت لعلها تواسيني.
كان هناك الأكوام منها تملأ البيت في أكياس. اخترت واحداً منها و فتحته، كانت رسالة من دكتور كاسل من جامعة فيرجينيا للطب بالولايات المتحدة، وصلتنا من 6 أسابيع و قرأت الآتي،"أكتب بالنيابة عن جون كلوج و هو أغنى رجل في أمريكا. و قد جاءني اليوم عندما سمع قصة كريج و طلب مني أن أقّيم حالته و أرى إن كان بإمكاني علاجه. لقد حاولنا الإتصال بك فلم نتمكن من ذلك. برجاء الإتصال بنا. دكتور نيل كاسل:نائب مدير الجامعة"
أخذت نفساً عميقاً و شعرت بطمأنينة، لقد استجاب الرب لدعائي.
سافرنا إلى فيرجينيا بالولايات المتحدة و قابلنا دكتور كاسل و هو في الأربعينات من عمره. قال الطبيب،"إن لديه جهاز جديد يدعى سكين أشعة جاما يدمر الورم و سيرى إن كان بالإمكان استخدامه مع كريج." بعد أن رأى الطبيب الأشعة قال،" إن الورم كبير و لا يمكن استخدام التقنية الجديدة معه." قلت،"أليس بوسعك أن تفعل أي شئ." قال متردداً،" بوسعي أن أجري جراحة لإستئصال نصف الورم ثم أدمر الباقي بالأشعة. لكن الورم في مكان صعب و يمكن أن يموت أثناء الجراحة." سألت الطبيب،" هل لديك أبناء." فقال،"لدي 3 بنات." قلت،"لو أن إحداهن أصيبت بهذا الورم ، هل كنت تجري لها الجراحة." قال الطبيب،" إن هذا قرار صعب، وحدك أنت و كريج تقرران إجراء الجراحة أم لا. عودى لبلدك و اقضي عيد الكريسماس معهم و استشيري عائلتك و إن كنت عازمة على إجراء الجراحة فأنا مستعد لذلك."
عدنا لإنجلترا و ترددت في إجراء الجراحة فقد أردت أن أجنب ابني المزيد من الآلام.و أخذت أصلي و أدعو لأجل اتخاذ القرار السليم. أما كريج فقد كان واثقاً في قدرة دكتور كاسل على علاجه و قال لي،" لا تقلقي يا أمي فلن أموت." قلت،"ربما تصاب بالشلل بسبب الجراحة فهل ستلومني حينها على ذلك." قال،" لا سألوم المرض. أنا أرغب في إجراء الجراحة." كانت أعياد الميلاد حزينة، إذ ازداد كريج سوءاً. و في نهاية فبراير شكا من فقدان الإحساس في جانب وجهه الأيسر. عندها اتصلت بدكتور كاسل وقلت،" إننا مستعدون لإجراء الجراحة."
نظر الطبيب للأشعة المقطعية للمخ و قال،" أمام ابنك فرصة نجاة 20% فقد انتشر السرطان بشدة." قلت،"إن ابني يثق بك و يريد إجراء الجراحة." قال كاسل،"ليتني أشعر بنفس هذه الثقة." بعد بضع ساعات استدعاني الطبيب ثانية و قال،" لقد حددت موعداً للعملية صباح الغد فالأمر عاجل جداً. سأستقطع 50% من الورم ثم أدمر الباقي بالأشعة." كانت روح كريج مرتفعة قبل العملية و وعدني بأن يهزم المرض. و كانت شجاعته مثار إعجاب الجميع.
بدأت العملية في السابعة و النصف صباحاً و انتهت في الثالثة ظهراً. جاء الطبيب مبتسماً و قال،" لقد استقطعت أكثر من90% من الورم، و سأخبرك بأخبار أفضل بعد يومين." دخلت على ابني بعد العملية و أخذت أهمس له فسألتني الممرضة لماذا تهمسين ؟
فقلت ،" كي لا أزيد آلامه." قالت الممرضة،" لقد أزلنا مصدر الألم فتحدثي بصوت مرتفع." لمست يديه فإذا هما دافئتان. فحمدت الرب. جاء الطبيب بعد يومين و قال،" جاء تقرير المعمل مؤكداً ظني. لقد تغيرت طبيعة الورم فلم يعد سرطاناً ينمو و ال10% الباقية خاملة لا تنمو. لقد نجا ابنك و أمامه حياة طويلة و ناجحة."
*******
هذا ليس آخر القصة!
|