مقالة ابراهيم حجازى الجمعة الماضية
اقرأوا معي هذه الرسالة:
الأخ الفاضل المحترم الأستاذ إبراهيم حجازي
تقديري وعظيم احترامي
نفسي يا أستاذ إبراهيم حد يعارضني ويقنعني ويقول لي أسباب ومبررات عدم الاستجابة لدعوتي بإشراف القوات المسلحة إداريا علي المدارس علي أن تترك العملية العلمية الفنية والمهنية للمعلمين, ومش عايز بصراحة أطول عليك في دواعي الاقتراح تفصيلا وتنقيحا وحسبي القول إن السيوف والمطاوي وجميع أنواع المخدرات قد دخلت دور العلم, ناهيك عن الضبط والربط المفقودين عند التلميذ أو الطالب والمعلم معا, وأصبح حال التعليم الذي يقولون إنه قضية أمن قومي لا يرضي عدوا أو حبيبا بل دعني أقل لك إنه ينذر بمستقبل خطير ودعنا من الهروب من لب الأزمة وجوهرها بالحديث عن تطوير المناهج وبناء ألف مدرسة وهذا جميل جدا ولكن لا يجب أن نغفل أو نتغافل وعن عمد أو قلة حيلة أو سعيا إلي الدعة والراحة وبلا وجع دماغ.
لا يجب أن نغفل إن لم تتجه أي عمليات تطويرية أو تنموية أو إصلاحية إلي الإنسان المصري المخاطب بكل هذا تصبح تلك المجهودات قبض ريح وضربا في الهواء ومش عارف إحنا مستنيين إيه ومش عارف إيه الشلل ده وكلامنا يوزن بالأطنان في شتي وسائل الإعلام عن التعليم وحركتنا لاقتلاع جذور الأزمة توزن بالمليجرامات.
كفانا رغيا وبحوثا ومؤتمرات وندوات وسماع آراء الخبراء.. ألم تقل لنا يا أستاذ إبراهيم في مقالات سابقة فتش عن الإدارة عند الحديث عن نجاح أو فشل الأندية.. إذن فتشوا عن إدارة المدارس.
حرام عليكم مصر إنتم مستنيين إيه؟.. أعيدوا ضابط وصف الضباط إلي المدارس مثلما كان في الستينات والحديث يطول.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لكل من بيده قرار الإصلاح الجذري.
عبد الجواد محمد صدقي
المحامي بالنقض ـ الإسكندرية
انتهت الرسالة التي تتكلم في قضية مفتوحة وبلا تقدم من سنين طويلة جدا وأظنها ستبقي مادمنا نعتقد أنها قضية أي وزير يرأس هذه الوزارة.. وطالما لا نحاول رؤية الحقيقة..
والحقيقة أن ما وصل إليه التعليم من تدهور نتاج منطقي وطبيعي لتدهور مجالات أخري ألقت بخلاصة مشكلاتها علي رأس وزارة تعليم مطلوب من وزيرها وحده أن يزيح تلالا من الهموم المتراكمة من كل جهة علي التعليم لأجل أن يكشف عن ملامح الطريق الذي يبدأ من عليه أولي خطوات الإصلاح..
يا سيدي أنا مع اقتراحك الذي أود بداية أن أوضحه حتي لا يبدو علي خلاف ما تقصده أنت وما فهمته أنا.. لأن القوات المسلحة في تقديري عندها من المسئوليات ما يكفيها واستحالة أن تشرف إداريا علي المدارس لأنه ليس دورها ولن يكون ولم يكن دورها زمان.. حيث كان ضباط الصف المعلمون الموجودون في المدارس دعما من القوات المسلحة بكوادر المعلمين العسكريين لوزارة التعليم وليس إشرافا من القوات المسلحة علي التعليم أو وزارة التعليم ووجودهم وجود للانضباط والنظام والالتزام في حياة أطفالنا وشبابنا الذين تفتحت عيونهم ونمت مداركهم علي ما هو إيجابي في أهم مرحلة سنية وأهم مؤسسة تربوية...
في مدرسة القناطر الخيرية الإعدادية الثانوية لحقت أواخر هذه التجربة العظيمة والأستاذ لاشين ضابط المدرسة من هؤلاء المعلمين العسكريين في المدرسة المصرية وفضلهم لا ينسي في العملية التربوية والفارق هائل بين أن تتفتح عيون جيل علي انضباط أو انفلات...
يا سيدي.. أتمني عودة هؤلاء المعلمين العسكريين لأن طابور المدرسة وتحية العلم وترديد النشيد الوطني كل صباح أمور تراجعت إلي أن اختفت بعد رحيل الضباط والمعلمين العسكريين من المدرسة.. اختفت بفعل فاعل أم جهلا أم إهمالا.. الله وحده الأعلم والمهم أنها راحت واختفت وتلك جريمة في حق الوطن والحمد لله أن وزير التعليم الحالي أحمد زكي بدر صمم علي عودة الطابور ورفع العلم وترديد النشيد الوطني.. وشيء أفضل من لا شيء لأن الصغار والشباب ليس أمامهم في المدرسة من يخبرهم ويعلمهم أنها ليست شكليات ولا هي تحكمات وزير إنما هي جوهر الانتماء لأن العلم رمز مقدس لوطن وليس قطعة قماش..
الصغار والشباب في المدرسة لا يعرفون ولم يجدوا من يعرفون منه.. لا في البيت ولا في الشارع ولا في المدرسة ولا في الإعلام.. وكل ما يجدونه حولهم عنف وسلبيات ونماذج سيئة.. فماذا ننتظر منهم غير الفلتان؟
يا سيدي.. المعلم الموجود في المدرسة أهدرنا دماءه بالراتب الضئيل الذي يتقاضاه وبالنظرة التي تخلو من أي احترام وبتحطيم حلقة التبجيل المستحقة للمعلم...
يا سيدي.. كل المتناقضات تلاقت ووقعت علي رأس التعليم وأصبحت قوي دفع متضادة وليست في اتجاه واحد والطبيعي أن تتلاشي ويبقي الأمر علي ما هو عليه أو يتراجع للوراء...
يا سيدي.. في المدرسة المصرية قرابة الـ16 مليون طالبة وطالب...
يا سيدي.. رفعنا شعار مجانية التعليم منذ نصف قرن وأكثر والمصروفات المدرسية بضعة جنيهات ربما كانت ذات قيمة منذ نصف قرن لكنها لا شيء الآن...
يا سيدي.. ميزانية التعليم قبل30 سنة كانت أقل من مليار جنيه والآن تخطت الـ25 مليار جنيه. ولا تكفي ولا مثلها يكفي.
يا سيدي.. ولي الأمر يدفع حاليا ملاليم في المصاريف المدرسية بالمقارنة لما يدفعه من آلاف الجنيهات في الدروس الخصوصية...
يا سيدي.. المعلم يقبض راتبا مهينا وهناك معلمون رواتبهم وفقا لعقودهم المؤقتة يقبضون أقل من300 جنيه في الشهر أي أقل100 جنيه عن راتب حد الفقر.. فكيف يعيش هذا المعلم الذي دفعناه دفعا للدروس الخصوصية أو أي عمل آخر يوفر له دخلا يستطيع أن ينفق منه علي أسرة في رقبته وحقه أن يعيش وحق أسرته أن تعيش.
يا سيدي.. الدولة تبني كل سنة عددا لا حصر له من المدارس وتكلفتها رهيبة ومع هذا الفصول مزدحمة والاحتياج قائم ومستمر لمدارس جديدة...
يا سيدي.. الراتب العادل للمعلم حق له وضمانة للمجتمع لأنه لو توفر للمعلم الراتب الذي يكفل له ولأسرته حياة كريمة يقيني أنه سيتفرغ لمهنته ورسالته كمعلم ووقتها بنسبة95 في المائة الدروس الخصوصية والسبعة مليارات جنيه التي يدفعها أولياء الأمور سنويا في الدروس الخصوصية سوف تتوقف وآلاف الجنيهات التي يتحملها ولي الأمر شهريا سيتم توفيرها..
يا سيدي.. لو فرضنا وهذا محض افتراض أو مجرد اقتراح في الهواء حتي لا يظن أحد أنني أحاول المساس بمجانية التعليم!.. لو تخيلنا مجرد تخيل أن المصروفات المدرسية الحكومية رفعناها150 جنيها أي أن ولي الأمر يدفع150 جنيها زيادة.. أتعرف أن الـ150 جنيها من16 مليون طالب تساوي مليارين ونصف المليار من الجنيهات.
وفي إطار نفس التخيل.. لو قلنا أيهما أفضل لولي الأمر الـ150 جنيها فوق المصاريف أم آلاف الجنيهات دروسا؟
يا سيدي.. مجانية التعليم حق أصيل لكل مواطن إلي أن يتعلم أطفاله القراءة والكتابة والحساب ويحصلوا علي الشهادة الابتدائية وبعد ذلك مجانية التعليم تكون للمتفوق والتفوق ليس مقصورا علي الأغنياء بل إن نتائج الشهادات العامة وأولها الثانوية الأغلبية الكاسحة من الأوائل من الأقاليم ومن أبناء أهالينا البسطاء.
يا سيدي الدولة وحدها لن تقدر علي مصروفات التعليم وأمريكا بجلالة قدرها لا تتحمل حكومتها كل هذه المصاريف ومن المستحيل أن تقدر الحكومة عندنا وحدها علي متطلبات إصلاح هيكل أجور المعلمين علما بأن الأجور صلب قضية الإصلاح.
يا سيدي.. الـ150 جنيها التي أتكلم عنها زيادة في المصاريف هي يقينا لا تمس مجانية التعليم لأنها في الواقع الذي لا نريد أن نراه تعتبر واحدا علي ثلاثين مما يدفعه ولي الأمر في الدروس.. ومع هذا فإن الـ150 جنيها تعمل2.5 مليار جنيه زيادة في ميزانية التعليم.
يا سيدي.. أعتقد أن2.5 مليار جنيه ترفع راتب المعلم نهائيا من خانة المئات.. والـ300 جنيه ممكن أن يكون ألفا أو1500 أو2000 جنيه.
يا سيدي.. الـ150 جنيها لم تعد مبلغا يقصم ظهر ولي الأمر لأنها ثمن كيلو لحمة و2 كيلو طماطم..
ياسيدي الـ150 جنيها من الـ16 مليون طالب تساوي2.5 مليار جنيه نصلح بها الرواتب...
القضاء علي الراتب المهين للمعلم يقضي علي الدروس الخصوصية ويوفر علي ولي الأمر آلاف الجنيهات...
ياسيدي أيهما يقصم ظهر ولي الأمر الـ150 جنيها التي اقترحتها أم آلاف الجنيهات التي يدفعها بالفعل في الدروس الخصوصية..
يا سيدي.. تزيد المصاريف150 جنيها أم تبقي وتعيش الدروس الخصوصية؟..
الصبر وحده لا يكفي يارب!
وللحديث بقية مادام في العمر بقية
ihegazy*ahram.org.eg
|