عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 10-12-2010, 10:38 PM
الصورة الرمزية صوت الامة
صوت الامة صوت الامة غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 6,261
معدل تقييم المستوى: 23
صوت الامة has a spectacular aura about
افتراضي

س14: بين التساهل والتشدد في الإجازة القرآنية .

ظهر في هذه الآونة الأخيرة إقبال كبير على حفظ القرآن من طلبة العلم ، وأصبح الكثير يقبلون على الإجازة بالقراءة على المشايخ لمعرفة أهميتها ، فكثر الإقبال على المقرئين ، وبعد أن كان الشيخ عنده اثنان أو ثلاثة يقرئون ، أصبح العدد يصل إلى خمسة عشر شخصا ، أكثر أو أقل ، وهذا الأمر طيب جدا ، إلا أن هناك إفراطا وتفريطا، وهو التساهل والتشدد في الإجازة القرآنية.
فأصبح الكثير يتساهلون في الإقراء ، فترى الطالب يقع في أخطاء كثيرة دقيقة وغير دقيقة ، ومع ذلك الشيخ يسمع ولا يرد ، وبعضهم يرد في أشياء ويترك أشياء أخرى ، ثم ينتهي الطالب المبتدأ من هذه الختمة ويقول أنا معي إجازة من فضيلة الشيخ فلان ، وهو عنده أخطاء كثيرة ، وانا لا أبالغ في ذلك وهذا معلوم لدى القاصي والداني .
قال الدكتور / محمد الفوزان :
" لا يخفى على ذي لب أن هناك تسامحا واضحا في دفع الإجازة القرآنية من بعض مقرئي هذا العصر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وهذا التسامح أو التفريط في مثل هذا الأمر ، أدى ولا بد إلى دفعها لأشخاص لا يعرفون الأحكام التجويدية المبدئية فضلا عن غيرها ، ولربما كان صاحبها من أهل اللحن الجلي ، والواقع يصدق ذلك أو يكذبه ، وهذا هو التسامح المقصود أو المعني به ، وألوان التسامح متعددة ، فمن ذلك مثلا : قراءة رواية أو أكثر في مدة يسيرة كليلة أو ثلاث ليال أو نحو من ذلك ، مما يدل على تسامح وتساهل في الإقراء .
قال الإمام الذهبي في ترجمة محمد بن أحمد بن سعود ، المعروف بابن صاحب الصلاة ، المتوفى سنة خمس وعشرين وستمائة ، قال ابن الأبَّار : " لم آخذ عنه لتسمحه في الإقراء والإسماع ، سامح الله له ".
قال الذهبي قلت :
" وأنا رأيت له ما يدل على تسمحه بخطه أن بعض القراء قرأ عليه في ليلة واحدة ختمة كاملة بقراءة نافع " أهـ
وجاء في ترجمة ابن الوثيق إبراهيم بن محمد أبو القاسم الأندلسي الإشبيلي المتوفى سنة لأربع وخمسين وستمائة : " أن عبد الله بن منصور المكين الأسمر دخل يوما إلى الجامع الجيوشي بالإسكندرية فوجد شخصا واقفا وسط صحنه وهو ينظر إلى أبواب الجامع فوقع في نفس المكين الأسمر أنه رجل صالح ................. إلى قوله فابتدأ عليه المكين الأسمر تلك الليلة الختمة بالقراءات السبع من أولها وعند طلوع الفجر إذا به يقول " من الجنة والناس " فختم عليه الختمة بالقراءات السبع في ليلة واحدة ".


ومن ألوان التساهل في هذا الوقت هو إقراء أكثر من شخص في وقت واحد ، وإن أجازه بعض أهل العلم كعلم الدين السخاوي ، إلا أنه فيه تساهلا كبيرا "أهـ إجازات القراء 54-55 .
قلت : وقد دخلت مسجدا بمكة فرأيت أحد الإخوة يقرئ شخصين واحد عن يمينه والآخر عن يساره ، وهذا يقرأ من سورة والأخر يقرأ من سورة أخرى .
وقد أخبرني أحد الإخوة أن أحد المشايخ في المسجد النبوي يقرأ أكثر من خمسة في وقت واحد ، فقلت له : سبحان الله ما جعل الله لرجلين من قلبين في جوفه .
فالتساهل والتشدُّد في الإجازة القرآنية الناس فيه طرفا نقيض، أسوق ما قال الإمام الذهبي في ترجمة محمد بن أحمد بن مسعود المعروف بابن صاحب الصلاة المتوفى سنة 525هـ، قال الأبار: \"لم آخذ عنه لتسمحه في الإقراء والإسماع سامح الله له\"، وقال الذهبي: \"قلت: وأنا رأيت له ما يدل على تسمحه بخطه أن بعض القراء قرأ عليه في ليلة واحدة ختمة كاملة برواية نافع\". وأما التشدد -أيها الإخوة - فهو طرف مقابل لذلك، يقول أبو عمرو الداني: \"لم يمنعني أن أقرأ على أبي طاهر إلا أنه كان فظيعاً وكان يجلس للإقراء وبين يديه مفاتيح فكان ربما يضرب بها رأس الطالب إذا لحن فخفت ذلك فلم أقرأ عليه وسمعت منه كتبه\". إجازات القراء مع بعض التصرف .

******************


__________________

قلب لايحتوي حُبَّ الجهاد ، قلبٌ فارغ .!
فبالجهاد كنا أعزة .. حتى ولو كنا لانحمل سيوفا ..
رد مع اقتباس