السنةأنينزلالمُـصليعليرُكبَتيْهوليسعلىيَديْه،والدليلعلىهذا،مارواهأهلالسُـنن منحديثشريكبنعبداللهالقاضيعنعاصمبنكُـليْـبعنأبيهعنوائلابنحُجرقال
رأيتالنبيصلىاللهعليهوسلمإذاسجدوضعركبتيه،وإذانهضرفعيديهقبلركبتيه) . وهذاالحديثبهذاالإسناد،وإنكانفيهضعفاًلأنفيهشريكبنعبداللهالقاضي،إلاأنهجاءبأكثرمنإسناد،فجاءبثلاثةأسانيدمنحديثوائلبنحُجْـر،وجميعهذهالأسانيدفيهاضعفٌولايصحمنهاشئ،لكنبعضهايُـقوّيالبعضالآخر.
ويُـؤيّدهذاماثبتفيمُصنفابنأبيشيبةمنحديثإبراهيمالنخعيعنالأسودأنعمرابنالخطابرضياللهعنهنزلعلىركبتيه،وقدقالالنبيصلىاللهعليهوسلم
عليكمبسنتيوسنةالخلفاءالراشدينالمهديين)،ولميثبتعنواحدمنالصحابةأنهخالففيذلك[. وأماماجاءعندابنخُزيمةمنحديثالدَرَاوردِيعنأيوبعننافععنابنعمرموقوفاً أنهكانيضعيديهقبلركبتيه
فأقول : هذاالحديثباطلبهذاالمتن،والصوابمارواهأصحابأيوبوأصحابنافععنابنعمرأنالنبيصلىاللهعليهوسلمقال:
إناليدينتسجدانكمايسجدالوجه،فإذاسجدأحدكمفليضعيَدَيْهوليسفيهأنالنبيصلىاللهعليهوسلمكانينزلعلىيديهوأماالمتنالسابقفمعلولبلباطل
لأنالدراورديرحمهاللهوإنكانصدوقاً،إلاأنهحدّثعنأيوب،وقدتُكلِـمَفيهعنأيوب،تكلمفيهالإمامأحمدوالنسائيوقالوا : يرويالمنكراتعنأيوب،وهذهالروايةمنجُملةمُنكراته،وقدخَالفالثـقاتـأيضاًـمنأصحابأيوبوأصحابنافع،عنابنعمرأنالنبيصلىاللهعليهوسلمقال: إناليدينتسجدانكمايسجدالوجه،فإذاسجدأحدكمفليضعيَدَيْهوليسفيهقبلركبتيه،وإنماقال: فليضعيده
وبالفعللابُـدَّمنوضعاليدينفيالسجود
وأماالحديثالذيرواهأصحابالسننمنحديثالدراورديعنمحمدعبداللهبنالحسنعنأبيالزنادعنالأعرجعنأبيهُريرةأنالنبيصلىاللهعليهوسلمقال: ( إذاسجدأحدكمفلايبرككمايبركالبعير،وليضعيديهقبلرُكبتيه)
فهذاالحديثباطلومَـلِيءٌبالعللإسناداًومتناً،وقدضعفهكبارالحفاظ،وعلىرأسهم
ــالبُخَـاري،قال( محمدبنعبداللهبنالحسنلايتابععليه،ولاأدريأسمعمنأبيالزنادأملا)
ــحَمْزةالكِنَانِـيـوهومنكبارالحُـفـاظالمَصريينـقال: هذاحديثمُـنكر
ــالخطابيصاحبمعالمالسننقال: حديثوائلابنحُجرأصحمــــنحديثأبيهُريرة))(
ــأبوجعفرالطحاويصاحبمُـشكلالآثار و شرحمعانيالآثارفقدقوّىحديثوائلابنحُجرعلىحديثأبيهُريرةفيالنزولعلىاليدين
الحافظبنرجبالحنبليفقدضعّـفحديثأبيهُريرةفيشرحهلصحيحالبخاريالمُـسمىبـفتحالباري
الإمامالشافعي،لأنهذهبإلىحديثوائلابنحُجر،قال: ثميكنأولمايضعالأرضمنهركبتيهثميديه
ـالإمامأحمد،ويُحكىعنهروايتانفيالمسألة
الروايةالأولى: النزولعلى الركبتـيـن،وهــذهصحــيحةعــنهفيمسائله
الروايةالثانية: أنهكانينزلعلىيديه،ذكرهابعضالحنابلة،لكنلاتصحعنهولمنقفعليهاصحيحة،بلالذيصَحّعنالإمامأحمدترجيحالنزولعلى الركبتين
أبوداودالسِجسْتَـاني،فقددلّكلامهعلىتقويةحديثوائلبنحُجرعلىحديثأبيهُريرة،نعم؛ذكركِلاالحديثين،لكنهبَوّبعلىحديثوائلبنحُجرحيثقال: باب: كيفيضعرُكبتيهقبليَدَيْه
ابنحِبانالبُسْتيصاحبالصحيححيثبَوّبفي صحيحه )) علىحديثوائلبنحُجرفقال: ذِكْرمايُسْـتحبُّللمُصليوضعالركبتينعلىالأرضعندالسجودقبلالكفين.
فكلامهؤلاءالحُفاظيدلعلىأنهميُرجِّحُونحديثوائلعلىحديثأبيهُريرة،وحديثأبيهُريرةـكماذكرتُـباطلسنداًومتناً[
بَيَانُبُطْلانِحَدِيْثِأَبِيهُرَيْرَةَسَنَداًوَمَتَنَاً[
فأقول: هذاالحديثباطلسنداًومتناً
أمابُطلانإسنادهفمنوُجوه:
الأول : فيهمحمدبنعبداللهبنالحسن،وإنكانـرحمهاللهـمشهورالنسبوالشرفوالجلالة،إلاأنهليسمشهوراًبحملالعلم،ولاأعرفلهمنالحديثإلاالقليل،ولميشتهرإلابهذاالحديث،وإنوثقهالنسائيرحمهالله،ولكنهفيالحقيقةفيهجهالةمنحيثحملالعلم.
وقدجاءعندابنسعدفيالطبقات)) أنهكانمُعتزلاًللناسوبعيداًعنهم،كماقالأبوهعبداللهابنالحسنـعندماسألهبعضخلفاءبنيأميةوأبوجعفرالمنصورـقال: كانمشغولاًبالصيدومُعتزلاًللناس،وكانجالساًفيالبادية[
فالصوابأنهغيرمشهوربحملالعلم
الثاني : أنهقدتفرّدَبهذاالحديثعنأبيالزناد،وأبوالزنادمنالحفاظالثقاتوالمشاهير،وروىعنهكِبارالحفاظفيزمانه،كالإماممالكوشُعَيْببنأبيحمزة،وغيرهم
فكَيْفَيَتَفرّدمُحَمّدبنعبداللهابنالحسنـوهوليسمَشْهُوراًبحَمْـلالعِلمـعنهذاالرجلالمشهور؟وهذايعتبرعلةعندأهلالحديث،ويُفيدهذافيحَدِّذاتهِنكارةالإسناد،ولذلكحمزةالكنانيحكمعلىهذاالحديثبأنهحديثمُــنْـكر.
الثالث : ماذكرهالإمامالبخاري،منأنهلميَذكرسَمَاعاًمنأبيالزناد
وماقيلبأنهعاصره،فأقولبالفعلقدعاصره،لكنالصوابعندأهلالحديثأنهلايُكتفىبالمعاصرة،بللابُـدَّمنثبوتالسماع،كماذهبإلىهذاعليبنالمدينيوأحمدوالبخاريوجمهورأهلالعلم،كماذكرذلكالحافظينرجبفيشرحالعلل.
فالصوابأنهلميسمعمنأبيالزناد
الرابع
وهيمنأقوىالعللـأنهذاالحديثقدرواهأبوالقاسمالسُـرّقسْطِيفي غريبالحديثمنطريقبكيربنعبداللهالأشجعنّعنأبيمُرّةعنأبيهُريرة موقوفاً] لايبركنّأحدكمبُروكالجملالشارد،وهذاالإسنادأصحّبكثيرمنالإسنادالسابق،وهذالفظهوليسفيهالتعرّضلنزولاليدينقبلالركبتين،فهذاالإسنادقدخالفالإسنادالسابقوأوقفهذاالأثرعلىأبيهُريرة،فهذهأربععللفيالإسناد.
بَيَانُبُطلانِمَـتْـنِهِ
وأماالعِلةالتيفيالمتنفهيـكماتقدّمفيالروايةالسابقةـأنهذاالحديثقدجاءبإسنادصحيحموقوفاًعلىأبيهُريرة،وليسبهذااللفظ،وإنمابلفظ (( لايبركنّأحدكمبُروكالبعيرالشاردوبُروكالبعيرالشاردإنمايكونمُسْـتعجلا،وهذايُؤدّيإلىعدمالاطمئنانفيالصلاة،والمطلوبالطمأنينةوأنينزلالإنسانشيئاًفشيئاً،وذلكعندماينزلعلىرُكبتيهثميديه،فتبينمنذلكبُطلانهذاالحديثوقديتعجببعضالأخوانفيقولوا[كيْفحَـكمْتَعليهبالبُطلانوقدقوّاهُبعضأهلالعلمبالحديث،كالحَازميـرحمهاللهـفيكتابهالناسخوالمنسوخ،وهومنأهلالعلمبالحديث،وكذلكالحافظابنحَجَرفقدقوىهذاالحديث،وهومنأهلالعلمبالحديث؟
فأقول: أنمنتقدَّممنأهلالعلمقدردّواهذاالحديث،مثـلالبخاريوحمزةالكنانيوابنرجب،وفيمانقِـلَعنالشافعيوأحمدوغيرهمفإنكلامهميُـفِـيدضَعْـفهذاالحديثوإنلميُصرّحوا،ولذلكالخطابيوأبوجعفرالطحاويقوّواحديثوائلبنحُجرعلىحديثأبيهُريرة،وهوالصواب.