الموضوع: من واقع الحياة
عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 28-12-2010, 05:29 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,413
معدل تقييم المستوى: 18
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي

بروك: عندما عدت للمنزل استغربت ذهاب إخوتي للمدرسة و بقائي بالمنزل.كانت أمي تعتني بي و تلبسني ثيابي و تضعني في الكرسي و تعطيني أدويتي و لم تشتكي أبداً من عبئي و بالرغم من ذلك مرت بنا أوقاتاً عصيبة كثيرة.
قلت لنفسي لو بقيت أفكر في الماضي فإنني لن أفلح. كان بوسعي أن أبقى أمام التلفزيون طوال النهار و لم يكن أحد ليلومني على ذلك و لكنني لم أرغب أن أفعل ذلك بنفسي أو أبواي. بشكل ما كان علي أن أواصل. لقد تابعت المذاكرة في المستشفى، لكن ذلك لا يكفي لدخول المدرسة في العام القادم. جاء 4 مدرسين لتعليمي بالمنزل و كنت متوترة و تساءلت كيف سيتقبلوني؟ أحدهم جاء لتعليمي اللاتينية و لم يتساهل معي بسبب حالتي و هذا ما أردته و صرنا أصدقاء. بنهاية الصيف اجتزت امتحانات العام الذي فاتني و صرت مستعدة للعودة للمدرسة مع زملائي.

جين: اجتمعنا مع مديري المدرسة لأن حالة بروك لم تحدث من قبل. لم يأتي للمدرسة طالب بجهاز للتنفس ليجلس في الفصل المعتاد.
تحتاج بروك إلى باص مجّهز يسمح بدخول الكرسي المتحرك. و تحتاج مرافق لتسجيل الدروس و ممرضة لرعايتها طبياً.
وافقت المدرسة على تلك الأمور إلا الممرضة فقلت لزوجي أنني أريد الذهاب مع بروك إلى المدرسة للعناية بها. وافقت المدرسة على ذلك فبدلاً من أن أكون مدرسة أواجه الفصل فإنني سأجلس في الخلف كممرضة. لقد حافظت على وعدي.

بروك: وصلت للمدرسة فحياني صديقي مايكل، بعد الحادثة توطدت صداقتنا و كان يزورني بانتظام على عكس معظم أصدقائي الذين خسرتهم بعد ما حدث لي. كان مايكل يحمل عني حقيبة المدرسة و حقيبة الأدوية و يصاحبني للفصل، و ساعدني في التغلب على مخاوف العودة للمدرسة.
في البيت، تضع أمي الكتاب على حامل حتى أقرأ منه و لكنني أحتاج لمن يقّلب لي الصفحات. جاءت المعالجة الطبيعية لتدلك لي عضلاتي حتى لا تتلف و تضمر فطلبت منها أن تقلب الصفحة فقالت ألا تتعبين أبداً من المذاكرة ستخرج عيناك من رأسك.
كنت أذاكر بالنهار قبل الذهاب للمدرسة بينما تلبسني أمي ثيابي و بعد أن أعود بينما تجهز العشاء و أذاكر في الليل حتى لا يعود بوسعي الإستيقاظ. أملي الواجب على من يكتبه لي. أحتاج وقتاً أطول لأنجز ما ينجزه الطالب السليم.
قالت المُعالجة," حسناً سأدلك رقبتك و أقلّب لك الصفحات بينما تقرأين. ثم قالت لأمي," لا أستطيع أن أستوعب ما تستوعبه بروك." فقالت أمي," و لا أنا رغم أنني أذهب للمدرسة معها." إنني لا أصدق أنها وصلت للمدرسة الثانوية. أظن أنني لو طرفت عيناي مرتين فإنها ستكون بالجامعة.
لا أدري كيف مر الوقت سريعاً. يقول والدي إن الحياة مثل سباق الماراثون و لكي تتقدم فيها يجب أن تضع قدماً أمام الأخرى.

جين: أنهت بروك الدراسة الثانوية بامتياز فتأهلت لدخول صف البحث العلمي الذي لا يقبل سوى الفائقين من الطلبة. تدرّس هذا الفصل السيدة كريجز و هي إمرأة صلبة ذات سمعة مخيفة.
حين قابلناها قالت," أناالا أقبل الأبحاث المتأخرة و لا أتنازل في تقديم الواجبات و سيتم معاملتك مثل أي طالب آخر، أنا لست متأكدة أن كنت ستنجحين مثل بقية الطلاب و لكن يمكن أن تحاولي."
ثم تركتني لتعمل مع طالب آخر. خرجت أنا و ابنتي من عندها فقالت بروك," أمي لا أدري إن كان بوسعي النجاح في هذا الفصل." قلت لها," أحياناً تكون لدى الناس أفكاراً مسبقة خاطئة، إن لم تريها أنها مخطئة فلن تتغير الأمور. تلك عقبة جديدة أمامك عليك أن تتخطيها."
بروك: اعتاد زملائي على وجود أمي معي و امتزجت حياتنا سويا. كان الطلاب يمرون بي فيسلمون علىّ لكن معظمهم لم يحاولوا مصاحبتي. كتبت المقالة التالية:
" هل يعرفني أحد حقاً؟ أنا الفتاة التي تتنفس بجهاز و تتحرك على كرسي، هل هذه حقيقتي؟ هذا فقط ما ترونه مني. أنا فتاة ذات آمال. لدى الآمال و الأحلام و الرغبات ذاتها التي كنت دائماً أريدها.
أنا محبة للطبيعة و الفن و الصداقة و طيبة القلب. إننا كائنات معقدة و لا يمكن وصف أي منّا بكلمة واحدة. علينا أن تهتم بأن نعرف بعضنا قبل أن تقرر ماهية من أمامك مما تراه فقط.
عندما تراني، أنظر عبر المعدن و الأجهزة و قل كيف حالك؟ فأنا أرغب في التعرف عليك حقاً و أرغب أن تعرف حقيقتي."
جين: سألتني بروك," أمي، ماذا تقولين لو رغبت في السفر من أجل الدراسة الجامعية؟" فسألتها ," كيف سنتدبر أمرنا إن قررت السفر، أين ترغبين أن تدرسي؟" قالت," جامعة هارفارد." فقلت,"أنت تعلمين أننا لا نطيق تكاليفها." قالت بروك," أليس بوسعنا أن نتحقق من الأمر؟"
ناقشت الأمر مع زوجي و تلقينا طلبات التقديم و اطلعنا عليها و ملأناها و أضفنا إليها شهادتها الثانوية و شهادة تزكية من مدرسيها و شهادة استحسان من مدرستها كريجز التي كانت تشك في قدراتها فأصبحت من أشد مؤازريها. لقد وعدتها أن أساعدها قدر استطاعتي.
بروك: اتصلت أمي بمكتب التقديم في جامعة هارفارد و أمسكت السمّاعة، أجابتني الموظفة قائلة مرحباً بك في دفعة هارفارد 2000 فقد تم قبولك و هو ليس أمراً سهلاً حتى مع التفوق. بكيت مع أمي و اعتبرنا هذا القبول تتويجاً لجهودنا عبر السنين الماضية.
**************************
أرأيتم قيمة العزيمة في صنع حياة كريمة لصاحبها؟
لكن هل تذهب بروك إلى هارفارد و هل تتمكن من مواصلة الدراسة الجامعية هناك؟
في المرة القادمة ، أكمل لكم الحكاية بإذن الله.
رد مع اقتباس