عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 13-09-2007, 05:24 PM
الصورة الرمزية MohammeD el_SadaT
MohammeD el_SadaT MohammeD el_SadaT غير متواجد حالياً
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Apr 2006
العمر: 36
المشاركات: 8,089
معدل تقييم المستوى: 0
MohammeD el_SadaT is an unknown quantity at this point
افتراضي

ميلاد عالم جديد (( الجزء الأول ))
بسم الله الرحمن الرحيم
" شهر رمضان الذي انزل فيه القرأن هدى للناس و بينات من الهدى و الفرقان "

في رمضان و قبل الهجرة بثلاث عشر عاما , و في الرابع و العشرين من هذا الشهر الكريم علي الأرجح سعد هذا الكوكب الأرضي بأروع لحظة من لحظات حياته , و شهد اعظم حادث وقع علي ظهره.......

فكان هذا الحادث فرقانا في تاريخ البشرية كلها و أيذانا بمولد عالم جديد , ففي هذا السوم الأغر من عمر الدهر تفضل الأله العظيم الجبار المتكبر مالك الملك علي هذا الكوكب الأرضي الصغير و خصه بأكرامه فأختار من بين الخليقة رسولا منها ليتلو عليها ايات الله و يعلمها الكتاب و الحكمة و يخرجها من الظلمات الي النور و يسلك بها سراط العزيز الحميد , و لهذا اليوم المجيد قصة باقية علي وجة الدهر محفورة في ذاكرة الزمان.

تبدأ هذه القصة منذ أثر محمد بن عبد الله بن عبد المطلب العزلة , و حبب الية الخلاء فلم يكن شئ احب اليه من ان يخلو وحده و كان يأتي غار (( حراء )) و معه زاده , فيبقي فيه الليالي يتعبد حتى اذا نفذ زاده و حن الي أهله رجع الي زوجه خديجة بنت خويلد فتزود لرحلة جديدة و يعود الي خلوته و عبادته.

و شاء الله ان يمهد نفس نبيه الكريم - صلي الله عليه و سلم – لأستقبال القول الثقيل الذي سيلقيه عليه , فبدأه بالرؤيا الصادقة فكان لا يري رؤيا ألا جاءت مثل فلق الصبح و مكث علي ذلك ما شاء الله , و كان أذا خرج لحاجته ابعد حتى تغيب عنه بيوت مكة و استمر يبعد حتى يفضي الي شعابها و بطون أوديتها ...... فلا يمر بحجر ولا شجر الا قالوا : السلام عليك يا رسول الله , السلام عليك يا رسول الله
فيتلفت حوله و عن يمينه , و عن شماله و خلفه فلا يرى الا الشجر و الحجارة .... و مكث رسول الله – صلي الله عليه و سلم – كذلك يرى و يسمع ما شاء الله ان يمكث.

و كان من دأبه أذا ما أهل رمضان ان يجاور الشهر كله في غار (( حراء )) متعبدا متحنثا حتى اذا أستكمل شهره و انصرف من جواره , يبدأ بالكعبة قبل ان يدخل بيته فيطوف بها سبعا او ما شاء الله من ذلك, ثم يرجع الي بيته و أهله.

و في رمضان قبل الهجرة بثلاث عشر عاما كان الرسول صلوات الله عليه و سلم يجاورعلي عادته في رمضان بغار (( حراء )) ففجئة الحق و هو في خلوته لقد جاءه الملك فقال له : اقرأ ....
فقال عليه الصلاه و السلام : ما انا بقارئ .....
فأخذه الملك فغطه حتى بلغ منه الجهد ثم أرسله و قال له : اقرأ ......
فقال : ما أنا بقارئ .....
فأخذه الملك فغطه الثانية حتى بلغ منه الجهد ثم أرسله فقال : اقرأ .....
فقال : ما أنا بقارئ ....
فأخذه فغطه الثالثة حتى بلغ منه الجهد ثم أرسله و قال له :
" اقرأ بسم ربك الذي خلق * خلق الأنسان من علق * اقرأ و ربك الأكرم * الذي علم بالقلم* علم الأنسان ما لم يعلم "
عند ذلك رجع رسول الله – صلي الله عليه و سلم – الي زوجه خديجة يرتجف فؤاده من هول ما رأى و شدة ما سمع .......
و قد زاد هولا و ارتجافا أنه ما كاد يبلغ وسط الجبل حتى سمع صوتا من السماء يقول : يا محمد انت رسول الله و أنا جبريل......
فرفع رأسه الي السماء لينظر ..... فأذا جبريل في صورة رجل صاف قدميه في أفق السماء و هو يقول : أنت رسول الله وأنا جبريل ......
فوقف ينظر اليه لا يتقدم و لا يتأخر و جعل يصرف وجهه عنه في أفاق السماء فلا ينظر في ناحية من نواحيها ألا رأه كذلك, ثم أنصرف جبريل عن رسول الله صلي الله عليه و سلم و أنصرف الرسول الي أهله.
رجع النبي صلوات الله عليه و سلم الي زوجه خديجة ترجف بوادره و هو يقول : زملوني , زملوني
فزملوه حتي ذهبت عنه الروع
أخبر الرسول سلوات الله عليه خديجة الخبر , و قال : لقد خشيت علي نفسي ...
فقالت له : كلا , أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا , أنك لتصل الرحم , و تصدق الحديث , و تقري الضيف – تحسن ضيافته – و تعين علي نوائب الحق .....

أنطلقت خديجة بالرسول صلوات الله عليه حتى اتت (( ورقة بن نوفل )) و كان قد تنصر في الجهالية و ترجم الأنجيل الي العبرية و كان شيخا كبيرا قد عمي , فقالت له خديجة : أي ابن عم , أسمع من ابن أخيك
قال ورقة : ابن أخي ما ترى ؟
فأخبره الرسول صلوات الله عليه بما رأي
فقال ورقة : هذا الناموس الذي انزل علي موسى , ليتني فيها جذعا شابا... ليتني أكون حيا حين يخرجك قومك.
فقال الرسول : أو مخرجي هم ؟؟؟
فقال ورقة : نعم .... فأنه لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به ألا عودي و أن أدركني يومك لأنصرك نصرا مؤزرا

ثم تتابع الوحي و رسول الله صلوات الله عليه و سلم مؤمن بربه مصدق بما جاء منه , موطن نفسه علي تحمل ما حمله الله رضى العباد ام سخطوا , فللنبؤة أعباء لا ينهض بها و لا يطيق حملها ألا أولو القوة و العزم...



رمضــانيات 1

في فضل شهر رمضان : الحمدُ للهِ الذي أنشأَ وبَرَا، وخلقَ الماءَ والثَّرى، وأبْدَعَ كلَّ شَيْء وذَرَا، لا يَغيب عن بصرِه صغيرُ النَّمْل في الليل إِذَا سَرى، ولا يَعْزُبُ عن علمه مثقالُ ذرةٍ في الأرض ولاَ في السَّماء، {لَهُ مَا فِي السَّمَـوَتِ وَمَا فِي الاَْرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى * وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى * اللَّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الاَْسْمَآءُ الْحُسْنَى } [طه: 6 8]، خَلَقَ آدَمَ فابتلاه ثم اجْتَبَاهُ فتاب عليه وهَدَى، وبَعَثَ نُوحاً فصنَع الفُلْكَ بأمر الله وجَرَى، ونَجَّى الخَليلَ من النَّارِ فصار حَرُّها بَرْداً وسلاماً عليه فاعتَبِرُوا بِمَا جَرَى، وآتَى مُوسى تسعَ آياتٍ فَمَا ادَّكَرَ فِرْعَوْنُ وما ارْعَوَى، وأيَّدَ عيسى بآياتٍ تَبْهَرُ الوَرى، وأنْزلَ الكتابَ على محمد فيه البيَّناتُ والهُدَى، أحْمَدُه على نعمه التي لا تَزَالُ تَتْرَى، وأصلِّي وأسَلِّم على نبيِّه محمدٍ المبْعُوثِ في أُمِ القُرَى، صلَّى الله عليه وعلى صاحِبِهِ في الْغارِ أبي بكرٍ بلا مِرَا، وعلى عُمَرَ الْمُلْهَمِ في رأيه فهُو بِنُورِ الله يَرَى، وعلى عثمانَ زوجِ ابْنَتَيْهِ ما كان حديثاً يُفْتَرَى، وعلى ابن عمِّهِ عليٍّ بَحْرِ العلومِ وأسَدِ الشَّرى، وعلى بَقيَةِ آله وأصحابِه الذين انتَشَرَ فضلُهُمْ في الوَرَىَ، وسَلَّمَ تسليماً.
إخواني: لقد أظَلَّنَا شهرٌ كريم، وموسمٌ عظيم، يُعَظِّمُ اللهُ فيه الأجرَ ويُجْزلُ المواهبَ، ويَفْتَحُ أبوابَ الخيرِ فيه لكلِ راغب، شَهْرُ الخَيْراتِ والبركاتِ، شَهْرُ المِنَح والْهِبَات، {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَـاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ } [البقرة: 185]، شهرٌ مَحْفُوفٌ بالرحمةِ والمغفرة والعتقِ من النارِ، أوَّلُهُ رحمة، وأوْسطُه مغفرةٌ، وآخِرُه عِتق من النار. اشْتَهَرت بفضلِهِ الأخبار، وتَوَاتَرَت فيه الاثار، ففِي الصحِيْحَيْنِ: عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «إِذَا جَاءَ رمضانُ فُتِّحَت أبوابُ الجنَّةِ، وغُلِّقَتْ أبوابُ النار، وصُفِّدتِ الشَّياطينُ». وإنما تُفْتَّحُ أبوابُ الجنة في هذا الشهرِ لِكَثْرَةِ الأعمالِ الصَالِحَةِ وتَرْغِيباً للعَاملِينْ، وتُغَلَّقُ أبوابُ النار لقلَّة المعاصِي من أهل الإِيْمان، وتُصَفَّدُ الشياطينُ فَتُغَلُّ فلا يَخْلُصونُ إلى ما يَخْلُصون إليه في غيرِه.
وَرَوَى الإِمامُ أحمدُ عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قال: «أُعْطِيَتْ أمَّتِي خمسَ خِصَال في رمضانَ لم تُعْطهُنَّ أمَّةٌ من الأمَم قَبْلَها؛ خُلُوف فِم الصائِم أطيبُ عند الله من ريح المسْك، وتستغفرُ لهم الملائكةُ حَتى يُفطروا، ويُزَيِّنُ الله كلَّ يوم جَنتهُ ويقول: يُوْشِك عبادي الصالحون أن يُلْقُواْ عنهم المؤونة والأذى ويصيروا إليك، وتُصفَّد فيه مَرَدةُ الشياطين فلا يخلُصون إلى ما كانوا يخلُصون إليه في غيرهِ، ويُغْفَرُ لهم في آخر ليلة، قِيْلَ يا رسول الله أهِيَ ليلةُ القَدْرِ؟ قال: لاَ ولكنَّ العاملَ إِنما يُوَفَّى أجْرَهُ إذا قضى عَمَلَه» [1].
إخواني: هذه الخصالُ الخَمسُ ادّخَرَها الله لكم، وخصَّكم بها مجالس شهر رمضانمِنْ بين سائِر الأمم، وَمنَّ عليكم ليُتمِّمَ بها عليكُمُ النِّعَمَ، وكم لله عليكم منْ نعم وفضائلَ: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ } [آل عمران: 110].
® الخَصْلَةُ الأولى:
أن خُلْوفَ فَمِ الصائِم أطيبُ عند الله مِنْ ريحِ المسك [2]، والخلوف بضم الخاءِ أوْ فَتْحَها تَغَيُّرُ رائحةِ الفَم عندَ خُلُوِّ الْمَعِدَةِ من الطعام. وهي رائحةٌ مسْتَكْرَهَةٌ عندَ النَّاس لَكِنَّها عندَ اللهِ أطيبُ من رائحَةِ المِسْك لأنَها نَاشِئَةٌ عن عبادة الله وَطَاعَتهِ. وكُلُّ ما نَشَأَ عن عبادته وطاعتهِ فهو محبوبٌ عِنْدَه سُبحانه يُعَوِّضُ عنه صاحِبَه ما هو خيرٌ وأفْضَلُ وأطيبُ. ألا تَرَوْنَ إلى الشهيدِ الذي قُتِلَ في سبيلِ اللهِ يُريد أنْ تكونَ كَلِمةُ اللهِ هي الْعُلْيَا يأتي يوم الْقِيَامَةِ وَجرْحُه يَثْعُبُ دماً لَوْنُهَ لونُ الدَّم وريحُهُ ريحُ المسك؟ وفي الحَجِّ يُبَاهِي اللهُ الملائكة بأهْل المَوْقِفِ فيقولُ سبحانَه: «انْظُرُوا إلى عبادِي هؤلاء جاؤوني شُعْثاً غُبْراً». رواه أحمد وابن حبَّان في صحيحه [3]، وإنما كانَ الشَّعَثُ محبوباً إلى اللهِ في هذا الْمَوْطِنِ لأنه ناشِأُ عَن طاعةِ اللهِ باجتنابِ مَحْظُوراتِ الإِحْرام وترك التَّرَفُّهِ.
® الخَصْلَةُ الثانيةُ:
أن الملائكةَ تستغفرُ لَهُمْ حَتَّى يُفْطروا. وَالملائِكةُ عبادٌ مُكْرمُون عند اللهِ {لاَّ يَعْصُونَ اللَّهَ مَآ أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } [التحرم: 6]. فهم جَديْرُون بأن يستجيبَ الله دُعاءَهم للصائمينَ حيث أذِنَ لهم به. وإنما أذن الله لهم بالاستغفارِ للصائمين مِنْ هذه الأُمَّةِ تَنْويهاً بشأنِهم، ورفْعَةً لِذِكْرِهِمْ، وَبَياناً لفَضيلةِ صَوْمهم، والاستغفارُ: طلبُ الْمغفِرةِ وهِي سَتْرُ الذنوب في الدُّنْيَا والاخِرَةِ والتجاوزُ عنها. وهي من أعْلىَ المطالبِ وأسْمَى الغَاياتِ فَكلُّ بني آدم خطاؤون مُسْرفونَ على أنفسِهمْ مُضْطَرُّونَ إلَى مغفرة اللهِ عَزَّ وَجَل.
® الخَصْلَةُ الثالثةُ:
أن الله يُزَيِّنُ كلَّ يوم جنَّتَهُ ويَقول: «يُوْشِك عبادي الصالحون أن يُلْقُوا عنهُمُ المَؤُونة والأَذَى ويصيروا إليك» فَيُزَيِّن تعالى جنته كلَّ يومٍ تَهْيئَةً لعبادِهِ الصالحين، وترغيباً لهم في الوصولِ إليهَا، ويقولُ سبحانه: «يوْشِك عبادِي الصالحون أنْ يُلْقُوا عَنْهُمُ المؤونةُ والأَذَى» يعني: مؤونَة الدُّنْيَا وتَعَبها وأذاهَا ويُشَمِّرُوا إلى الأعْمَالِ الصالحةِ الَّتِي فيها سعادتُهم في الدُّنْيَا والاخِرَةِ والوُصُولُ إلى دار السَّلامِ والْكَرَامةِ.
® الخَصْلَةُ الرابعة:
أن مَرَدةَ الشياطين يُصَفَّدُون بالسَّلاسِل [4] والأغْلالِ فلا يَصِلُون إِلى ما يُريدونَ من عبادِ اللهِ الصالِحِين من الإِضلاَلِ عن الحق، والتَّثبِيطِ عن الخَيْر. وهَذَا مِنْ مَعُونةِ الله لهم أنْ حَبَسَ عنهم عَدُوَّهُمْ الَّذِي يَدْعو حزْبَه ليكونوا مِنْ أصحاب السَّعير. ولِذَلِكَ تَجدُ عنْدَ الصالِحِين من الرَّغْبةِ في الخَيْرِ والعُزُوْفِ عَن الشَّرِّ في هذا الشهرِ أكْثَرَ من غيره.
® الخَصْلَةُ الخامسةُ:
أن الله يغفرُ لأمةِ محمدٍ صلى الله عليه وسلّم في آخرِ ليلةٍ منْ هذا الشهر [5] إذا قَاموا بما يَنْبَغِي أن يقومُوا به في هذا الشهر المباركِ من الصيام والقيام تفضُّلاً منه سبحانه بتَوْفَيةِ أجورِهم عند انتهاء أعمالِهم فإِن العاملَ يُوَفَّى أجْرَه عند انتهاءِ عمله.
وَقَدْ تَفَضَّلَ سبحانه على عبادِهِ بهذا الأجْرِ مِنْ وجوهٍ ثلاثة:
الوجه الأول: أنَّه شَرَع لهم من الأعْمال الصالحةِ ما يكون سبَبَاً لمغَفرةِ ذنوبهمْ ورفْعَةِ درجاتِهم. وَلَوْلاَ أنَّه شرع ذلك ما كان لَهُمْ أن يَتَعَبَّدُوا للهِ بها. فالعبادةُ لا تُؤخذُ إِلاَّ من وحي الله إلى رُسُلِه. ولِذَلِكَ أنْكَرَ الله على مَنْ يُشَّرِّعُونَ مِنْ دُونِه، وجَعَلَ ذَلِكَ نَوْعاً مِنْ الشَّرْك، فَقَالَ سبحانه: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُواْ لَهُمْ مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلاَ كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِىَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّـلِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [الشورى: 21].
الوجه الثاني: أنَّه وَفَّقَهُمْ للعملِ الصالح وقد تَرَكَهُ كثيرٌ من النَّاسِ. وَلَوْلا مَعُونَةُ الله لَهُمْ وتَوْفِيْقُهُ ما قاموا به. فلِلَّهِ الفَضْلُ والمِنَّة بذلك.
{يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُواْ قُل لاَّ تَمُنُّواْ عَلَىَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلاِْيمَـانِ إِنُ كُنتُمْ صَـادِقِينَ } [الحجرات: 17].
الوجه الثالث: أنَّه تَفَضَّلَ بالأجرِ الكثيرِ؛ الحَسنةُ بعَشْرِ أمثالِها إلى سَبْعِمائَةِ ضِعْفٍ إلى أضعافٍ كثيرةٍ. فالْفَضلُ مِنَ الله بِالعَمَلِ والثَّوَابِ عليه. والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
إخْوانِي: بُلُوغُ رمضانَ نِعمةٌ كبيرةٌ عَلَى مَنْ بَلَغهُ وقَامَ بحَقِّه بالرِّجوع إلى ربه من مَعْصِيتهِ إلى طاعتِه، ومِنْ الْغَفْلةِ عنه إلى ذِكْرِهِ، ومِنَ الْبُعْدِ عنهُ إلى الإِنَابةِ إِلَيْهِ:
يَا ذَا الَّذِي مَا كفاهُ الذَّنْبُ في رَجبٍ حَتَّى عَصَى ربَّهُ في شهر شعبانِ
لَقَدْ أظَلَّكَ شهرُ الصَّومِ بَعْدَهُمَا فَلاَ تُصَيِّرْهُ أَيْضاً شَهْرَ عِصْيانِ
وَاتْل القُرآنَ وَسَبِّحْ فيهِ مجتَهِداً فَإِنه شَهْرُ تسبِيحٍ وقُرْآنِ
كَمْ كنتَ تعرِف مَّمنْ صَام في سَلَفٍ مِنْ بين أهلٍ وجِيرانٍ وإخْوَانِ
أفْنَاهُمُ الموتُ واسْتبْقَاكَ بَعْدهمو حَيَّاً فَمَا أقْرَبَ القاصِي من الدانِي
اللَّهُمَّ أيْقِظنَا من رَقَدَات الغفلة، ووفْقنا للتَّزودِ من التَّقْوَى قَبْلَ النُّقْلَة، وارزقْنَا اغْتِنَام الأوقاتِ في ذيِ المُهْلَة، واغْفِر لَنَا ولوَالِدِيْنا ولِجَمِيع المسلِمِين برَحْمتِك يا أَرحم الراحِمين. وصلَّى الله وسلَّم على نبيَّنا محمدٍ وعلى آله وصحبِهِ أجمعين.



رمضانيات 2
حدث في رمضان 1/ ميلاد عالم جديد (( الجزء الثاني )) :

أمنت البرة الطاهرة خديجة بنت خويلد بالله و صدقت الرسول صلوات الله عليه بما جاء من ربه , فخفف الله بذلك عن نبيه ما كان يلقاه من رد عليه و تكذيب له , ثم ما لبث أن فتر الوحي عن رسول الله و ابطأ عنه جبريل فما عاد يأتيه , فحزن لذلك أشدالحزن , و عاني منه أشد العناء حتى ضاقت عليه الأرض بما رحبت .

و كان مما زاد في لوعه و أساه سخر المشركين منه و هزؤهم به و قولهم " أن ربه و دعه و قلاه "

و قد بلغ من حزنه علي أنقطاع الوحي عنه , أنه جعل يعدو الي جبل (( ثبير )) تارة و الي جبل (( حراء )) تارة أخرى و هو يهم أن يلقي بنفسه من شاهق , فكان كلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي بنفسه منه , نبدى له جبريل عليه السلام و قال " يا محمد أنك رسول الله حقا " , فيسكن لذلك جأشة و تقر نفسه و يرجع عن عزمه.

فبينما رسول الله في طريقه الي تلك الجبال و هو يعاني من أنقطاع الوحي عنه , أذ جاءه الفرج , لقد سمع صوتا من السماء فوقف عليه السلام صعقا للصوت , ثم رفع رأسه فاذا جبريل علي كرسي بين السماء و الأرض متربعا عليه و هو يقول " يا محمد أنت رسول الله حقا , وأنا جبريل " , ثم جاءه جبريل بقوله جل شأنه :

" و الضحى * و اليل أذا سجى * ما ودعك ربك و ما قلى * و للأخرة خير لك من الأولى * و لسوف يعطيك ربك فترضى * ألم يجدك يتيما فأوى * و وجدك ضالا فهدى * و وجدك عائلا فأغنى * فأما اليتيم فلا تقهر * و أما السائل فلا تنهر * و أما بنعمة ربك فحدث "

فكانت هذه السورة لمسة من حنان و نسمة من رحمة و طائفا من ود يطوف بالرسول صلوات الله عليه و كانت اليد الحانية التي مسحت ألامه و سكبت عليه برد الطمأنينة و اليقين.

و علي الرغم مما كان يلقاه الرسول صلوات الله عليه من شدة الوحي و وطأته عليه , فقد كان يشتاقه و يترقبه , فعن أبي أروى الدوسي أنه قال : رأيت الوحي ينزل علي النبي – صلي الله عليه و سلم – و هو علي راحلته فترفو و تفتل يديها , حتى أظن أن ذراعها تنقصم فربما بركت , و ربما قامت موتدة حتى يسرى عنه من ثقل الوحي , وأنه ليتحدر منه مثل الجمعان .

و قد كان الوحي يأتي الرسول صلوات الله عليه علي نحوين مختلفين , فعن الحارث بن هشام قال : يا رسول الله كيف يأتيك الوحي ؟ , فقال رسول الله – صلي الله عليه و سلم – " أحيانا يأتي في مثل صلصلة الجرس , و هو أشد علي فيفصم عني و قد وعيت ما قال , و أحيانا يتمثل لي الملك فيكلمني فأعي ما يقول "

و قد روي عن عائشة رضوان الله عليها أنها قالت " لقد رأيت رسول الله – صلي الله عليه و سلم – ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه ,و أن جبينه ليتفصد عرقا "

و عن ابن عباس قال : كان النبي – صلي الله عليه و سلم – أذا نزل عليه الوحي يعالج من شدة ذلك , كان يلقاه و يحرك شفتيه كي لا ينساه فأنزل الله عليه
" لا تحرك به لسناك لتعجل به * ان علينا جمعه و قرانه * فاذا قرأنه فاتبع قرانه * ثم ان علينا بيانه "

و قد ظل الوحي زادا للرسول يتزود به في مشقة الطريق , و ظلا يفئ اليه كلما لفحه هجير الجحود , و عونا من السماء يواجه به المكر و الكيد و الأذى , و هاديا يهديهسواء السبيل .

و أستمر هذا الوحي حتى أكمل الله للمسلمين دينهم و اتم عليهم نعمته و رضي لهم الأسلام دينا , و استأثر بنبيهم صلوات الله عليه .


جزى الله نبينا محمد عنا و عن الأنسانية خير الجزاء فقد حمل الرسالة .......
و أدى الأمانة .......
و نصح للأمة ..........
و مضي الي الله راضيا مضيا.......
__________________

Always remember two things
Don’t' take any decision when you are Angry
Don’t' make any promises when you are Happy
رد مع اقتباس