... و كتاب آخر
اِستوقفني كتاب آخر في معرض الكتاب عن تغير مفاهيم الإدارة في عصر الإنترنت. توقفت و قرأت فصلاً منه على عجل و ملخصه أن شبكة المعلومات لها خصائص معينة فهي عالمية و سريعة الاِنتشار و تستخدمها مستويات متنوعة من البشر لكل أنواع الخدمات. لا يملكها أحد و لا يحكمها أحد و استجابة الفرد للمعطيات أمامه على الشبكة فورية فلم تعد هناك فترات الاِنتظار التي كانت بين المرسل و المستقبل أيام البريد الاعتيادي. لذلك فإن على الإدارة أن تتغير و تكتسب نفس صفات الشبكة.
هب أن شركة لها فرع "أ" و فرع "ب" كل منهما يقع في مدينة مختلفة. و أن مهندساً من هذه الشركة له عميل في المدينة أ لكن العميل يعاني من مشكلة لم يتمكن طاقم العمل في المدينة "أ" من حلها و بالتالي اتصل بالمهندس و أخبره بالوضع الحالي. المفهوم القديم للإدارة يُلزم المهندس بمراجعة رئيسه الذي سيأمر بحل المشكلة بإمكانيات الفرع "أ".
الإدارة الحديثة تطلب من المهندس أن يتصل بموظفي الفرع "ب" لحل مشكلة العميل في أقرب فرصة. فإن وجد المهندس أنه يعرف موظفاً متعاوناً من الفرع الآخر فعليه أن يصل بينه وبين العميل لحل المشكلة حتى لو تجاوز رؤساءه ، الإدارة العليا لا يلزمها أن تعلم تفاصيل العمليات الداخلية الصغيرة لإعطاء المهندس حرية الحركة و التصرف.
|