الشرطة في أثر منتحل هوية المشاهير .
تعهد الشرطي مايكل فابوزي البالغ من العمر 39 عاماً مهمة كشف الإحتيال و التزوير في الشيكات. كان فابوزي يعمل في بنك قبل أن يعمل بالشرطة و قد اعتبر أن التحقيق في جرائم النصب أكثر تحدياً من جرائم القتل.
تولى مايكل التحقيق في شيك سوروز ثم وصله بلاغ عن لص يزعم أنه رجل الأعمال هانك بولسون و يسرق من حساباته، كما وصله بلاغ عن نقل 5 مليون دولار من حساب البليونير بول آلن بمكالمة تلفونية من شخص يزعم أنه بول آلن، ثم اكتشف فابوزي المزيد من الجرائم و كان من الواضح أن شخصاً ينتحل صفة المشاهير و يسحب النقود من الحسابات الخاصة بهم.
استطاع فابوزي الحصول على بيانات البريد الإلكتروني الذي استخدمه إبراهيم في فتح حسابات بالبنوك من الكمبيوتر المحمول، ثم حصل فابوزي على عنوان يحدد الكمبيوتر الذي انطلقت منه رسائل البريد الإلكتروني. لكن إبراهيم استخدم كمبيوتره المحمول من مكتبة عامة فلم يمكن معرفة عنوانه ، لقد أفلت هذه المرة أيضاً.
بحلول نوفمبر 2000، انضمت القوات السرية و خدمة البريد إلى قوات الشرطة للبحث عن هذا النصّاب و كانت القضية تشغل بال فابوزي لدرجة أنه كان يستيقظ بمنتصف الليل و هو يفكر بها، يقول فابوزي,"هذا الرجل على دراية عالية بالأنظمة و طرق عمل البنوك و الكمبيوتر لذلك فإنه يسرق بالطريقة التي كنت سأستخدمها لو انقلبت نصّاباً."
بعد فشل خدعة سوروز،بدأ إبراهيم حيلة جديدة. اشترى طابعة كانون، ثم أعادها بعد عدة أشهر _حيث من الممكن في أمريكا شراء بضاعة ثم إعادتها ضمن فترة معينة و استرداد ثمنها حتى بدون إبداء أسباب_ أرسلت الشركة إلى إبراهيم شيكاً بالمبلغ المسترد و ظهر في الشيك رقم حساب شركة كانون اتصل إبراهيم بالبنك و أخبرهم أن الشيك الخاص به متصل بحساب آخر لشركة كانون به 25 مليون دولاراً ثم زوّر شيكاً آخر به نفس رقم الكود الخاص بالشيك الأول، لكن المبلغ المطلوب سحبه هو 3،5 مليون دولاراً، و ادعى أنه مديراً بشركة ibm . أخذ صورة من مجلة رياضية و ألصقها بجواز سفر مزيف ثم استخدم الجواز لاستخراج بطاقات إئتمان مزيفة و فتح حساباً في بنك خارج أمريكا ثم أرسل الشيك المزيف ليضاف إلى هذا الحساب. فقد إبراهيم صبره و اتصل بالبنك ليتأكد من إيداع المبلغ في حسابه، قال موظف البنك," وصلنا الشيك و تأكدنا من سلامته و لكن حين اتصلنا بشركة ibm للتحقق من شخصيتك قالوا أنهم لا يعرفونك فلم يتم الإيداع." و فشلت الخدعة.
لم تزده تلك الإنتكاسة إلا تصميماً و مضياً في طريقه . يقول إبراهيم :"التحدي هو أن تقنع البنك بقبول الشيك المزيف و إجازته.
"بعد مراجعة مئات أرقام الإئتمان للأغنياء من مجلة فوربس قرّر إبراهيم أن يسرق أندرو مكلفي مدير شركة لها موقع على الإنترنت يضع قوائم بالوظائف الخالية لربط طالبي الوظائف بأرباب العمل. ثروة أندرو 1,1 بليون دولاراً.
اتصل إبراهيم بالشركة المالية التي تتولى حسابات مكلفي و تم تسجيل المكالمة تلقائياً ضمن سجلات الشركة.
" جون سميث من مكتب خدمة العملاء، كيف يمكنني مساعدتك؟"
إبراهيم :"مساء الخير جون، لدي مشكلة في الدخول إلى حسابي عن طريق الإنترنت."
جون:"ما رقم حسابك؟" ابراهيم يعطيه رقماً خاطئاً. جون," هذا الرقم خاطئ، ما اسمك؟"
ابراهيم :"أندرو مكلفي"
جون," لا أجد رقم الحساب و لكن أمامي حسابات أخرى، هل لديك الرقم السري الذي يمكنك من الدخول إليها عن طريق الإنترنت؟"
"لا . هل يمكنك أن تساعدني للدخول إلى هذه الحسابات؟"
جون: " لابد أن أتحقق من بياناتك أولاً كي تدخل إلى هذه الحسابات. أعطني رقم الضمان الإجتماعي و تاريخ ميلادك و عنوانك."
يجيب إبراهيم عن هذه الأسئلة بإجابات صحيحة فيعطيه جون كلمة السر و رقم الحساب الرمزي الذي يمكنه من دخول هذه الحسابات و سحب المال منها.
يتصل إبراهيم بموظف آخر من نفس الشركة و يعطيه أرقام الحسابات الصحيحة كي يعرف كم يمتلك مكلفي . يخبره الموظف أن هذا الحساب به 53 مليون دولاراً ، يسأل إبراهيم أن يتحقق من الحسابات الأخرى فتتحقق من بياناته ثم تقول أرى حسابين للشركة بأحدهما 270 مليون دولاراً.
فيطلب أن تنقل 100 مليون منها إلى حساب آخر كان قد فتحه من قبل لهذا الغرض. تقوم الموظفة بتحويل المال إلى الحساب الجديد. امتلك إبراهيم المبلغ و لكنه لم يسحب منه.
في شتاء 2001، كان إبراهيم قد فتح مجموعة كبيرة من حسابات البنوك حول العالم و كان مشغولاً في نقل أموال الأغنياء إلى حساباته.
يقول إبراهيم,"بدأت أتعب من الأمر كله." واصل إبراهيم الإدعاء بأنه فقير و استمر في تقطيع الخضار ببدروم المطعم الذي يعمل به. الإثارة جعلته متعباُ لدرجة أنه فكر في دخول مستشفى للأمراض النفسية. و قد أراد التوقف و لكنه لم يستطع.
هناك خطوة أخيرة لابد من إجرائها كي يصبح إبراهيم الأنجح في عمله. في السجن، قابل إبراهيم محاسب بنك سويسري دخل السجن لأنه كان يغسل أموال المخدرات بأن يعطي تاجر المخدرات أمواله لهذا المحاسب فيزّور المحاسب أوراق شركات وهمية تبدو كأنها مصدر المال .
قال المحاسب," إذا أردت أن تخبىء كمية كبيرة من المال المسروق فالأفضل أن تفتح بنكاً خاصاً بك،حيث لن يطلع أحد على حساباتك، يمكنك فتح بنك بسهولة في أفريقيا مقابل 10,000 دولاراً فقط."
اشترى إبراهيم ماكينة لطبع كروت الإئتمان،إذ كان من الأوفر استخدام كارت للدفع عن الدفع على الإنترنت، و هو لم يرغب في دفع الرسوم الزائدة على الإنترنت،و كان ذلك ما أوقع به في يد فابوزي.
في مارس 2001 و بعد 6 أشهر من الشغل المحموم، اشترى إبراهيم قرصاً صلباً للكمبيوتر و دفع ثمنه عن طريق كارت إئتمان مزوّر.
حينما وضع البائع الكارت في الماكينة فإنها أصدرت تحذيراً في مركز الشرطة . تتبعت الشرطة عامل التوصيل الذي حمل القرص الصلب لإبراهيم . حين وصل عامل التوصيل للعنوان المطلوب سلم القرص لسائق تاكسي .
قبض الشرطة على السائق وضغطوا عليه فأخبرهم بأن أحدهم دفع له لاستلام الطرد و إيصاله و أعطاهم عنوانه.
كان إبراهيم في جراج بيته حين جاءت الشرطة، حاول الهرب، ففتح سيارته بالريموت كنترول و وضع المفتاح في زر التشغيل . أشهر 5 من الشرطة مسدساتهم في وجهه. وضع فابوزي قيداً حول رقبته و بدأ يضغط القيد .وجد فابوزي مجلة فوربس للأكثر ثراء في السيارة فعرف أنه قبض على الشخص المطلوب. كان إبراهيم قد انتحل شخصية 200 منهم و استولى على 140 مليون دولاراً و كان هدفه هو الوصول إلى 500 مليوناً.
تمنيت لو أن لي بعض نباهته ، لأحسنت إستخدامها إذا. الرجل لم يستمتع بجريمته و لم يفده المال المسروق!
حفظكم الله من كل مكروه .
|