لقد هز مصر حدث إجرامي لا يقره أي مسلم و لقد هز هذا الفعل مشاعر جميع المسلميين ليس في مصر وحدها بل في كافة أنحاء الأرض و توالت مظاهر الإستنكار الإسلامي من كل بقاع الأرض من علماء السنة و من عوام المسلميين يدينون هذا الفعل و يبرئون الشرع من نسبته إليه.
و كانت هذه الوقفة المباركة من جموع المسلميين إنكارا جماعيا علي هذه الأفعال و رفض نسبتها للإسلام .و لكن للأسف الشديد أخذت المشاعر بعض إخواننا المسلميين و إنجرفوا وراء مشاعرهم دون أن يضبطوا هذه الأفعال بميزان الشرع فصدر منهم تصرفات تخالف الشرع مخالفة شديدة و وجدنا وسائل الإعلام تطالعنا بصور لمسلميين يرفعون الصليب و حملات تدعوا إلي الصلاة في الكنائس تحت شعار "معا نصلي"!
أخي المسلم ، إعلم رحمك الله أنك و منذ أكرمك الله بهذا الدين و رفعت راية التوحيد و شهدت أن لا إلله إلا الله و أن محمدا رسول الله فإنك بذلك قد أعلنت و أقررت بأنه لا معبود بحق إلا الله سبحانه و تعالي و بأن نبيه محمد صلي الله عليه و سلم رسولا مبلغا صادقا في ما يقول و ينقل عن رب العالمين.
و إعلم أخي الكريم أن شهادة لا إله إلا الله لها ركنان لا تنبني إلا بهما: الركن الأول: النفي في "لا إله" أي نفي أن يكون غير الله تعالي مستحقا للعبادة و الثاني الإثبات في "إلا الله" فتثبت أن الله تعالي هو المستحق للعبادة وحده لا شريك له.
و لقد جاءت عقيدة التوحيد تتبرأ من كل مظاهر الشرك بجميع صورة و فصًل الله لنا في كتابه العزيز و في سنة نبيه صلي الله عليه و سلم صور هذا الشرك محذرا عباده من الوقوع فيه و مخبرا أنه سبحانه يغفر الذنوب جميعا إلا هذا الذنب.
(إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ افْتَرَى إِثْماً عَظِيما) (النساء 116 )
و من أبشع صور هذا الشرك ما فعله النصاري من عبادة المسيح عليه السلام و إدعاء أن الله له ولد و زوجة تعالي الله عما يقولون. و قد فصًل الله جميع أنواع شرك النصاري فقال جل و علا:
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ) ( المائدة 72))
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِد (المائدة 73)
و بين الله سبحانه أن الجماد ليكاد أن يتفطر و ينشق و يخر هدا من عظم هذا الإفتراء عليه سبحانه
وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً (89) تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً (91) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً (92) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً (93) (سورة مريم)
وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والذي نفس محمد بيده ! لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به ، إلا كان من أصحاب النار " . رواه مسلم
فكيف بعد هذا البيان و الوعيد الشديد لأي مسلم موحد أن يمسك في يده صليب أو يرفعه أو يصنع له صورة بدعوي إنكار ما تعرضوا له من إعتداء ! أليس هذا الصليب في إعتقادهم هو الذي مات عليه "الرب" تعالي الله عن ذلك.
قال صلى الله عليه و سلم : (( ليوشكن أن ينزل فيكم عيسى بن مريم صلى الله عليه و سلم حكما مقسطا فيكسر الصليب )) رواه مسلم
و عن عائشة رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يكن يترك في بيته شيئا فيه تصاليب إلا نقضه .. صحيح البخاري
فهل إنكارنا لهذا الفعل الإجرامي يدفعنا إلي رفع عقيدة التثليث فوق أعناقنا و هل سيتطور الأمر أن نشرب الخمر و نأكل الخنزير زيادة في التأكيد علي أننا نستنكر هذا الفعل! و هل سنري المسلمين الذين يريدون مشاركتهم الصلاة في الكنائس يقًبلون الصليب معهم و يستمعون لسبهم لله جل و علا
عن النبي صلي الله عليه و سلم قال : قال الله تبارك و تعالى يشتمني ابن آدم و لم يكن له أن يشتمني فأما شتمه إياي أن يقول : إني اتخذت ولدا و لم أتخذ ولدا ثم ذكر الحديث (الراوي: أبو هريرة و صححه الألباني)
و هل إذا كان "شركاء الوطن" من البوذيين أو الهندوس كنا سنضع صور الهلال مع صورة بوذا؟ أو كنا سنشاركهم في تقديس البقر!
و هل رأينا الألمانيات نزلن إلي الشارع مرتديات الحجاب لما قتل المتطرف الألماني مروة الشربيني؟
إننا كمسلمون نستنكر ما حدث و ندينه و نسعي إلي درء الفتن و إلي الحفاظ علي أمن الوطن و لكن هذا لا يعني أن نفرط في أعز ما نملك و أن نقر عقيدة تسب الله و تكذب حبيبنا صلي الله عليه و سلم.
و أخيرا، أدعوا كل مسلم في هذا البلد أن يدعوا الله و يلح عليه في الدعاء أن يحفظ علي مصرنا أمنها و أن يبعد عنها كيد الكائدين و أن يرجعنا للحق و التوبة إليه فلا سبيل للنجاة إلا بالعودة إلا الله.
( (وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون (النحل 112 )
__________________
قالوا كذبا : دعوة رجعية -- معزولة عن قرنها العشرين
الناس تنظر للأمام ، فما لهم -- يدعوننا لنعود قبل قرون؟
رجعية أنّا نغارُ لديننا -- و نقوم بالمفروض و المسنون!
رجعية أن الرسول زعيمنا -- لسنا الذيول لـ "مارْكسٍ" و " لِنين" !
رجعية أن يَحْكُمَ الإسلامُ في -- شعبٍ يرى الإسلامَ أعظم دين !
أوَليس شرعُ الله ، شرعُ محمدٍ ------ أولى بنا من شرْعِ نابليون؟!
يا رب إن تكُ هذه رجعيةً ------ فاحشُرْنِ رجعياً بيومِ الدين !