تبدأ بأغنية من التراث الشعبي سمعتها تغنى في أفراحنا : خدناها بالسيف الماضي ( سياسة العنف والقوة ) و أبوها ما كانشي راضي ( سياسة القتل لمن يأبى ويرفض ) من دمه حمرنا الميه وعجنا اللقمة للقاضي ( سياسة تمييع القضية وتبرئة الظالم ) فالقتيل ليس له دية وقد أطعمنا القاضى فأسكتناه عن قول الحق .. أغنية تفخر بالقدرة على فعل أي شيء وأخذ أي شيء حتى لو كان بالعنف والقوة والظلم والقهر
وتنطلق من هنا بتجربتك : تلك العروس .. تغطيها بالعار وتجعل حزنها قبيحا فقد ارتمت في أحضان الغريب .. والابن ترك ذلك ترك عار أمه وانشغل - إما بالدروشة أو الخوف - عن قضاياه وعن مأساة أمه ( وطنه ) فصار كالمهاجر وقد كفر كل شيء حوله الورد والشجر والريح والمجتمع والجوع
ثم تقرر حقيقة أن الذي يموت مخدوعا ( استسلاما دون مقاومة ) ليس شهيدا
لتعود ثانية إلى عروسة الفقر التي كان مقدم صداقها ( دم أبيها القتيل ) وارتمت في أحضان الغريب وقد توهمت حياة السعادة ( مرآة الوهم ) فغنت للوهم غنت ( للشيطان ) الذي ارتمت في أحضانه فخنق صوت غنائها فكان موتها ( فطيس ) أي لا قيمة له لا ثمن له فقد ماتت مخدوعة بوهمها وسعت وراء شهواتها فهي ليست شهيدة
كل هذا وابنها في حالة ( التوهان ) والدروشة شريد .. ما قام بواجبه .. ما كفها عن الحرام .. ما صرخ في وجه الظالم.. ما قرأ حركة الحياة واتجاهات المجتمع والفقر قراءة صحيحة ما صرخ في العيد ليعلم كيف عاد
لتختم بقول المتنبي ( عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ )
فعلا من مات مخدوعا ليس شهيدا
عفوا أستاذ سمير كتبت وعلقت مباشرة على عجل فإن كان هناك خطأ في التحليل فسببه العجلة فأنا أمامي الآن عمل آخر
دمت مبدعا
أحمد عز
|