عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 11-01-2011, 05:11 AM
الصورة الرمزية مصراوى22
مصراوى22 مصراوى22 غير متواجد حالياً
مــٌــعلــم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 2,629
معدل تقييم المستوى: 19
مصراوى22 is on a distinguished road
افتراضي

الحديث الشريف
الحديث الأول
: الصدق طريق الجنة
عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله  يقول :- " إنما الأعمال بالنيات , وإنما لكل امرئ ما نوي , فمن كانت هجرته إلي الله ورسوله فهجرته إلي الله ورسوله , ومن كانت هجرته إلي دنيا يصيبها , أو امرأة ينكحها , فهجرته إلي ما هاجر إليه " .

** معاني المفردات و الجمل :- الكلمة أو الجملة المعني- إنما- الأعمال- بالنيات- امرئ- هجرته - إلي الله ورسوله - دنيا - يصيبها- ينكحها - أداة قصر للتخصيص والتوكيد . - العبادات - النية : قصد الشيء مع اقتران هذا القصد بالفعل . - رجل- الانتقال من مكان إلي أخر - في سبيل دين الله ورسوله . - المراد ما في الحياة من متاع كالأموال والثمار والبضائع . - ينالها ويحصل عليها . - يتزوجها .*

الشرح :-  يختلف جزاء العمل عند الله باختلاف نية أصحابه , فمن كانت هجرته في سبيل الله , فله ثواب الهجرة حقاً , وإن كان المهاجر يطلب الدنيا , أو يرحل راغباً في امرأة يتزوجها فهجرته إلي ما هاجر إليه , وليس له ثواب المهاجر في سبيل الله .

** ما يرشد إليه الحديث

:- 1- يقوم العمل المستحق للثواب علي قاعدتين هما

:- * النية خالصة لله . * الجزاء علي هذا العمل .

2- إذا نوي الإنسان فعل الطاعة , ومنعه مانع خارج عن إرادته قله ثواب نيته
. 3- جزاء كل عمل يكون بنية صاحبه
.4- يدعونا الحديث إلي الإخلاص لله وحسن النية
. 5- التحذير من فتنة الدنيا وفتنة النساء
. 6- بما أنه لا هجرة بعد الفتح , فمعني الهجرة اليوم أن نهجر الرذائل إلي الفضائل .
7- الهجرة نموذج لكل عمل يخلص صاحبه وينوي به وجه الله

. ** معاني المفردات و الجمل :- الكلمة أو الجملة المعني- تتوكلون علي الله - حق توكله - لرزقكم كما يرزق الطير - خماصا - تعود بطانا - تعتمدون عليه . - توكلا حقيقيا صحيحا - فالطير تسعي للحصول علي رزقها , ولا تمكث في عشها حتي يأتيها رزقها - جياعا خالية البطون . - ترجع شباعا .

** الشرح :- * يوجهنا الرسول  إلي التوكل علي الله بمعناه الصحيح , بحيث نأخذ بالأسباب , ونباشر العمل واثقين بأن الله سبحانه وتعالي هو الذي يأتي بالخير ويدفع الشر مصداقا لقوله ـ تعالي " ومن يتوكل علي الله فهو حسبه " ويضرب لنا مثلاً من الطير , تخرج صباحا من أوكارها جياعا تبحث عن رزقها , فالتوكل علي الله لا يمنع السعي في سبيل العمل .*

* ما يرشد إليه الحديث

:- 1- هناك فرق بين التوكل علي الله والتواكل,فالأول عمل وثقة بتوفيق الله ـوالثاني ترك العمل انتظارا للرزق من الله2

- الإسلام يدعو أهله إلي السعي و العمل
. 3- الإخلاص في العمل و التبكير له من عوامل النجاح .
4- يحقق التوكل علي الله للمؤمن قوة روحية , وراحة نفسية . 5- التوكل علي الله يهيئ الأمن النفسي والرضا بالنتائج , ثقة بعدل الله وقضائه

. 6- التوكل علي الله منزلة سامية في الإسلام فهو تصديق عملي


الحديث الثانى

: من علامات الإيمان*

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال  " من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فلا يؤذ جاره , ومن كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليكرم ضيفه , ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ". ** معاني المفردات و الجمل :- الكلمة أو الجملة المعني- اليوم الأخر - لا يؤذ جاره - فليكرم ضيفه - فليقل خيرا - ليصمت - يوم القيامة . - لا يسئ إليه بالقول أو الفعل . - الضيف : هو النازل عند غيره . - كتوجيه النصح و أداء الشهادة . - ليسكت عن القول المحرم كشهادة الزور أو شتم الناس

.** الشرح :

- - هذا الحديث الشريف يشتمل علي ثلاثة توجيهات وهم
:- 1- التوجية الأول
:- هو النهي عن إيذاء الجار ( من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليكرم جاره ) , وذلك لأن الجار أرب الناس إلي جاره , فهو يعرف أسراره , ويقدر علي مساعدته قبل غيره , فإذا سادت روح المحبة بين الجيران عاشوا سعداء متعاونين , وقد أوصي الإسلام بالجار حتى وإن كان غير مسلم .
2- التوجية الثاني
: إكرام الضيف , بحسن استقباله , والبشاشة في وجهه , وتقديم التحية له , وقد عرف المسلمون الأوائل بإيثار الضيف علي النفس . 3- التوجية الثالث : قول الخير والسكوت عن الشر ؛ لأن قول الخير يفيد الفرد والجماعة ويقوي الروابط بينهم , أما قول الشر فيؤذي الناس ويقطع الصلة بينهم .

** ما يرشد إليه الحديث :
- 1- الإيمان بالله واليوم الأخر أساس العمل الصالح فإن الله عليم بما نعمل و اليوم الآخر آت حتماً
. 2- الإسلام حريص علي ما ينفع الفرد , وما يقوي روابط المجتمع . 3- عدم إيذاء الجار من الصفات الكريمة
. 4- يجب علينا أن نكرم الجار والضيف

. الحديث االثالث

: منهج الإسلام في العبادة* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ  ـ قال : إن الدين يسر , ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا , وقاربوا و أبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة , وشيء من الدلجة .** معاني المفردات و الجمل :- الكلمة أو الجملة المعني- يشاد - فسددوا- وقاربوا- وأبشروا- الغدوة - الروحة - الدلجة - يغالب . - الزموا السداد وهو الصواب . - أعملوا بما يقرب من الكمال . - افرحوا بالثواب علي العبادة . - السير في أول النهار . - السير بعد الزوال . - السير أخر الليل حيث ينتشر نور الفجر .

* الشرح :- - الإسلام دين السماحة واليسر , فقد أباح التيمم لمن لم يجد الماء للوضوء , كما أباح الصلاة من قعود لمن لم يستطيع القيام , وأباح الفطر للمريض والمسافر ثم يقضي , ومن يتشدد علي نفسه في العبادات , ويترك الرفق يعجز ويغلب . - ولذلك يأمرنا النبي  بالاعتدال والتوسط والسداد وهو الصواب ـ ثم يبشرنا بالثواب علي العمل الدائم وإن كان قليلاً . - ثم يرشدنا إلي الاستعانة علي دوام العمل وسداده بفعله في أوقات النشاط ( أول النهار ـ بعد الزوال ـ بين الفجر وطلوع الشمس )

. قال رسول الله  :" أحب الأعمال إلي الله أدومها و إن قل " . ** ما يرشد إليه الحديث :

- 1- يتميز الإسلام بأنه دين اليسر والبعد عن المشقة .
2- النهي عن المغالاة و التشدد
. 3- اختيار أوقات النشاط لأداء العمل والعبادة فيها
. 4- التشدد والتعمق في العبادة قد يؤدي إلي العجز و الانقطاع عن المواصلة
.5- الإسلام يدعو إلي قصد الثواب , ومقاربة الكمال


. الحديث الرابع

: المحاسبة علي النعم* عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله  : لا تزول قدما عبد حتى يسأل : عن عمره فيم أفناه ؟ وعن علمه فيم فعل فيه ؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ؟ وعن جسمه فيم أبلاه ؟ . *
* معاني المفردات و الجمل :- الكلمة أو الجملة المعني- لا تزول قدما عبد . - حتى يسأل - عمره - فيم أفناه ؟ - أبلاه - لا ينتقل إنسان يوم القيامة من مكانه في المحشر . - حتي يحاسب علي تصرفاته . - العمر : مدة الحياة .- في أي الأعمال قضي عمره ؟- أهلكه . **

الشرح :- - وهبنا الله كثيراً من النعم , كالحياة والعلم والمال والجسم وغيرها , وكلفنا بالعبادة والجهاد , وأمرنا بالزكاة و الصدقات والعمل الشريف . - ويوم القيامة يحاسبنا علي هذه النعم , فنستحق الثواب إن كنا محسنين ونعاقب إن كنا مسيئين . - فيسأل كل إنسان مكلف عن عمره .. فيم قضاه ؟ في طاعة الله والعمل الصالح ؟ أم في غير ذلك . - ويسأل عن علمه : فقد منحه العقل والحواس ليدرك ويتأمل ويتعلم لينفع نفسه و مجتمعه . - ويسأله عن ماله : كيف حصل عليه ؟ من طريق حلال أم حرام ؟ وفيم أنفقه ؟ في الخير أو الشر ؟ وهل أخرج زكاته ووصل به الأرحام وضحي بجزء منه في سبيل الله ؟ أم جعله وسيلة للشر والعبث و الفساد وقهر الناس ؟ - وعن جسمه .... فيم أبلاه ؟ فالصحة نعمة كبري يجب علينا أن نصونها وأن نشكر الله عليها بحسن الطاعة . *
* ما يرشد إليه الحديث

:- 1- حرص الرسول  علي مصلحة الناس . 2
- الحساب يوم القيامة حق , وكما يكون علي الأعمال بوجه عام . 3- الدنيا دار أعمال واختبار , والآخر دار حساب
. 4- خير الناس من طال عمره وحسن عمله .
5- قيمة الوقت , وقضاؤه في الخير .
6- الدعوة إلي تعلم العلم , وإلي تعليمه للناس .
7- الكسب الحلال من وسائله الشريفة المشروعة
. 8- إنفاق المال في الخير , كرعاية الأسرة , وإيتاء الزكاة , والصدقات .
9- المحافظة علي الصحة , بالبعد عما يضر الجسم و العقل

. الحديث الخامس

: الإسلام إيمان واستقامة* عن سفيان بن عبيد الله الثقفي ـ رضي الله عنه ـ قال : " قلت : يا رسول الله , قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحداً بعدك . قال : قل آمنت بالله ثم استقم . ** معاني المفردات و الجمل :- الكلمة أو الجملة المعني- لا أسأل عنه أحداً بعدك . - آمنت بالله - استقم - أي كلاما جامعا لا أحتاج بعده إلي سؤال أحد . - اعتقدت بوجود الله وحده . - الاستقامة : هي سلوك الطريق المستقيم . *

* الشرح :- - الرسول  إمام المعلمين , ولذلك كان الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ يحرصون علي الانتفاع بعلمه , فهذا صحابي جليل هو سفيان بن عبد الله . الثقفي يطلب من النبي أن يقول له من أمر الدين كلاما جامعا لا يحتاج بعده إلي سؤال أحد , فإجابة الرسول : " قل آمنت بالله ثم استقم " فهو قول بليغ موجز يشتمل علي الركنين المهمين في حياة المسلم وهما : ( الإيمان ـ و الاستقامة ) أي ( العقيدة ـ والعمل ) .
- فالركن الأول الإيمان : وهو الإقرار بوجود الله والاعتراف بأنه واحد والتصديق بكتبه ورسله و اليوم الآخر و بالقضاء والقدر , خيره وشره - و الركن الثاني : الاستقامة : وهي السير علي الطريق الصحيح بأداء العبادات وحسن الأخلاق وبذلك يتحقق معني الإسلام . *

ما يرشد إليه الحديث :- 1- حرص الصحابة علي معرفة أمور الدين .

2- جوهر الدين و العقيدة والعمل الصلح

. 3- بلاغة الرسول  وأن الله أختصه بجوامع الكلم

4- أهمية الإيمان بالله , وأثره في السلوك السليم .

5- الاستقامة هي التطبيق العملي لحقيقة الإيمان .

6- تواضع الرسول و استجابته لمطالب أصحابه


. 3- السيرة النبوية

مواقف من حياة الرسول محمد

لماذا كان الرسول  قدوة حسنة

؟1- لأن الرسول لا ينطق عن الهوى , ولا يميل عن الصراط المستقيم , وقد أقسم الله ـ تعالي ـ علي ذلك فقال " وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى

(2) وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى

(3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى" 2- كان الرسول صلوات الله عليه في جميع أحواله يمثل القرآن الكريم , حتى قالت عنه السيدة عائشة رضي الله عنها " كان خلقه القرآن "

. 3- كان الرسول علي خلق عظيم , اقرأ قوله ـ تعالي ـ في وصفه له : " وإنك لعلي خلق عظيم "

.  بعض مواقف من حياته تبين جانبا من أخلاقه

:- 1- تواضع النبي  التواضع : صفة حميدة , تناقض الكبر والتفاخر , وهناك فرق بين التواضع والخنوع و الذل ـ فالتواضع فضيلة والذل ضعف , قال الرسول صلوات الله عليه " طوبي لمن تواضع من غير منقصة , وذل نفسه من غير مسكنة " .  و إليك أمثلة من حياته تدل علي تواضعه قولا وعملا :- في شبابه وقبل أن يبعث رسولا تهدمت الكعبة بسبب السيل , وأرادت قريش إعادة بنائها فشاركهم محمد في نقل الحجارة , وفي أعمال البناء . كان يخيط نعله , ويرقع ثوبه بيده , ويأكل مع خادمه , ويشتري الشيء من السوق , ويحمله ويعود به إلي أهله , ويصافح الغني والفقير و الكبير والصغير ويسلم مبتدئا علي كل من يستقبله . كان يجلس بين الناس , ويتحدث معهم , ولم يمد رجليه بين أصحابه أبداً ولم يقم من زيارة أحد قبل أن يستأذنه . ارتعد رجل عندما لقي الرسول  هيبة له , فقال له " هون عليك فإنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد ( اللحم المجفف بالشمس بمكة " . كان يأتي ضعفاء المسلمين , ويزورهم , ويعود مرضاهم ويشهد جنائزهم , ويجلس علي الأرض , ويحلب الشاة , ويجيب دعوة الفقير علي خبز الشعير . كان يحث علي التواضع , ومن ذلك قوله ـ عليه الصلاة والسلام ـ "إن الله أوحي إلي أن تواضعوا" و" ما تواضع أحد لله إلا رفعه

" 2- رحمة النبي 

الرحمة : هي العطف والحنان و الرفق و الشفقة واللين , والرحمة من صفات الله ـ تعالي فهو قائل " إن رحمت الله قريب من المحسنين " , " وربك الغفور ذو الرحمة " .  والرحمة جوهر الإسلام , ومن أحل الرحمة أرسل النبي  , وفيها جوهر دعوته : قال ـ تعالي ـ: " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين "

.  مظاهر رحمة الرسول 

:- • لم تفارقه الرحمة في أي وقت , حتى مع غير المسلمين , فقد قيل له : ادع علي المشركين يا رسول الله . قال : " إني لم أبعث لعانا وإنما بعثت رحمة " . • جاءه رجل يستشيره في الخروج للجهاد , فقال : " ألك والدة ؟ " قال : " نعم " قال : " فالزمها فإن الجنة تحت رجليها " . • قدم عليه رجل يستأذنه في الهجرة , وقال : ما جئتك حتى أبكيت والدي . فقال " ارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما ". • كان يزور الأنصار , ويسلم علي صبيانهم , ويمسح علي رءوسهم . • كان يرحم الحيوان , ويطعمه مما في يده . • كان ينهي المجاهدين عن *** النساء و الشيوخ و الأطفال . • بعد فتح مكة لم ينتقم من أهلها , بل سألهم : يا معشر قريش , وما ترون أني فاعل بكم ؟ قالوا : خيراً أخ كريم و أبن أخ كريم . قال : اذهبوا فأنتم الطلقاء "


3- حسن معاملته  لأصحابه كان وفيا لأصحابه
, يحبهم ويقربهم ,

ومن أمثلة ذلك
:- 1- قوله عن أبي بكر :" ما أحد أعظم عندي يداً ( فضلاً ) من أبي بكر , واساني ( ساعدني ) بنفسه وماله , وانكحني ابنته

" 2- قوله عن أب بكر وعمر معاً :" أبو بكر وعمر مني بمنزلة السمع و البصر "

. 3- قال عن علي بن أبي طالب " علي أخي في الدنيا و الآخرة

) . 4- كان يحفظ الجميل لصاحب الجميل , ويكافئه عليه

. 5- لم يكن يعرف مجلسه من مجلس أصحابه , لأنه يجلس حيث ينتهي به المجلس

. 6- لم يكن يمد رجليه بين أصحابه ؛ لئلا يضيق بهما علي أحد

. 7- كان يكرم من يدخل عليه , وربما بسط ثوبه لمن ليست بينه وبينه قرابة ولا رضاع .

8- كان يجلس ضيفه علي الوسادة التي تحته , ويجلس هو علي الأرض .

9- كان يدعو أصحابه بكناهم , إكراما لهم , وكان يبتسم لأصحابه ليشعرهم بالرضا و السعادة


. 4- غزوة تبوك

موقع تبوك : تقع تبوك في شمال غرب شبه الجزيرة العربية , قرب حدود الشام ( وهي اليوم احدي مدن المملكة العربية السعودية ) قرب خليج العقبة . - سبب الغزوة : أراد الروم القضاء علي قوة المسلمين ودولتهم الفتية , ولاسيما بعد فتح مكة , حتى لا تستفحل , ويعجز الروم عن القضاء عليها فزحفوا إلي تبوك بأربعين ألفاً من جنودهم,وعلم المسلمون بذلك فساروا إليهم بثلاثين ألفا من المجاهدين بقيادة الرسول -

وقت الغزوة : شهر رجب في السنة التاسعة من الهجرة , وكان الوقت شديد الحرارة , والمسلمون في المدينة ينتظرون موسم الحصاد , فالثمار ناضجة , والناس يحبون المقام في ثمارهم , وظلالهم , لكن الرسول  كان يري أنه لو تواني عن لقاء الروم في هذه الظروف الحاسمة فإن المسلمين سيقعون بين جيش الروم يحصدهم من الأمام , والمنافقين يطعنونهم من الخلف , وستعود الجاهلية أشد ضراوة مما كانت عليه , لذلك عزم الرسول علي غزو الروم في حدودهم , حتي لا تضيع الفرصة بالتراخي و الإهمال . - تجهيز جيش المسلمين :- طبق المسلمين الحرب الجماعية , وقد تحركوا صيفا في موسم قحط شديد , وساروا لمسافة طويلة في الصحراء , فليس من السهل إمداد هذا الجيش الكبير في تلك الظروف القاسية بالمال و الطعام والماء والسلاح والجمال والخيل ؛ لذلك سمي هذا الجيش ( جيش العسرة ) وتعاون المسلمون في تجهيزه بما يملكون من أموال , فأنفق أبو بكر جميع أمواله , وأنفق عثمان , وعمر , والعباس , وطلحة , وعاصم بن عدي معظم أموالهم . - خروج الجيش وإعلان هدفه :- أعلن الرسول هدفه وهو غزو حدود الروم , ليتهيأ الناس نفسيا لتحمل الصعاب , لبعد المسافة , ونفقة المال , وقوة العدو المقصود إليه . - القضاء علي خطر المنافقين : كان المنافقون يأملون في هزيمة المسلمين علي يد الروم , واجتمع نفر منهم في بيت سويلم اليهودي يثبطون الناس عن الخروج للغزو , فبعث الرسول إليهم طلحة بن عبيد الله في جماعة فأحرق عليهم البيت , وقضي علي خطرهم . - نتائج الغزوة : أصيب الروم بالرعب خوفا من لقاء المسلمين فانسحبوا , وحصل المسلمون علي مكاسب كبيرة .  تخلف بعض المسلمين عن شرف الجهاد : جاء سبعة من المسلمين الفقراء يطلبون من الرسول أن يعطيهم الجمال أو الخيل التي يركبونها , ليذهبوا معه فقال لهم " لا أجد ما أحملكم عليه " فانصرفوا " وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون . فسموا ( البكائين ) فقد بكوا لأنه فاتهم شرف الجهاد , وهناك ثلاثة آخرون من صالحي المسلمين أيضا تخلفوا مع أنهم أغنياء , ولكنهم تخلفوا كسلا وميلا إلي الراحة فأمر الرسول المسلمين بمقاطعتهم وعدم الكلام معهم وهم ( مرارة بن الربيع ـ وكعب بن مالك ـ وهلال بن أمية ) فهجرهم الناس خمسين ليلة . فقد عفا عنهم الرسول بعد اعترافهم بخطئهم وفي إثناء مقاطعة المسلمين لهم جاء رجل برسالة من ملك غسان ـ التابع للروم ـ إلي كعب بن مالك أيضا أن يطمع في رجل من أهل الشرك ثم أحرق الرسالة ,

ونزلت آية التوبة ففرح هو وزميلاه , وعرض علي الرسول أن يتصدق بجميع أمواله . 


الدروس المستفادة عن غزوة تبوك

:- 1- المعلومات من أسلحة النصر : فقد علم المسلمون أن الروم و تحركاته

.2- التواني يضيع الفرصة ويعرض للخطر : فلو تواني الرسول لوقع المسلمون بين جيش الروم من أمامهم

. 3- سلامة الجبهة الداخلية : فقد قضي الرسول علي المنافقين الذين كانوا يجتمعون في بيت سويلم اليهودي .

4- الحرب الجماعية : باشتراك المسلمين في تجهيز جيش العسرة بالطعام والماء والنقل و السلاح

5- الجهاد شرف يحزن المتخلف عنه .

6- عقاب المتخلفين بدون عذر

.7- التزام الصدق

.8- رفض الإغراء بالخروج علي الجماعة

.9- الضبط : كانت طاعة المسلمين لأوامر الرسول في هجر المتخلفين دليلاً علي تمسكهم بالضبط الذي هو أساس النصر .

10- التدريب العنيف : في الجيوش الحديثة يدرب الجنود علي اجتياز الموانع .

11- وكانت تبوك آخر غزوة غزاها النبي بنفسه فلابد من الاطمئنان إلي كفاية جنوده قبل أن يلحق بالرفيق الأعلى

. 12- روح الروح المعنوية للجنود : لما نزل جيش المسلمين في تبوك

. 13- عظمة القيادة : علي رأس الدروس المستفادة من تبوك قيادة الرسول الجيش بنفسه .


5- البحوث والتهذيب1- السنة النبوية الشريفة-

معني السنة : السنة في اللغة : هي الطريقة ( و الجمع سنن ) أما سنة الرسول

 فالمقصود بها أقواله و أفعاله وتقريراته وصفاته الخلقية وسيرته . - وقد أنعم الله علي المسلمين بالقرآن الكريم والسنة النبوية معا في وقت واحد , فالقرآن كلام الله وهو مشتمل علي العقائد و المعاملات والعبادات والتشريعات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والأحوال الشخصية , وقصص الأنبياء والأمم السابقة , والسنة فيها تفصيل ,

وتوضيح لكل ذلك , وفيها بيان لحقوق الآباء علي الأبناء , وحقوق الأبناء علي الآباء , وحقوق الجار , والسنة توحي إلي النبي كالقرآن ؛ قال النبي  :" أوتيت القرآن ومثله معه " . - الفرق بين القرآن والسنة : أننا أمرنا بالتعبد بتلاوة القرأن في الصلاة وفي غيرها ـ ولم نؤمر بالتعبد بتلاوة السنة ولكننا نعمل بكل ما جاء فيها . - ولا يستطيع المسلم أن يستغني عن السنة , ومن يزعم أنه لا يأخذ بالسنة ويكتفي بالقرآن فقد أخطأ . - عناية المسلمين بالسنة : من مظاهر اهتمامهم بها أنهم حفظوها وفهموها , وعرفوا مقاصدها , وقد كان الصحابة يسألون الرسول فيما يشكل عليهم وكانوا يتناوبون حضور مجالس الرسول ؛ لكي يبلغ الحاضر منهم الغائب , حتى لا تتعطل أعمالهم وبذلك جمعوا بين خيري الدنيا والآخرة . - بدء تدوين السنة : بدأ تدوينها في أخر عهد النبي  , وكان الصحابة يفرقون بينها وبين القرآن ولكن الذي دون أثناء حياته قليل , ومعظمها نقل عن طريق الرواية من الحفاظ , إلي أن جاء خامس الخلفاء الراشدين عمر بن عبد العزيز في نهاية القرن الأول الهجري , فاهتم بتدوين السنة الكاملة ؛ خوفا عليها من الضياع ـ وعرف في هذا الوقت ما سمي بالمدونات ـ أو الصحائف ـ ومن أشهرها صحيفة عبد الله بن عمرو بن العاص وتسمي بالصحيفة الصادقة . - وفي القرن الثالث الهجري : صارت علوم الحديث من أهم العلوم الإسلامية , فأفردت الأحاديث في كتب خاصة , و غني العلماء بالتحقيق والتثبت مما جمع من الحديث , وجمعوه في كتب الجوامع الصحيحة للحديث النبوي .

- وفي القرن الرابع الهجري : تمت تنقية الحديث من الدخيل , وتمييز الصحيح من العليل , ثم انصرف العلماء إلي الشرح و التفصيل وقد اتفق العلماء علي

أن هذه الكتب الستة هي المصادر الأساسية لسنة الرسول وهي

:- 1- صحيح البخاري .
2- صحيح مسلم
. 3- سنن أبي داود .
4- سنن الترمذي
. 5- سنن أبن ماجه .
6- سنن النسائي .
( ولا يزال المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها إلي اليوم يهتمون بالسنة )

. الحديث القدسي والحديث النبوي والفرق بينهما-

معني الحديث القدسي : هو ما يخبر به الله النبي  تارة بالوحي , وتارة بالإلهام , وتارة بالمنام مفوضا إليه التعبير بأي عبارة شاء , فالمعني من عند الله , واللفظ من عند الرسول . مثاله , عن النبي  فيما يرويه عن الله عز وجل :" يا عبادي , إني حرمت الظلم علي نفسي , وجعلته بينكم محرما , فلا تظلموا " . - وسمي حديثاً : لأنه نوع من الكلام , وسمي قدسيا : لأنه منسوب إلي الله تعالي وذاته المقدسة . - معني الحديث النبوي : هو كل ما نسب إلي النبي  خاصة في فعل أو قول أو تقرير أو صفة . - ومثاله من الفعل : أن يقول الصحابي :" كان النبي  إذا دخل بيته بدأ بالسواك . الفرق بين الحديث القدسي و القرآن

1- للقرآن خصائص ليست للحديث القدسي

: فالقرآن موحي بلفظه ومعناه وترتيبه , ومنقول إلينا تواتراً ومتحد بلفظه ومعناه , ومتعبد بتلاوته , ويحرم علي الجنب قراءته , والجملة منه تسمي سورة , ولا تجوز روايته بالمعني , وهو بجميع آياته وسوره قد نزل به الروح الأمين علي قلب خاتم المرسلين , صلوات الله وسلامه عليه وعلي جميع الأنبياء .

2- أما الأحاديث القدسية : فليس لها شيء من تلك الخصائص والمزايا فهي أحاديث تروي عن طريق الآحاد , لا عن طريق التواتر أو تأخذ

. تعريف بأحد أئمة الحديث( الإمام البخاري 194هـ - 256هـ )مولده :

هو إمام أهل الحديث ـ أبو الحديث ـ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة , ولد سنة 194هـ , ونسب إلي ( بخاري ) أعظم مدن ما وراء النهر , وهي من الإقليم المعروف اليوم بــ ( تركشان الغربية ) في روسيا . تكوينه العلمي : ظهر نبوغه من صغره , منذ دخل ( الكتاب ) فرزقه الله عقلاً ذكياً , وقلباً واعياً , وحافظة قوية فحفظ القرآن الكريم , الأحاديث النبوية وهو لم يبلغ العاشرة من عمره . ولما شب رحل فيطلب العلم إلي الأقاليم الأخري , وكتب إلي معظم علمائهم , أمثال : أحمد بن حنبل . تلاميذه :- كان مجلسه العلمي حافلا بطلاب العلم , ومن أعلامهم ( الترمذي ـ النسائي ) . كتابه الجامع الصحيح : أشهر كتبه ( الجامع الصحيح ) المعروف بــ ( صحيح البخاري ) ( ويشتمل علي 9082 حديثا , وقد قسمه إلي كتب عددها 97 كتابا , وكل كتاب مقسم إلي أبواب ـ وعدد الأبواب 3540 بابا . عناية العلماء بصحيح البخاري : اهتم به العلماء والشارحون , وطبع طبعات كثيرة في مشارق الأرض ومغاربها

, ومن أهم شروحه ( فتح الباري في شرح البخاري ) لابن حجر العسقلاني

. وفاته : توفي البخاري سنة 256هـ ـ ودفن في بخاري ـ وقبره بها معروف للآن ؛ فقد عاش اثنين وستين عاما أمضاها في سبيل العلم و التأليف ـ رحمة الله


ـ2- صفات يتحلى بها المؤمن تمهيد :

قال النبي  : إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " .  وهذه الصفات يجب أن يتحلى بها المؤمن ويظهر أثرها في سلوكه . o آداب الزيارة . o آداب الطريق . o صون اللسان و اليد . o الاعتماد علي النفس . o آداب الزيارة

. التزاور بين الناس عادة اجتماعية , تؤدي إلي تقوية العلاقات الإنسانية , ولها آداب وضح القرآن قواعدها في الآيتين (27-28) من سورة النور ـ قال الله تعالي " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ( 27) فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (28) " . ( وقر : استقر ***** تستأنسوا : تستأذنوا ***** أزكي : أحسن ) .  فللبيوت حرمة تجب مراعاتها , فلا يدخلها غير أهلها إلا باستئذان , فإن لم يوجد أحد , أو لم يسمح بالدخول ننصرف , حتى لو كان بيتا ليس فيه إلا أمه و أخواته . 

ومن آداب الزيارة ما يأتي :- 1- عدم الإلحاح في الاستئذان

. 2- اختيار الوقت المناسب للزيارة .

3- ينبغي إخطار صاحب البيت بموعد الزيارة

. 4- لا تطول مدة الزيارة . 5- يحسن ألا تكون الزيارة في أماكن العمل إلا للضرورة .

* آداب الطريق

.1- يدعو الإسلام إلي الوقار في السير بالطريق .

2- إلقاء السلام : علي من تعرف ومن لم تعرف , فتقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . قال الرسول : " تطعم الطعام , وتقرئ السلام علي من عرفت ومن لم تعرف " .

3- التسليم يكون : من الراكب علي الماشي , ومن الماشي علي القاعد , ومن القليل علي الكثير , ومن الصغير علي الكبير

. 4- رد السلام : واجب بأحسن منه , قال ـ تعالي _: ( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ) .

5- عدم التسكع في الطريق بلا هدف , وعدم الوقوف علي النواصي لمعاكسة الفتيات وعدم رفع الصوت

. 6- الحذر من أخطار الطريق : فلا نلقي فيه الأوراق المهملة
. 7- الحرص علي نظافة الطريق : فلا نلقي فيه الأوراق المهملة أو القاذورات
. 8- البعد عن العادات السيئة : كاللعب بالكرة في الشارع .

9- نرفع عن الطريق كل ما يؤذي المارة .

10- مساعدة من يحتاج إلي المساعدة : كالأعمى و المريض و الضعيف . o صون اللسان و اليد .

الإسلام يدعو إلي الإخلاص و الوفاء والنبل و النقاء , فيجب :- 1- صون اللسان عن الغيبة : وهي أن تذكر الغائب بما يكره

. 2- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : بالحكمة والموعظة الحسنة .

3- صون اللسان عن النميمة : وهي الإيقاع بين الناس , بنقل الكلام من شخص لآخر لإفساد العلاقة بينهما

4- البعد عن شهادة الزور : لأنها تضيع الحقوق .

5- صون اللسان عن الفحش في القول . وصون اليد مطلوب وضروري من المسلم فقد حرم الله الإسلام ما يأتي حرصا منه علي طهارة اليد وصيانتها من الشر

. 1- الرشوة : حرام علي الراشي و المرتشي .

2- الغش : في الميزان و الامتحانات

. 3- الاعتداء علي الآخرين : حرام لأنه يضر الأفراد . * الاعتماد علي النفس .*

الثقة بالنفس من عوامل النجاح في الحياة ,
وذلك يتحقق بما يأتي :- 1- العمل .
2- السعي في طلب الرزق .
3- الاعتماد علي النفس يحقق العزة والكرامة .
4- العمل يقضي علي الفقر ويزيد الإنتاج .
5- الاعتماد علي النفس في طلب الرزق لا يتعارض مع الأعتماد علي الله
6- العمل خير من انتظار الصدقات
. 7- الحل في الإسلام هو العمل

. 3- من قضايا المال

(أ) التنمية معني التنمية : هي العمل علي رفع مستوي الفرد ؛ ليبلغ دخله في السنة نظير دخل غيره من الدول الآخري المتقدمة في العالم ـ والتنمية من الأمور التي يدعو إليها الدين , لأنها تؤدي إلي رفع المستوي الثقافي . ***

* كيف نزيد التنمية ؟

1- لابد أن نعمل بكل جدية وإخلاص وحيوية ونشاط في شتي مجالات الحياة كالزراعة والصناعة وتعمير الصحراء

. 2- شمول التنمية للمدن و القرى , مع الجودة و الإتقان ؛ ليزيد الإنتاج .

3- الاعتقاد بأن العمل عبادة فهو واجب علي كل فرد في الأمة ما دام قادر عليه .

4- توجيه الاستثمارات المحلية و العربية و الإسلامية لإيجاد فرص العمل حتى نقضي علي البطالة .
5- التكامل الاقتصادي العربي والإسلامي وإيجاد سوق مشتركة لمواجهة التكتلات الاقتصادية الآخري
. 6- التعاون بين العرب و المسلمين لاستغلال الثروات الطبيعية والبشرية في المواقع المناسبة .

**** ثمرات التكتل الاقتصادي العربي

:- 1- زيادة حجم السوق : لتشمل الوطن العربي من الخليج إلي المحيط لخدمة أكثر من 150 مليون من البشر ولاسيما بعد عودة فلسطين

. 2- التنافس في جودة الإنتاج

. 3- ارتفاع معدل التنمية في الدول الأعضاء

4- هذا التكتل الاقتصادي العربي : يؤدي إلي جذب رءوس الأموال الأجنبية .

5- الحد من انتشار البطالة .


(ب) العمل1- فضل العمل

: العمل عبادة , لأنه يعود علي الفرد والمجتمع بالخير , سواء أكان ذلك في مجال الزراعة أم الصناعة , أم التجارة , أم الخدمات الصحية والتعليمية والسياحية وغيرها .

2- نظرة الإسلام إلي العمل : خلق الله الإنسان , وجعله خليفة له في الأرض ليعمرها , ويستثمرها بالعمل وقد حث الإسلام علي العمل وإتقانه وإجادته , ويقول الرسول  " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه " . • وقد كان الأنبياء يعملون لكسب الرزق , ومعظمهم كان يرعي الغنم .

3- حاجة الأمة إلي عمل أبنائها : في بلادنا مجالات واسعة للعمل الفردي والجماعي , كتعمير الصحراء ـ والتجارة ـ والخدمات السياحية ـ وتشجير المدن ـ ومحو الأمية ـ ونظافة البيئة ـ فعلي الشباب أن يعملوا متوكلين علي الله بعزيمة صادقة ؛ ليسهموا في التنمية .

(ج) الأحتكار- معناه : الاحتكار هو حبس شيء يستعمله الناس في حياتهم , و يتضررون لمنعه عنهم لشدة حاجتهم إليه ـ سواء أكان طعاما أم غير طعام ـ وهذا المحتكر يرفع سعر بضاعته عند بيعها للناس وقت الضيق و الحاجة .

أضرار الاحتكار :
- 1- ي*** روح المنافسة الشريفة
2- يعمل علي نشر جرائم الربا والحقد .
3- يتسبب في خلق الأزمات .

موقف الإسلام من الأحتكار :

- 1- نهي الإسلام عن التغالي في الربح

. 2- نهي الرسول عليه السلام عن الاحتكار فقال " الجالب مرزوق والمحتكر ملعون " .

3- المحتكر خارج عن دين الله .
4- الإسلام يرعي المصلحة العامة
. 5- يجمع الفقهاء علي تحريم الاحتكار

, وعلي عقاب المحتكرين بما يأتي :- 1) يؤمر المحتكر ببيع البضاعة بسعر المثل , فإذا لم يبع باعها القاضي بالسعر المناسب إذلالا له .

2) يعزر المحتكر ( أي يعاقب بالحبس ) 


كيف تنجو البشرية من أضرار الاحتكار

:- 1- عندما يتجه أصحاب التجارة و الزراعة والصناعة بعملهم إلي الله .

2- عندما يؤمن الأغنياء بحق الله وحق الفقراء فيما رزقهم الله من أرباح

3- عندما يراعي الجميع المصلحة العامة

. 4- عندما يؤمن الجميع أن شكر الله علي النعمة يزيده ( لئن شكرتم لأزيدنكم ) . 

أثر القضاء علي الأحتكار

- - تنعم البشرية بالسلام من الجشع والطمع , ويختفي التناحر والتناقض , ويعيش الجميع في أمن ومحبة وإخاء .

(د) الادخار وعدم الإسراف -

الأدخار ظاهرة اجتماعية قديمة , لأنه شيء طبيعي عند كل الأحياء فالنحل والنمل والجمل والنبات يحتفظ بجزء من غذائه لوقت الحاجة , وكذلك الإنسان , ولكنه بالعقل يستطيع تنظيم هذا الجزء المدخر , ويستغله في الاستثمار . - والإسلام يحث علي الادخار وعدم الإسراف . - وفي سورة يوسف دروس عملية في الادخار يحفظ جزء من المحصول في سنابله خلال السنوات السبع المثمرة والانتفاع به في السنوات السبع العجاف .

- و الادخار مفيد للفرد والمجتمع . -

وهناك ادخار قومي إجباري , باقتطاع نسبة مئوية من المرتبات واستثمارها . -

ومن هذه المدخرات تقام المصانع وتستصلح الأرض وتبني المساكن . -

و إذا كان الادخار مفيد فالإسراف ضار سواء كان في إضاعة الوقت

6- من الشخصيات الإسلامية

1- أبو الدرداء

• نشأته : نشأ أبو الدرداء في مكة قبل الإسلام وكان صاحب مال وفير يستثمره في التجارة , وعرف بالصدق والأمانة وعدم الغش

. • إسلامه

: تفتح عقله وقلبه للإسلام , فذهب إلي الرسول  واعتنق الدين الحنيف علي يديه . • جمعه بين التجارة والعبادة : لم يترك الدنيا ويتفرغ للعبادة وإنما استطاع أن يجمع بين التجارة والعبادة . • هجرته وجهاده : هاجر في سبيل الله وجاهد لرفعة شأن العقيدة . • صفاته : كان عابداً زاهداً , يتأمل الكون ويذكر الله الخالق , ولا يأخذ من الدنيا إلا ما يطعم به أهله , ويكسو أسرته . • ومن أمثلة زهده في الدنيا : أن رفض تزويج ابنته ( الدرداء ) ليزيد بن معاوية حتى لا تفتنها زينة الحياة الدنيا ـ وزوجها لشاب فقير

. • نماذج من كلامه :

- (أ‌) من رسالة بعث بها إلي أحد أصدقائه يحذره من زوال الدنيا " أما بعد ـ فلست في شيء من عرض الدنيا إلا وقد كان لغيرك قبلك , وهو صائر لغيرك من بعدك , وليس لك منه إلا ما قدمت لنفسك .."

(ب‌) من خطبه له في أهل الشام بعد أن ولاه عثمان بن عفان قاضيا ً هناك " يأهل الشام , أنتم الإخوان في الدين , والجيران في الدار , والأنصار علي الأعداء , ولكن أراكم لا تستحون , تجمعون ما لا تأكلون , وتبنون ما لا تسكنون . • وفاته ودفنه في الإسكندرية : قضي أبو الدرداء جانبا من آخر عمره بمصر يدعو إلي الله بالحكمة والموعظة الحسنة , حتى توفي ودفن في بقعة طاهرة من أرض مدينة الإسكندرية , وأقيم حول قبره مسجد أبي الدرداء

.2- العز بن عبد السلام

- نشأته : هو أبو محمد عز الدين بن عبد السلام , ولد في دمشق سنة 577هـ - 1181م , وحفظ القرآن , ودرس العلوم اللغوية وتفسير القرآن والحديث والفلسفة علي أيدي الأستاذة المعروفين في دمشق وتتلمذ عليه كثير من علماء عصره حيث كان يقوم بتدريس اللغة والعلوم الإسلامية في دمشق . - رحيله إلي مصر :- عرف العز بن عبد السلام بالجرأة في الحق , والدفاع عن حرية العرب والمسلمين , ووقوفه ضد سلطان الشام ( الصالح إسماعيل ) الذي تعاون مع الصليبيين ضد مصر وسلطانها ( الصالح نجم الدين أيوب ) , فرحل إلي القاهرة سنة 639هـ - 1241م وقضي بها أكثر من عشرين عاما تولي خلالها كثيرا من المناصب
:- 1- الخطابة في جامع عمر بن العاص
. 2- و الإشراف علي عمارة المساجد
.3- ومنصب قاضي
. 4- ومنصب الإفتاء ـ وغير ذلك كله كان له كثير من المواقف المشهودة . - جهاده الاجتماعي والقومي : كانت له مواقف وطنية وقومية واجتماعية سواء في الشام أم في مصر

. (أ) فمن مواقفه الاجتماعية التي سجلها لنا التاريخ عن ذلك
العالم العملاق : أنه حدثت أزمة شديدة في دمشق حتى صارت البساتين تباع بالثمن القليل , فأعطته زوجته بعض مصاغها وقالت له : بعه واشتر لنا به بستاناً نصيف فيه , فأخذه وباعه وتصدق بثمنه علي المحتاجين ـ ولما سألته زوجته : هل اشتريت لنا البستان ؟ قال : نعم ؟ لقد اشتريت بستانا في الجنة ـ فقد وجدت الناس في شدة فتصدقت بثمنه

. (ب) كان داعية للمساواة بين العامة والحكام في تحمل عبء الجهاد لتحرير الوطن من التتار .

(ج) وفي مصر تصدي لاستبداد المماليك , وأصر علي بيعهم لحساب بيت مال المسلمين , ثم تحريرهم من رقهم بطريق شرعي , فقد اشترتهم الدولة ( الأيوبية ) وهم صغار كعبيد ثم علمتهم ودربتهم علي السلاح ليدفعوا عنها ـ وقد تم له ما أراد , فبيعوا وصرفت أثمانهم في وجوه الخير

. (د) وعندما بلغ الثمانين من عمره كان الزحف التتري قد وصل بتهديده إلي أبواب مصر , وعندما دار الحديث بينه وبين صديقه السلطان ( قطز ) حول حرب التتار , قال له الشيخ : اخرجوا لقتالهم وأنا أضمن لكم علي الله النصر . قال قطز : إن المال في خزائني قليل , و أريد أن أقترض من التجار , فقال له الشيخ : إذا أحضرت ما عندك وعند حريمك , وأحضر الأمراء ما عندهم من الحلي الحرام , وضربته سكة ( جعلته نقودا ذهبيا ) , ثم فرقته علي الجيش , ولم يقم بكفايتهم , وفي ذلك الوقت من حقك أن تطلب القرض , وأما قبل ذلك فلا . فأحضر ( قطز ) والأمراء كل ما عندهم بين يدي الشيخ عز الدين ,وتم تجهيز الجيش : الذي خرج لمواجهة التتار وهزيمتهم في عين جالوت , وإنقاذ العالم العربي و الإسلامي من شرهم سنة 658هـ ـ 1260م . - وفاته : توفي بمصر سنة ( 660هـ ـ 1262م ) .

* مؤلفاته :
- بلغت ثمانية عشر مؤلفا منها :- 1- أمجاد القرآن
. 2- الإمام في أدلة الأحكام
. 3- الفتاوي الموصلية .
4- الفتاوي المصرية
. 5- الغاية في اختصار النهاية .
6- كتاب القواعد الكبرى . 7- التفسير . 8- بيان حول أحوال الناس يوم القيامة
[IMG]http://www.******.com/vb/images/smilies/n1/17.gif[/IMG][IMG]http://www.******.com/vb/images/smilies/n1/6.gif[/IMG]جزاكم الله خيرا عنا مصراوى22
__________________
رد مع اقتباس