يا أتباع إبراهيم، لا ترفعوا الأوثان
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
أخي المسلم.. لقد هداك الله لملة إبراهيم الخليل عليه السلام محطم الأصنام، ونعوذ بالله أن نكون ممن يرفع الأوثان وهو لا يدري.
وهل يمكن لمسلم أن يرفع الأوثان وهو لا يدري؟ أقول لك نعم للأسف..
قد حدث هذا على صفحات المواقع الاجتماعية، فهل تعرف حكم رفع الصليب سواء على صفحات المواقع الاجتماعية أو الملابس أو غيرها؟
تعال معا نقرأ ما ورد في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم:
- عن عدي بن حاتم الطائي رضي الله عنه قال: "أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب من ذهب فقال يا عدي اطرح عنك هذا الوثن ، وسمعته يقرأ في سورة براءة : { اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله } ، قال : أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم ، ولكنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئا استحلوه ، وإذا حرموا عليهم شيئا حرموه" رواه الترمذي وحسنه الألباني.
فهنا سماه النبي صلى الله عليه وسلم وثنا، وأمر بطرحه، يعني أن يرميه. فماذا إن رأى المسلمين يحفظون الصليب على صفحاتهم؟
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده ، ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما مقسطا ، فيكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويضع الجزية ، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد" رواه البخاري.
هنا بشر النبي صلى الله عليه وسلم بفعل عيسى بن مريم عليه السلام، فماذا لو رأى المسلمين وهم يرفعون الصليب؟
- عن عائشة رضي الله عنها، أخبرت: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كان لا يترك في بيته شيئا فيه تصليب إلا قضبه" وفي لفظ: "نقضه" رواه أبو داود وصححه الألباني.
أترانا إذا علمنا هدي النبي صلى الله عليه وسلم، هل نفعل مثله؟
- روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا عن يوم القيامة في: "ينادي مناد - أي يوم القيامة - : ليذهب كل قوم إلى ما كانوا يعبدون ، فيذهب أصحاب الصليب مع صليبهم ، وأصحاب الأوثان مع أوثانهم ، وأصحاب كل آلهة مع آلهتهم ، حتى يبقى من كان يعبد الله" رواه البخاري.
إخوتاه.. نسأل الله أن يحشرنا مع النبيين، وأن يجنبنا طريق الصليبيين.
- عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم علي ثوبين معصفرين، فقال: "إن هذه ثياب الكفار فلا تلبسها" رواه مسلم.
فما كان من خصائص الكفار فلا يحل لنا أن نتشبه بهم فيه ولا أن نعظمه ولا أن نرفعه.
وتعال يا أخي الكريم لنرى كيف فهم الصحابة رضوان الله عليهم من النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأمر:
فقد روى أبو بكر الخلال أن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أتى بيتاً، فرأى شيئاً من زي العجم، فخرج وقال: من تشبه بقوم فهو منهم.
وعن حزام بن معاوية قال: "كتب إلينا عمر بن الخطاب أن أدبوا الخيل ولا يرفعن بين ظهرانيكم الصليب ولا تجاورنكم الخنازير" أخرجه ابن كثير بإسناد جيد.
وقد كان من شروط عمر بن الخطاب رضي الله عنه على أهل الذمة: "ولا يظهروا صليبا ولا شيئا من كتبهم في شيء من طرق المسلمين" رواه ابن حزم في المحلى وابن القيم في أحكام أهل الذمة.
كان هذا شرط الفاروق على أهل الذمة، وكانوا يلتزمون به، فهل يحب من يرفع الصليب من المسلمين أن يكون أسوأ حالا من أهل الذمة في عهد عمر؟؟
وانظر إلى كلام علماء المسلمين في لبس ما هو من شعار المشركين، مثل "الزنار"، وهو مثل الحزام اليوم، وله صفة معينة، وكان يلبسه أهل الذمة تمييزا لهم عن المسلمين ليتفرقوا عنهم.
قال الإمام النووي:
"ولو شد الزنار على وسطه كفر واختلفوا فيمن وضع قلنسوة المجوس على رأسه والصحيح أنه يكفر ولو شد على وسطه حبلا فسئل عنه فقال هذا زنار فالأكثرون على أنه يكفر". روضة الطالبين.
وينزل منزلته الآن الصليب فهو من أخص خصائصهم.
وقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة هذه الفتوى:
- اختلفنا في المسلم الذي يلبس الصليب شعار النصارى، فبعضنا حكم بكفره بدون مناقشة، والبعض الآخر قال: لا نحكم بكفره حتى نناقشه، ونبين له تحريم ذلك، وأنه شعار النصارى، فإن أصر على حمله حكمنا بكفره.
- الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
التفصيل في هذا الأمر وأمثاله هو الواجب، فإذا بين له حكم لبس الصليب، وأنه شعار النصارى ودليل على أن لابسه راض بانتسابه إليهم، والرضا بما هم عليه، وأصر على ذلك حكم بكفره، لقوله عز وجل: (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) [المائدة:51]. والظلم إذا أطلق يراد به الشرك الأكبر.
وفيه أيضاً إظهار لموافقة النصارى على ما زعموه من قتل عيسى عليه الصلاة والسلام، والله سبحانه قد نفى ذلك وأبطله في كتابه الكريم، حيث قال عز وجل: (وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ) [النساء:157].
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس
عبد الله بن قعود عبد الله بن غديان عبد الرزاق عفيفي عبد العزيز بن عبد الله بن باز
والله أعلم.
نسأل الله أن يتوب على عصاة المسلمين وأن يردنا إلى دينه ردا جميلا.
__________________
قالوا كذبا : دعوة رجعية -- معزولة عن قرنها العشرين
الناس تنظر للأمام ، فما لهم -- يدعوننا لنعود قبل قرون؟
رجعية أنّا نغارُ لديننا -- و نقوم بالمفروض و المسنون!
رجعية أن الرسول زعيمنا -- لسنا الذيول لـ "مارْكسٍ" و " لِنين" !
رجعية أن يَحْكُمَ الإسلامُ في -- شعبٍ يرى الإسلامَ أعظم دين !
أوَليس شرعُ الله ، شرعُ محمدٍ ------ أولى بنا من شرْعِ نابليون؟!
يا رب إن تكُ هذه رجعيةً ------ فاحشُرْنِ رجعياً بيومِ الدين !