
15-01-2011, 09:46 PM
|
 |
عضو مجتهد
|
|
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 131
معدل تقييم المستوى: 15
|
|
" قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين , فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم "
فعند ذلك, اعتصم يوسف بربه, واستعان به على كيدهن و " قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ " وهذا يدل, أن النسوة, جعلن يشرن على يوسف في مطاوعة سيدته, وجعلن يكدنه في ذلك.
فاستحب السجن والعذاب الدنيوي, على لذة حاضرة, توجب العذاب الشديد.
" وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ " أي: أمل إليهن, فإني ضعيف عاجز.
إن لم تدفع عني السوء, صبوت إليهن " وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ " فإن هذا جهل.
لأنه آثر لذة قليلة منغصة, على لذات متتابعات, وشهوات متنوعات, في جنات النعيم.
ومن آثر هذا, على هذا, فمن أجهل منه؟!! فإن العلم والعقل, يدعو إلى تقديم أعظم المصلحتين, وأعظم اللذتين, ويؤثر, ما كان محمود العاقبة.
فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ " حين دعاه " فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ " فلم تزل تراوده وتستعين عليه, بما تقدر عليه من الوسائل, حتى آيسها, وصرف الله عنه كيدها.
" إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ " لدعاء الداعي " الْعَلِيمُ " بنيته الصالحة, وبنيته الضعيفة المقتضية لإمداده بمعونته ولطفه.
فهذا ما نجى الله به يوسف من هذه الفتنة الملمة, والمحنة الشديدة.
وأما أسياده, فإنه لما اشتهر الخبر وبان, وصار الناس فيها, بين عاذر, ولائم, وقادح.
__________________
اذا غامرت في شرف مروم....فلاتقنع بمادون النجوم
فطعم الموت في امر حقير....كطعم الموت في امر عظيم
|