ـــــــــ*×*ـــ((5))ـــ*×*ـــــــــ
جلست في قاعة المحاضرة و انا
مشغولة البال...
يا الله... كم سيكون عدد المتبرعين يا ترى؟ كم سيكون
المبلغ؟
يا لحظك يا مرام... كلما تبرع واحد كانت لك حسنات إضافية دون أن ينقص من
حسناته شيء!!
((الدال على الخير كفاعله))
و أنت دللت على الخير و شجعت
عليه...
ما أحلى الاحساس بالإيجابية... ما أحلى إحساس الفرد بانتمائه إلى
المجموعة
ما أحلى الأخوة في الإسلام، حيث لا يؤمن أحدنا حتى يحب لأخيه ما يحبه
لنفسه...
و وجدتني أعانق راوية في سعادة ناسية أننا في قاعة المحاضرة
ـ
مرام!! هل جننت؟؟ الناس ينظرون إلينا! أنت مثيرة للشبهات... مادا دهاك؟؟
ـ أحبك
في الله يا راوية!!
نظرت إلي كمن ينظر إلى مجنون يخشى ردة فعله العصبية
ـ
أحبك الله الدي أحببتني فيه، لكن ما لزوم العناق في قاعة المحاضرة؟؟
ـ التعبير
عن الحب ليس مرتبطا بمكان و لا زمان
هزت كتفيها في يأس
ـ لا حول و لا قوة
و لا بالله... أرجو أن تشفي بسرعة من مرض الحب المفاجئ لأنني لا أريد أن أتعرض إلى
المزيد من المواقف المحرجة بسببك
وقفنا في وسط الساحة نراقب جموع الطلبة بعد
أن عثر كل منهم في درجه على القصاصة الإعلامية، و قد تجمع بعضهم في حلقات يتناقشون
المسألة...
اقتربت منا سهير، طالبة في الصف الرابع و هتفت
ـ هل قرأتما
القصاصات؟ جميل... الآن ستدهبان أمامي إلى مكتب الدكتورة منى... هيا، هيا بلا
تأخير!! الجميع يجب أن يشارك... إنها حالة إنسانية...
ثم انطلقت إلى
المجموعات الأخرى المتفرقة في الساحة تحثهم على التبرع، و بالفعل كان عدد منهم
يتوجه إلى المبنى المقابل حيث مكتب الدكتورة منى...
نظرت إليها و على شفتي
ابتسامة سعيدة...
إنها تنال نصيبها من الحسنات هي الأخرى، الحمد لله أنها لا
تنقص من حسناتي شيئا و لا من حسنات المتبرعين...
ـ كم أحبك في الله يا
سهير...
نظرت إلي راوية مبهوتة و تنهدت
ـ يا إلهي، ها قد عادت إليها حمى
الحب!!
تم جمع المبلغ، و قد ساهم الكثيرووون و خلال أيام قليلة تمكنت أم
نهى من إجراء العملية...
لم أكن إلى جانب نهى حين تسلمت المبلغ من الدكتورة منى
و هي في غاية التأثر و الحيرة، لكنني أتخيل دموعها التي كانت تسيل على خديها بغزارة
في عدم تصديق... فتسيل دموعي في فرح حقيقي
أنا و بكل فخر صنعت الحدث بتوفيق
من الله تعالى
و الله إنه شعور لا يعادله شعور
أن يستخدمك الله لتيسير شؤون
عباده
اللهم استخدمني و لا تستبدلني و وفقني إلى ما تحبه و
ترضاه...
اليوم كنت في زيارة والدة نهى رفقة بعض الأخوات...
جميعنا لم
تربطنا بها صداقة سابقة... لكنها الأخوة في الله
فالحمد لله على نعمة
الإسلام...
إنها الخطوة الأولى... لقد أيقنت بأنني قادرة على أن اكون فاعلة
و إيجابية في محيطي، و لا تزال أمامي خطوات كثيرة لتحقيق
الحلم...
تمت الحلقة الأولى
بحمد الله