ظللت لاعوام طوبلة احارب الغش فى مدرستى واوضح لتلاميذى عاقبته بمقارنته بالسرقة واخذ الانسان لما لا يستحق واقول لهم هل يحل لجائع ان يسرق لكى يسد جوعه؟ فيجيب التلاميذ الصغار بلا دون تردد ... ثم أقول لهم كذلك لا يحل لك فى الامتحان ان تغش حتى تجيب على الاسئلة فهذه كتلك لا فرق بينهما فى الاثم. وكنت دائما ارد على تلاميذى -عند قولهم بان الاستاذ فلان غشش الطالب الفلانى فى الامتحان -أرد عليهم بأن المدرس الذى يغشش طالبا كالاب الذى يدخل سوبر ماركت ومعه ابنه ثم يقوم الابن بسرقة الحلوى والوالد يحجبه عن أعين صاحب المحل. كنت الجأ لمثل هذه الامثلة لكى اكره الاولاد فى عملية الغش التى لا يرون بشاعتها وقبحها كرؤيتهم لبشاعة وبغض السرقة ... لأنه بكل اسف نقول دائما ان الشعب المصرى متدين بطبعه وهو مفهوم خاطئ عن التدين بأنه مجرد صلاة وصوم وحج وعمرة ثم نخرج من المسجد ونعود من العمرة لنرتشى ونغش ونأكل أموال الناس بالباطل ونختلس اموال البنوك ... كنت افول لزملائى ممن يسمون تغشيشهم لتلاميذهم (مساعدة ).. أنتم من يخرج للمجتمع المختلسون والمرتشون واكلى اموال الناس بالباطل فلا تلومون الا انفسكم ..
وانا معك يا استاذ احمد فى النموذج الذى عرضته للمدارس الابتدائية فهو نموذج منتشر ولكن فى نفس الوقت فاننى احزن اشد الحزن عند رؤية تلاميذى عندما ينتقلون للمرحلة الاعدادية عندما اراهم وقد ضاعوا علما وخلقا نتيجة ممارسات المدرسين وتصارعهم على الدروس والمهازل ترتكب فى طرقات المدرسة الاعدادية وفناءها بل وفصولها ولا تجد مدرسا يأمر بمعروف او بنهى عن منكر .... لا اشراف ولا توجيه ولا ادارة ولا مدرس يراعى الله فى اولاد الناس وبناتهم ... انا اتكلم عن مدرسة قريتى وهى مدرسة اعدادبة كبيرة ومشتركة بنات واولاد واعتقد ان هذه النموذج مكرر كثيرا فى امكان أخرى.
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا
|