وجد صغيري على مكتبي عدة كتب. بعضها ملون به صور تجذب عين الكبير قبل الصغير ، تبسط العلوم للأطفال و تحتها رأى ذو الأعوام الخمسة و الطموح الغامر كتاب الكيمياء الحيوية الضخم ذا الألف و مئة صفحة التي تعج بألآف الصيغ و المعادلات الكيميائية.
طالبني بما أستقبل به حضوره . تحية ترحيب بطفل فائق الاِنتباه ، أحكي له قصة من ثنايا الكتب.
هذه المرة لفت انتباهه سفر الكيمياء، و رجاني بحرارة أن أقرأه عليه ، تجاهلت طلبه هذه المرة. رفض أملاه مزاجي المتقرح إثر عودتي من عملي و إجهاد عقلي أعجزني عن تبسيط علم معقد لعقل لم تكتمل لبنات المعرفة لديه.
و قد جلست إلى جواره إذ يؤدي واجبه في كتابة أربعة من حروف اللغةعدة مرات ، عمل أنجزه في ساعة و هو لا يعجزه أن ينهيه في دقائق .
ساعة قضيناها نحنو على الكتاب نتأكد أن الخط في موضعه فإن لم يكن ، فصبر جميل من نفس راضية مسحت العوج و أبدلته بالعدل .
يسأل أجميل هو؟ أجمل مما قبله ؟ أي الحروف أبهى؟ قفي يا ساعة بعد دقيقتين و أعيدي شريط الأسئلة ، حرص يزينه فيبدو نبيهًا فأحبه أكثر ، يتملكني وعي بوجوده معي فيصبغ الحمد نفسي بالرضى بخالق الخلق.
*************************
|